الاشتراكى الثورى
الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 09:40
المحور:
ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
( 5 يتاير – كانون الثاني – 1930 )
هذه رساله كتبها الرفيق ماوتسي تونغ في نقد نظرة متشائمة كانت موجودة في الحزب يومذاك
ما زال بعض الرفاق في حزبنا يفتقرون الى فهم صحيح لمسألة تقدير الوضع الراهن وتحديد عملياتنا على اساس ذلك التقدير. وعلى الرغم من اقتناعهم بأن مدا عاليا للثورة سوف يظهر لامحالة, الا انهم لايؤمنون بأنه يمكن ان يظهر عاجلاً. ولذلك لم يوافقوا على خطة الاستيلاء على جيانغشي وانما يستحسنون للقيام بعمليات حرب عصابات متنقلة في المناطق الثلاث الواقعه في حدود المقاطعات المتجاوزة فوجيان وقوانغدونغ وجيانغشي, وكذلك لم يكن لديهم مفهوم عميق عن اقامة السلطة السياسية الحمراء في المناطق التي تدور فيها حرب العصابات, ومن ثم لم يكن لديهم مفهوم عميق عن التعجيل بمد الثورة العالي على نطاق البلاد, عن طريق توطيد مثل هذه السلطة السياسية الحمراء وتوسيعها. ويبدو انهم يعتقدون انه مادام مد الثورة العالي بعيدا, فمن العبث القيام بالعمل الشاق من اجل بناء هذه السلطه السياسية, وكل املهم هو ان يوسعوا نفوذنا السياسي بطريقة سهله نسبياً وهي القيام بعمليات حرب عصابات متنقلة, حتى اذا ما تم كسب الجماهير في جميع ارجاء البلاد, ام تم كسبها الى درجه معينه, عمدوا الى شن انتفاضة مسلحة عامه ستتحول, اذا اضيفت قوات الجيش الاخمر الى القوى المنتفضه, الى ثورة كبرى على نطاق البلاد. ان نظريتهم هذه القائلة بوجوب كسب الجماهير على تطاق البلاد وفي جميع المناطق قبل اقامه السلطه السياسية, هي نظرية لا تتفق مع الظروف الواقعية للثورة الصينية. وان مصدر نظريتهم هذه هو قصورهم عن ادراك حقيقة ان الصين بلد شبة مستعمر تتكالب علية عدة دول امبريالية واذا ادركوا هذه الحقيقة استطاعوا اولاً ان يفهموا لماذا شهدت الصين وحدها دون سائر بلدان العالم هذه الظاهرة الغريبة, الا وهي تطاحن الطبقات الحاكمه في حروب طويله الامد؟ ولماذا تتأجج نيران هذه الحروب ويتسع نطاقها يوما بعد يوم؟ ولماذا لايمكن حتى الان ان تقوم سلطة سياسية موحدة؟ ثانيا, ثتنيا ان يفهموا مدى اهمية قضية الفلاحين, وان يتفهموا بالتالي لماذا تطورت الانتفاضات الريفية هذا التطور العظيم حتى شملت اليوم انحاء البلاد كلها؟ ثالثا, ان يفهموا صحه الشعار القائل بأقامة السلة السياسية الديمقراطية للعمال والفلاحين. رابعا, ان يفهموا ظاهرة غريبة اخرى ناتجة عن الظاهرة الغريبة السابقة التي هي تطاحن الطبقات الحاكمة في حروب طويلة الامد والتي نجدها في الصين وحدها دون سائر بلدان العالم, الا وهي وجود الجيش الاخمر وقوات العصابات ونموها, وبالتالي وجود ونمو مناطق حمراء صغيرة تنشأ وتترعرع وسط حصار السلطه البيضاء ( ان هذه الظاهره الغريبة لاتوجد الا في الصين ) . خامساً, ان يفهموا ان تأسيس الجيش الاحمر وقوات العصابات والمناطق الحمراء وتطويرها يمثلان الشكل الاعلى لنظال الفلاحين تحت قيادة البروليتاريا في الصين شبه المستعمره, كما انهما يعبران عن النتيجة الحتمية لتطور نضال الفلاحين في بلد شبة مستعمر, وهما – بلا شك – اهم العوامل في تعجيل مد الثورة العالي في جميع انحاء البلاد. سادساً, ان يفهموا انه بالاعتماد على سياسة القيام بعمليات حرب العصابات المتنقله وحدها لا يمكن ان تنجز مهمه تعجيل مد الثورة العالي على نطاق البلاد, ويفهموا ان السياسة التي تبناها تشو ده وماو تسي تونغ, والتي تبناها فانغ تشي مين (1) , هي بلا شك سياسة صحيحة, وهي تقضي بأقامه القواعد الثورية, وبناء السلطه السياسية بصوره مخططه, وتعميق الثورة الزراعية, وبتحقيق خط توسيع القوات المسلحة الشعبية بواسطه مجموعه متكامله من التدابير أي عن طريق خلق فصائل الحرس الاحمر على مستوى الناحية ثم المركز ثم المحافظه, ثم انشاء القوات الحمراء المحلية حتى الجيش الاحمر النظامي, وبتوسيع السلطه السياسية على شكل التموج ... الخ. وهذه السياسة وحدها تمكننا من ان نكسب ثقة الجماهير الثورية في البلاد كلهخا, تماماً كما كسبها الاتحاد السوفياتي في العالم بأسره, وتمكننا من ان نخلق مصاعب هائله للطبقات الرجعية الحاكمه ونزعزع اركانها ونعجل بتفككها الداخلي, كما ان هذه السياسة وحدها تمكننا من ان نخلق بالفعل جيشاً احمر يكون اداتنا الرئيسية في الثورة الكبرى المقبلة. وجملة القول اننا لن نتمكن من تعجيل مد الثورة العالي الا بأتباع هذه السياسة.
