صحة المصريين - فى وزارة الصحة -الناس على دين ملوكهم-

محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 746 - 2004 / 2 / 16 - 04:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

       " الناس على دين ملوكهم " يتجلى معنى هذا المثل القديم بوضوح فى مستشفيات وزارة الصحة ودهاليزها ، فلم يعرف أى مكان تغير فى سياساته ومنهجة طبقاً لتغير أهواء قيادته مثلما يحدث فى مستشفيات وزارة الصحة .
       منذ سنوات كانت جريمة كبرى أن يرفض اى مستشفى استقبال مريض طوارئ بحجة عدم سداد رسوم العلاج ، وكان من المستحيل ان يرفض ايضاً اى مستشفى تقديم العلاج لاى مريض على نفقة الدولة لأن مبلغ القرار الذى اصدرته وزارة الصحة لا يكفى ،وكانت التعليمات واضحة بتقديم العلاج الكامل للمرضى وحل المشكلات الادارية بين المستشفيات والوزارة فى طريق موازى وعدم تحميل المريض أى مسئوليات ادارية ، وبصرف النظر عما إذا كان هذا المنهج بهدف الدعاية السياسية أو بغرض تجاوز مرحلة معينة إلا انه كان منهجاً يراعى انسانية المريض بصرف النظر عن امكانياته الماليه .
       وكان مديروا المستشفيات آنذاك يتسابقون لتسهيل العلاج للمرض غير القادرين بإعتبارها الوسيلة الاكثر قرباً للحصول على رضاء القيادة وتنفيذ سياساتها .... إلا أن الامر تغير الى العكس فجأة بتغير القيادة وتغير رؤيتها الى العكس حيث ترى القيادة الجديدة بإيجاز ان الدولة غير مسئولة عن تقديم العلاج بالكامل لغير القادرين وان دور الدولة فى احسن حالته لا يتجاوز المساهمة فى علاج البعض من غير القادرين .
       وطبقاً لهذه الرؤية الجديدة تغير سلوك البعض من مديرى المستشفيات والذى كان معروفاً عنهم فى السنوات الماضية تسابقهم لتقديم الخدمات لغير القادرين والحصول على رضاء القيادة  ، وتحولوا " بقدرة قادر " الى حارس امين على السياسة الجديدة يمنعوا اى مريض من تلقى العلاج إلا بعد تقديم الضمانات الكافية بسداد قيمة العلاج بالكامل سواء على نفقة الدولة أو على نفقة اى جهة أو على نفقته الشخصية ، مما عرض حياة كثير من المرضى غير القادرين للخطر وخاصة فى ظل عدم وجود نظام تأمين صحى شامل و" ضيق ذات اليد" ، مثلما حدث فى معهد ناصر مع مريض اصيب بحادث خطير ادى لدخول جسم خشبى داخل بطنه ، وكانت رحمه الله به واسعة فلم يمت وانتقل وانتقل الى معهد ناصر حيث لاتوجد رحمة فى هذه الاماكن ، فأجروا له الجراحة بعد ان حصلوا على توقيع اهله على شيكات بآلاف الجنيهات ، ليتجاوز المريض خطر الموت ويبدأ حياة جديدة مثقلة بالديون والمطاردات له ولأهله ، وربما كان خيار الموت أفضل منها .
    كل هذا لأن الناس فى وزارة الصحة بحق على دين ملوكهم   ولا عزاء لغير القادرين  
                                                                                                    

#محمد_منير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات