|
علم الوراثة الجينية يثبت أن العرب و بني إسرائيل من أصل واحد
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 09:10
المحور:
الطب , والعلوم
موضوع شائك هذه الأيام أن تكتب مؤكدا على العلاقة بين العرب و اليهود ، فالسياسة تطل برأسها ، و الدين بكل أسف وظفه البعض لخدمتها ، و لكن هذا لا يعني أبداً أن نفقد الشجاعة في ذكر الحقائق ، التي نعتقد بصحتها ، تلك الصحة المبنية ليست فقط على إيمان أصحاب كل دين بما ورد بكتبه المقدسة ، و لكن أيضا بعلم الوراثة الجينية ، الدي إن إيه ، أو الحامض النووي ، و هو حكم عدل ، لأنه – كما أذكر دائما – لا يدري ما هي السياسة ، و لا يعرف قيمة المال ، و لا يتأثر بالجو الإعلامي السائد ، و لا يقرأ الكتب المقدسة . لهذا لن ألجأ للرد التقليدي الذي يعتمد على مقارنة نمط الحياة الذي تقدمه الكتب المقدسة لإبراهيم عليه السلام ، و لإسحاق و إسماعيل و يعقوب ، عليهم جميعا السلام ، و ذراريهم ، و نمط الحياة البدوية التي يعرفها العرب البدو ، رغم إنه دليل في حد ذاته قوي ، فهناك التشابه المدهش بين نمط حياة إبراهيم و ذريته ، مع نمط حياة البادية كما عرفها العرب ، فهناك الصحراء ، و الخيام ، و رعي البقر و الغنم ، و تغطية المرأة لوجهها عند رؤيتها لرجل غريب ، و خزام الأنف عند المرأة ، و غير ذلك من الأنماط و السلوكيات الحياتية لحياة البادية ، و هو تشابه أدهش كل من تعامل مع عرب البادية من المستكشفين و الرواد الأوروبيين الأوائل في العصر الحديث ، و الملمين بنصوص التوراة . في عدد السبت ، السابع و العشرين من سبتمبر ، 2008 ، من جريدة الحوار المتمدن الإلكترونية اليومية ، كتب الأستاذ علي ثويني ، مقالاً ، شدتني فيه فقرة إستشهد فيها سيادته برأي لعميد الأدب العربي ، طه حسين ، و الرأي المنقول يتعلق بنفي الأصل المشترك بين العرب و اليهود ، و بالتالي نفي ما جاء بالكتب المقدسة ، في اليهودية و المسيحية و الإسلام . بما إنني لم أطلع على رأي الأستاذ الدكنور طه حسين في هذا الشأن مباشره ، أي من كتاباته ، فإنني سأعتمد على ما قال الأستاذ علي ثويني ، و على كل حال ، أصدر هذا الرأي عن طه حسين أو لم يصدر ، فإنني هنا أفند الرأي ، أياً كان قائلة ، و أياً كان الآخذ به و المعتنق له . الحكم بيننا ، نحن المصدقين لما ورد بالكتب المقدسة عن الأصل المشترك بين العرب و اليهود ، و بين النافين لذلك ، هو علم الحامض النووي ، الدي إن إيه ، كما ذكرت عالية ، و هو حكم مقبول للطرفان كما أعتقد ، للأسباب المذكورة عالية أيضاً . كمقدمة ، يجب أن نذكر أن اليهود ينقسمون إلى قسمين رئيسيين ، اليهود الشرقيين ، أو السفارد ، و اليهود الغربيين ، الأشكناز ، بالإضافة لأقسام أخرى ، مثل اليهود المشرقيين من وسط آسيا و من إيران ، و اليهود من البلدان العربية ، و اليهود الأثيوبيين ، و اليهود اليمنيين . في هذا المقال ، سوف أنتقي قسم واحد ، و هو اليهود الأشكناز ، لسبيين ، أنهم الأكثر عددا بين اليهود على مستوى العالم ، فهم الغالبية و بالتالي فإن للعينة قيمة كبيرة كما يعرف أي متخصص في العلوم البيولوجية و في علم الإحصاء ، و ثانياً ، و هذا هو الأهم ، إنهم الأبعد جغرافيا عن الشرق الأوسط ، و بالتالي الأقل إحتمال للتأثر بالوجود العربي ، فلو إستشهدت باليهود السفارد في غرب أوروبا ، الذين منشأهم ، في الغالب يهود شبه الجزيرة الأيبيرية ، أو إستشهدت باليهود الناطقين بالعربية ، لقال قائل من أبناء مدرسة طه حسين : إن هؤلاء بهم نسبة من القبائل العربية المتهودة ، و التي ذكرها ابن قتيبة ، و ابن حزم ، و صاعد البغدادي الأندلسي ، و غيرهم ، مثل بعض أقسام قبائل كندة و الحارث بن كعب و جذام و الأزد و حمير . لهذا فلتكن العينة اليهودية من اليهود الأشكناز ، الذين كانوا يتركزون ، و إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية ، في المنطقة المعروفة اليوم ببولندا ، و بيلاروسيا – روسيا البيضاء - ، و روسيا ، و بدرجة أقل في بعض بلدان شرق أوروبا الأخرى ، و هي جهات لم تسجل بها أو إليها أي هجرة لأي قبيلة عربية بدوية . و لتكن العينة العربية من القبائل العربية البدوية ، أي التي نثق في عروبتها . قبل إستكمال الحديث ، يجب توضيح مصطلح الهابلوجروب الذكري ، و الذي سأستخدمه كثيرا . نحن نعلم أن الذكر يختلف عن الأنثى في الكروموسومات ، بأن الذكر يحمل كروموسوم واي – Y - و كروموسوم إكس – X - ، بينما الأنثى تحمل كروموسومين إكس ، مثلما يجب أن نعلم أن كروموسوم واي ينتقل فقط من الأب إلى إبنه ، و لا ينتقل أبداً إلى البنت ، و بالتالي فإن أي كروموسوم واي في أي ذكر ، هو إنتقال من أب إلى ابنه ، صعودا إلى الرجل الأول ، أدم . و لكن في إنتقال كروموسوم واي من جيل إلى أخر ، تحدث بعض التغيرات ، و التي تتراكم ، و تجعل بالإمكان التمييز بين كروموسومات واي ، و تمييز الأجيال من بعضها ، و بعض هذه التغيرات تعرف بالهابلوجروب ، و قد قسم العلماء الهابلوجروب ، و أعطوا الهابلوجروب الرئيسية أسماء من حروف الهجاء الإنجليزي ، و من أغراض ذلك إثبات التقارب بين بعض تلك الهابلوجروب في الأصل ، و لكنه ليس الغرض الوحيد . تحليل الدي إن إيه للقبائل العربية يثبت أن الهابلوجروب الذكري السائد هو هابلوجروب جى وان – J1 – أو الطفرة - M 267 فقد أثبتت دراسات مختلفة ، قامت بها مجموعات مختلفة من العلماء ، بإثبات أن أكثر من ستين بالمائة من العينات التي أخذت من رجال ينتمون لقبائل عربية بدوية ، تحمل هذا الهابلوجروب ، لدرجة مكنت العلماء من ربط هذا الهابلوجروب بالشعوب السامية . نأتي للعينة الثانية ، و أعني اليهود الأشكناز ، الأبعد جغرافيا عن العرب من كل المجموعات اليهودية الأخرى ، فقد ثبت تواجد نفس الهابلوجروب بينهم بنسبة تصل إلى تسعة عشر بالمائة – 19% - و هي نسبة لا يستهان بها ، إذا أدخلنا في إعتبارنا البعد الجغرافي الهائل ، فأين بولندا أو غرب روسيا ، من صحاري فلسطين و الأردن و سيناء و العراق و سوريا و الجزيرة العربية . اليوم ثبت أن أثنين تقريبا من كل عشرة يهود أشكنازيم ، يحمل نفس النوعية من الهابلوجروب الذي يحمله ستة من كل عشرة رجال من القبائل العربية البدوية اليوم ، و هو دليل على إنحدار اليهود الأشكناز ، بنسبة الخمس تقريبا ، من أصل مشترك مع عرب البادية ، و هم الأنقى عروبة بين كل