ناصر موحى
الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 03:11
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
في الركن الأقصى من يساري يرقد تاريخ رومانسي أبطاله أو ضحاياه عشقوا بجنون وتمردوا بجنون أيام كان الحب مؤامرة كبرى وخيانة عظمى .خاضوا معارك طاحنة لم تكن لهم في ساحات لم يدرسوا منظومات تضاريسها وتقلبات مناخاتها الفجائية وبأسلحة وهمية مرسومة على الأوراق .أفكار عظيمة وأحلام مبالغة تحطمت في أول المبارزات الطبقية على صخرة واقع عنيد أقوى من حتمية قلب تناقضاته الرئيسية لمجرد حفظ مقولات زعماء أزمنتهم أوامتلاك نوايا نبيلة .قبل إعلان الحرب المقدسة لتحرير الإنسان من عبودية الإنسان تهاوت المطارق على رؤوس الرفاق من كل جانب وتآمرت ضدهم وديان الجبال وغاباتها .ونفذ العدو وعودهم بتقسيم عادل للأرض فقسمهم بعدالته على السراديب الرهيبة على طول خريطة مزرعته الوطن . وفر الناجون إلى مآوي في الجهات الأربع للعالم بحثا عن سقف أمان . كانت البداية وكانت النهاية !
تفرقت قبائل الرفاق إلى عشائر وأنقسمت العشائر إلى أفخاذ تتناطح بين جدران الزنازن النتئة وفوق كراسي المقاهي المراقبة عن حق ملكية ماض لم يتفقوا بعد عن المسؤول الأول في إجهاض حلم جيل وأمة وكيف ولماذا رغم مآت القراءات الوصفية والكتابات العاطفية وبعض التحاليل الرصينة .طالت المبارزات السوفسطائية والتي غالبا ماتبدأ في المقرات المهترئة تحت نظرات الزعماء التاريخيين في الحيطان وتنتهي في ضجيج البارات على وقع كؤوس الروج وتحت نظرات النادلات المكتنزات .يتشاجرون على معاني الجمل والحروف والكلمات ورقم المراجع المقدسة ويتركون صرخات الأزقة التائهة وغبار الحقول المصادرة وصرخات المعامل المخوصصة ليستولي عليها الجراد الآتي مع الريح الشرقية ورسل عذاب وأهوال القبور الذين يتربصون بالحاضر لإرجاعه بحثا إلى غابر الأزمان عن موطأ قدم هناك بعد أن يئسوا من مجارات مكنزمات الزمن وتقلباته .
طال أمد الجدالات حول فهم القائم موضوعيا وعلاقته بالماضي ومن منهم يشكل القاطرة وهل وجبت القطيعة بين الإثنين في تمرحلاتهما الزمكانية ليبقى المطلوب تاريخيا معلقا حتى إشعر آخر...(يتبع)
#ناصر_موحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