أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - فلسطيني سوري..لكنه مسلم وهابي! شكرا محمد المنجد















المزيد.....

فلسطيني سوري..لكنه مسلم وهابي! شكرا محمد المنجد


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 00:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلف الابتسامات الساخرة التي أطلقها أشهر مقدمي البرامج ونشرات الأخبار في العالم، والتي كان سببها فتوى قتل الفئران ومن ضمنها الفأر الكارتوني الشهير ميكي ماوس التي أطلقها رجل الدين الوهابي "الفلسطيني السوري" محمد المنجد في أحد البرامج على شاشة قناة المجد، كانت الرسالة قد وصلت الى الجمهور الغربي "الكافر" وملخصها التالي: اذا كان القتل والقتل فقط في كل الاحوال (في الحِل والحرُم) هو مصير الفئران حتى الكارتونية منها في شريعة محمد، فما مصيرنا نحن الكفرة؟.

شخصيا كما غيري لا نعلم شيئا عن أصول صاحب الفتوى محمد المنجد، هل هو فلسطيني أم سوري أم كلاهما معا؟ أي فلسطيني من سكان سوريا، ولكن الجميع يعلم ان المنجد هو رجل دينه الاسلام ومذهبه الوهابية ومنبره السعودية ومساجدها، والرجل بهذه الفتوى لم يأتي بشيء من فلسطينيته او سوريته اذا جاز التعبير، ولكن كل ما في الأمر ان ما أطلقه من دعوة الى القتل بحق الفئران قد أتى به من دينه، ولم يجتهد الرجل اجتهادا او يستنبط استنباطا او يشتق اشتقاقا او يُحمِل نصوص دينه ما لا تحتمل، فحكم الفأر وغيره في شريعة محمد واضح كل الوضوح ولا مكان فيه لإجتهاد أو استنباط أو اشتقاق.

ورد في صحيح مسلم عن عائشة أن النبي قال: خمس فواسق تقتلن في الحِل والحُرم، الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحديّا، واذا كان هنا من اجتهاد أو استنباط او اشتقاق فالأمر يتعلق بكيفية القتل وليس القتل بحد ذاته، وهل يجوز قتلها بالكهرباء او اغطاسها بالماء حتى الموت أو ابقائها في المصيدة تحت الشمس حتى تموت أو حرقها بالنار، وحين سُئل عدد من رجال الدين المسلمين الوهابيين ولا أقول السعوديين أو المصريين عن أحكام القتل تلك أجمعوا كلهم على جواز قتل الفئران بالصعق الكهربائي لانها عملية سريعة ولا تسبب الآلام - لاحظوا ذلك جيدا - للفئران المقتولة في حين انهم حرموا بقية وسائل القتل لانها تسبب الآلام، وهم في هذا لم يستندوا الى سعوديتهم ولا لمصريتهم وانما استندوا في ذلك الى نصوص نبيهم، فقد روى مسلم عن شداد بن أوس ان محمدا قال: ان الله (يقصد الهه) كتب الاحسان على كل شيئ، فاذا قتلتم فأحسنوا القتلة، واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. يا له من احسان هذا الذي أتى به محمدا والهه؟ فلك أن تقتل ولكن لا تعذب. انها نصوص تثير القرف والضحك بآن واحد، كما انها يجب أن تثير حاسة الانتباه الشديد لدى عامة الناس في الشرق والغرب من مخاطر تلك النصوص على أرواحهم وممتلكاتهم ومنجزاتهم الحضارية.

لا أعلم ما الغاية التي يريد ان يصل اليها الاعلام السعودي بالتركيز على فلسطينية محمد المنجد أو سوريته، وان هناك من طالب بترحيل المنجد الى سوريا او اي مكان آخر، خصوصا بعد ان أوردت كل البرامج ونشرات الأخبار العالمية ان المنجد هو رجل دين سعودي، ولن يغير كل الصُراخ السعودي أي شيء في وقت لا يطَلع على الاعلام السعودي حتى السعوديين انفسهم بسبب غياب الحرية والموضوعية والمهنية، وكثير من الامور الاخرى التي يحتاجها الاعلام حتى نستطيع أن نطلق عليه صفة اعلام، وبالتالي فان الزعيق السعودي حاله حال "ضرطة في سوق الصفافير" لن يسمعها أحد حتى تثير انتباهه.

الأنكى من ذلك ان محمد المنجد كان يعمل دبلوماسيا في السفارة السعودية في واشنطن، وهنا اسجل ملاحظتان الاولى تخص القائمون على اوراق اعتماد الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأمريكية والمقاييس التي يتم اعتمادها لقبول دخول شخص كدبلوماسي الى الاراضي الامريكية، ومدى جدية الدراسات والبحث الأمني التي تقوم به الدوائر المختصة عن شخصية القادم الدبلوماسي الجديد وهل يشكل خطرا على الامن الامريكي أم لا؟ وآمل أن تكون الرسالة قد وصلت لتلك الدوائر، أما الملاحظة الثانية فتخص أولي الأمر في مملكة بني وهاب الذين يريدون اليوم التبرؤ من الرجل وهم الذين احتضنوه وربوه حتى صار جديرا وهو الفلسطيني السوري وليس السعودي بتبوأ كرسي دبلوماسي في أهم سفارة للسعودية في العالم، ألا يعني هذا ان الرجل كان سعوديا أكثر من السعوديين أنفسهم ووهابيا أكثر من الوهابيين أنفسهم، و الوهابية هي لازمة ضرورية يجب أن تتوفر للشخص في السعودية حتى يتمكن من تبوأ أي منصب، حالها حال البعثية في النظام الديكتاتوري السوري، والفصائلية في الحالة الفلسطينية فان لم تكن حمساويا او فتحاويا او في درجة أدنى من الفصائل الاخرى فلا تحلم يوما بوظيفة حتى لو كانت عامل تنظيفات مع احترامي الشديد جدا لهذه الوظيفة بالذات.