ان الرفاق الذين يصيبهم داء التسرع في الثورة, هم يقدرون القوى الثورية الذاتية(2) والقوى المعادية للثورة تقديراً خاطئاً بحيث يبالغون في الاولى ويتخفون بالاخيرة, ومثل هذا التقدير يبني في الغالب على النظرة الذاتية. زمما لا شك فيه ان هذا التقدير سيؤدي بهم في نهاية الامر الى طريق التصرف الطائش, هذا من جهه, ومن جهه اخرى فأنه اذا استخف المرء بقوى الثورة الذاتية وبالغ في القوى المعادية فأن تقديره هذا خاطىء ايضاً, وسيؤدي حتماً الى عاقبة وخيمة اخرى. لذلك فمن الضروري حين نحكم على الوضع السياسي في الصين ان نتفهم النقاط المهمه الاتية:
1- بالرغم من ان القوى الثورية الذاتية في الصين مازالت الان ضعيفه, الا ان الضعف ملازم ايضاً لجميع اجهزه الطبقات الرجعية الحاكمه ( وهي السلطه السياسية والقوات المسلحه والاحزاب وغيرها), والتي تركز على بنية الاقتصاد الاجتماعي المتأخر في الصين. وعلى هذا يمكن ان نفسر السبب في عدم امكان انفجار الثورة فوراً في البلدان الاوربية الغربية في الوقت الحاضر, ذلك لانه على الرغم من ان القوى الثورية الذاتية في تلك البلدان قد تكون اقوى منها في بلاد الصين, الا ان قوى الطبقات الرجعية الحاكمه هناك اعظم بعده مرات منها هنا. اما في الصين فعلى الرغم من ان قوى القوى الثورية الذاتية مازالت الان ضعيفة, ولكن القوى المعادية للثورة فيها هي ايضاً ضعيفه نسبياً. اذن فمن المحقق ان ظهور مد الثورة العالي في الصين سيسبق ظهوره في البلدان الاوربية الغربية.
2- ان القوى الثورة الذاتية قد اصيبت فعلاً بضعف شديد منذ هزيمة للثورة عام 1927. فأذا نظرنا الى القوى الضئيلة التي تبقت منها من حيث المظاهر وحدها فمن الطبيعي ان ذلك سيشعر بعض الرفاق ( الذين لاينظرون الا الى المظاهر وحدها ) بالتشاؤم , اما اذا نظرنا اليها من حيث الجوهر فأن الامر سيكون مختلفاً تماماً. وهنا يفيدنا مثل صيني يقول: (( رب شرارة احرقت سهلاً)). ومعنى ذلك ان هذه القوة برغم ضاُلتها الان سوف تنمو بسرعه عظيمة. ونموها في ظروف الصين الراهنة ممكن, بل حتمي في الحقيقة, وهذا ما اثبتته, بصورة وافية, حركه 30 مايو (ايار) والحركه الثورية الكبرى التي اعقبتها.وعندما ننظر الى شيء من الاشياء يجب علينا ان ننفذ الى جوهره, ولا نعتبر مظاهره الا دليلا يقودنا الى عتبة الجوهر, ومتى اجتزنا هذه العتبة فعلينا ان نمسك بالجوهر, وهذه وحدها هي الطريقة العلمية المعتمد عليها في التحليل.
3- وكذلك لا يجوز لنا ابداً, عندما نقدر القوى المعادية للثورة ان نكتفي بالنظر الى مظاهرها وحدها, بل علينا ان ننظر الى جوهرها. وفي الايام الاولى التي تلت انشاء القواعد الثورية في منطقة حدود خونان – جيانغشي, كان بعض الرفاق يرون ان عدونا الطبقي قد اصبح لا يقوى على شيء, ذلك لانهم امنو حقاً بالتقدير الخاطىء الذي قامت به في ذلك الحين, اللجنه الحزبية في مقاطعة خونان. ان الناس مازالوا حتى اليوم يتندرون بهاتين العبارتين (( متزعزع للغاية)) و (( في ذعر مطبق )) اللتين استعملتهما هذه اللجنه في ذلك الحين ( مايو – ايار وينيو – حزيران – 1928) في تقييمها لحاكم المقاطعه لودي بينغ (3), ومن الحتمي ان يؤدي مثل التقدير الى التصرفات الطائشه سياسياً. ولكن بعض رفاقنا خلال الاشهر الاربعه من نوفمبر ( تشرين الثاني ) 1928 حتى فبراير ( شباط ) 1929 ( قبل نشوب الحرب بين تشيانغ كاي شيك وامراء حرب قوانغشي (4) ), عندما واجهت جبال جينغقانغ ( حمله الاباده المشتركة ) الثالثة (5) التي شنها العدو, انقلبوا يتساءلون : ( الى متى سيبقى العلم الاحمر مرفرفاً؟). والحقيقة ان الصراع الذي كانت تشهده ارض الصين يموذاك بين برطانيا والولايات المتحده واليابان اصبح سافراً تماماً, وان تشابك تشيانغ كاي شيك وامراء حرب قونغشي وفنغ يو شيانغ في حروب بين بعظهم البعض قد توفرت له الاسباب, فواقع الامر هو ان التيار المعادي للثورة اخذ في الجزر والتيار الثوري اخذ المد. ولكن نزعه التشاؤم لم تنتشر انذاك في الجيش الاحمر ومنظمات الحزب االمحلية فحسب, بل عرفت طريقها الى اللجنه المركزية ايضاً اذ انخدعت هي الاخرى بمظاهر الاحداث. ورساله فبراير (شباط) الصادرة عن اللجنه المركزية (6), هي خير دليل على ما كان موجوداً في الحزب حينذاك من نزعة التشاؤم في تحليل الموقف.
