أفرزت السنوات الطويلة من عمر الدولة العراقية وعلى جميع الأصعدة .صراعات ونزاعات وميول عدوانية. انطوت عليها طبيعة الصراع الاجتماعي والسياسي.كان من أهم أسبابها .الطبيعة التخريبية لأداء السلطة ومؤسساتها .وأيضا تغييب مؤسسات المجتمع المدني أو غياب تأثيرها .وأيضا مشاركة بعض تلك المؤسسات في تصعيد لغة العنف والقهر و الاستلاب.ووفق تلك السلوكيات أفرزت الوقائع الكثير من المؤسسات والأفراد ممن الحقوا الضرر الجسيم في مختلف مناح حياة المجتمع العراقي وعلى جميع الأصعدة.
في جميع الأوقات والأطوار التي مر بها العراق كانت السلطة والقوى الرجعية والقومية تحذر من الفكر الشيوعي وتعمل جاهدة وبشتى الطرق على تصعيد الهجوم بمختلف الوسائل من أجل خنقه وتغيب دوره في الشأن العراقي.
تعتبر فترة رئاسة حكمت سليمان عام 1936 في عهد انقلاب بكر صدقي فاتحة عهد في التصفيات الجسدية الكبيرة للشيوعيين العراقيين .وقد بادر حكمت سليمان لإعلان الحرب المكشوفة على الشيوعيين في خطبته أمام مجلس النواب مما دفع الشاعر العراقي معروف الرصافي للرد عليه في نفس المجلس بالقول (أن هذا المبدأ السامي _ويقصد الشيوعي _لا يقاوم إلا بشيئين إما بثقافة عالية أو بقوة غاشمة عظيمة جدا ) وكانت تلك لمحة ذكية جدا من شاعرنا الكبير حدد فيها وجهي المعادلة عن كيفية التعامل مع الفكر الشيوعي ،وقد فضل وحوش السلطات الأوباش وعلى مر العهود الخيار الأسوأ فيها، وتبنوا منطق القوة الغبية الغاشمة في هجومهم على الفكر الشيوعي واليساري.فالتجأت السلطات أولا لأسلوب الاغتيالات والتصفيات الجسدية مفتتحة عهد اغتيال الفكر وخنقه بتغييب شخوص حامليه والتنكيل بمعتنقيه أو إسقاط الجنسية عنهم وطردهم خارج الحدود.ورغم كل تلك الإجراءات الغاشمة فقد بدأت ملامح الفكر الشيوعي بالنمو والتوسع، وبدأ يؤسس لواقع موجود وفعال وأخذت قواعده تنتشر باطراد بين جماهير الشعب وتركزت وقويت شوكته بين الجماهير الشعبية وشغيلة اليد والفكر وتغلغلت تنظيماته في المؤسسات الاجتماعية والمهنية، وقدم هذا الفكر معادلة جديدة للعمل المهني بإعطائه طابعا سياسيا قدر له أن يُصَعد من طبيعة الوعي الحديث بالأهداف الطبقية للشغيلة وساعد ذلك في فرض الكثير من الشروط الجديدة على السلطات وأصحاب العمل من المتنفذين. وجاءت تلك المطالب والتغييرات لصالح الشغيلة فساعدت على تحسين ظروف العمل وسن قوانين جديدة تخدم المواطن. وكمثل على ما أفرزته قوة نضال الشيوعيين وقيادتهم للمسيرة الظافرة لتغيير الواقع، المستجدات التي طرأت في حينها على قانون العمل الذي شمل تحسين ظروف عمل النساء وزيادة الأجور وخاصة في أيام العطل والعمل الإضافي وإجازة بعض النقابات وغيرها من المكاسب .ولم يترك الحزب جانبا من ضروب الحياة دون أن يزج مناضليه للمشاركة في تفعيله ودفعه قدما .وقد لعب الحزب أدوارا رائده وفريدة في الكفاح من أجل حقوق الجماهير العمالية والفلاحيية والطلابية والنسائية وأوجد نوعا فريدا من التلاحم بين قطاعات الشعب للتكاتف والمطالبة بالحقوق وفرضها على السلطة والمستعمر. وأيضا فأن الحزب أعار جل اهتمامه لوحدة الشعب العراقي بمختلف طوائفه وأثنياته مؤكدا على الشخصية الوطنية الجامعة الخالية من عقدة العنصرية القومية الطائفية. وقاد الشيوعيون بجهادية عالية جماهير الحزب للخروج من ربقة تلك النعرات المؤذية لوحدة الشعب العراقي وسعيه المستمر من أجل الديمقراطية والسلام الاجتماعي.
