|
القرضاوي، ونظرية قدوري الشيعية!!
فالح حسون الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 08:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عزيزي القاريء الكريم : هذه المقالة طويلة، لكنَّ زبدتها في النهاية، فإذا (عندك قرصاغ) إكملها، وإذا كان نفسك قصيراً، فإتركها حالاً !! أثارت التصريحات الأولى للشيخ يوسف القرضاوي حول (غزو ) الشيعة، وإنتشارمَدِّهِم الى (البلاد الأسلامية) لجريدة ( المصري اليوم ) ردود أفعال مختلفة ومتخالفة أيضاً، إذ لم تتحدَّد ردود الأفعال هذه بطرف معين، بل جاءت من أطراف وقوى اسلامية، وغيراسلامية عديدة.. فأمتد لهيبها الحارق الى حقول متنوعة، حتى أصبحت حديث الناس الصائمين ( والمفطرين ) في ليالي رمضان الطويلة!! وغدت الشغل الشاغل للمواقع الإعلامية المتعددة، ويبدو أن الرجل قد فوجيء بحجم وقوة الردود المنددة والرافضة، والمؤيدة والمساندة لطروحاته أيضاً، إذ لم يخل موقع الكتروني، او صحيفة اسلامية، الا وفيها سجال من سجالات هذه القضية الهامة، بخاصة وإنها جذبت مختلف الطبقات والأوساط، بدءاً من القاريء البسيط، وإنتهاء بالعالم القدير.. مما أتاح الفرصة لكل من هبَّ ودب ( ودبَّ وهب )، ليدلو بدلوه في هذه البئر العميقة، والممتلئة. فضلاً عن دخول هذه المنازلة أسماء من ذوي الوزن الثقيل في الساحة الثقافية والفقهية الإسلامية، أمثال المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله، والإيراني محمد علي تسخيري نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمفكرالإسلامي راشد الغنوشي، والكاتب الإسلامي فهمي هويدي، ومئات المثقفين والكتاب، والمتخصصين في الشأن الإسلامي .... مما دفع بالشيخ القرضاوي، لأصدار بيان توضيحي حول تلك التصريحات، ولكنَّ هذا البيان لم يفِ بالغرض المطلوب، إذ إنقلب السحر على الساحر، وجاءت الرياح بغير ما تشتهيه سفن القرضاوي، فحصل عكس مايريده الشيخ، إذ ازدادت النقمة، والرفض والتنديد في الأوساط الإسلامية، وعلى كل الأصعدة. مما دفعه الى اللجوء لجريدة الشرق الأوسط ( السعودية ) ليعلن من خلالها عن نبذه للشيعة، ودعوته لأبناء السنة، بحماية دينهم من غزو الرافضة (ومقاومة) مدِّهم الصفوي (بكل الوسائل والأساليب) الممكنة! لكنَّ حديثه ( للشرق الأوسط ) لم يطفيء النار، بل صب الزيت عليها، فأزدادت النار لهيباً، وأزدادت ردود الأفعال المناهضة غضباً، فجاء التنديد من منظمات، ومؤسسات، وشخصيات دينية، وعلمية، وثقافية، وشعبية واسعة. والملفت في الأمر، إن هذه الردود لم تأت من الطرف الشيعي فحسب، بل جاء أكثرها من الطرف الآخر، مما دفع بعدد من العلماء السنة، وبعض المنظمات، والجهات السنية للهجوم المعاكس، عبرالتضامن والتأييد مع موقف الشيخ القرضاوي الرافض (للرافضة) ولعل أشد البيانات المؤيدة له كان بيان جبهة علماء الأزهرالذي عرض بشكل واضح رأيهم المتشدد والعنيف ضد الشيعة (الروافض) وللفائدة، أعرض هنا للقاريء الكريم مقطعاً من هذا البيان، والذي أحسبه أخف المقاطع، ( وألطفها ) في ذلك البيان المذكور..حيث يقول نصاً :- ( إن أئمة المسلمين قالوا :- إن أصل بدعة الروافض تعود الى زندقة وإلحاد وكذب... وإن في الرافضة شيء من ضلال النصارى، ونوع من خبث اليهود، بل إن اليهود والنصارى يتميزون عن الرافضة بخصلتين، فحين سُئلت اليهود عن خيرِّ أهل مِلتهِّم، فقالوا : هم أصحاب موسى..!! وسُئلت النصارى عن خيرِّ مِلتهِّم، فقالوا : حواري عيسى، وحين سئلت الرافضة ( الشيعة ) : مَن شرِّ أهل مِلتهِّم، قالوا : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) ولكم أن تقدروا بقية (الدرر) في هذا البيان وهنا أود أن أطرح عدداً من الأسئلة حول الموضوع، لقناعتي بأهمية هذه الأسئلة، وجدوى طرحها، ومنها على سبيل المثال : - لمصلحة من أطلق القرضاوي هذه التصريحات، أمن أجل المسلمين حقاً، أم من أجل أمورأخرى، ولماذا أطلق القرضاوي هذه التصريحات الآن تحديداً، أي في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، تلك الأيام المباركة التي تطيب النفوس والخواطر، فهل أنَّ الإسلام خصَّ شهر رمضان بالتآخي، والمحبة، والوحدة، والسلام، أم بالإختلاف، والتباعد، والإختصام والإقتتال بين المسلمين، خاصة وأن القرضاوي يشغل موقع رئيس ( الأتحاد ) العالمي لعلماء المسلمين؟! ولماذا يطلق الرجل هذه التصريحات ( من السعودية )، ولم ينتظرحتى عودته الى الدوحة، فهل أراد أن يزايد على الوهابيين بوهابيتهم، فيكون بذلك ملكاً أكثرمن الملكيين، أم أنه أراد أن يبعث برسالة تحريضية مباشرة الى الشباب السعودي المعروف بتطرفه، وتعصبه ضد الشيعة المسلمين، ليدفعه نحوالتطوع، والمضي الى العراق وتفجير نفسه وسط تلاميذ المدارس الصغار، أو في الأسواق العراقية، أو فوق الجسور التي تربط قلوب العراقيين بعضها ببعض، بإعتبار أن الأرض السعودية، ( حشه مكة والمدينة ) هي أرض خصبة لزراعة الإرهاب، وإنتاج الفتاوى الطائفية، ولتصديرالإرهابيين للسوق العراقية أيضاً؟! ثم لماذا نشرهذه التصريحات في الصحف، وليس في الجامع، أوالجامعة، أو الإتحاد الذي يرأسه مثلاً.. فهل أراد لتصريحاته هذه، أن تصل لأكبرعدد من أبناء المسلمين، بإعتبارأن الصحيفة أوسع إنتشاراً من الجامع، وبهذا الإنتشار يتحقق ( الغرض المطلوب)؟! وماهو هذا الغرض المطلوب؟! وقبل أن أجيب على هذا السؤال، اود أن أسأل بكل ( براءة) عن مصداقية قلق القرضاوي وخشيته وخوفه على أبناء السُنة من الغزوالشيعي وهوالقائل بأن (السُنة يشكلون تسعة أعشارالمسلمين) فهل أن الشيعة الذين لايصل عددهم الى عُشرالمسلمين عناترة وجبابرة لهذا الحد؟! وهنا يجب القول صراحة :- بأن لا خير في مذهبٍ مؤمنٍ، يشكل تسعة أعشارالمسلمين فيخشى (مذهباً كافراً) هو أقل من العُشر الواحد!! أما جوابي عن الغرض المطلوب من تصريحات القرضاوي، ولماذا أطلقها الآن.. ولِمَ أنقلب الرجل الذي لم يكن قد كفرَّ الشيعة من قبل ( كما يقول ويفخر هو شخصياً )، والذي رضي أن يكون نائبه في رئاسة الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين شيعياً ( صفوياً )..، والذي تعرض ( أي القرضاوي ) لأكثر من مرة لنقد المتشددين السعوديين، والمصريين، وكذلك اليمنيين بسبب لينه وتراخيه في التعامل مع قضية الرافضة، وعدم تكفيره الشيعة الإمامية من قبل، كما يقول هو أيضاً، ولماذا أنقلب الآن، وأستدار مئة وثمانين درجة، حتى أصبح أشدَّ من شيوخ الوهابية تطرفاً، وأشدَّ من مفتيهم تحريضاً ضد الشيعة.. وأظن بأن الجواب ليس صعباً قط، لذا سألخصه بجملة واحدة وأقول للقاريء الكريم :- فتش عن العراق : تجد الجواب هناك!!!!! فالقضية هي عراقية محض، (والشغل هو شغل عراقي مائة في المائة )، والمطلوب هو رأس النظام الديمقراطي العراقي لا غيره، وبما أن بعض العرب لم يزل مُصَّراً على أن الحكم الحالي في العراق هو حكم شيعي، رغم وجود سبعين ألف وزير، ووكيل وزير، ونائب في البرلمان، ومحافظ ونائب محافظ، ومديرعام، وضابط كبير، ورئيس إتحاد، ومسؤول كبيرفي الحكومة من السنة، والأكراد والأخوة المسيحيين، وغيرهم من أبناء الأطياف الأخرى.. وإن هذا البعض من العروبيين، يطلب رؤوس الشيعة قبل غيرهم، لأعتقاده بأن القضاء على الشيعة ( العملاء) يعني القضاء على بنية النظام الجديد، والعودة بالحكم ( لجماعة أبو عدي)!! ألم يسمِّ الشيخ القرضاوي ( مشعول اللشة صدام ) بشهيد الأمة ؟؟!! إذاً فإن القضية برمتها قضية سياسية كبيرة، وهي أكبرمن أن تكون قضية طائفية صغيرة، فإلشيخ القرضاوي، والطنطاوي، والداطلاوي، والسعودية، والولايات المتحدة الباكستانية، والجميع يعرف جيداً بأن إيران اليوم قد أصبحت خارج منطقة الرمي، حيث يقول المحللون العسكريون دائما، ولكني رغم إختلافي الشديد مع موقف إيران وحزب الله من القضية العراقية، ومن العراق الديمقراطي، الاَّ إن هذا لا يمنع من القول، بأن إيران اليوم قوة كبيرة، لا يقدرالشيخ ( ولا أبو الشيخ ) من التأثيرعليها، وهي دولة كبيرة بكل مقومات الدولة الكبيرة، من حيث المال والسلاح والنفوذ، والإعلام، والمناصرين، ومن حيث القوى التي تنفذ لها - للأسف - أجندتها أينما تريد، وفي كل مكان، حتى أن بعض الدول العظمى راحت تتودد ( وتتلوكَ ) لها اليوم، وأظن بأن الشيخ القرضاوي يعرف ذلك جيداً، أما شيعة لبنان فأقول بصراحة، إنهم اليوم أكبرمن دولة لبنان نفسها، وأعتقد بأن قوة الشيعة اللبنانيين التي تكمن في حزب الله، هي أكبر من قياس الدولة اللبنانية بكثير، فحزب الله اليوم للأسف الشديد أصبح دولة داخل دولة، ولا أحد يقدر على الوصول اليه، وهذا الأمر بات معروفاً للقاصي والداني.....!!!! إذاً فالقضية تخص الشيعة العراقيين وليس غيرهم، إذ يظن الأرهابيون وأعداء العراق الطائفيون خطئاً بأن الشيعة العراقيين (مساكين) لاحول ولاقوة لهم، وإن كسرهم، يعني كسرالنظام العراقي