عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
والذي يؤكد كرم هذا الشهر هو , كثرة الديون التي يغرق بها الفقراء من المسلمين ومجاوريهم طوال هذا الشهر , وما يؤكد كرمه هو ارتفاع الأسعار بشكل جنوني , واستغلاله لصالح الأثرياء الذين يتحكمون بالسلع الضرورية , لقوت الناس , رمضان كريم , والذي يؤكد كرمه هو نشاط القوى الدينية المتطرفة وذلك باستغلالها للدين , فكل طائفة اسلامية تحاول تدعيم موقفها , ضد الطائفة الأخرى في هذا الشهر , وكذلك في الجوامع والحسينيات , كل يغني على ليلاه , ويخرج ما عنده من أحقاد ضد الفئة الإسلامية الباغية لا أتصور أنّ رمضان هو شهر يستطيعون جعله شهراً للصوم والعبادة الخالصة , والتراحم , والبر بالفقراء , والمحتاجين وذوي السبيل , إذ في هذا الشهر كَثُرت الفتن في العالم الإسلامي , والخلافات وما يجري على ساحة هذا العالم يُوكد ذلك , إذ يحوله البعض إلى شهر جهاد , ضدّ كلّ من يخالفهم الرأي , وتعمل السياسة فيه ما تعمل , والاحداث التي تجري في العراق , ولبنان , وأفغانستان , وباكستان , والهند , والسودان , والجزائر , والصومال , إلا دليل أكيد على مدى التعصب , وطغيان الأحقاد , ونبش الماضي المملوء بالموت والكره , وجزّ الرؤوس , والزاد والزَوّاد في ذلك , أو لذلك هو المسلسلات التاريخية التي تتحدث عن تاريخ هذه الأمّة التي لم تشبع يوماً من سفك الدماء , حتى لو كانت دماء الأقربين, والراية المرفوعة دائماً هي الإسلام , نصرة أمير المؤمنين , الذي يجلس على عرشه المصنوع من جماجم اعدائه الكفار , ومثال ذلك مسلسل / أبو جعفر المنصور / الذي يقوم ببطولته الممثل السوري الكبير / عباس النوري / فالقتل بالالاف , والدسائس والمؤامرات على أشدها , وقطع الرؤوس حدّث ولا حرج وكل ذلك باسم الإسلام وباسم احقاق الحق والدين , على الرغم من الموضوعية الكبيرة التي خرج فيها المسلسل الأحداث وَسَمّى المسميات بأسمائها وهذه نقطة إيجابية لصالح المسلسل, حيث تم فضح وتعرية جانب هام من تاريخنا العربي الإسلامي , والذي "سُمّيَ" / بالعصر الذهبي/ لأن العصر الفضي لايقل عنه بطشاً وقتلاً وجبروتاً , فما بالكم بعصور الانحطاط, أي حضارة هذه لو تستطع تحرير المسلمين من التعصب العشائري والقبلي , بل تؤكد عليها , فما بالكم بمسلسل نجم قريش , وما أدراك ما نجم قريش , رمضان كريم , إذ بكرمه صبّ على رؤوسنا كل هذه الشرور, وسيختم على شهادة مآسينا بذيله يوم العيد , الذي سيكون أكثر سعادة لنا من الشهر , حيث سننظر إلى صباحه ونحن مطأطئي ْ الرؤوس , ومحجوبيْ الأعين , وذلك لكي لا ننظر إلى الأطفال الفقراء وهم يجرون البؤس الذي يحيط بهم , فكلّ رمضان ٍ وأنتم بهذا الخير أيها " العرب والمسلمون " ودام لكم رمضانكم , أما شبعتم رمضانات كريمة ؟
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