كل هذه الانتصارات والنجاحات التي واكبت عمل الشيوعيين العراقيين في العهود الأولى من عمر الدولة العراقية ومن نشأت الحزب الشيوعي أثارت حفيظة القوى الاستعمارية وحلفائها في السلطة من القوى الرجعية والقومية مما دفع بها لتصعيد حملات القمع والترويع ضد الشيوعيين، وتكللت تلك الحملات باعتقال قادة الحزب وعلى رأسهم مؤسس الحزب وعقله المفكر الشهيد فهد ومعه كوكبة من رفاقه .وأصدرت المحكمة الكبرى بتأريخ 22 من حزيران 1947 حكمها باعدام الرفيق فهد وحازم وصارم ولكن الضغوط الداخلية والدولية والاستنكار الواسع لأحكام الإعدام اضطر السلطات لتخفيف الحكم .ولكن السلطات الرجعية كانت قد بيتت في الخفاء لتطبيق نهجها الداعي للتصفيات الجسدية والذي تبنته منذ المراحل الأولى كخيار لمواجهة الفكر الشيوعي ومروجيه والذي بنت عليه اعتقادها بأنه الطريق الوحيد للخلاص من الشيوعية .ولذا فقد وجدت السلطات الرجعية في تصاعد وتيرة النضال الشيوعي اليومي وانتفاضات الشارع العراقي التي يقودها الشيوعيون من مثل وثبة كانون وإضرابات الطلبة والتظاهرات المطلبية اليومية ،حجة لتوجيه التهم وإيجاد الذرائع لتقديم قادة الحزب مرة أخرى للمحكمة للتخلص منهم والحكم عليهم بالإعدام .
ونفذ حكم الإعدام بالرفاق فهد وحسين محمد الشبيبي (صارم ) يوم 14 شباط والرفيق زكي محمد بسيم (حازم ) يوم 15 شباط وقد جرت عملية الإعدام في مناطق مختلفة من بغداد من أجل بث الرعب وترويع ابناء الشعب .
