إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 09:35
المحور:
حقوق الانسان
يعاني مجتمعنا من أزمة سكن حادة، تكونت في سياق الفترات السابقة ، واتخذ بعدها أبعاداً كبيرة وخطيرة. وتتجلى هذه الأزمة في أشكال متنوعة، ولكنها تتقاطع جميعها عند نقطة محددة: عدم وجود قدرة لدى غالبية المواطنين على شراء منزل أو حتى دفع آجار عادل منصف.وجزء كبير من المشكلة جاء بفعل آثار التضخم وسياسات تعديل سلم الرواتب التي تمت في هذه السنوات. فكما هو معروف كانت قيمة بدلات الإيجار تتحدد قبيل تعديل قانون الرواتب ، بناء على نسبة معينة من الراتب الذي يتقاضاه المواطن العراقي ، أو بالأحرى المعدل الوسطي للأجور.وكانت هذه البدلات تعادل حوالي 35% من الراتب الشهري أو متوسط الأجر الشهري. ولكن عندما ضرب التضخم في النصف الثاني من عقد التسعينات لم يعد هذا الرقم يساوي شيئاً. وقد ألحق ذلك ظلماً بأصحاب العقارات التي يعرضونها للإيجار. ولكن عندما تم التصحيح المتواصل للرواتب استناداً إلى معدلات التضخم كان غالبية المستأجرين يدفعون بدلات إيجارهم وفقاً للقانون القديم. وبسبب ذلك لم تحسب في عمليات تقويم مستويات المعيشة التي تم بناء عليها إعادة النظر في سلم الرواتب كلفة الإيجار باعتبار أن هذه الكلفة تحولت إلى كلفة رمزية بفعل التضخم.ولكن بعد ذلك نظم أصحاب العقارات المعروضة للإيجار تحركاً وتدارك الخسائر التي لحقت بهم جراء ذلك . وقد أسفر هذا التحرك عن زيادة كبيرة في معدلات مبالغ الايجارات ، وحجتهم زيادة الاسعار ... ولكن هنا بدأت مشكلة أخرى، بمعنى تم ترك المؤجرين ولكن وقع الظلم على المستأجرين الذين لم تدخل في تركيب أجورهم ورواتبهم كلفة بدلات الإيجار.وبعد وقت غير بعيد صدر قانون آخر حرر عقود الإيجار وكانت النتيجة أن تولدت مجموعة من المشاكل وليست مشكلة واحدة.المشكلة الأولى، التي يعاني منها المستأجرون القدامى، الذين باتوا يدفعون بدلات إيجار ليست محسوبة في أصول رواتبهم. ولذلك صار مفروضاً على الأسرة العراقية البحث عن عمل إضافي لتأمين بدلات الإيجار، وجزء كبير من المواطنين غيروا أماكن سكنهم بحثاً عن بدل إيجار رخيص.المشكلة الثانية، أن أي مواطن يريد استئجار منزل بعد تحرير عقود الإيجار صار من الصعب عليه أن يجد مسكناً للإيجار ببدل يتناسب مع المعدل الوسطي لراتبه. فمتوسط بدل المنازل المعروض للإيجار يوازي متوسط الراتب والأجور وليس25%.
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