أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمعة الحلفي - بانتظار... المثقف!














المزيد.....

بانتظار... المثقف!


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 746 - 2004 / 2 / 16 - 04:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منذ انتصار الثورة الفرنسية الكبرى 1793 وحتى اليوم، تـُقرن شعارات العدالة والحرية والمساواة، التي قامت عليها الثورة، بأسماء مثقفي ذلك العصر: مونتسكيو، فولتير، روسو...الخ، وهو ما يدل دلالة قاطعة، على قوة صوت المثقف وتأثير هذا الصوت في مجمل حركة التاريخ.
وفي حياة شعوب كثيرة لعب المثـقفون أدواراً متميزة وطليعية في نضالات شعوبهم من أجل التحرر والإنعتاق والحرية، وفي رسم مستقبل بلدانهم. ولم يسجل التاريخ يوماً، دوراً تنويرياً وريادياً لمثقف ما، اكتفى بما يبدع وقبع في الزوايا القصية يتفرج على مجريات أحداث عاصفة في حياة شعبه، أو أنه ظل ينتظر انقشاع غبار تلك الأحداث ليظهر أخيراً كي يلعب دوره المأمول، فحينذاك ستكون ستائر المسرح قد أسدلت وذهب الممثلون والنظارة كل إلى حال سبيله.  وإذا كانت هناك من مزيّة، أو ذكرى عطرة جعلت من أسماء مثقفين ومفكرين، من أمثال الكواكبي ومحمد عبده وقاسم أمين وسلامة موسى وطه حسين والأفغاني وسواهم، حاضرة وفاعلة حتى اليوم في حياتنا الثقافية والاجتماعية، فهي لأنهم لعبوا  أدواراً تنويرية متميزة ومتلازمة مع إبداعهم الفكري والثقافي، في حياة شعوبهم جعلت من أسمائهم علامات شاخصة في سياق حركة النهضة العربية.
 وفي ظرفنا (العراقي) الراهن، حيث يتبارى الجميع في لعب أدوارهم على مسرح الأحداث لرسم مستقبل العراق وتقرير مصير شعبه، لا يلحظ، في واقع الحال وللأسف الشديد، سوى غياب المثقف العراقي ودوره الريادي ومساهمته المطلوبة، وكأن حضور هذا المثقف (مع بعض الاستثناءات بالطبع)  بات مقصوراً على ميدان الثقافة وإنتاج الإبداع، فيما شؤون الحياة الأخرى بكل تنوعاتها وميادينها وحراكها، ليست من اختصاصه أو من اهتمامه، الأمر الذي سيكرس حالة إقصاء المثقف عن مؤسسات المجتمع وعن دوائر صنع القرار، وهي الحالة التي أسس لها النظام السابق وظلت سائدة طوال العقود الماضية.
ليس المقصود هنا بطبيعة الحال، دعوة المثقف لأن يزج بنفسه في قلب التطورات والمماحكات والمجريات اليومية، ولا أن ينافس السياسيين على أدوارهم، أو الأختصاصيين على اختصاصاتهم، بل المقصود هو أن يكون حاضراً في قلب المشهد، دوراً وموقفاً ومكانة ورأياً يحسب له الحساب، إذ ليس من المنطقي ولا من المقبول أن تبادر مختلف قطاعات وفعاليات المجتمع لتنظيم نفسها في أطر وتجمعات ومؤتمرات، وأن تدلي بدلوها في كل صغيرة وكبيرة، وأن تسُمع رأيها وتسجل موقفها، فيما المثقفون، فرادى وجماعات، تتناثرهم المنافي والهموم الخاصة والشخصية، أو تستنزفهم الجرائد والمطبوعات المحلية، أو تتناهبهم مشاغل البحث عن أدوار صغيرة وعن لقمة العيش والأمان.
أن مشكلة المثقف العراقي محيرة حقاً، فهو، في صورة من صوره، أما أن يغرق في السياسة حتى أذنيه ويترك جانباً كل ماله صلة بإبداعه الثقافي وبدوره المعرفي والتنويري، وإما أن يبقى على هامش الأحداث متفرجاً لا يتدخل في واردة ولا شاردة. ولهذا فهو، في الحالتين، لا يستطيع أن يمسك  أو يحتفظ  بدوره كمبدع، ولا أن يؤدي هذا الدور كمثقف معني بالمتغيرات الحياتية والمصيرية من حوله، عنايته بمتغيرات نصه الإبداعي ودور وأثر هذا النص معرفياً وجمالياً. ولهذا أيضاً فهو، على الدوام، يجد نفسه في موضع الازدراء من جانب السياسي، في المرة الأولى لأنه متطفل لا يقوى على منافسة هذا السياسي، الأقوى منه حنكة ومعرفة في أسرار المهنة، والأكثر منه دراية  بتفاصيل المشهد وخباياه وما يتطلبه من ألاعيب وإمكانيات، وفي المرة الثانية لأنه متعفف ومستنكف ومعزول عن المجريات اليومية، التي تستوجب الحضور والتفاعل، فكيف ومتى سيخرج المثقف العراقي من عنق الزجاجة؟
  



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخرافة والتنجيم .. العربية!
- ثقافة المحاكمة والتخوين
- رسالة الى مهدي خوشناو


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمعة الحلفي - بانتظار... المثقف!