أكانت مصادفة أم أنها حقيقة بينة تثبت تشابه الأحقاد وتوأمتها واستمرارها على ذات النهج وضمن ذات الشروط وعلى ذات الاتجاه .حقيقة تثبت أن هناك تشابه كبير بين كل هؤلاء القتلة وان أختلف الزمن وأختلف الوجوه .ثمة عيب عميق وشرخ واسع داخل تلك الأرواح الشريرة الضالة المجرمة والكارهة للطبيعة السوية للبشر .ثمة ضلال من الوحشية تعتمر بها قلوب جميع المجرمين تجعلهم يتمادون بشراستهم ووحشيتهم دون واعز من ضمير أو أخلاق.شباط هو ذات الشهر الذي قتل فيه أيضا خيرة الرفاق الشيوعيين والديمقراطيين وأصدقائهم على يد قطعان الذئاب الفاشية من البعثيين في أنقلابهم الأسود عام 1963 وكانت مجزرة ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء دون ذنب اقترفوه سوى حملهم لفكر تقدمي وطني، ولكن نظرية الأستأصال الموغلة بقباحتها ووحشيتها والمتأصلة في أرواح البعثيين الفاشست غالبا ما كانت تستحضر لقتل المخالفين واجتثاثهم .وذلك الخيار يمثل الوجه الحقيقي لخوائهم وعجزهم الفكري ولذا تراهم يعيدون الكرة مع الحزب الشيوعي في عامي 1978 و 1979 وكذلك مع مخالفيهم بالرأي من الأحزاب العراقية الأخرى. وليس غريبا أن تكون الجريمة وتصفية الخصوم تعبيرا ومظهرا مرافقا ومتمما لجميع الأيدلوجيات الفاشية .وكانت ردود الفعل الدائمة لمنفذي تلك الجرائم مزيجا من الفخر والغبطة والاعتقاد بأن تلك المجازر سوف تدحر الحزب الشيوعي وأن ذلك سوف يكون حدثا تاريخيا ونقطة تحول في تأريخ العراق حين يختفي الحزب الشيوعي عبر تلك التصفيات.وما كانت تلك المجازر وأكوام الجثث والعوائل المنكوبة تعني لهم سوى أفعال دفاعية وعمليات تجميل كان من الموجب لها أن تتم باعتبارها دعامة لاستقرار ورفاه قادمين .ولكن الأيام أثبتت خواء وخطل رهاناتهم ،وأثبت الزمن أن الشيوعيين قادرون أكثر من غيرهم على أن يكونوا مثلما كانوا أبدا صلبي العود وأقوياء وأهل للتحدي .
إعدام واختفاء شخصيات تحمل فكرا مغايرا وبذلك الشكل والمستوى البشع من الجرائم الموغلة بالبشاعة والقسوة ومن دون أن يكون لهؤلاء المغدورين قبور أو شواهد ،ربما لا يثير حفيظة البعض وبالذات منفذي هذه الجرائم ومن الجائز أن يتناساها حتى بعض أهالي الضحايا .في الأغلب فأن الشعب الذي عانى من القتل والتغييب والجريمة المنظمة والترويع والجوع والحرمان هو من أكثر الشعوب التي تحاول نسيان ماضيها وتهمل توثيق شخوص وأعداد ضحاياها وتحتاج لزمن طويل كي تدرك عمق المأساة وبشاعة الجريمة التي اقترفت بحقها وحق الوطن والإنسانية .
لا يقتصر تشخيص وقائع تلك الجرائم على النموذج الذي يمثله شهداء الحزب الشيوعي من الذين أعدموا واختفت أثار أجسادهم منذ العهد الملكي وأثناء فترتي حكم حزب البعث ،وإنما هناك فئات ومجاميع لمخالفي الرأي وآخرين دون تجاه فكري محدد والبعض من هؤلاء القتلى أعداد كبيرة من أطفال ونساء وشيوخ تم تصفيتهم جسديا وإخفاء جثثهم دون أعلام أقاربهم أو ما يرشد الى أماكنهم أو سبب إعدامهم و تصفيتهم .
تمثل حقبتي حكم حزب البعث الفاشي في قدومه الأول عام 1963 ثم القدوم الثاني 1968 انتصار مفزع لروح الشر وإثارة الكوامن الوحشية عند البشر غير الأسوياء ،حيث بلغت الجرائم بمختلف صورها في سنوات حكم البعث تلك مستويات مرعبة، وكانت من أكثر نتائجها وبالا وضع شرائح وأفراد من الشعب العراقي تحت طائلة التهديد اليومي بالإبادة الحقيقية لو أستمر البعث في حكم العراق.فمنجزات البعث الفاشي لا تقتصر على قتل مخالفي الرأي والمعارضين والمشككين والضجرين والمتذمرين وإنما طال الأمر حلقات التجار والصناعيين والفلاحين ممن يجدون أنفسهم متورطين بالارتباط بشكل وآخر بأحد رجالات السلطة أو منافسين له في المشاريع الاستثمارية ذات الربحية.وأيضا فأن التغييب و القتل المباشر يشمل أيضا الرفاق داخل الحلقات الحزبية البعثية من غير الممتثلين للتعليمات أو ممن يطمحون بالتميز خارج أعراف الخدمة الحزبية لصدام ورجالاته .وكذلك الجنود والقادة من المعترضين والناقمين في الخدمة العسكرية والمدفوعين في مواجهات حربية عدوانية هوجاء .وطالت الأعدامات والتصفيات أساتذة وطلاب الجامعات والمدارس على خلفية الاختلافات الفكرية أو طرق التعامل مع النص التدريسي أو الخصومة الشخصية أو الوظيفية أو الأكاديمية مع أحد المسؤولين أو أبنائهم .وحصد الموت الملايين من العراقيين وبمختلف الأعمار بسبب السياسات الاقتصادية الرعناء التي جاءت على خلفية الحروب الكارثية التي أقدم عليها نظام حزب البعث داخليا وخارجيا والتي أدت أيضا الى موت وإعاقة وتعطيل حياة الملايين .
لقد أطلق البعثيون مشروعهم لإبادة العراقيين قبل انقلابهم في 8 شباط الأسود عام 1963 ولم تكن عمليات الاغتيالات للديمقراطيين والشيوعيين أثناء فترة أعوام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 والتي اقترفتها عصابات البعث الفاشية وحلفائهم من القوميين والرجعيين غير تمرين وتمهيد لجميع المجازر التي أقترفوها بعد ذلك لتأسيس دولة الرعب التي سقطت في 9 نيسان بعد أن فضل قادة البعث قدوم قوات الاحتلال على الخيار الوطني وفضلوا تقديم التسهيلات للقوات الغازية عبر العنجهية الكاذبة والفارغة ليمنحوا المحتل كل ما تمناه من ذرائع لاحتلال العراق .
أننا اليوم أذ نستحضر ذكرى إعدام قادة الحزب الشيوعي ومن خلالهم نمجد جميع شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية الذين سقطوا في درب النضال الطويل ،نود أن نؤكد على نقطة مهمة تشوه وتلوث ليس فقط تأريخ مؤسسات المجتمع المدني العراقي ومنها الأحزاب والمنظمات الاجتماعية والسياسية وإنما تبدوا جريمة وشرخ وسوءة في تأريخ العراق كشعب وحضارة ووطن ،ولم يعد السكوت عنها غير مشاركة في تدمير العراق ودفعه نحو هاوية عميقة ومظلمة.أنني أعني بالضبط جرائم القتل والتصفيات الفكرية والجسدية لمخالفي الرأي الذي مارسته السلطات وأيضا البعض من مؤسسات المجتمع المدني ضد بعضها البعض .هذه الإشكالية الكبيرة دمرت القيم الاجتماعية والتقاليد السياسية من خلال تبريرها لأساليب القتل والتعذيب للخصوم واعتبار ذلك أسلوب عملي للحفاظ على خصوصية القيم والدفاع عن الوجود أمام الآخرين وجعله ممارسة موجبة وقضية عادلة تجاه المخالفين للرأي.
أن تلك الممارسات تأتي تعبير عن الخطل والفقر الثقافي والفساد والوحشية الأخلاقية ،وتعد مقدمة لتعميم الرعب الذي يرافقه رغبة عارمة لتطويع الجماهير الحزبية وغيرها للقبول بتلك الجرائم والانتهاكات البشعة باعتبارها مُسلمات واردة في سياق الصراع السياسي وهذا ما سعى له حزب البعث عبر فترتي حكمه ووضعه كنهج ثابت في سياق تنفيذ مأربه السلطوية .