4- ان الظروف الموضوعية الحالية يمكن كذلك ان تضلل بسهولة اؤلئك الرفاق الذين لايلاحظون سوى مظهرها الخارجي دون ان يطلعوا على حقيقتها, وخاصه هؤلاء العاملين في الجيش الاحمر, فأنهم كلما انهزموا في معركة او طوقهم العدو تطويقا محكما, او طاردهم عدو قوي, ظنوا في الغالب وبدون وعي ان هذه الظروف المؤقتة والخاصة والجزئية هي ظروف عامه وكلية, كما كان الوضع في الصين والعالم بأسره لا يدعو للتفاؤل, وكما لو كان انتصار الثورة ابعد مايكون عن التحقيق. والسبب في انهم اخذوا بمظاهر الامور واستغنوا عن جوهرها انما يعود الى عدم قيامهم بتحليل جوهر الوضع العام تحليلاً علميا. واذا سئلنا عنما اذا كان المد العالي للثورة الصينية سيظهر قريبا ام لاء فأننا لا نستطيع ان نبت في ذلك الا اذا درسنا بدقة ما اذا كانت مختلف التناقضات المؤدية الى ظهور المد العالي قد تطورت فعلا ام لا. فما دامت قد تطورت التناقضات بين البلدان الامبريالية على الصعيد الدولي, والتناقضات بين البلدان الامبريالية ومستعمراتها, والتناقضات بين الامبريالية والبروليتاريا في البلدان الامبريالية, فأن الامبرياليين قد اصبحوا في حاجه اكثر الحاحا الى التنافس من اجل السيطرة على الصين. ولما احتد هذا التنافس اخذت التناقضات بين الامبريالية والصين بأسرها, والتناقضات بين الامبريالين انفسهم, تتطور في ان واحد في ارض الصين ومن ثم تشابكت مختلف عصابات الحكام الرجعيين في الصين في حروب تتسع دائرتها وتشتد نيرانها يوما بعد يوم, وبدأت التناقضات بين هذه العصابات تتفاقم مع مرور الايام. ثم افضت التناقضات بين مختلف عصابات الحكام الرجعيين, أي الحروب بين امراء الحرب, الى زيادة الضرائب التي تؤدي بدورها الى زيادة التناقضات يوما بعد اخر بين الجماهير الغفيرة من دافعي الضرائب وبين الحكام الرجعيين. أي الحروب بين امراء الحرب, الى زيادة الضرائب التي تؤدي الى زيادة التناقضات يوماً بعد اخر بين الجماهير الغفيرة من دافعي الضرائب وبين الحكام الرجعيين. ثم انه قد ترتب على التناقضات بين الامبرياليين والصناعه الوطنية الصينية ان الاخيرة لا تستطيع الحصول على تنازلات من قبل الامبريالية وهو امر يزيد من حده التناقضات بين البرجوازية الصينية والطبقة العاملة الصينية اذ ان الرأسماليين الصينيين يحاولون ان يجدوا منفذا لهم عن طريق الامعان في استغلال العمال, اما العمال فينهصون الى مقاومتهم. وتبعا لعدوان الامبريالية التجاري والاستغلال الذي يمارسه الرأسمال التجاري الصيني, وزيادة الضرائب الحكومية تعمقت التناقضات بين طبقة ملاك الاراضي وبين الفلاحين, أي اشتدت وطأة الاستغلال في شكل ايجارات الاراضي والربا, فزاد الفلاحون بغضاً لملاك الاراضي. ونتيجة لضغط السلع الاجنبية, ونفاذ القوة الشرائية للجماهير الغفيرة من العمال والفلاحين وزيادة الضرائب الحكومية فأن التجار الذين يتاجرون بالمنتجات الوطنية, وارباب الانتاج الفردي اخذوا ينحدرون يوما بعد يوم الى طريق الافلاس. ولما كانت الحكومة الرجعية بالرغم من افتقارها الى المؤن والاموال, توسع جيوشها بلا حدود, الامر الذي ينتج عنه توسيع الحرب اكثر فأكثر, فأن جماهير الجنود تعيش في حرمان دائم. ونظراً لان الحكومة تزيد الضرائب وان ملاك الاراضي يرفعون معدل ايجارات الاراضي وفوائد الديون, وبسبب تعاظم ويلات الحروب كل يوم, عمت انحاء البلاد كوارث ومجاعات وانتشر فيها اللصوص وقطاع الطرق مما ساق الجماهير الغفيرة من الفلاحين وفقراء المدن الى طريق الشقاء والعذاب. ونظراً لانه لم يكن هنالك اموال لفتح ابواب المدارس, فقد ساور القلق عددا كبيراً من الطلبة مخافه ان يحرموا من متابعه الدراسة, وبسبب التخلف في الانتاج حرم الكثيرون من الشبان الذين تخرجوا في المدارس من الامل في العثور على عمل. اذا ادركنا كل هذه التناقضات السالفه الذكر, استطعنا ان نفهم لامبلغ مايسود الصين من اضراب دائم وفوضى مطبقة, واستطعنا ان نفهم كذلك ان ظهور المد العالي للثورة ضد الامبريالية وامراء الحرب وملاك الاراضي امر لا مفر منه, بل امر سيحدث عاجلا. ان ارض الصين مفروشه كلها بالحطب اليابس الذي سرعان مايشتغل ويصبح حريقاً هائلاً. فالمثل القائل (( رب شرارة احرقت سهلاً)) هو ترجمة صادقة لتطورات الوضع الراهن. ويكفينا ان نلقي نظرة على تطورات اضرابات العمال وانتفاضات الفلاحين وتمردات الجنود واضرابات الطلبة في اماكن كثيرة, حتى ندرك انه لن يمضي وقت طويل حتى تنقلب هذه ((الشرارة)) الى ((نار تحرق السهل كله)).