الجديد، بإعتبارهم العمود الفقري لهذا النظام، وذبحهم يعني ذبح هذه التجربة الفريدة في المنطقة، وقد يجدي التحريض ضدهم نفعاً، فيحقق مالم يستطع غيره تحقيقه، بخاصة وقد رأى الإرهابيون، وأعداء العراق بأم أعينهم هزيمتهم النكراء في العراق، وخروجهم من ( مولده ) بلا حمص، على الرغم من إنهم ( أكلوا من قبل، الحمص والقدر معاً )!! كما رأوا كيف فشلت، وتفشل مخططاتهم، وحساباتهم ومشاريعهم الجهنمية واحداً بعد الآخر، لذلك فهم أيقنوا بأن العراقيين جميعاً قد كبروا وتساموا على جراحاتهم، وإنتصروا على خصوماتهم، ولم يعد يفيد معهم القتل والتفجيروالخطف ولا يؤثر فيهم التسميم والتشهير، والتسقيط، ناهيك عن الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها شركة صابرين الجنابي لإنتاج الأفلام الجنسية، بعد أن فقدت جمهورها وروادها المغفلين، إضافة الى إنصراف الجماهير العراقية عن مشاهدة قناة الجزيرة، وكساد بضاعة حارث الضاري، وفشل ( جقلمبات ) عدنان الدليمي. فماذا يفعلون كي يعود الوضع الى ماكان عليه أيام الفلوجة الزرقاوية، والسيدية الذهبية، خاصة وإنهم جربوا كل شيء، وفشلوا في كل شيء أيضاً. لقد فشل أعداء العراق حتى في أوراقهم المهمة التي يحتفظون بها لأيام العوز، بعد إن أستخدموا في الأسابيع الأخيرة أهم أسلحتهم، ورغم ماتحقق لهم من نجاح في بعض المناطق، حيث حدث خرق أمني هنا، وتفجيرعبوة ناسفة هناك، أوعملية إغتيال في هذه المحافظة، وعملية إختطاف في تلك، لكنَّ الأمر الذي أدهش الأعداء، أن العراقيين لم يأبهوا لهذا الخرق، ولا لتلك التفجيرات، بل زادوا في إقبالهم على الحياة، وأستمروا في مواظبتهم على الفرح، والإنشراح رغماً عن أنف الأرهاب، بدءاً من إنغمار العوائل العراقية بأماسي متنزه الزوراء، وعودة رائحة ( شوي السمك المسكَوف) ثانية الى ليالي شارع أبي النؤاس، وبالعودة الميمونة للصبايا والنساء الى أسواق، ومغايزالكرادة والمنصور وبغداد الجديدة والأعظمية وغيرها من المناطق الأخرى، وعودة عبور( البغادلة ) من الرصافة الى الكرخ وبالعكس ليلاً ونهارا دون خوف، بعد أن كان هذا الأمرمستحيلاً من قبل، فضلاً عن عودة المهجرين، تلك العودة التي جاءت بعد عودة الحياة، والطمأنينة الى النفوس القلقة، والقلوب الخائفة، وبعدعودة النور والأمن، والأمان الى ليالي بغداد، وصباحاتها، وشوارعها، وحدائقها، وملاعبها، وأمامنا مباراة الكأس بين الزوراء وأربيل التي حضرها مئة ألف متفرج زحفوا منذة ساعات الصباح الأولى، فتمكن نصفهم من دخول الملعب، في حين بقي النصف الآخر( مشتولاً ) خارج الملعب، يتابع المباراة بحماس من خلال (عياط الجمهورالأخر وصياحه)!! ناهيك عن الحفلات الموسيقية، وزفات الأعراس التي لم تتوقف فيها الطبول والأغاني حتى ساعات الفجر .. فماذا يمكن للأعداء أن يفعلوا لهذا الشعب الخرافي.. وكيف يمكن كسر شوكته، وإعادة هذا البلد الخطير الى حظيرة العرب البائسة.. وهل هناك أخطر من الفتة الطائفية ... وربما سيقول لهم قائل : ولكنَّ الفتنة الطائفية فشلت في العراق فشلاً ذريعاً، فلِمَ العودة لهذه الورقة الخاسرة؟ والجواب : أن هذه الورقة، هي الورقة الوحيدة المتبقية في ( إحتياطي ) الإعداء، إذ لم يعد بعدها شيء يمكن اللعب به، ويبدو إنها ( إنلاصت فرد نوب ).... فأضطروا إضطراراً، أو ( إنطراراً) كما يقول ( شيَّابنا ) في الجنوب، لإستخدام ورقة الشيخ القرضاوي، بإعتبار فضيلته ( الجوكر ) المنقذ، والمدرك للخطر، وفي حسابهم أن إستخدام ورقة القرضاوي إضطراراً لن تخسر حتى وإن لم تنجح في تأليب السنة ضد اخوتهم الشيعة، أو في تحريك الرأي العام الإسلامي ضدهم، لكي يقوم بمحاصرة ( المد) الشيعي، وتطويقه، وهم يقصدون بذلك ( تطويق الحكومة العراقية )!! إذ بمجرد أن يطلق القرضاوي قنبلته هذه من الأراضي السعودية، وفي هذا الوقت العصيب، حتى تتدفق موجات الجراد البائس نحو العراق، ويتسابق مطايا الإنتحارالسعوديين وغير السعوديين نحو الأرض العراقية المقدسة ( لينالوا الشهادة )!! وأحسب أن الغاية المرجوة من هذا الأمر قد تحققت فعلاً، فإعداد المطايا الإنتحارية تزداد على الحدود السورية، والتي تعد ( بوابة تحريرالعراق من العراقيين الأصليين) وكلهم يسعى (للإستشهاد) وقت المغرب، وذلك من أجل اللحاق بعشاء الرسول ( ص )، فيتعشى معه، ومع الصحابة الأتقياء، وأم المؤمنين عائشة!! ربما يقول البعض بأننا نبالغ في تفخيم وتعظيم أحجام، ومقاديرعدونا، والحقيقة غيرذلك تماماً، فأعداء العراق الجديد كثيرون جداً، فهم حشد من الإرهابيين القادمين من كهوف بن لادن، والبعثيين الخارجين تواً من ( أوكارالهزيمة ) والطائفيين الطالعين من ( تكيات أبوالثلج ) وملحقات المساجد الخلفية، وقد إنضم اليهم حسب الظروف والمصالح، خليط من حكومات ( خرنكعية )، وأحلاف عسكرية، وجيوش نظامية، (وفيالق إستخباراتية )، ومصانع حربية، ومنظمات سرية، وأحزاب سياسية، ومخابرات، وبنوك، وهيئات دبلوماسية، ومنظمات ( فدائية) وهيئات طائفية، ( ولجان شعبية )، ومؤسسات إعلامية إخطبوطية، وإتحادات نقابية مهنية ( أدبية وفنية )، وعصابات نفطية، وتجارسلاح، وتجار ( كيمياوي )، وتجارحشيشة، وتجار( دِين )، وتجار(رياضة)، وتجار(شنطة) وفنانون وفنانات وشعراء وشاعرات، (ومومسون)، ومومسات، يدعمهنَّ (من الخلف طبعاً) رؤساء، وملوك، وأمراء، (وخلفاء دول إسلامية) وشيوخ ومفكرون جهنميون، وعقول موسادية، وحقول نفطية، ومجرمون، ومحللون، ومتحللون. وليس سراً أكشفه بأن جميع أعداء العراق الجديد هم سياسيون (وإن لم يعملوا)!!!!!! لأن عداءهم للعراق هوعداء سياسي ( كامل الدسم )، حتى وإن لبس لبوساً آخراً، فهذا العداء المبرمج، والمنظم يحمل صفة سياسية محض، فهو لايرتبط بدين، ولاطائفة، أو قومية، ولابفكرمعين، لذلك نجد أن أعداء العراق قد تناسوا بسرعة فائقة، جميع إختلافاتهم، وخلافاتهم الدينية والمذهبية والقومية