أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - الفرهود... ثقافة شعب ام ردة فعل ضد الدولة















المزيد.....

الفرهود... ثقافة شعب ام ردة فعل ضد الدولة


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفرهود مصطلح عراقي القصد منة حرية السرقة والنهب والأستيلاء على اموال وممتلكات الغير سواء كانت ملكا للأفراد او الدولة. وتحدث هذة الحالة بسبب ضعف الدولة او غيابها ، او بايعاز منها. وللفرهود سجل حافل في الذاكرة العراقية، بدايتة السبي البابلي لاورشليم القدس بحدود العام 603 ق.م على يد القائد العراقي نبو خذ نصر، مرورا بمراحل تاريخ العراق القديم والحديث وصولا لابشع عملية فرهود عرفتها البشرية قديما وحديثا حدثت في نيسان 2003 والتي احالت العراق الى ركام وانقاض متناثرة ، وبسببها اتهم العراقيون بأنهم لصوص وسراق وهذة التهمة الكريهة الصقت بعموم الشعب العراقي من قبل الاعلام الاجنبي والعربي ، بعدما تعرضت الدولة بكل مقوماتها لعملية نهب وسرقة منظمة قامت بها جماعات وافراد بتوجية من قوى داخلية، واخرى من قبل قوى خارجية وبمباركة امريكية ،او قامت بها مجموعات من الافراد بعفوية ومن دون تحريض،ويفسر ذلك الاستاذ الدكتورعلى الوردي فيقول ( ان الجذور التاريخية لنزعة الفرهود تعزى الى التراث البدوي الذي لا يزال يلوث وعينا الاجتماعي ). حيث حصلت اكبر عملية سرقة ونهب وتفكيك لممتلكات الدولة من مصانع ومعامل ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وكافة الخطوط الناقلة لها في عموم البلاد، وشمل النهب المستودعات والمخازن والمعسكرات وما بها من اسلحة ومعدات، وشمل كذلك المستشفيات ، وما سرقة مستشفى الشماعية للامراض العقلية ومحتوياتها الا صورة ناصعة لهذا العمل الهمجي ... بل نضيف الى ذلك، ان كثير من البنايات والمعالم القائمة على الارض قد ازيلت من الوجود، اذن العراق تعرض لعمليات فرهود منظمة بدقة وليست كالسابق من اعمال فردية محدودة الاثر . اذن هل اصبح الفرهود عادة اخلاقية وسمة يتسم بها المجتمع العراقي ، ام هو فعل عدواني من قبل فئات من العصابات الاجرامية والسراق والشقاوات واصحاب السوابق ، ام انة رد فعل عدواني من قبل فئات الشعب ضد الدولة ومؤسساتها بسبب الحرمان والفقر الذي سببتة الدولة بمواطنيها لعدة عقود، بالرغم من ان العراق يعتبر من اغنى دول العالم وذو ثقافة وحضارة وتراث وامكانات بشرية ومادية، كان بامكان الدولة متمثلة بساستها وقادتها ان يؤسسوا مجتمعا حضاريا ذو ثقافة راقية، لكن العكس قد حصل حيث ان الحكومات المتعاقبة والتي اتسمت بالتخلف والدكتاتورية انتجت مجتمع يسودة الجهل والتخلف والخنوع والفقر، وما يرافقة من شيوع ثقافة العنف والعدوانية وتفكيك النسيج الاجتماعي والاخلاقي وتعميق الانقسامات العرقية والطائفية ، مما ادى الى ضعف الحصانة الاخلاقية وعدم الشعور بالمسؤلية. حيث ان اخطر ما يواجة الفرد هو عدم الاطمئنان والخوف الذي يتعرض لة من داخل مجتمعة ، ومن حكومتة بالتحديد... هناك من يقول ان الدولة لا تستطيع مهما اوتيت من قوة وسلطة ان تؤمن الحصانة والشعور بالمسؤلية بدون مشاركة افراد المجتمع وتحملهم المسؤلية، فالمجتمع علية واجب هو رفع الحصانة الاخلاقية لابنائة ورفع الاداء التربوي والشعور بالمسؤلية...وان يتعلم الفرد ان هناك فاصل يجب ان يصلة، وهو حدود التفرقة بين حقوقة وحقوق الاخرين . من هذا العرض البسيط لموضوع ثقافة الفرهود يمكن ان نجمل اهم المراحل التي مر بها البلد منذ بداية القرن العشرين :-

• الفترة من 10 -17 اذار من عام 1917 حدثت اعمال سلب ونهب عقب انسحاب الجيش العثماني من بغداد فبل دخول الجيش الانكليزي ويقال ان الجيش العثماني قام بعمليات النهب والسلب مع بعض السراق والشقاوات لبعض الاسواق والدور . كما حدثت اعمال سلب وقتل للجنود العثمانيون في مناطق الوسط والجنوب عند انسحابهم امام الانكليز، حيث جردوا من اسلحتهم وما يحتفظون من اموال قليلة في جيوبهم.
• الفترة من عام 947 -948 وهي الفترة التي اسقطت فيها الجنسية العراقية عن اليهود العراقيين وتعرضت اموالهم وممتلكاتهم للنهب والسلب، اضافة لعمليات الاهانة والقتل والاغتصاب ...والتي تتهم الحكومة بدعمها وتشجيعها...واراء اخرى تتهم الصهيونية في التحريض عليها لتشجيع اليهود العراقيين للهجرة الى فلسطين بسبب العدد الكبير لليهود العراقيين ، وما يملكون من ثروة كبيرة مؤثرة باعتبارهم من اغنى التجار في العراق..
• بتاريخ 14 تموز 958 عند قيام الثورة حدثت اعمال نهب ممتلكات العائلة المالكة وما تحتوية القصور الملكية من اثاث ومواد متنوعة ،وانتهت بسرعة وسيطر الجيش على الامن في البلاد بسبب خطة اعدها قادة الثورة تحسبا لمثل هذة الظروف .
• عمليات السلب والنهب من قبل الجنود لارياف وقرى كردستان العراق اثناء الحرب الداخلية منذ منتصف الستينيات ولغاية منتصف السبعينيات بعد اعلان وقف اطلاق النار حسب اتفاقية الجزائر...
• عمليات السلب والنهب التي طالت الكرد الفيلية بداية الثمانينيات وشملت اموالهم ودورهم وجميع ممتلكاتهم وتهجيرهم في ابشع عملية بربرية حدثت في تاريخ العراق،حيث ان الغني والتاجر سفر وأبقي على اخية الفقير، ولم يسفر، وهناك شواهد كثيرة على ذلك ...
• فترة الحرب العراقية الايرانية حيث تعرضت المدن الايرانية الواقعة على الحدود لعمليات سلب ونهب ، بل وطالت المدن والقرى الحدوديةالعراقية ، وشمل الفرهود بعض مدن البصرة التي هجرها اصحابها لشراسة المعارك هناك..
• الفرهود الكبير الذي حصل للكويت عام 1990 وشمل مؤسسات الدولة وكل ممتلكات المواطنين حيث كانت هناك عملية نهب منظمة قامت بها كل دوائر الدولة لمثيلاتها في الكويت وبأشراف الدولة ومسؤوليها ، ويعاني المواطن العراقي من أثارها الوخيمة على اقتصادة واقتصاد بلدة بسبب السياسات غير المسؤولة والمتهورة لقادتة...
• قيام الدولة بتشجيع ضعاف النفوس من المواطنين ومن اجهزتها الامنية والحزبية بنهب المخازن والاسواق العائدة للمواطنين والتجار بجج واهية، منها رفع الاسعار او احتكار السلع والمواد الغذائية وكان الاجدر بالدولة احالة المخالفين للقضاء لينالوا عقابهم ان صح ذلك ، وليس اصدار اعلان (قانون ) للسرقة والفرهود وفي وضح النهار .
• الفترة التي اعقبت سقوط الدكتاتورية في 9 نيسان 2003 من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وما اعقبها من اعمال لتفكيك البنى التحتية بكافة انواعها من مصانع ومطارات وموانئ وسكك حديد ومرافق الخدمات بانواعها وطرق وجسورومستشفيات ومحطات الطاقة، بل شمل حرق ونهب المكتبات والوثائق التاريخية المهمة، اضافة لعملية نهب التراث النفيس من الاثار العراقية والذي تمتد اصالتة لاكثر من سبعة الاف سنة، والذي يعتبر من التراث العالمي الفريد...
• هناك فرهود من نوع اخر تمارسة الدولة ضد مواطنيها، والامثلة كثيرة على ذلك، منها ما يتعرض لة المواطن من سرقة لقوتة المقنن في البطاقة التموينية من حيث الكمية والنوعية والتنوع ، وما تعرض لة المتقاعدون الذين افنوا سنوات عمرهم في خدمة بلدهم من عمليات سرقة وهدر لرواتبهم الشرعية وما تعرض لة الموظفين من رواتب تافهة لعدة عقود من الزمن ، اضافة لعمليات الفساد المالي والاداري والمشاريع الوهمية، وبماذا نفسر عمليات السرقة والرشوة التي يحصل عليها الموظف الحكومي من المواطن لتأدية واجبة المكلف بة اصلا...ومقدار الرواتب والمنح والمخصصات الخيالية للنخبة من موظفي الدولة واعضاء مجلس النواب ممثلي هذا الشعب *
• واخر انواع الفرهود الذي ابتلى بة بلدنا، هو ما حل بة من عمليات سرقة منظمة من قبل اشقائة وجيرانة
لاراضية ومياهة وثرواتة النفطية والمعدنية ومواردة المتنوعة، سواء كان برضا الدولة وما تهبة للغيرلغرض احتفاظها بكرسي الحكم العتيد او اخذ منها لضعفها اونتيجة الهيمنة الاجنبية علية. فتم تفكيك وترحيل المصانع والمعامل والاجهزة الثمينة للمستشفيات ومعدات استخراج النفط والاف المعدات العسكرية ،والاف الاطنان من حديد الشيش والمواد الانشائية والمعادن المختلفة كالرصاص والنحاس والالمنيوم واسطول من الشاحنات العملاقة التي لا يمتلكها اغلب الدول المتقدمة، وآخرها ما تم نقلة من كمياة كبيرة من اليوانيوم المنضبب الى خارج الحدود باثمان بخسة لا تساوى كلفة نقلة، علما ان ثمنة يقدر بعشرات المليارات من الدولارات ...!!

