ابراهيم سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 05:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ازدهرت مؤخرا ظاهرة الفتاوي العالمية .. اي الفتاوي المحلية التي تثير الراي العام العالمي اما استنكارا اوسخرية واستهزاء او دليلا منهم على عقم الفكر الاسلامي .. فتاوي يجمع شملها ويؤطرها عنوان واحد الا وهو " الدفاع عن المجتمع المحلي القديم " والخوف من العصر .. سواء منتجات تقنيه وماديه اومنتجات فكريه تندرج تحت عنوان كبير اسمه الحقوق ..من حقوق الانسان عامة الى حقوق المراه الى حقوق الطفل الى حقوق الاقليات ..الى اخره من انواع الحقوق الكثيره ..
اما رد الفعل المحلي .. من المجتمع الذي صدرت الفتوى منه وله .. فهو الغضب .. الغضب من الاخر الذي يتدخل في خصوصيتنا .. والغضب من مصدري الفتاوي الذين لا يفهمون العصر .. لهؤلاء الغاضبين اقول :
لماذا الغضب ..؟؟ هذا هو الاسلام ..
هذا هوالدين كما تعلمه المفتوون في المدارس والجامعات ..واسأل اي شيخ اوطالب علم يجيبك ان ما قاله المذكورين في فتاويهم هوالصواب من فتاوي القنوات الى الفئران الى العين الواحده الى .. الخ الخ .. انا شخصيا سمعت مثل هذه الفتاوى مئات المرات في نور على الدرب وفي سواه من برامج الفتاوي الاذاعية والتلفزيونيه وقرأت مئات المرات مثلها واعجب منها في صفحات الفتاوي في الجرائد والمجلات ..وكلها امور معروفه وشائعه وليست جديده .. وهناك كتب زاخره بها و باعجب منها .. لكن الجديد في الموضوع امرين ..
الاول / الاستقطاب السياسي ..والصراع الحزبي ومزايداته ومكره السياسي ..
الثاني / ثورة الاتصالات والمعلومات مع الاسلام فوبيا .. التي وضعت مشائخ ورجال الدين تحت المجهر واستغلال البعض له كوسيلة للصعود واكتساب الشهره ..
اخيرا اذا كنت مسلما ملتزما بالدين فهذه الفتاوي هي الحق الديني .. هذا هو الاسلام .. هذه الفتاوي منقوله ومستنسخه من اقوال علماء كبار .. تدعمها ادله واقوال لاهوتيه .. فهذا هو الدين .. اما اذا كنت انسانا .. فأخرج من هذه المتاهه ولا تحاول اقناع الاخرين بصواب او خطأ الفتوى ..لانك ان خرجت من هذه وقعت في اخرى .. فهناك شبكه ومتاهة هائلة من الفتاوي ستحولك الى مريض نفسيا او مجنون او ارهابي او باحسن الاحوال مسلوب الاراده ومذعور .. دعهم في حراج الفتاوي وعش حياتك .. انها رزقهم ..! هي وسيلة للتقرب ..ولجمع الاموال ..وللشهره ..ولجمع الانصار .. ولدخول سجل الناجحين ..
هي وسيلة التلميع والصعود نحو القوة والنفوذ .. وكلما كانت الفتوى عجيبه او شاذه اوصادمة للذوق اومتناقضه مع العصر او مع حقوق الانسان .. فإعلم ان ورائها ذئب يعرف من اين تؤكل الكتف .. ومن اين يأتي باللحم والدسم لعياله ..
#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