أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - زهرة كنعانية تتألق على شاطئ السودانية بغزة الحزينة !!














المزيد.....


زهرة كنعانية تتألق على شاطئ السودانية بغزة الحزينة !!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 03:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أدري، ما الذي جمع بين هذه الآلاف من الجمهور الغزي، لحضور هذه الأمسية، على شاطئ السودانية المهلهل، في أقصي شمال غرب مدينة غزة الحزينة، حيث النفوس محبطة، والوجوه مكفهرة منذ زمن، من مصارعة الحياة الشرسة، وآثار دمار الاحتلال في معالم الجغرافيا المحيطة بالمكان، وانتظار الشوق المفعم بالأمل للانقسام الفلسطيني القاسي.
لبيت دعوة أحد الأصدقاء بعد تردد لحضور هذه الأمسية بعد أن احتجبت لمدة عامين عن حضور المهرجانات ، وتلك الأمسيات والصباحيات الغزاوية، التي كنت مبكرا، أشتم منها رائحة الضياع، والانحراف عن الإبداع الإنساني، والإسراع نحو الهاوية، التي سقط فيها الجميع، مصابا بفيروس الكراهية، والحقد، الذي نحر الرقاب، وأذل الكبرياء، التي كانت تعيشها غزة، حتى وصلت هذه المدينة حد البكاء، فرفعت أياديها صوب السماء، معلنة تألق زهرة كنعانية، تجمع حولها الكل الفلسطيني، الباحث عن الحياة دوماً، في جنبات الموت، حيث أصبح ينتظره، أو يفضله، كل ذي حكمة على هذا التمزق وهذا الانهيار في بناء شيده الغزاويون على مر السنين.
كنت، لا أخفي موقفي من مؤسسات العمل الأهلي، بعدما ذهبت إلي طريق آخر غير الذي كان منوطاً بها، فأصابتها أمراض الذاتية، والمصالح الخاصة أيضاً، لتزكم برائحتها حتى الأنوف الفاقدة للشم.

ولكني ذهبت، ومن حسن حظي، أنني ذهبت إلي هذه الأمسية، التي أقامها معهد كنعان التربوي النمائي للاحتفال بنهاية برنامج المخيمات الصيفية، الذي كان حسب كلمات المتحدثين يضم مائة وأربعا وتسعين مؤسسة، وتجمع، ونادٍ، وللرقم مدلوله الخاص في ذهن كل لاجئ يحلم بحقه في العودة إلي فلسطين.

تخلل هذه الأمسية بعض الاسكتشات، والعروض الفنية البسيطة، والتي حملت في كلماتها معاني الوحدة الوطنية، والانعتاق من الاحتلال، وكثيراً من معاني التراث الإنساني الجميل، وتمجيدا للقيم الجميلة، التي كاد أن ينساها جمهور غزة المحارب ضد الذات، لتصدح في زمان السكون ، لماذا وأين نحن ذاهبون مع الموت في غمرة النسيان للزهرات التي تتفتح على ريق الحياة، فكان أن دبت في العقول الحاضرة ، أمال لآلاف الحاضرين، الذين، مازالوا في حالة تريد الحياة، ولا تريد الموت قهراً وانقساما، لا تري العين أعلاماً للطوائف، والأحزاب، كما كل المهرجانان، التي تحمل إشارات التقوقع، والذاتية.

الناس بدت على وجوههم بسمة بعد سرحان، أنهم عادوا إلي الحياة، بعد غفوة، ظنوا أنها النهاية لكل إبداع، فانشقت الجموع إلي أماكن الإفطار الجماعي على صوت الآذان في هدوء، كأنهم عادوا إلي فلسطين، موحدين بأمل في الغد، بأننا ما زلنا نحن الكنعانيون، نريد الحياة والمشاركة والتفاعل مع هذه الحياة وأسرارها ولا نقبل الموت.

كانت كلمة مدير عمليات وكالة الغوث، منحازة للإنسان الفلسطيني المحب للحياة، وصاحب الحق الضائع ، كانت مؤازرة بكل ما تحمل الكلمات من معنى، بعد الذهول لجون كينج، من كم الحضور، الذي فاق الثلاثة آلاف من الجمهور، ومن مسئولي المؤسسات، وطواقمها، وكأنهم يحتفلون بعائلتهم الصغيرة، كل ينظر للآخر بحب، واحترام، وقد ظهر هذا ملياً على وجوههم، وسلوكهم، هم غيرهم، كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش، ولكن هذه المرة، هم غير ما كانوا، وغير ما أصبحوا، هم عادوا سريعا إلي إنسانيتهم، ويريدون نسيان تغيرهم، وانحدارهم نحو الهاوية، وكأنهم استعادوا وعيهم، وكأنهم يرسلون رسالة لذويهم، وللعالم، بأننا ما زلنا في غزة نستطع، أن نقول للعمل الجيد نحن معك، دون تذكر، من أي لون هم، فقد وحدهم العمل الجيد، ونتائجه، ومن لم ير هذه الحالة، لن يقوم من كبوته، وحقا سيبقى فاقد الأمل في النهوض.

