ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2421 - 2008 / 10 / 1 - 01:28
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
إن الزلزال الكبير الذي هز دمشق ، ليس ذلك التفجير الذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى على تخوم ضاحية دمشق الجنوبية ، أسوة بضاحية حزب الله الأمنية ، التي تحولت إلى أكبر معقل لشيعة إيران قابلة للتفجير والانفجار لحظة وصول إشارة البدء من جهات عدة .
إنما الزلزال الكبير ، هو ذلك الاستنحار الذي يجري داخل محكمة الجنايات الأولى ، التي استطاعت بفعل مأمورية قضاتها المرتهنين ، ولا تنفصل عن أوامر الأجهزة الأمنية ، في شق وضرب وغسل دماغ أعضاء إعلان دمشق للتغيير الوطني ، فمنذ الجلسة الأولى للمحاكمة الهزلية التي فضحت زيف أولئك القضاة الذين لا علاقة لهم لا بالحقوق ولا بالقانون المتبع في العالم المتحضر، وكأنهم رعاة أو قوم لا يفهمون ، جرى التشويش على عقول أعضاء إعلان دمشق بطريقة فيها الكثير من الاسترهاب الممهد للاستنحار، دون أن نسقط من حسباننا مقالات وبلاغات الطابور الخامس وفي مقدمهم هلوسات نضال نعيسة التي تذكرنا بهلوسات ناصر قنديل ووئام وهاب في لبنان الشقيق .
لم يصمد بعض أعضاء الإعلان أمام طغيان المحكمة وجبروت قضاتها الذين سيخلدهم التاريخ وتذكرهم الأجيال بسوء الطالع كما نذكر الآن قضاة محكمة عاليه العرفية (محكمة السفاح الاتاتوركي جمال باشا) فكل ما نقلته التقارير والبيانات فيه الكثير من البهرجة الإعلامية ، طبيعي أن تنقل الجانب الحسن من المرافعات ، أما ما خفي تسود له الوجوه ويندى له الجبين ، لشدة الشتائم والسباب الذي طافت به أرجاء المحكمة ووصل إلى الشارع ، على أن ما وصلنا هو من داخل المحكمة وليس من خارجها ، لذا اقتضى التوضيح .
وهذا لا يشمل كل الأعضاء ، فبعضهم صمد وظل متمسكاً بأهداف الإعلان وأفكاره رغم الضغط والتضييق الهائل وربما المغريات التي لا نعرف ما إذا كان البعض قد استجاب لها محبباً أو مكرهاً ، ومن حسن الحظ أن من بين هؤلاء الصامدين ، الدكتورة فداء حوراني ورياض سيف وأكرم البني ، هؤلاء الذين يعانون أكثر من أي سوري آخر ، ظلوا مؤمنين بجوهر الإعلان وأهدافه ، بعلم النظام والشعب السوري ، رغم تدهور حالتهم الصحية وتعرض حياتهم للخطر بين فينة وأخرى.
أما الآخرين ، فقد خرواً سجداً أمام هول المحكمة ، أحدهم وللأسف راح يراجع ضميره في جلسة المحاكمة ، مبيناً أنه ليس مؤمناً إيماناً تاماً بمحتوى الإعلان ، لا نريد القول ، لماذا إذن التوقيع على الإعلان والمضي إلى منتصف الطريق وعندما يتعثر المسير يبدأ التفيكر في العودة إلى بيت الطاعة ؟.. لكننا نود القول ، إن هذه التجربة لن تؤتي ثمارها الآن ، لأن المناخ الأمني لا يسمح لها أن تزهر ، فلن تثمر قبل أن تزهر أولاً ، وهي خطوة أولى في رحلة الألف ميل ، تجربة استنحروها من دون أن ينحروها ، فانتحر بعض أعضائها في غير وقته.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