أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد حسين - في ذكرى رحيله: هادي العلوي والاكراد















المزيد.....

في ذكرى رحيله: هادي العلوي والاكراد


أحمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 08:01
المحور: سيرة ذاتية
    


تمــرهذه الايام الذكرى العاشرة لرحيل المفكرالعراقي هادي العلوي(بغداد1932- دمشق1998 ) وهو واحد من أهم مفكري العالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين . كان لهادي العلوي نظريته في قراءة وتفسير التاريخ الاسلامي، مثلما كانت له آراءه المثيرة للجدل في السياسة وفي الفكر الماركسي . وهادي العلوي ينفرد بين المفكرين العرب المعاصرين في اعتبار نفسه نتاجا ً للحضارتين العربية والصينية ، فكتب على باب بيته في (دمرالشام ) رقعة تقول "مرتقى الحضارتين ". وفي هذا البيت زارته ذات مرة صحفية سورية فلاحظت وجود صورة ( لينين ) معلقة على الجدار فسألتــه: انت ماركسي ولست سوفياتيا ً، لماذا تعلق صورة لينين ، الا تجد في ذلك تناقضا ً ؟ تطلع اليها باسما ًوقال:هذه الصورة هدية من أصدقاء اكراد وأنا كما تعلمين احب الاكراد وادافع عن قضيتهم ولذلك احتفظ بهذه الصورة .
وقبل أسابيع من رحيله وجه له الصحافي السوري ابراهيم ابراهيم السؤال التالي :
أنت صديق للاكراد ...والاكراد يتعاملون مع الغرب والاميركيين اكثر من تعاملهم مع العرب ..ماهو تقيمك لهذه المعادلة السياسية ؟ فكان جواب هادي العلوي النص(نشرفي جريدة الحياة 9/10/1998) ادناه :

