مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 09:49
المحور:
الصحافة والاعلام
القضية ليست في مجرد التضامن مع صحافي أغضب السلطة بجرأته و بذلك فقد استحق بعض الصفعات من هذا النظام فهذا حدث أقرب للاعتيادي و حتى العادي , الإثارة محدودة هنا بلا شك..بل للقضية بعد آخر أكثر فالقضية تتعلق بأحد المحرمات الكبرى في إعلامنا إن لم يكن في أية وسيلة تعبير ناهيك عن التفكير نفسه..بقي الزعيم – السياسي و الديني خارج احتمالات النقد المسموح به تحت طائلة العقوبة المشددة , حتى أن رجال الدين قد حرموا شخصنة أي من كبار الصحابة أو النبي مثلا , مجرد الشخصنة فكيف بأي نقد مثلا , ينسحب هذا إلى حد كبير على واقعنا السياسي و العقيدي , فما زال بمقدور الأزهر مثلا أن يمنع رواية في مصر لأنها تتجاوز الخطوط الحمر و هذا صحيح أيضا في اليمن مثلا حيث حوكم صحافيون و أدباء لخروجهم على هذه الخطوط الحمر التي تحددها المؤسسات الدينية , رغم أن هناك خطا أحمر مفروض على الجميع : هو السلطة , المحلية أو العالمية , كان صالح "الرئيس اليمني" واضحا كعادته في هذا عندما أكد بعد الهجوم على السفارة الأمريكية أنه حتى الهتاف بموت أمريكا و إسرائيل هو جريمة..لا يسمح أبدا بالاقتراب من هذا الخط الأحمر , القضية اليوم في القاهرة أن أحدا ما تورط إلى حد ما و زج بالرئيس المصري في قضية إبراهيم عيسى , رغم أن القضية ربما لم تكن بهذه الخطورة لكن ما أن يحضر اسم الزعيم حتى تصبح من الوزن فوق الثقيل..يجب التأكيد أنه حتى إذا نجا عيسى بفعلته لكن هذا الخط الأحمر لم يهتز , إنه أقوى من ذي قبل , ما أعتقده أن أي احتجاج على الحكم الصادر بحق إبراهيم عيسى يجب أن يبقي حق اقتحام هذه الخطوط الحمراء مفتوحا لمغامرات جديدة..أكثر من أن إبراهيم عيسى يستحق التضامن و أن النظام المصري يستحق الإدانة فإن الأمل بوجود فعلي لحرية التفكير و التعبير لا يمكن إلا أن تكون كل التابوهات السياسية و الدينية ضحيته الأولى , هذا يجعل من قضية إبراهيم عيسى ضد حسني مبارك قضية تستحق التضامن العنيد...
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