أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابراهيم علاء الدين - الكويتي يعيش في دولة رفاه دون شيوعية او اشتراكية















المزيد.....


الكويتي يعيش في دولة رفاه دون شيوعية او اشتراكية


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 09:28
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قرر الشيخ سالم العلي الصباح توزيع 80 مليون دينار كويتي أي ما يزيد قليلا عن 250 مليون دولار امريكي للمتقاعدين الكويتيين الذين يبلغ عددهم حوالي 43 الف شخص بمعدل 500 دينار كويتي للشخص الواحد (1650 دولار امريكي ) هدية لهم بمناسبة شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد.
وكان هذا القرار محور حديث المجتمع الكويتي كله منذ اسبوعين وحتى الان، واظن انه لن يتوقف لاسابيع تالية وقد انقسمت ردود فعل المجتمع الكويتي الى عدة اقسام:
الاول : وهم غالبية المتقاعدين الذين عبروا عن فرحة كبرى بهذه البادرة التي تفضل بها سمو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني، ولهجت السنتهم بالدعاء له والشكر الممزوج بالامتنان والتقدير.
الثاني : بعض المتقاعدين الذين ايضا لهجت السنتهم بالدعاء مصحوب بالشكر والامتنان لكنهم تسائلوا لماذا وحده الشيخ سالم العلي من يقوم بمثل هذا العمل الانساني والديني، فيما هناك شيوخ ورجال اعمال اذا لم تضاهي ثروتهم ثراء الشيخ سالم فبعضهم اكثر ثراء منه، وياخذ الحديث ابعادا اخرى فينصب على نقد الاثرياء البخلاء كما على حد تعبيرهم.
الثالث : الموظفون غير المتقاعدون وكان معظم حديثهم ينم عن غيرة واحساس بالغبن ويصل بعضهم الى حد اتهام الحكومة بالتقصير الى جانب توجيه انتقادات شديدة لرجال الاعمال الاثرياء الذين لا يقدموا شيئا للوطن والمواطنين على حد تعبيرهم.
الرابع : الشباب من رجال الاعمال الاثرياء الذين اشادوا بمبادرة الشيخ سالم وبرروا عدم قيامهم بما قام به بان ثروتهم لا تضاهي ثروة الشيخ ، فيما البعض قال ان الكثير من معارفه واصدقائه من الاثرياء يقدمون اكثر مما يقدمه الشيخ ولكن سرا حيث انه ليس مستحب ان يقدم الانسان على عمل الخير ويعلن عنه.
الخامس : وهم قلة من المثقفين على كل حال احترفوا التنظير السياسي ويدعوا القدرة على تقديم الاجابة الشافية الكافية الوافية لكل شؤون الحياة ويتوزع هؤلاء على معظم التيارات السياسية يسارية ويمينية ووسطا ومنهم من ينتمي لاحزاب دينية واخر للتجمعات يسارية وثالث لا لون له ولا طعم، انصبت احاديثهم على ادانة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي واعتبروا ان قيام الشيخ بهذا التبرع السخي يمثل فضيحة للنظام الطبقي "واستخدمت الكثير من العبارات التي تصف الانظمة الطبقية من وجهة نظر اليسار ومثلها بمفردات مختلفة مسنودة ببعض الاحاديث النبوية الشريفة او القصص التراثية التي يستخدمها اتباع التيارات الدينية.
والمثير ان هناك في الكويت من يصف حالة الشعب الكويتي ب "المطحون والمضطهد، المسلوب الثروة ، والمحروم، وشعب الاقساط، الى اخره من عبارات قد تنطبق على أي شعب اخر في العالم الا على شعب الكويت.
وفي وجهة نظر الفريق الاخير الكثير من التجني وعدم الدقة ومجافاة الحقيقة والواقع ،فمن وجهة نظري ان المجتمع الكويتي حقق درجة عالية من مجتمع الرفاه الذي تحدثت عنه الفلسفات والايدلوجيات المختلفة دينية برجوازية راسمالية اشتراكية شيوعية ليبرالية علمانية الى اخره، وكلها تقريبا اتفقت على ان هدفها الاعلى هو توفير الاحتياجات الاساسية للفرد مع بعض الكماليات التي تجعل حياته اكثر سهولة ومتعة.