" ليس الاكراد هم الذين يتعاملون الغربيين وقادتهم الامريكيين ، بل الذين يتعاملون معهم هم الزعماء الاقطاعيين وامراء الحرب والمثقفون الفاسدين .اما الشعب الكردي ، فهو ابن الاسلام والحضارة الاسلامية ويستحيل ان يتعامل مع الغرب كما يستحيل على هذا الغرب ان يتعامل معه .والشعب الكردي شعب مشاعي بروليتاري،وهو بالتالي معاد للشعوب الغربية المتسلطة على خيرات شعوب العالم الثالث والتي تبني سعادتها على شقاء البشرية .
علة الاكراد في زعامتهم الذليلة التي لاتجد تحققا ً لوجودها و ماهيتها الا في بخلع الاحذية في قاعات وزارة الخارجية الامريكية .ولا علاقة للعرب بهذه الاشكالية الا في ما يخص كردستان الجنوبية المسماة كردستان العراق وهي الاصغر من بين الاقليمين الآخرين كردستان الشرق وكردستان ايران وكردستان تركيا الشمالية .
وزعامات اكراد ايــران متأمركة هي الاخرى ، وقد نشطت مع الثورة الايــرانية للتشويش عليها وادت خدماتها المجانية للامبريالية في الحرب ضد الجمهورية الايرانية الوليدة ،وكانت الحركة الكردية في ذلك الصقع متوقفة ، فانفجرت مع انفجار الثورة الايرانية لا لتتكامل معها بل لتضر بها نيابة عن الغربيين لا اقول هذا تزكية لموقف الفرس الشوفيني من الاكراد وانكارهم حقوقهم بل لكشف حقيقة النزعات الاقطاعية الكردية .
وفي كردستان تركيا يناضل حزب العمال الكردستاني بالسلاح مسببا ً الرعب ليس فقط للكماليين بل لأوليائهم الغربين . لكن عبدالله اوجلان الآن يتوسل الى الامريكيين لكي يتفاوضوا معه مقدما ً لهم البرأة من تهمة الانفصال وتهمة الشيوعية . يريد ان ينضم الى القافلة التي سبقته الى وزارة الخارجية الامريكية .
ولا ادري ان كان الزعماء الاكراد يدركون ان الغرب لن يعطيهم شيئا ً فهو لايمكن ان يؤسس دولة اضافية لشعب مسلم . وان كان ضامنا ً الآن ولاء الزعماء ومطمئنا ً الى ان هذه الدولة لن تخرج عن وصايته ، فهو لن يأمن تقلبات المستقبل. بعد ثمانين سنة من الحكم الماسوني الصهيوني للكماليين يظهرحزب الرفاه بوصفه اكبر الاحزاب يهدد الكماليين في عقر دارهم .هذا فعل الاتراك وهم الاقل اندماجا ًفي الاسلام وآخر شعب الاسلام دخولا ً فيه ،بل والذين كان دخولهم فيه بداية الخراب، فماذا يقال عن شعب صلاح الدين – مهما يكن فالعرب ليسوا مسؤولين عما يفعله الزعماء من كردستان ايران وكردستان تركيا . لنتحدث عما يخصنا . ينبغي التفريق بين موقف عرب العراق وعرب البلدان الاخرى من القضية الكردية . فالعرب العراقيون اقل تعصبا ً ضد القوميات غيرالعربية ، وقد حصل الاكراد على الاعتراف بقوميتهم ولغتهم وثقافتهم في النظام الملكي.واستفاد الاكراد من جو التسامح ، فأسسوا احزابهم القومية وتعاونوا مع احزاب المعارضة واحيانا ً مع السلطة في نضالهم لنيل الحقوق ، وحدث تحـول جوهري جذري مع ظهور الحركــة الشيوعية التي اقرت في وقت مبكر حـق تقريرالمصيرلاكراد العراق .وبقي حق تقريرالمصير حتى الانفصال وتأسيس دولة في كردستان العراق لتكون نواة لدولة كردستان الكبرى ، الحزب الشيوعي العراقي هو الوحيد الذي اثر في هذا الحق فحزب تودة لم يتبن الحقوق الكردية لقوة النزعة الفارسية في صفوفه وكذلك الحزب الشيوعي التركي .ولا اتذكر قصيدة لناظم حكمت ينتصر فيها للاكراد كالقصائد المدوية التي كتبها شاعرالعرب الاكبر في العراق ( الجواهري ).
لاتختل المعادلة بما تفعل السلطة المركزية لبغداد، فجميع الحكومات التي اضطهدت الاكراد اضطهدت العرب ايضا ً بما فيها حكومة عبدالكريم قاسم. كان وضع الاكراد مثاليا ً في السنة الاولى لثورة 14تموز كما كان وضع العراق العربي في ظل تلك الثورة ، فلما غيرعبدالكريم قاسم سياسته اضطرب الوضع كله واصطلى الاكراد والعرب معا ً في جحيم القمع وسوء الادارة وتسلط الفاسدين على اجهزة الدولة.
وأتت حكومة صدام حسين التكريتي استثناء من هذا الوضع ، الا في جهة الكبح بوصفها حكومة عصابة تحقق وجودها وماهيتها بالاستزلام والبلطجة ولا تعرف معنى العمل السياسي الخالص .
ان قيام حكومة وطنية في العراق يدعمها الشيوعيون او يديرونها بشكل من الاشكال ستضمن الفيديرالية كتمهيد للاستقلال واقامة جمهورية كردستان المستقلة وعاصمتها اربيل .وسيكون على الحكم الوطني العراقي ان يتدخل لمنع وقوع الجمهورية المستقلة في أيدي عملاء الغرب وامراء الحرب والمثقفين والخونة .وهذا طموح سأناضل بنفسي لتحقيقه ضمن شروطه المتكاملة هذه .