من هذا الاستعراض لمسيرة الفرهود يتبين لنا وبوضوح، ان هذة الحالة قد تأصلت في نفوس وضمائر كثير من افراد مجتمعنا ويمكن لهؤلاء ان يعاودوا هذا الفعل الشاذ بمجرد ان تسنح الفرص امامهم، اذن على الدولة ومؤسساتها التربوية والاصلاحية ومنظمات المجتمع المدني، بالعمل الجاد والمنظم لخلق وعي بالشعور بالمسؤلية ورفع وادامة الحصانة الاخلاقية ورفع الاداء التربوي وتوحيد الجهود لاستقطاب طاقات الشباب وتوجيهها في الاتجاة الصحيح... وتقديم الحلول السريعة لمشاكل الفقر والمرض والبطالة، لان الدولة هي المسؤول الاول لمعالجة هذة الظاهرة والتخفيف من اثارها السلبية التي تصيب الدولة والمجتمع على حد السواء، حيث لوحظ ان العامل الاول الذي يدفع هؤلاء الشباب هو الشعور بالعدوانية والكراهية تجاة الدولة ومؤسساتها المختلفة...بسبب فشل الدولة في ايصال الخدمات والتعليم والصحة والرفاهية والخدمات الاخرى الضرورية، اذن تصبح الدولة في نظر هؤلاء فاقدة للشرعية ولا تمثلهم، وما على الدولة الا تلبية الحاجات الاساسية للمواطن والعمل على تصحيح الاختلال الحاصل في توزيع الثروة والدخول ...بعيدا عن استغلال النخب السياسية لمواقعها لتحقيق مكاسب شخصية تفقدها شرعيتها في نظر الجماهير الجائعة، التي تأمل ان تكافح هذة النخب من اجل مستقبل افضل لاطفالنا، من اجل تحقيق العدالة ، من اجل الفرص المتساوية امام الجميع ، من اجل تثقيف وزيادة وعي افراد المجتمع للوصل بة نحو الرقي والتقدم والازدهار...

* معلومة :- ان راتب الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي كان ( 7700 ) يورو شهريا وزيد من قبل الجمعية الوطنية الفرنسية ليصبح الان ( 19000 ) يورو، وقد احتج نواب اليسار في الجمعية الوطنية على هذا الاجراء واعتبروة ( وقحا وشائنا ) .!!!

وان راتب الرئيس الامريكي جورج بوش يبلغ (400 ) الف دولار سنويا مضاف الية مخصصات اضافية قدرها (50 ) الف دولار أي ان راتب رئيس اكبر واقوى واغنى دولة في العالم يبلغ حوالي (37 ) الف دولار شهريا .





#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب القوقاز...هل هي مؤشر لميزان قوى جديدة !!
- شظايا حلم
- رفقا...بوزير الكهرباء
- الأستخدام الأمثل للمياة المتاحة...والطريق نحوالتنمية الاقتصا ...
- ليلةالأمس
- سياسة التعليم في العراق واساليب تطويرها وتحديثها
- الدكتور احمد الجلبي ...والانتخابات القادمة !!
- السياسة الدولية ...وتأثيرها على مستقبل الموارد المائية
- ظاهرة تشغيل الاطفال والاحداث...ومسؤولية المجتمع الدولي لحماي ...
- التعداد السكاني مشروع وطني كبير ...يحتاج الى دراسة متأنية
- نانوعمرو موسى ...وجنجويد البشير
- الشهيد حازم العينة جي ...وضريبة الموقف الحر
- ثورة 14 تموز ومسلسل اضطهاد الشيوعيين العراقيين
- الاتفاقية العراقية الامريكية...الامن والاقتصاد والسيادة
- تلوث البيئة الاسباب والمعالجات


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - الفرهود... ثقافة شعب ام ردة فعل ضد الدولة