ان رجال الدين في سوريا وكلهم من الرفاق البعثيين مختصون بالفتاوي السياسية التي تخدم بقاء النظام القمعي الطائفي في سوريا، وكان آخرها فتوى مفتي سوريا الذي كفر فيها أي زعيم عربي لا يحضر القمة العربية التي انعقدت في دمشق في مارس الماضي، كما ان رجال الدين المسلمين في الاراضي الفلسطينية شغلهم الشاغل هو اصدار الفتاوي لفتح وحماس في تناقض يفضح النصوص التي يستند اليها هؤلاء الفقهاء فكل شيء حلال وحرام في ذات الوقت. هنا تصبح الصلاة في العراء مباحة لأتباع فتح، بينما تكون حرام حسب فقهاء حماس، ويصبح قتلى فتح كفرة بينما قتلى حماس شيعة روافض، وقريبا ستكون هناك فتاوي من الطرفين، مفتي فتح سيُحلل لابو مازن الاستمرار بالرئاسة حتى بعد انتهاء مدة رئاسته الدستورية، بينما سيحرم المفتي الحمساوي الاعتراف بشرعية ابو مازن، وهناك بعض الفقهاء الذين اختصوا بمسائل أكبر من السياسية ومثالها رجل الدين الفلسطيني الذي أصر على ان "المهدي المنتظر" قد وُلد في قطاع غزة وعمره الان أربع سنوات وهو بصحة جيدة ويعيش تحت حراسة مشددة، ولا نعلم لماذا لا يحرك ساكنا تجاه الأوضاع المآساوية هناك، رغم ان أخبار سابقة قد ذكرت على سبيل الطرفة ان المهدي قد ظهر حاملا سيفه، وحين رأى الطائرات والصواريخ هرب عائدا من حيث أتى!

المسألة لا تتعلق بتاتا في الجنسية، وانما بالنصوص التي يستند عليها أصحاب الفتاوي الذين يحرضون على قتل البشر "قتل للابرياء في كل مكان" والشجر"تحريم الورود" والحجر"تدمير تماثيل بوذا"، ومع ان اغلب الارهابيين الذين فجروا الطائرات المدنية في الحادي عشر من سبتمبر هم من حاملي الجنسية السعودية، وأغلب الارهابيين المتواجدين في افغانستان سعوديون، وأغلب الذين يفجرون أجسادهم النتنة في تجمعات الابرياء في العراق سعوديون، وأغلب فتاوي القتل والتحريض عليه ومعاداة كل ماهو انساني وجميل أصحابها سعوديون، ورأس الارهاب في العالم "بن لادن" سعودي، وأغلب المال الذي يُضخ في جسد الارهاب هو مالٌ سعودي، ومع ذلك فلم نشر يوما أو نقصد توجيه التهمة لجنسية الارهابي بقدر ما كان تركيزنا على دينه الذي يعتنقه، والنصوص التي يؤمن بها، والتي يستمد منها كل هذا الغِل والحقد والكراهية. لقد اختلف الارهابيون في جنسياتهم فمنهم الفلسطيني والسوري والسعودي والمصري والباكستاني والافغاني الخ، لكنهم اشتركوا جميعا في نصوص واحدة، جمعتهم على كره الآخر وصولا الى قتله، ووحدتهم على احتكار الحق والحقيقة.

لم تتوقف فتاوي القتل يوما ولكن الفارق بين اليوم والأمس هو في تطور وسائل الاتصالات، هذ التطور الذي استفادت منه مجموعة امتلكت رؤية صائبة، تمكنت من خلالها من ادراك أبعاد خطر الارهاب الاسلامي، فجندت كل ما تملك من مال وجهد ووقت لمراقبة وسائل الاعلام الاسلامية، وتسجيل كل البرامج الدموية واعادة اتاحتها أمام المشاهد في الغرب والشرق، حتى يدرك حجم الخطر الذي يهدد حياته ومنجزاته الحضارية، وهو ما أعتقد ان هؤلاء قد نجحوا به الى حد بعيد ساعدهم في ذلك الكمية الكبيرة من برامج وفتاوي القتل والتحريض عليه التي تُبث على مدار الساعة، وآخرها فتوى محمد المنجد الذي شكلت عونا كبيرا لهؤلاء في مهمتهم لشرح مخاطر الارهاب الاسلامي، نظرا للصدى الاعلامي الواسع جدا الذي لاقته تلك الفتوى.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت للبيع في الجنة!..
- دفاعا عن فيصل القاسم...
- دعم الارهاب في مملكة بني وهَاب
- فضائح اسلامية...من تايلند مع أطيب التحيات!!..
- مُحمَد مرتداً !!..
- الإجرام باق مادام الإظلام باق!!..
- نعم للاحتلال...ألف لا للإستقلال!!
- سوريا...قصة موت غير معلن
- غزوة بمها!!
- سماحة الإسلام المجهرية !!
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم
- حسن نصر الله.. نبيٌ جديد!!
- الدروس والعبر مابين بشار السوري وجمال المصري!!
- الأخطاء الفلسطينية القاتلة..الى متى؟
- مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!
- هل يرغب المسلمون حقا بالسلام مع اليهود؟
- وتتوالى جرائم النظام المصري وفضائحه
- يورانيوم ونووي بشرى المولد النبوي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - فلسطيني سوري..لكنه مسلم وهابي! شكرا محمد المنجد