نعم لقد منحني هذا المهرجان، كثيراً من الأمل، بأن لدينا هنا في غزة، أناس مازالوا يعملون في صمت ، قوتهم في إيمانهم بالإنسان الفلسطيني، وأن لدى الناس في غزة ما يستطيعون قوله رغم المرارة، والبؤس.

فتحية، لكل من ساهم في هذا التجمع، الذي لو حاولت أحزاب كبيرة، تجميع الناس على انطلاقة، أو، احتفال، حزبي، أو، فئوي، فلن يستطيعوا جمع هؤلاء الناس، ليس بالعدد فقط، ولكن بالروح الجديدة، التي كان الجميع يتحلى بها، روح غزة الأصيلة، روح الفلسطيني، الذي، مازال يحب الحياة، ولا يحب الموت، يحب الإبداع، ولا يحب التقوقع، والكراهية.

هذا هو الفلسطيني الحقيقي، فقد كان في تلك الأمسية الإنسان حقيقة، لا نفاق، ولا تكبير للصورة، وليس لي شخصياً ناقة، ولا جمل، بل هزني هذا الحضور، الذي ترددت كثيرا من التوجه إليه، كما قلت سابقاً، لعدم رضاي عن عمل الكثير من المؤسسات الأهلية، وطريقة إدارتها، ولكن، كان، معهد كنعان، نقطة ضوء حقيقية، وعلينا تكبير هذه الروح الجديدة للجمهور، وتوسعيها، على قاعدة العمل الجيد، للنهوض من كبوتنا ، فهل نفعلها؟؟
25/9/2008م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الي العمريين / موسى وسليمان
- شتاء فلسطيني حار جداً ؟ !!
- قادمون مع حل نهائي ... أم ؟!
- لماذا لم تحدث انتفاضة على حماس ؟!
- درويش مات ومات الذي ما مات !!
- تأبيد الأقنعة !!
- فساد السلاح .... والسياسة في فلسطين
- نداء ... نداء هذا هو المخرج من أزمة الشعب الفلسطيني
- فساد الاعلام .... والسياسة في فلسطين
- قصة قصيرةباللغة العامية: شروخ شرجية وطنية!
- فساد المال ... والسياسة في فلسطين
- قدر غريب !!!
- حوار فلسطيني عبر الشبكة الاليكترونية
- للزمن سيدان .. حبك وموتي !!
- نودا تزهر عشقاً !!
- في أعماقك تكمن أمنية جندرية !!
- تزوير .. تآمر .. تزوير .. استمروا ؟!!
- رواية قصيرة من الشعر المرسل : لن يوارى الثرى
- لا تتصافقوا فوق الجثث
- مناطق داكنة ونتوءات صوفية !!


المزيد.....




- ترامب و نتانياهو، علاقة دعم وصداقة، فهل تلتقي المصالح؟
- المحافظون الألمان يشككون في نظام اللجوء بالاتحاد الأوروبي
- القناة -14-: ارتفاع عدد إصابات عملية تياسيير إلى 8 بينها حا ...
- المكسيك تعلن نشر 10 آلاف جندي على الحدود مع الولايات المتحدة ...
- شاحنات المساعدات تتحرك من مصر إلى غزة
- -إسرائيل صغيرة كرأس القلم-.. تصريح صادم من ترامب يثير الجدل ...
- -بوليتيكو-: قوات كييف تحاول إخفاء الخسائر الفادحة بتقارير عن ...
- الجيش اللبناني ينتشر في بلدة الطيبة بعد انسحاب إسرائيل
- مكتب نتنياهو: إسرائيل تستعد لإرسال وفد إلى الدوحة لمناقشة تف ...
- -حماس- تبارك عملية حاجز تياسير وتؤكد أن -الجرائم الإسرئيلية ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - زهرة كنعانية تتألق على شاطئ السودانية بغزة الحزينة !!