ام ملخص متقدم, كنا قد ذكرناه في الرسالى الموجهه من لجنة الجبهة الامامية الى اللجنة المركزية بتاريخ 5 ابريل (نيسان) 1929. ولقد ورد فيها:
ان اللجنه المركزية في رسالتها هذه (المؤرخه في 9 فبراير –شباط – 1929) قد اعطت تقديرا غاية في التشاؤم للوضع الموضوعي ولقوانا الذاتية. ان حملات (( الابادة)) الثلاث التي شنتها قوات الكومينتانغ على جبال جينفقانف تمثل اوج المد المعادي للثورة. ولكن هذا المد لما بلغ ذلك الحد توقف واخذ ينحسر تدريجياً على حين بدأ التيار الثوري يرتفع شيئاً فشيئاً. وعلى الرغم من ان قدرة حزبنا الكفاحية والتنظيمية قد ضعفت حتى الدرجة التي ذكرتها اللجنة المركزية في رسالتها, الا انه في اثناء انحسار هذا التيار المعادي للثورة تدريجياً, ستعود تلك القدرة الكفاحية والتنظيمية بسرعه اكيدة الى ماكانت علية, وسيتلاشى سريعاً مانجدة بين الكوادر الحزبيين من تراخي الهمه. كما ان الجماهير ستنحاز الى جانبنا بالتأكيد. فأن سياسة سفك الدماء(7) التي يسير عليها الكومينتانغ من شأنها ان (( تطرد السمك الى حيث الماء اعمق )) (8), وهذا امر لاشك فية, وكذلك الدعوه الاصلاحية لم تعد اليوم تجذب الجماهير. فالامال الكاذبة التي تعلقها الجماهير على حزب الكومينتانغ لا بد ان تخيب سريعاً. وفي ظل الوضع المقبل لن يستطيع أي حزب من الاحزاب ان يباري الحزب الشيوعي في مضمار كسب الجماهير. ان الخط السياسية والخط التنظيمي اللذين وضعهما المؤتمر السادس للحزب (9) كلاهما صحيح: ان الثورة في المرحله الحاضرة هي ثورة ديمقراطية وليست اشتراكية, ومهمه الحزب الراهنه ( ملاحظه: كان ينبغي ان تضاف هنا كلمات (في المدن الكبرى) ) هي كسب الجماهير لا القيام فوراً بالانتفاضات. ولكن الثورة سوف تتطور بسرعه عظيمة فينبغي لنا ان نتخذ موقفا ايجابياً في دعايتنا وتحضيراتنا للانتفاضات المسلحة. ونحن لا نستطيع في ظل الوضع الراهن الذي تسوده الفوضى الكبرى ان ننهض بمهمة قيادة الجماهير الا بأتخاذ شعارات ايجابية وموقف ايجابي. ولا يمكن للحزب ان يستعيد قدرتة الكفاحية الا باتخاذ هذا الموقف الايجابي. .... والقيادة البروليتارية هي المفتاح الوحيد لانتصار الثورة. فأرساء الاساس البروليتاري للحزب وانشاء الفروع الحزبية في المؤسسات الصناعية في المناطق الرئيسية هما مهمتان وتنظيميتان هامتان يواجههما الحزب في الوقت الحاضر, ولكن تطوير النضال في الريف واقامة السلطه السياسية الحمراء في مناطق صغيرة وانشاء قوات حمراء وتوسيع صفوفها في الوقت نفسه هي تعتبر, على وجه الخصوص, العوامل الرئيسية لمناصره النضال في المدن وتعجيل ارتفاع التيار الثوري. ولذا من الخطاء التخلي عن النضال في المدن, ولكن اذا كان بين اعضاء الحزب من يخاف من نمو قوى الفلاحين ظناً منه انها بتفوقها على قوى العمال ستلحق الضرر بالثورة فأننا نعتبر نظرته هذه خاطئة ايضاً. ذلك لانه في مجرى الثورة في الصين شبه المستعمرة يمكن ان تفشل نضالات الفلاحين فقط في حالة حرمانها من قياده العمال, اما ان تصاب الثورة بضرر بسبب نمو نضالات الفلاحين وتفوقها على قوى العمال فهذا امر مستحيل.
وتتضمن هذه الرسالة ايضاً الجواب التالي على مسألة التكتيك بشأن عمليات الجيش الاحمر:
وقد طلبت منا اللجنه المركزية بغية المحافضة على الجيش الاحمر وتعبئة الجماهير, ان نقسم قولتنا الى وحدات صغيرة جداً ونوزعها في ارجاء الريف, وان يغادر ده وماوتسي تونغ صفوف الجيش, وذلك لاخفاء الاهداف الرئيسية عن العدو. وهذه فكرة غير واقعية. ففي شتاء 1927 قد وضعنا خطه لتقسيم قواتنا الى سرايا او كتائب توزع في ارجاء الريف على ان تعمل كل سرية او كتيبة بمفردها لتعبئه الجماهير واخفاء الهدف عن العدو بواسطة تكتيك حرب العصابات, ونفذنا هذه الخطه مراراً وفشلنا مراراً. وذلك للاسباب الاتية:
1- ان معظم الجنود في الجيش الاحمر النظامي غرباء خلافاً لرجال فصائل الحرس الاحمر المحلي.
2- ان تقسيم القوات الى وحدات صغيرة, من شأنه ان يضعف قيادتها فتعجز عن مواجهه الظروف القاسية مما يؤدي بسهولة الى الهزيمة.
3- يسهل على العدو ان يسحق كل وحدة من الوحدات الصغيرة على حدة.
4- كلما اشتدت قسوة الظروف, ازدادت الحاجه الى حشد القوات وتركيزها والى قيام القادة بنضال حازم وبهذه الطريقة وحدها نستطيع ان نحقق الوحده الداخلية, ونتصدى للعدو. وفي الظروف المؤاتية فقط يجوز لنا تقسيم قواتنا من اجل عمليات حرب العصابات, كما يمكن للقاده الا يلازموا قواتهم طوال الوقت بخلاف حالهم في الظروف القاسية.
والعيب فيما ذكرناه في هذه الفقرة من الرسالة هو ان كل الاسباب التي اوردناها ضد تقسيم القوات اسباب سلبية, وهي بعيده عن توضيح القضية. اما الاسباب الايجابية التي تبرر حشد القوات وتركيزها فهي ان قواتنا لا تقدر على اباده وحدات كبيرة نسبياً للعدة, واحتلال المدن الصغيرة والمتوسطة الا اذا احتشدت وتركزت. كما انه لا يمكن تعبئة الجماهير على نطاق واسع واقامة سلطه سياسية فوق ارض تشمل عده محافظات متجاورة الا بواسطة ابادة وحدات كبيرة نسبياً للعدو واحتلال المدن الصغيرة والمتوسطة. وبذلك وحده يمكن ان نوصل اصواتنا الى مسامع الناس في مختلف المناطق قريبها وبعيدها ونلفت انظارهم الينا ( اعني توسيع نفوذنا السياسي) , وان نسهم بصورة فعاله في تعجيل مد الثورة العالي. نذكر هنا على سبيل المثال ان كلا من السلطه السياسية التي اقمناها في منطقه حدود خونان – جيانغشي في السنه قبل الماضية والسلطة السياسية التي اقمناها في غربي مقاطعة فوجيان في السنه الماضية (10) هي نتاج سياستنا التي القائمة على حشد القوات وتركيزها. وهذا هو مبدا عام. اما اذا سأل سائل عما اذا كانت هنالك اوقات ينبغي فيها تقسيم القوات فالجواب سيكون بالايجاب. لقد تناولت الرسالة الموجهه من لجنه الجبهه الامامية الى اللجنة المركزية موضوع تكتيك حرب العصابات الخاص بالجيش الاحمر, بما في ذلك تقسيم القوات وتوزيعها الى اماكن قريبة:
ان التكتيك الذي توصلنا اليه في غمرة النضال خلال السنوات الثلاث الاخيرة يختلف حقاً عن أي تكتيك متبع في الماضي والحاضر, في الصين والبلدان الاخرى على حد سواء. وبواسطه تكتيكنا هذا, يمكن استنهاض الجماهير لخوض نضالات يتسع نطاقها يوماً بعد اخر, ولن يستطيع أي عدو, مهما يكن قويا, ان يمسنا بسوء. وهذا التكتيك هو تكتيك حرب العصابات, وهو يتلخص فيما يلي : ( تقسيم القوات وتوزيعها في سبيل تعبئه الجماهير, وحشد القوات وتركيزها في سبيل صد العدو) و ( اذا تقدم العدو تراجعنا, واذا عسكر ازعجناه, واذا تعب هاجمناه, واذا تقهقر طاردناه.) و ( نطبق في انشاء مناطق القواعد الثابتة (11) سياسة التقدم على شكل موجات متتابعه, ونتبع سياسة اللف والدوران عندما يطاردنا عدو قوي) و ( تعبئه اوسع الجماهير في اقصر وقت ممكن وبأفضل الطرق الممكنة) ان هذا التكتيك اشبة مايكون بعملية القاء شبكة, وينبغي ان نكون قادرين على القائها او سحبها في أي لحظه من اللحظات, اننا نلقيها لكسب الجماهير ونسحبها لصد العدو. وهكذا هو التكتيك الذي طبقناه طوال السنوات الثلاث الاخيرة.
ان ( القاء الشبكة) هنا يعني تقسيم قواتنا وتوزيعها الى امكاكن قريبة. ومن امثله ذلك اننا قسمنا الفوجين ال 29 و ال 31 ووزعناهما داخل حدود محتفظة يونغسين الواقعه في منطقة حدود خونان – جيانغشي بعد ان استولينا عليها لاول مرة. ثم لما استولينا على هذه المحافظة للمرة الثالثة, قسمنا قواتنا كذلك اذ ارسلنا الفوج 28 الى حدود محافظة انفو, والفوج ال 29 الى محافظه ليانخوا, والفوج ال 31 الى محافظة جيان, واننا خلال شهري ابريل ومايو ( نيسان وايار) من السنه الماضية قسمنا قواتنا ووزعناها في محافظات جنوبي جيانغشي, وفي يوليو ( تموز ) الماضي وزعنا قواتنا في محافظات غربي فوجيان. اما تقسيم قواتنا وتوزيعها الى اماكن بعيدة فلا يمكن ان يتحقق الا بتوفر شرطين : ان تكون الظروف مواتية نسبياً, وان يكون الجهاز القيادي قوياً نسبيا. ذلك ان غرضنا من تقسيم القوات هو ان نكون اقدر على كسب الجماهير وعلى تعميق الثورة الزراعية واقامة السلطه السياسية وعلى توسيع الجيش الاحمر والقوات المسلحة المحلية. فأذا كان تقسيم القوات لا يحقق تلك الاهداف, او اذا كان التقسيم سيتسبب في هزية القوات واضعاف الجيش الاحمر كما حدث في اغسطس ( اب ) من السنه قبل الماضية حين قسمنا قواتنا في منطقة حدود خونان جيانغشي من اجل الهجوم على تشنتشو, فأن عدم تقسيم القوات خير من تقسيمها. اما اذا توفر الشرطان المذكوران, فيجب علينا دون ريب ان نقسم قواتنا اذ ان تقسيم القوات في هذه الحاله يكون انفع من حشدها وتركيزها.
ان الروح التي تحملها رسالة اللجنه المركزية بتاريخ فبراير ( شباط ) روح غير طيبة, فقد تركت اثراً سيئاً في نفوس عدد من الرفاق الحزبيين في الفيلق الرابع. وفوق ذلك ان اللجنه المركزية اصدرت ايضاص في ذلك الوقت بلاغاً اشارت فيه الى انه ليس من المؤكد ان تنشب حرب بين تشانغ كاي شيك وامراء حرب قوانغشي. بيد ان تقديرات اللجنه المركزية وتوجيهاتها التي اصدرتها بعد ذلك التاريخ كانت صحيحة على وجه العموم. اما التقدير غير الصحيح الذي تضمنه ذلك البلاغ فقد اصدرت اللجنه المركزية بلاغاً اخر من اجل تصحيحه. ومع ان اللجنه المركزية لم تصدر أي تصحيح لما في تلك الرسالة الموجهه الى الجيش الاحمر, الا ان توجيهاتها اللاحقة لم تعد فيها تلك النغمات المتشائمه, كما ان اراءها حول عمليات الجيش الاحمر قد اصبحت تتفق مع ارائنا. ولكن ذلك الاثر السيء الذي تركتة تلك الرسالة في نفوس بعض الرفاق ما زال باقياً. لهذا فأني ارى ان ايضاح هذه المسألة لا يزال الان ضرورياً.
ان خطة الاستيلاء على جيناغشي خلال سنه واحده كانت ايضاً مما غرضته لجنه الجبهه الامامية على اللجنه المركزية في ابريل ( نيسان) من السنه الماضية, واتخذت بعد ذلك قراراً حول هذه الخطه في مدينه يودو. وقد عرضت لجنه الجبهه يومذاك حججا لتبرير الخطه, وقد ورد منها مايلي في رسالتها الموجهه الى اللجنه المركزية :
ان قوات تشيانغ كاي شيك وقوات امراء حرب قوانغشي تقترب احدهما من الاخرى قرب جيوجيانغ, وستنشب بينهما حرب شعواء بين لحظه واخرى. ان نهوض النضال الجماهيري من جديد بالاضافه الى اشتداد حده التناقضات داخل المعسكر الرجعي الحتكم قد جعل ظهور مد عال للثورة في المستقبل القريب امر ممكناً. ونحن اذ نرسم خطه العمل على ضوء هذا الوضع, نشعر بأن القوى العسكرية للكومبرادوريين وملاك الاراضي في مقاطعتي قوانغدونغ وخونان هي قوية جدا بالنسبة الى قواهم في المقاطعات الجنوبية الاخرى, وخصوصا في خونان, حيث فقدنا كل جماهيرنا تقريباً داخل الحزب وخارجه بسبب الاخطاء التي ارتكبها الحزب هناك بتصرفاته الطائشه. اما المقاطعات الثلاث فوجيان وجيانغشي وتشجيانغ فهي على حاله اخرى: اولاً, ان قوة العدو العسكرية هناك اضعف ما تكون, ففي تشيانغ لا يوجد سوى عدد ضئيل من حرس المقاطعه تحت قياده تشيانغ يو تشنغ (12). ويوجد في فوجيان خمس وحدات من قوات العدو تتألف من 14 فوجاً, ولكن لواء قوه فنغ مينغ (13) قد تم سحقه, وان كلا من وحدة تشن قوه خوى و وحدة لو شينغ بانغ (14) لا تملك سوى قدرة قتالية ضئيلة جداً لانها مؤلفه من اللصوص وقطاع الطرق, اما لواءا مشاة البحرية المرابطان على الساحل فلم يشتركا في معركه قط, فمن الطبيعي ان قدرتهما القتالية لا يمكن ان تكون كبيرة , ثم بقيت وحده تشانغ تشن (15) وهي تملك قسطاً اكبر من القدرة القتالية ولكن تحليلات لجنه الحزب في مقاطعه فوجيان تفيد انه لا يوجد بين افواج وحده تشانغ غير فوجين قويين, وفضلاً عن ذلك فأن الحالة في مقاطعه