والآيدلوجية، والأخلاقية وأجتمعوا بمختلف ألوانهم ( ودونياتهم ) حول هدف واحد، هو وأد تجربة العراق الديمقراطية، وإطفاء هذا الإشعاع الحضاري مهما كلف الثمن!! إذاً، فليس غريباً أن تحمل عمليات التخريب، والتدمير، والتسقيط، والتشهير، والتكفيرالتي تمت في العراق طيلة الأعوام الخمسة التي تلت سقوط نظام العفالقة بصمات سياسية، رغم أن أغلبها قد نفذ بفتاوى دينية، مرتدياً أقنعة جهادية، وحاملاً تصاريح مختومة بأختام (المقاومة الإسلامية الشريفة) ولو أجرينا عرضاً لمجمل الأعمال الدونية التي نفذتها (المقاومة الشريفة) في العراق، لوجدنا ان ثمة سيطرة (كنترول) وعقلاً متفرغاً يديرمجمل هذه العمليات، فهو الذي ينسق بين العمليات ويحدِّد الأهداف ويرسم الطرق، ويعد المستلزمات، ويموِّل المشروع. رغم إن المُنفذين الجهاديين، هم شكلان مختلفان، (واحد من أم درمان والثاني من أم علوان). وللحق فإن بعض العمليات الإرهابية التي تمت في العراق لايقدرعلى تنفيذها بهذا الشكل الدقيق والماهرغير جهاز مخابراتي ظليع بالإرهاب، كجهازالمخابرات السورية، أو المخابرات الإسرائيلية، أو الإيرانية!! لقد مارس أعداء العراق الجديد أفعالاً قذرة، وأساليباً غير شريفة من أجل إعادة عقرب الساعة الى الوراء وأرجاع الحكم الى العهد السابق، لذا فقد مارسوا بحق العراقيين الأبرياء القتل بالسيف والتفخيخ، وقناني الغاز، والماء، والطعام المسموم، ( وبكاتم الصوت الخبيث )، كما مارسوا الخطف والسطوالمسلح على المصارف والبنوك، وكذلك نهب الآثار، وتشويه سمعة القيادات الوطنية، وتلويث بياض الرموزالدينية، والتأريخية والنضالية، وممارسة التسقيط الإجتماعي بحق المدافعين عن العملية السياسية، وتزويرالعملة الوطنية، وتخريب شبكات الماء والكهرباء وأنابيب النفط، وإغراق الأسواق بالبضائع والأدوية الفاسدة، ناهيك عن مشاركة بعض الأشخاص الذين تسللوا الى مناصب الدولة العليا رغماً عن أنوفنا، فأصبحوا وزراء، و مسؤولين في الحكومة، والبرلمان العراقي، والهيئات الدينية، ولم يكتف هذا البعض بمشاركته الشخصية في (عمليات المقاومة الشريفة )، بل راح يشرك أفراداً من عائلته في الجهاد ( ضد الحكومة العميلة) !! مثل الوزيرالقاتل أسعد الهاشمي، والنائب الهارب عبد الله الجنابي، وعائلة النائب عدنان الدليمي، وعائلة الشيخ حارث الضاري، وغير ذلك من المجاهدين ( (الحوك ) الهاربين الى ملاهي سوريا، وعمان، وشقق القاهرة المفروشة ( أحلى فرش )، وناطحات سحاب دبي، واللائذين بذرى وظل ( الخيمة الخضراء).. أو أولئك المحبوسين في السجون والمواقف العراقية، والأمريكية )!! ومما لاشك فيه ان للقرضاوي تأثيراً كبيراً على الشباب العربي، ومن المفيد أن نتعرف على خلفية الرجل، وعلى أهميته الفقهية، والدينية، ومدى تأثيره في المجتمع العربي والإسلامي بإعتباره فقيهاً، وأستاذاً جامعياً في مواد وفصول متعددة من مادة الدين، وخطيباً ( جامعياً ) في أكبرجامع في