بعد زوال العصر الذهبي للمرأة بزوال مجتمع المشاعة من خلال ظهور اول انقسام اجتماعي وطبقي ادى الى نشوء المجتمع العبودي الذي انهى حضارة الانوثة ليسجل بدء حضارة الذكورة الذي قمع المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص .
ومن ضحايا تلك الحضارة شهيدات وقديسات من امثال اول شهيدة في الاسلام سمية بنت خياط( ام عمار بن ياسر) وجان دارك والروسية تانيا والالمانية روزا لوكسمبورغ والفلسطينية فاطمة غزال .
اما المرأة العراقية فيمكن اعتبار الشهيدة ليلى قاسم علامة بارزة في النضال الوطني والقومي للعراقيين بشكل عام والكورد بشكل خاص حيث كانت الشهيدة ليلى قاسم وهي من الكورد الفيليين التي ولدت في 27/12/1950 في مدينة خانقين وانهت الدراسة الجامعية في كلية الاداب / قسم الاجتماع عام 1974 واعتقلت بتهمة الانتماء الى الحزب الديموقراطي الكوردستاني في 29 /4/1974 وتم اعدامها في 13/5/1974 في بغداد بعد ان عرضها التلفزيون العراقي مع مجموعة من رفاقها الابطال وكانت الشهيدة رمزا للمقاومة والصمود بوجه الفاشست حيث لم تتنازل عن انتمائها الحزبي والقومي في لقائها التلفزيوني بل كانت مصرة على تحقيق اهداف شعبها العادلة.
وبعد تحرير العراق وتشكيل مجلس الحكم تم تجاوز دور الكورد الفيليين الوطني والقومي من خلال دورهم في احزاب اليسار العراقي والحركة القومية الكوردية والاحزاب الدينية الشيعية ، ولم يتوقف تجاهلهم في هيكلة مجلس الحكم بل قامت الاحزاب بتجاهل دماء الشهداء من الكورد الفيليين حيث تم تغيير اسماء المدن والساحات والشوارع باعطائها اسماء لرموزها متناسية دور الكورد الفيليين وعلى رأسهم اول شهيدة من النساء العراقيات التي لامست رقبتها حبل المشنقة كقلادة ووسام لتصبح اجمل عروسة للحرية .
ونتساءل هنا هل كان صدام بكل جرائمه اوفى لرموزه من خلال ( عروس مندلي ) من الاحزاب السياسية العراقية التي لم تفكر باعطاء اسم احدىالساحات اوالشوارع واقامة نصبا تذكاريا لاول فتاة عراقية تم اعدامها في العراق !
واخيرا لاتنسوا ليلى قاسم في زمن النسيان
سميرة مراد / استوكهولم