فوجيان اليوم كلها فوضى وتفرقة. وفي جيانغشي يوجد 16 فوجاً ينتمي بعضها الى وحدة تشو بي ده (16) والبعض الاخر الى وحده شيونغ شي خوي (17) , وهي اقوى من القوات المرابطه في فوجيان وتشجيانغ, لكنها اضعف بكثير من القوات المرابطه في خونان. ثانياً, ان اخطاء التصرفات الطائشه التي ارتكبت في هذه المقاطعات الثلاث اقل مما ارتكب في المقاطعات الاخرى. فبأستثناء تشجيانغ التي لم نقف على اوضاعها جيداً, نجد ان قواعدنا الحزبية والجماهيرية في جيانغشي وفوجيان اقوى بقليل منها في خونان. خذ مثلا بجيانغشي, اننا ما زلنا نحتفظ بقواعد حزبية وجماهيرية لا بأس بها في دان وشيوشي, وتونغقو من شمالي جيانغشي, ولا تزال قوى الحزب وفصائل الحرس الاحمر باقية في نينغقانغ ويونغشين وليانخوا وسويتشوان من غربي جيانغشي, اما الحاله في جنوبي جيانغشي فهي تبعث على امل اكبر, لان الفوج الثاني والفوج الرابع التابعين للجيش الاحمر في محافظات جيان ويونغفنغ وشينغقوه يتجهان نحو النمو المتزايد, وان وحدات الجيش الاحمر التي يقودها فانغ تشي مين لم يقض عليها. وكل هذا جعلنا في وضع يمكننا من محاصره مدينه نانتشانغ. ولذا نقدم الى اللجنه المركزية اقتراحاً هو انه يجب علينا, في اثناء الحروب الطويله الامد بين امراء الحرب الكومينتانغيين, ان نتنافس مع تشيانغ كاي شيك وامراء حرب قوانغشي من اجل الاستيلاء على جيانغشي, وكذلك على غربي فوجيان وغربي تشيانغ. وعلينا ان نوسع صفوف الجيش الاحمر في هذه المقاطعات الثلاث, وننشيء فيها قواعد ثورية جماهيرية, على ان تكون مهله انجاز هذه الخطه سنه واحدة.
ان الخطأ في الاقتراح الانف الذكر بخصوص الاستيلاء على جيانغشي هو تحديد مده الانجاز بسنه واحدة. وفيما يتعلق بالاستيلاء على جيانغشي كنا قد وضعنا في الحسبان ان المد العالي للثورة سيظهر عاجلاً على نطاق البلاد بالاضافه الى ظروف المقاطعه نفسها, ذلك لانه لو لم نؤمن بأن مد الثورة العالي سيظهر عاجلا, لما توصلنا الى نتيجة امكانية الاستيلاء على جيانغشي خلال سنه واحده. انما العيب في ذلك الاقتراح هو تحديد مده الانجاز بسنه واحده, مما اضفى على كلمه ( عاجلا) الوارده في عباره ( سيظهر مد الثورة عاجلاً) مسحه من طابع التهور والاندفاع. اما ظروفنا الذاتية والظروف الموضوعية بخصوص جيانغشي فهي جديرة بأن نعيرها اهتماماً بالغاً. لقد اوضحنا ظروفنا الذاتية في الرسالة الموجهه الى اللجنه المركزية. اما الظروف الموضوعية فيمكن ان نشير الان بوضوح الى نقاط ثلاث منها: اولاً, ان الاقتصاد في جيانغشي هو في الاساس اقتصاد اقطاعي, وان نفوذ طبقة التجار الرأسماليين فيها ضعيف نسبياً, كما ان القوات المسلحة لملاك الاراضي فيها اضف منها في أي مقاطعة اخرى من المقاطعات الجنوبية. ثانياً, ليس لمقاطعه جيانغشي قوات خاصة بها فحمايتها كانت وما زالت تتألف من قوات مقاطعات اخرى. وحين ترسل قوات غريبة الى هذه المقاطعه من اجل ( ابادة الشيوعيين) او اباده قطاع الطرق) فأنها لا تلم بالظروف المحلية فيها, و لا تتحمس للعمل في اغلب الاحيان, لان ذلك لا يمس مصالحها مثلما يمس مصالح قوات المقاطعه المحلية ان كانت للمقاطعة قوات محلية. ثالثاً, ان جيانغشي بعيدة نسبياً عن النفوذ الامبريالي على خلالف قوانغدونغ القريبة من هونغ كونغ والتي تخضع للسيطرة البرطانية في جميع النواحي تقريباً. اذا فهمنا هذه النقاط الثلاث اتضح لنا لماذا كانت الانتفاضات الريفية في جيانغشي اشد انتشاراً منها في أي مقاطعه اخرى, ولماذا كانت وحدات الجيش الاحمر وفصائل العصابات فيها اكثر منهما في المقاطعات الاخرى.
اما كيف تفسر كلمه ( عاجلا) الوارده في عبارة ( سيظهر مد الثورة العالي عاجلاً) فذلك سؤال مشترك لدى عدد كبير من الرفاق. ان الماركسيين ليسوا عرافين, فينبغي لهم, بل ويمكنهم فقط, حين يتحدثون عما سيحدث في المستقبل من تطورات وتغيرات, ان يشيروا الى اتجاهها العام, ولا يجوز لهم ولايمكنهم ان يحددوا لحدوثها اليوم والساعه بصوره اليه. ولكن ظهور مد الثورة العالي عاجلا في الصين, الذي ذكرتة, ليس على الاطلاق شيئأ وهمياً بعيد المنال ( محتمل الوقوع) كما يزعم بعض الناس, شيئأ لا يحمل أي معنى من المعاني العملية. بل هو باخرة تمخر عباب البحر قد تراءت ذروة صاريها عن بعد للناظر الواقف على الساحل, وشمس على وشك الطلوع قد ابجلت اضواؤها الباهرة امام من يسرح نظره من قمه الجبل الشامخ نحو الشرق, وجنين يدب في احشاء امه متطلعاً للخروج وقد قربت الساعة التي يرى فيها النور.