أن ذكرى استشهاد رفاق الحزب الشيوعي الذي نشارك بأحيائها اليوم يجب أن نتذكر معها دائما ذكريات أليمة أخرى سقط بها شهداء من حركتنا الوطنية دفاعا عن حرية وكرامة العراق وخلاصه من الدكتاتورية. ومعها نتذكر بشاعة الجرائم التي قام وأختص بارتكابها العديد من العراقيين ضد أبناء جلدتهم والتي من الموجب أن تدون وتوثق ليشعر ويدرك الجميع مدى بشاعتها وقسوة أيادي وقلوب النخب والأفراد الذين اقترفوها، ووحشية النفوس التي أمرت وشاركت في تنفيذها .
نتذكر جريمة 14 ـ 15 شباط عام 1949 و جريمة شباط الأسود عام 1963 وقطار الموت وجرائم عامي 78 و79 وعمليات التهجير الوحشية وجرائم الحرب ضد إيران والكويت والجريمة البشعة في حلبجة وكذلك تدمير القرى وقتل الأبرياء في عمليات الأنفال، وما أعقب انتفاضة آذار عام 1991 من قتل وتشريد وترويع للناس الأبرياء, وأخيرا وليس أخرا من جرائم حزب البعث الفاشي وهو المكتشف من الرعب المدفون تحت الأرض العراقية .تلك الأجساد المهشمة والمسحوقة التي ضمتها العشرات من المقابر الجماعية المزروعة في طول العراق وعرضه.
أن معاناة الشعب العراقي على أيدي أولئك البرابرة الفاشست وبالذات ما أكتشف من مقابر جماعية ضمت الآلاف من الجثث لقتلى حملات منظمة للتعذيب والتصفيات الجسدية ،يجب أن تكون وأن تبقى قضية شعبنا الأخلاقية الأولى وأن تحرص مؤسسات المجتمع المدني السياسية والاجتماعية والمهنية على تغذية الذاكرة الشعبية العراقية بمشاعر الاستنكار والحقد على تلك الأفعال غير الإنسانية .وبالحث والتذكير الدائم بمقدار بشاعة وفداحة تلك الجريمة وضرورة تعرية وإدانة مرتكبيها .يجب أن تكون المقابر الجماعية منطلقا لحملة واسعة من أجل السلم الاجتماعي ونبذ العنف وإعادة ترميم الروح العراقية التي نخرتها بشاعة الظلم والقسوة وسلبت منها أكثر خصالها الرائعة في الشهامة والطيبة والألفة وروح المودة والتسامح.يجب أن تعقد الحلقات الدراسية والمؤتمرات وبشكل عاجل ومكثف لدراسة تلك الإساءات المرعبة والطرق الوحشية والابتذال السياسي الذي مارسه البعثيون الفاشست بحق أنفسهم وأهليهم وبحق وطنهم .
يجب أن يتم توثيق تلك المقابر الجماعية بأيدي أمينة وواعية ويتم البحث بدقة عن النخب التي أمرت وارتكبت تلك الجرائم وأن يحاكم هؤلاء وبشكل علني و خاص وحصرا فيما يخص تلك الجرائم ليطلع الشعب العراقي على الغاية والسبب الحقيقي من وراء تلك الأفعال. وأن تكون المقابر الجماعية درسا وضميرا للجميع ليرتفع معها وعي العراقيين بضرورة التعايش السلمي بين مختلف الآراء والأفكار والمبادئ دون تهديد ونفي وتهميش وتغييب وقتل. يجب أن تؤطر الحياة السياسية القادمة في العراق بعقد أو ميثاق شرف يضمن به ومن خلاله عدم استخدام العنف والابتعاد عن الصراعات المسلحة والاغتيالات وتعذيب وإباحة قتل مخالفي الرأي والمنافسين والخصوم.يجب أن يفتتح العهد الجديد بالتأسيس للغة مشتركة وحضارية ومسؤولة تدون وتثبت بشكل منهجي وقانوني تلك المخالفات الجرمية وتسعى لسن قانون يمنع حدوثها مرة أخرى .