العرب . و يزيد على هذا أن العينات التي جمعها Wells ، لنفس الهابلوجروب في أوروبا ، ثبت أن نصفها هي ليهود إشكناز ، مع العلم بأن هذا الهابلوجروب محدود الإنتشار في أوروبا بدرجة كبيرة ، و يظهر بدرجة نادرة في شبه الجزيرة الأيببرية و بعض جزر البحر المتوسط ، وبعض مناطق جنوب أوروبا ، فضلا عن أمكان تواجد التجمعات اليهودية في أوروبا ، أي في المناطق التي إحتكت بالعرب أبان التوسع العربي ، و مناطق تركز اليهود . و للعلم فأن حوالي عشرة بالمائة من اليهود السفارد يحملون نفس الهابلوجروب ، و في هذا مفارقة مدهشة ، لأن اليهود السفارد هم الأقرب جغرافيا للشرق الأوسط ، مصدر هابلوجروب J1 . فإذا أضفنا إلى ذلك ان ما يعرف بكوهين موديل هابلوتايب - وهو هابلوتايب وجد إنه يرتبط بأغلب الأشخاص اليهود الحاملين لإسم عائلي كوهين و مشتقاته ، و هو الإسم العائلي الذي يشير إلى إنحدار حامله من نسل هارون ، عليه السلام ، ثبت أن نسبة إرتباط هذا الهابلوتيب بالأشخاص الذين يحملون هابلوجروب جى وان - J1 – هي أعلى من أي إرتباط بأي هابلوجروب أخر ، بما يحمل إمكانية إثبات أن هارون ، عليه السلام ، وبالتالي موسى ، عليه السلام ، و أجدادهما يعقوب و أسحاق و إبراهيم ، عليهم جميعا السلام ، كانوا يحملون نفس الهابلوجروب جى وان ، الذي يوجد بين العرب . علم - كما ذكرت سابقا – لا يعرف النظريات التاريخية ، و لم يقرأ الكتب المقدسة ، و لا يتأثر بالأهواء الإعلامية و الشعارات الرنانة ، و لا يخضع للحملات السياسية ، و لا يعرف قيمة المال فينحاز لحامله ، يقول بأن نسبة لا يستهان بها من يهود اليوم تصل إلى حوالي خمس اليهود الأشكناز ، و أكثر من ستين بالمائة من عرب البادية ، و حوالي أثنين و عشرين بالمائة من المصريين عموما ، دون تفصيل بحري و قبلي ، و أكثر من ثمانية و ثلاثين بالمائة من الفلسطينيين ، و ثلث العراقيين تقريبا ، و حوالي ثلاثين في المائة من السوريين ، و بين عشرين بالمائة و ثلاثين بالمائة من التونسيين و الجزائريين ، و ثلث قومية الأمهرا في أثيوبيا ، و ثلاثين بالمائة من اللبنانيين المسلمين تقريبا ، و تسعة بالمائة من اللبنانيين المسيحيين تقريبا ، ينحدرون من أصل واحد . نأتي لنقطة ثانية ، و هي ما جاء بالقرآن الكريم ، و بالتوراة ، و في مرويات العرب الشفاهية ، من أن إبراهيم عليه السلام لا ينحدر من الجزيرة العربية ، حتى أن العرب أطلقت على نسل إبراهيم عليه السلام ، العرب المستعربة ، و تقول التوراة أنه جاء من أور بجنوب العراق . علم الوراثة الجينية ، أو الدي إن إيه ، أيضاً ينتصر للكتب المقدسة و المرويات الشفاهية في هذه المسألة ، فيقول لنا بأن أول رجل حمل الهابلوجروب المعروف ب جى وان – - J1سكن في جنوب الهلال الخصيب ، و يحتمل في العراق ، أو في فلسطين ، و هما منطقتان ترتبطان بإبراهيم عليه السلام ، فالعراق ، ولد بها ، و فلسطين إستقر بها ، و سواء كان هذا الرجل إبراهيم عليه السلام ذاته ، أو أحد أجداد إبراهيم ، و هو الإحتمال الأرجح و الأقرب للصحة - لأن التقديرات تقول بأن أول رجل حمل هذا الهابلوجروب ، ظهر منذ عشرة آلاف عام - فإن كل هذا يثبت صحة ما جاء