قطر، والتي تنقلها الفضائية القطرية مباشرة فحسب، بل وفي عموم خطبه التي يلقيها في المناسبات الدينية والتأريخية، وبإعتباره أيضاً مؤلفاً إسلامياً، وشخصية ( تلفزيونية ) معروفة خصصت له قناة الجزيرة وقتاً واسعاً من مساحة بثها، وهو غير هذا وذاك، شخصية جدلية مثيرة للنقاش والإشكال، يتوجب دراستها جيداً، وعدم إهمالها، وكذلك فهم أسباب هذه الألمعية وهذا السطوع الذي يحظى به الرجل في الشارع العربي، والإسلامي، ومعرفة الجهات التي تقف خلف هذه الألمعية، وخلف هذا السطوع، ولمصلحة من توظف ( نجوميته )، ومَن المستفيد منها؟!!! ختاماً نعود لعنوان المقال، وحكاية قدوري.. حيث أرسل المقبورعدي يوماً في طلب المشجع العراقي المعروف قدوري، وحين جيء به، سأله عدي الألثغ قائلاً : (إسمع لك قدوغي ) أنت تقول بأن للشيعة أهدافاً ثلاثة، فما هي هذه الأهداف؟! فأرتبك قدوري، وجاءت له الرجفة والقشعريرة، بخاصة وهو يرى عدي يضع أصبعه قرب عينيه، فقال له مرتبكاً : - أستاذ دخيلك، آني ماقلت أهداف.. آني قلت أحنه الشيعة أنحب تلث أشياء.. !! فقال له عدي : وما هذه الأشياء الثلاثة؟! فأجابه قدوري بخوف قائلاً : (أستاذ) أحنه الشيعة أنحب (السمج ) والفراش، وعلي بن أبي طالب!! وأمس، وأنا أقرأ سيرة القرضاوي عرفت بأنه يحب أكل السمك كثيراً، ويحب (الفراش) أيضاً، فالرجل تزوج من فتاة تصغره بأربعين عاماً، وبهذا، فلم يبق على أن يكون القرضاوي شيعياً- حسب نظرية قدوري- غير ( محبة الإمام علي بن أبي طالب )!! وهذه مشكلة كبيرة، لأن محبة علي بن أبي طالب، هي قدر، ويقين لا يأتي لكل شخص، ولا لأي إنسان، ويبدو إن هذه النقطة ستبقى قائمة بين الشيعة وغيرهم، وستظل قضية خلافية حتى ظهور صاحب الزمان..........!!!!!!
#فالح_حسون_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقال بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي / رسالة الى الشهيد الحلو ( ا
...
-
عيد الشيوعيين، عيد لكل الوطنيين
-
فازوا في ساحة الطيران, وفزنا في الدوحة!
-
القطريون يفخخون مباريات الفريق العراقي
-
العراقيون يهزمون الطائفية أربعة - صفر
-
لكل عصر ( أبو درعه ) !!
-
أيها العماريون : مات محمد عمارة !!
-
العلم عند الله ، وعبد الله وزاير بوش !!
-
الصابئة برحي العراق ، فأحموا برحيكم
-
ليلى فائق في ذمة الخلود
-
أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟
-
وأحنه أشما نقصنه أنزود !!
-
في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
-
أي عراق هذا ، بلا مسيحيين ؟!!
المزيد.....
-
الرئيس بزشكيان: على الدول الاسلامي التعاون ووضع الخلافات جان
...
-
هل أحاديث النبي محمد عن الجيش المصري صحيحة؟.. الإفتاء ترد
-
المكتبة الخُتَنيّة.. دار للعلم والفقه بالمسجد الأقصى
-
“خلي أطفالك مبسوطين” شغّل المحتوي الخاص بالأولاد علي تردد قن
...
-
قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|