.................................................
ملاحظات
(1) كان الرفيق فنغ تشي مين, وهو من اهالي يييانغ في مقاطعه جيانغشي, عضو اللجنه المركزية المنبثقة عن المؤتمر الوطني السادس للحزب الشيوعي الصيني, ومؤسس المنطقة الحمراء في الشمال الشرقي من جيانغشي وكذلك مؤسس الفيلق العاشر التبع للجيش الاحمر. وفي عام 1934 قاد فصائل الطليعة المقاومة ضد الغزاة اليابانيين والتابعه للجيش الاحمر زاحفاً بها نحو شمال الصين. ثم وقع اسيراً في يناير ( كانون الثاني ) 1935 خلال معركة ضد قوات الكومينتاغ المعادية للثورة. واستشهد ببطولة في يوليو ( تموز) من نفس العام في نانتشانغ بجيانغشي.
(2) يقصد الرفيق ماوتسي تونغ هنا ب ( القوى الثورية الذاتية ) القوى الثورية المنظمة.
(3) لودي بينغ احد امراء الحرب الكومينتانغيين, وكان الحاكم الكوميتانغي في منطقة خونان عام 1928.
(4) يقصد بذلك الحرب التي دارت في مارس – ابريل ( اذار – نيسان) 1929 بين تشيانغ كاي شيك امير الحرب الكومينتانغي في نانكين وبين لي تسونغ رن وباي تشونغ شي اميري الحرب الكومينتانغيين في قوانغشي.
(5) يقصد بذلك الهجوم الثالث الذي شنه امراء الحرب الكومينتانغيين في خونان وجيانغشي على قاعده الجيش الاحمر بجبال جينغقانغ بين اواخر 1928 واوائل 1929.
(6) يقصد ب ( رسالة فبراير الصادره عن اللجنه المركزية) الرسالة التي وجهتها اللجنه المركزية للحزب الشيوعي الصيني الى لجنه الجبهه الامامية بتاريخ 9 فبراير ( شباط ) 1929. وقد اوردت لجنه الجبهه الامامية بأختصار محتويات من الرسالة المذكورة, وذلك في رسالتها الى اللجنه المركزية بتاريخ 5 ابريل ( نيسان) 1929 التي جاءت مقتطفات منها في هذا المقال, وكانت المحتويات المقتطفه تدور اساساً حول تقديرات اللجنه المركزية للوضع القائم حينذاك وحول التكتيك الخاص بعمليات الجيش الاحمر. كانت الاراء التي ابدتها اللجنه المركزية في رسالتها اراء غير مناسبة, لذلك ابدت لجنه الجبهه الامامية في رسالتها الى اللجنة المركزية اراء مخالفه لها.
(7) اشارة الى وسائل التقتيل الدموي التي لجأت اليها القوى المعادية للثورة ضد قوى الشعب الثورية.
(8) هذه العبارة مأخوذه من كتاب ( منسيوس) . فقد شبة منسيوس ملكا طاغية اضطر شعبة الى اللجوء الى ملك عادل, شبهه بكلب ماء ( يسوق السمك الى حيث الماء اعمق) – المعرب.
(9) هو المؤتمر الوطني السادس للحزب الشيوعي الصيني المنعقد في يلوليو ( تموز) 1928. وقد اشار هذا المؤتمر الى ان الثورة الصينية, رغم الهزيمة التي منيت بها عام 1927, مابرحت من حيث طبيعتها ثورة ديمقراطية برجوازية ضد الامبريالية والاقطاعية, كما اوضح المؤتمر ان ظهور مد عال جديد للثورة امر لا مفر منه, ولكن هذا المد لم يظهر بعد, لذلك كان خط الثورة العام هو كسب الجماهير. ولقد صفى المؤتمر الاستسلامية اليمينية التي طبفها تشن دو شيو في عام 1927, كما وجه النقد الى نزعه التصرفات الطائشه ( اليسارية) التي ظهرت في الحزب بين اواخر 1927 واوائل 1928 بعد هزيمة الثورة عام 1927.
(10) زحف الجيش الاحمر عام 1929 من جبال جينغقانغ شرقاً الى المقاطعة فوجيان لاقامه قاعده ثورية جديدة فيها, فأنشأ السلطه الثورية الشعبية في محافظات لونغيان ويو نغدينغ وشانغهانغ في غربي فوجيان.
(11) يقصد بذلك انشاء الجيش الاحمر للعمال والفلاحين قواعد ثورية وطيدة نسبياً.
(12) هو قائد قوات الامن الكوميتانغي لمقاطعه تشجيانغ في ذلك الحين.
(13) كان لواء قوه فنغ مينغ من قوات الكومينتانغ المرابطه في فوجيان.
(14) كان تشن قوه خوى ولو شينغ بانغ من زعماء قطاع الطرق المشهورين في فوجيان, ثم ضمت قواتهما الى جيش الكومينتانغ.
(15) هو قائد فرقة من قوات الكومينتانغ.
(16) هو احد امراء الحرب الكومينتانغيين, وكان انذاك حاكم مقاطعه جيانغشي من قبل حومه الكومينتانغ.
(17) هو قائد فرقه من قوات الكومينتانغ التي كانت مرابطه في مقاطعة جيانغشي.
النســــــــــــــــــخ الالكترونــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
الاشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتراكي الثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوري
#الاشتراكى_الثورى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