لاخوف اذن على الاكراد من عرب العراق .انما الخوف عليهم من العرب الآخرين ، وهنا يواجه الاكراد وضعا ً شبيها ً لوضعهم مع الفرس والترك،ويقصد بعض القوميين العرب جبهة المقاومة ضد الاكراد وحقوقهم وهؤلاء القوميون العرب كسائر القوميين في الشرق يتخذون اعدائهم من الجوار القريب ونضالهم يتحدد في الساحتين الفارسية والكردية باعتبار الفرس والاكراد اعداء العرب التاريخيين ، ويخرج الاتراك من هذه المعادلة لان عروبة بعض القوميين العرب هي من عروبة تركية نسيج خيوطها الكاتب التركي ساطع الحصري .كذلك يخرج الغربيون الذين يشكلون مصدر الهام لهذا المثقف القومي العربي بوصفه نتاج الثقافة المترجمة . ومعروف ان الفكر القومي في عموم الشرق مأخوذ من الفكر الايطالي والالماني والفرنسي ، ومن هنا ولاء القومي للغرب وعداؤه للقوميات الشرقية ، وقد اعترف بعض القوميين العرب باسرائيل ودخلوا معها مفاوضات سلام جاعلين من السلام خيارهم اللاستراتيجي ،وهذا يعني اعتبار حيفا ويافا والقدس العربية والناصرة وعكا مدنا ً اسرائيلية . بينما يصرهؤلاء القوميون العرب على اعتبارالسليمانية واربيل ودهوك مدنا ً عربية ويضيعون كردستان من خريطة الوطن العربي .
يبدو لي ان هؤلاء قد عوضوا عن استسلامهم لاسرائيل واميركا بطلبهم من الاكراد الاستسلام وانهم يقرون بـدولة اسمها اسرائيل بينما تتشنج صدورهم ويسيل العرق من جباههم اذا حدثتهم عن دولة كردستان .وللاسف ان العداء للاكراد والتنكرلحقوقهم لا يقتصرعلى بعض القوميين ، فالعديد من المثقفين العرب غيرالعراقيين يتنكرون للحقوق الكردية ويعتبرون الاكراد اقلية قومية مشاغبة تعمل ضد عروبة العراق . ويشمل ذلك حتى الماركسيين منهم .
وهذه الندوة التي عقدت أخيرا ً في القاهرة وسميت "الحوار الكردي- العربي"استُبعد منها اصدقاء الاكراد وحلفائهم من المثقفين العرب العراقيين .ولم تخرج الندوة بالنتيجة نفسها وهي وحدة العراق العربي التي تبغي سيطرت العرب على اربيل والسليمانية والاستمرار في تعريبها ، وقد شارك امراء الحرب الاكراد في الندوة ووقعوا على جميع قراراتها .اننا في حاجة الى ندوة حوار حقيقي يشارك فيها الاكراد الوطنيون والعرب الامميون للخروج بقرارات جديدة تنصف الاكراد وتشكل صورة جديدة للعلاقات التاريخية بين الامتين : العلاقة القائمة على حقوق السيادة ".
لقد أثارهذا النص في عام 1998عدم الارتياح والجدل في أوساط القيادات الكردية، وفي هذه الايام ربمــا هناك من يقرأ هذا النص قرأة أخرى ...فقد تغيرت الدنيا في العراق ومن عليها ومع هذا فزوجة هادي العلوي( أم الحسن ) لاتستطيع رفع رايته في ساحة التحرير ببغداد كما صرخت في سماء الشام وهي تودعه الى مثواه الاخير، لأن الزمان ليس زمان هادي العلوي والمكان ليس مكانا صالحا ً لمدينته الفاضلة (مدينة الفقراء). والفقراء عنده وعند المتصوفة هم سادة الدنيا...فهل هناك من يقبل بذلك



#أحمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماسونية العالمية وسقوط الاتحاد السوفييتي
- بابلو بيكاسو في مؤتمر دعاة السلام عام 1948 - أوراق بولندية م ...
- الوجه والعجيزة
- إلى عمر العبد الله
- من أوراق حركة السلم العالمي
- لماذا لم يقولوا لنا ان انتخابات كانون الثاني تم تأجيلها حتي ...


المزيد.....




- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...
- الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت ...
- التشيك.. زيلينسكي ناقش مع وزير الخارجية استمرار توريد الذخائ ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق بـ-مزاعم- مقتل رهينة لدى حماس، ومئات ا ...
- مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي طال و ...
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط صاروخين و27 طائرة مسيرة أوكراني ...
- سقوط صاروخ -ستورم شادو- في ميناء برديانسك في زابوروجيه


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد حسين - في ذكرى رحيله: هادي العلوي والاكراد