حزب (الفّلوجة) السوري المعارض

جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 746 - 2004 / 2 / 16 - 04:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

اثر عمليات ناجحة جداً في قتل المدنيين العراقيين نفذّها مسلحون أصوليون إسلاميون، وناصريون، وقوميون، فاضت حماسة قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي الناصري السوري المعارض، فبعد أن كانوا سابقاً قد شكلوا لجان لنصرة الشعب العراقي في بعض المدن التي لهم فيها تواجد تنظيمي على محدوديته، بادروا إلى دعوة كلّ العرب(بالموّنة) لكونهم حزب عروبي أصيل..!وبالطبع دعوة السوريين أولاً لكونهم أقرب إليه، وذلك لدعم (الفلوجِّيين)الأشاوس والبعقوبيِّين الأبطال..! إخواناً كانوا،أم ناصريين، أو من أنصار الإسلام لافرق، فالجميع يستأهل الدعم كونهم يناهضون بلا كلل عملية ولادة عراق مختلف…….! .
من يعرف واقع حال هذا الحزب بدقة ،يدرك أنَّ ما يصدر عنه، لا يتجاوز الرغبة الطبيعية في إفراغ الشحنة الأصولية الشمولية التي تولِّدها مرجعية فكرية جوهرها عبادة الفرد، زائداً خلفية إيمانية بامتياز..وعلى هذه القاعدة ،قدَّم الحزب خطاباً سياسياً محشَّواً بالمفردات المنقرضة و متسلِّحاً  بحزمة من الثوابت والمطلقات.. وقد نتج عن هذه التوليفة كما هو معروف، تشظي الحركة الناصرية إلى عشرات التنظيمات، ووصل الأمر إلى أن يكون في سورية على سبيل المثال، ستة أحزاب ناصرية مختلفة و( تخالفة ) ..! وعوضاً عن مواجهة الحقائق وأولها حالة الإفلاس
السياسي، وذلك بالانكباب، والشغل على دراسة تجربة الحزب، وتقييِّمها على ضوء حالة الحزب الستاتيكية من جهة، والمتغّيرات الكبيرة،الواسعة، والشاملة التي استجدّت بعد رحيل عبد الناصر من جهةٍ أخرى، ظلَّت قيادة الحزب أمينةً لتاريخها، متكلّسِّة عنده ..ثمَّ مستظلِّة من ضعف الحزب بمظلة التحالف المعارض المعروف : بالتجمع الوطني الديمقراطي، الذي شكَّل حالة سياسية معارضة لكن ضعيفة، وذلك أمرٌ طبيعيٌ لأنه تراكمٌ لمجموع أجزاء أو حالاتٍ ضعيفة.
وقد لاحظ المراقبون فور سقوط الطاغية، عدم ارتياح هذا التجمع للوضع الناشئ في العراق كونه تمَّ بالأيدي الأمريكية، وتُرجم ذلك عملياً بموقفٍ سلبي من مجلس الحكم الانتقالي، مفضِّلين العداء مع عشرات الأحزاب الوطنية العراقية والعريقة .. وهذا الموقف تطلب منهم بدايةً، اعلان التعاطف مع المسلحين العراقيين مهما كانت صفتهم..!ومن ثمَّ تخوين أحزاب العراق الوطنية تلك..، وصولاً إلى الدعوة التي ندرس خلفياتها في هذا المقال، وكان صرَّح بها زعيم الاتحاد الاشتراكي الناصري الذي هو في الوقت نفسه: الناطق الرسمي باسم التجمع المعارض .
إنَّ أحزاب التجمع، بمواقفها المعلنة من كلِّ ما يجري في العراق، تكون قد قفزت من ساحة فشلها الوطني، عابرةً الحدود لتسجيل فشلٍ قومي في حسابها.. أما ما ربحته، فيقتصر على إعادة تأكيد مناهضتها للولايات المتحدة الأمريكية زائداً صبَّ جام غضبها عليهم لكن هذه المرة في قرية [ الفلوجة ] الشهيرة والمحاذية للجولان المحتل منذ ثلاثين سنة فقط لا غير..!             

15/2/2004

#جهاد_نصره (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات