أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - النصير ئاشتي - أيام الأنفال ...أيام الحشر الألهي(4)















المزيد.....


أيام الأنفال ...أيام الحشر الألهي(4)


النصير ئاشتي

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 00:54
المحور: سيرة ذاتية
    


أوراق نصير (24)

أشعة ُشمسِ ِ الصباح ،تزف ُ خيوط َ ضيائها الى عينيك ، قبل أن يعانقَ ضوؤها أوراق َالأشجار في وادي مراني ،تنزفُ تعب َسهرِ ليلتك ، بجملة صباح الخير رفاق ، من فم آخر حارس ليلي .
تحاول ُ أن تسترجعَ أطراف َحلم ، في السويعة التي غفوتَ بها ، ماالذي جاء َبأمك في المنام ؟؟وكيفَ عرفتْ إنك في دائرة الأنكسار ؟؟ أمك التي فارقتها أكثر من عشرة أعوام ، ياتيك طيفها حاملا ً سمكة ً.
تغرق ُفي ذاكرة الزمن المنحني ، حيثُ زمن الطفولة راكدا ً، فيرتسمُ طيف أمك كشعاع الشمس ،يملأ روحك بالضوء ، من وحي سمكة تهديها لك في حلم ٍ .
ثلاثة أيام مرت ، وأخر مجموعة غادرت قبل يوم ، ولاشئ جديدا ً سوى طائرات الهليكوبتر ، هو عالم من فراغ ، عالم يتداخل فيه الهدوء بالفراغ ، فتشعر بالتوهان يحيط بكل كيانك ، كأنك ماعشت ذلك من قبل .
تنهض من تحت الصخرة التي ترقد في تجويفها ، تندهش لعودة رفيقين من مجموعة غادرت قبل يومين ، حين تقتربُ من الرفاق المجتمعين حولهما ، يصمت ْالجميع ، تحاولُ أن تستفهمَ من رفيق بلغة تعلمتها من مدينتك ، ولكنه يجيبك بحيادية مريرة ، أحد الرفاق ينهضُ من مكانه ، بعد أن عجزَ الصمت ُفي أخفاء ماحدث َ، ينتحي بك جانبا ، ويخبرك بأستشهاد أبو أيار* وقبل أن تصحو من صدمة الأستشهاد ، يخبرك بأسر رفيقتين ، تعرف إن الرفيقتين محكومتان بالأعدام .
أنت البعيدُ القريبُ /
حين يلتئمُ جرحكَ اليومَ /
لا تظنن أنه قد شفى /
ربما سينفجرُ بالصديد ِغدا ً/
تنشغل ُعن كل ما يجري حولك َ، ولكنْ محدودية الأنشغال ، ترسو على صخرة صغيرة ، لا يتعدى مجالُ سطحها جمعَ ُالأرزاق ، والتهيوء لشتاء قاس ٍ، لهذا تراكَ تستنفرُ كل مكنونات طاقتك ، وتجمعُ ما تبقى من مخلفات العوائل التي سلمت نفسها للذبح ، بطانيات ، حليب مجفف ، أكياس طحين ، قطع من النايلون ، فالأيام القادمة ، تحمل في ثناياها كل ماهو غريب عن التصور .
مساءا ً يكون هناك أجتماع ، يتردد الرفيق في تناول الموضوع ، الموضوع يدخل في دائرة الاحراج لرفاق أخرين ، ولكنه يتعلق بحياة رفيق لنا ، يتفق الجميع بأنضمامه الى مجموعتنا ، تضحك في سرك حين تراه ، حبُ في زمن الأنهزام ، حبُ يتمردُ ، وينتصرُ في تمرده ، ولكنه يُجهضْ ، ونساهم ُنحن بأجهاضه ، مادمنا نحملُ رؤوسا بعمق تاريخ التخلف ، وبعمق تاريج آلهة الأستبداد .
تمر ُساعات أيامك بليدة ً، مثل شجرة صغيرة ، تنبتُ فوق جرح صخرة ، تحاولُ أن تتطاول َعلى قريناتها ، ولكن هيهاتْ ، مادامَ الجذرُ بعيدا ًعن طين الأرض .
الليلُ أغان وقمر ودخان سيكارة وموقد نار بلا ضياء مشع ٍ ،تحاول أن تستفز جنونك الجنوبي ، فيرتفع صوتك عاليا .
( هلي يامن ضيعوني
وكَحه النفس ماتفعل إتلين
منبت حزن ومخالف سنين
الليل لو سد الروازين
شمسين حمره إيخضر الطين ) *
تنسى حالة الأسر لرفيقة دربك !
هل حقا تنساها ؟؟
لاشئ َيوشك ُأن يجعلك َتحلقُ بعيدا ً، ليس سوى هذاالفراغ ْ، فراغ ٌفي الصباح ِ، فراغٌ في الظهيرة ِ، فراغ ٌفي المساء ِ، والمساءُ اسطورةُ حزن ، تتسعُ لدموع الكون .
• ابو أيار ، هو الشهيد الفنان فؤاد يلدا أنتحر كي لا يقع أسيرا بيد جنود النظام
• من قصيدة كَبل ليلة للشاعر العراقي عريان سيد خلف



#النصير_ئاشتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية الن ...
- أيام الأن ...
- 14 تموز ... اكر ...


المزيد.....




- دراجون يرتدون زي -سانتا كلوز- يجوبون شوارع الأرجنتين.. لماذا ...
- فيديو: افتتاح مراكز لتسوية وضع عناصر -جيش الأسد- في دمشق
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين في خاركوف ودونيتسك والقضاء على ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر جديدة بالقطاع
- تقرير المكتب السياسي أمام الدورة الخامسة للجنة المركزية
- رغم الخسارة التاريخية أمام أتلتيكو.. فليك راضِِ عن أداء برشل ...
- خامنئي: أمريكا والكيان الصهيوني يتوهمان أنهما انتصرا في سوري ...
- يسرائيل كاتس: لن نسمح لـ-حزب الله- بالعودة إلى قرى جنوب لبنا ...
- الشرع: لبنان عمق استراتيجي وخاصرة لسوريا ونأمل ببناء علاقة ا ...
- -حزب الله- يكشف عن -المعادلة الوحيدة- التي ستحمي لبنان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - النصير ئاشتي - أيام الأنفال ...أيام الحشر الألهي(4)