بالكتب المقدسة في الإسلام و اليهودية و المسيحية ، و بما جاء في كتب الحديث و السيرة ، و ما جاء في شعر العرب ، و أدب اليهود ، عن أصل مشترك يجمع العرب الخلص ببني إسرائيل ، و أن إبراهيم ، عليه السلام ، كان عراقياً ، و أنه تجول في منطقة الهلال الخصيب ، و أن أصل العرب يقبع في جنوب الهلال الخصيب ، في العراق و فلسطين و صحاري الأردن و سيناء ، و ليس في جزيرة العرب ، فجزيرة العرب ، لم تكن إلا مهجر ، و ليست موطن أصلي للعرب . هذه هي الحقيقة مجردة بالإدلة العلمية .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير ا
...
-
دلالات طلبهم منا الإنتظار ، السلطة خائفة
-
يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي
-
مصر تستحق علم مصري ، لا ألماني قيصري و لا تركي الأصل
-
مبارك و الخديوي إسماعيل ، مقارنة لازالت في صالح الثاني
-
الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم
-
في مسألة التمييز ، لماذا لا نعدل فتأمن مصر ؟
-
عرب الحضارة ضد عرب البداوة ، صراع قديم قائم
-
غزة ، مرحباً بالإنضمام ، و لا لعودة الإدارة المصرية
-
يوم الفخر - يوم الدرعية 9-9-1818
-
أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية
-
لسنا ضد أهل الخليج ، و لكن ضد بيع مصر لهم
-
تصوراتنا للإتحاد المتوسطي ، دراسة مدرسية متبادلة لتاريخ بعضن
...
-
عبد الوهاب المسيري حي بنا
-
لا تنامي يا محلة ، فمن يتحدى آل مبارك لا ينام
-
هل ينقص مصر الطلاب ؟
-
المحكمة المتوسطية العليا لحقوق الإنسان
-
تصوراتنا لإتحاد المتوسط ، السفر و العمل و التجارة و البيئة و
...
-
إستفتاء شعبي لكل قانون ، هو الطريق للحرية و العدالة
-
إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع
المزيد.....
-
اليوم العالمى للهيموفيليا.. اعرف الأسباب والأعراض وأهمية الت
...
-
علماء يكشفون أن زلزال كهرمان مرعش كان -فريدا من نوعه-
-
اكتشاف تاريخي.. علماء يجدون أقوى دليل لحياة محتملة خارج كوكب
...
-
بعد وفاة لاعب الزمالك السابق سعد محمد.. كل ما يجب معرفته عن
...
-
جامعة -سيتشينوف- ودائرة الصحة بأبوظبي تتعاونان بشأن تطوير ال
...
-
إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لدماغ فأر لا يتعدى حبة رمل
-
حظك اليوم الجمعة 18 نيسان/أبريل 2025
-
دعاء الخوف من صوت الصواريخ
-
تفسير حلم صاروخ يسقط في البيت
-
أطعمة تحفز انتاج الاستروجين هرمون الأنوثة
المزيد.....
-
هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟
/ جواد بشارة
-
المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
-
-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط
...
/ هيثم الفقى
-
بعض الحقائق العلمية الحديثة
/ جواد بشارة
-
هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟
/ مصعب قاسم عزاوي
-
المادة البيضاء والمرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت
...
/ عاهد جمعة الخطيب
-
المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين
/ عاهد جمعة الخطيب
-
دور المايكروبات في المناعة الذاتية
/ عاهد جمعة الخطيب
المزيد.....
|