ولو حاولنا مقارنة ما دعا اليه المصلحون من كل الاتجاهات والايدلوجيات بما هو متحقق في الكويت لوجدنا ان المجتمع الكويتي تجاوز بمسافة كبيرة اقصى ما دعا اليه المصلحون ، وحتى لا يكون حديثنا مجرد "صف كلام" كما يقول البعض فتعالوا لنرى بعض ابرز ما يتميز به واقع المجتمع الكويتي.
يتمتع المواطن الكويتي بدرجة عالية من الامن والامان على نفسه وماله وممتلكاته، وفق قوانين محددة واضحة تقوم على المساواة بين المواطنين وسيادة القانون وكفالة حقوق المواطنة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهي من البلاد العريقة نسبيا في توفير المناخ الديمقراطي، الذي يمكن الكاتب أن ينتقد الحكومة بشدة وينام في بيته دون ان تستدعيه اجهزة المخابرات في اليوم التالي.
والمواطن الكويتي يضمن له القانون الحق بالعمل، لذا فالكويت تعاني من مشكلة اسمها "بطالة مقنعة" أي عدد زائد من الموظفين في دوائر الحكومة، وليست بطالة قائمة على عدم توفر فرص عمل.
كما ان حق السكن في منزل محترم مكفول للكويتيين وهناك عدة انظمة لتطبيق هذا الحق، فالطبقة الوسطى من الموظفين يمكنه الحصول على قطعة ارض من الدولة ، وقرض من بنك التسليف والادخار باقساط ميسرة وفائدة محدودة جدا لبناء منزل عالي المستوى، كما ان البنوك التجارية تقدم هي الاخرى اغراءات كبيرة للراغبين في بناء مسكنهم الخاص، كما تقوم الدولة ببناء مساكن فاخرة وتوزيعها مجانا على المواطنين الذين يطلق عليهم "ذوي الدخل المحدود" تخيلوا ان ذوي الدخل المحدود في الكويت لا يقل دخلهم عن 3500 دولار شهريا" اما الشباب الذين يتزوجوا حديثا وحتى يتم حصولهم على منزل باي من الطريقتين السابقتين فان الحكومة تقدم له بدل ايجار أي تدفع عنه اجرة الشقة التي يسكن فيها الى ان يحصل على قسيمة "قطعة ارض" او منزل حكومي مجاني.
الحكومة الكويتية تقدم كل مواطن يتزوج من مواطنة كويتية مبلغ 5 الاف دينار أي نحو 16 الف دولار وذلك كمساعدة له لبناء قواعد الاسرة الجديدة.
ويتداول الناس هنا القول "ماذا يريد الكويتي ؟ الحكومة تعطيه ارض وقرض ومهر وترعاه طيلة حياته ولما يموت تدفنه مجانا .. ماذا يريد اكثر من ذلك؟"
والقول السابق يعبر حقيقة عن واقع المجتمع الكويتي فالخدمات الصحية مجانية وهي متقدمة ومتطورة ولا تخلو أي منطقة من مناطق الكويت من مؤسسات الرعاية الصحية الاولية "مستوصفات"، والعلاج بالمستشفيات مجاني حتى اصعب واخطر العمليات، واذا كانت الامكانات المحلية لا تسمح يتم ارسال المريض للعلاج في الخارج على حساب الدولة.
والتعليم ايضا مجاني تماما من رياض الاطفال حتى اعلى الدرجات العلمية في المدارس والجامعات الحكومية، بالاضافة الى البعثات الدراسية للخارج، وللطلبة الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة هناك صندوق لرعايتهم تبحث الحكومة حاليا زيادة مخصصاته الى 100 مليون دينار (حوالي 350 مليون دولار).
كما تقدم الحكومة دعما لحوالي 40 سلعة غذائية اساسية منها على سبيل المثال الحليب المجفف والزيت والعدس والفول والسكر والارز وصلصة الطماطم والمعكرونة، وغيرها وتباع للمواطن وفق ما يطلق عليه بالبطاقة التموينية بسعر يعادل اقل من 30 بالمائة من سعر السوق ، بالاضافة الى وجود الجمعيات التعاونية في كل منطقة من مناطق الكويت وهي ملك للمواطنين القاطنين في الحي، تحقق للمواطن فائدتين، الاولى: فائدة مباشرة تتمثل بانخفاض الاسعار مقارنة بسعر البضائع في السوبرماركات التجاري، والثاني: ان المواطن يحصل على ارباح سنوية باعتباره مساهما بالجمعية وترتفع ارباحه بقدر مشترياته.
وبصورة عامة المواطن الكويتي يمتلك سيارة بالحد الادنى، ويوجد في المنزل الكويتي العادي 5 اجهزة تلفزيون على الاقل، و 3 ثلاجات وتكييف شامل لجميع المنزل، وبرادة ماء، وفلاتر حديثة لتنقية المياه، واربع حمامات، وصالونين للضيوف على الاقل، وغرفة طعام حديثة، ومطبخ مجهز باحدث ما توصلت اليه صناعة الاجهزة الاستهلاكية المخصصة للمطابخ، و90 بالمائة من الكويتيين يسافرون خارج البلد بقصد السياحة او اسباب اخرى مرة واحدة على الاقل سنويا، والتطور العمراني يضاهي احدث العواصم الاوروبية، ويغطي مختلف مناطق الكويت، والحداثة في مختلف مناحي الحياة اسواق حديثة مكيفة، مطاعم ، سينما، حدائق، شواطئ بحرية منظمة جدا، شوارع واسعة وحديثة وجسور، وكهرباء وماء، وكافة انواع الخدمات.
اليس هذا هو نوع من مجتمع الرفاهية الذي تحدثت عنه الفلسفات الاصلاحية والثورية والغيبية ؟
وبالاضافة لذلك فهناك الكثيرمن المخلصين الكويتين ممن يبذلون جهودا في كافة الميادين لتحقيق المزيد من الرفاهية. وهناك الكثير من المحسنين الذين يجودون بسخاء على مواطنيهم رغم كل ما هو متوفر لهم من اسباب الرفاه، فيما اثرياء عرب كثيرون حققوا ثرواتهم على حساب عرق وجهد شعوبهم، وكانوا من ضمن اسباب فقر وتردي الاوضاع الاقتصادية لتلك الشعوب لا يقدموا أي نوع من المساعدات او التبرعات لشعوبهم، بل يزدادون طمعا وشراهة كلما زادت ثرواتهم. فشكرا للشيخ سالم العلي وكل المحسنين اصحاب الكرم والجود.
والسؤال الذي اود ان اختتم به هذا الحديث هو : ما هي المقومات التي يمكن من خلالها تحقيق مجتمع الرفاه؟
ربما يجيب البعض كل من وجهة نظره ، لكني اكاد اجزم ان هناك شرطان اساسيان الاول: ثراء المجتمع، والثاني: عدالة نظم الحكم (أي القوانين المنظمة وليس الفرد الحاكم).
ولتحقيق الشرط الاول يتطلب وجود مجتمع نشيط مبدع ، ولتحقيق الشرط الثاني يتطلب وجود شعب واعي متعلم مدرك. وكل عام وانتم بخير.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتاوي السخيفة ليست جديدة .. واسألوا السيدة فريدة
- جمهورية العقلاء العرب
- كل من يخالفنا الرأي عميل وخائن؟؟؟
- رشيد قويدر والسلفية اليسارية (2 من 2)
- رشيد قويدر والسلفية اليسارية (1من2)
- دور قطر المشبوه
- هل حال القاهرة افضل من غزة او بغداد..؟؟
- سوريا وقطر تحبطان محاولة لاستعادة الوحدة الفلسطينية
- كفى حديثا عن فساد السلطة الفلسطينية
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (5) والاخيرة
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (4)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (3)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (2)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (1)
- لا عطوان ولا كيله يلغون دولتنا
- الامهات العازبات في المغرب .. اباحية وسفور ام فقر وجهل..؟؟
- اساتذة الجامعة يبتزون الطالبات
- اليسار الاممي تضامن مع غزة وليس مع حماس
- خطوة اردنية لوقف النصب والاحتيال
- فضيحة سياسية ثقافية مذلة للعرب في بكين


المزيد.....




- مديرية الجمارك في سوريا تلغي 10 رسوم أرهقت المواطنين خلال نظ ...
- الإعلان عن إجراءات جديدة في المصارف والجمارك السورية
- موردو قطاع السيارات في أوروبا يعانون.. مأساة تاريخية لصانعي ...
- ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما
- استقرار كميات الغاز المتدفق من أوكرانيا إلى سلوفاكيا
- الكويت.. التضخم السنوي يرتفع خلال نوفمبر الماضي
- حظر تطبيق -تيك توك- لمدة عام.. في هذه الدولة الأوروبية
- كيف تمكن السيطرة على التضخم في سوريا الفترة المقبلة؟
- الإنتخابات الألمانية - الاقتصاد ثم الاقتصاد وقليل من الهجرة ...
- قطر: سنوقف إمدادات الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي إن فرضت ...


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابراهيم علاء الدين - الكويتي يعيش في دولة رفاه دون شيوعية او اشتراكية