غازي الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 06:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عبثا تحاول منذ فترة الكتل السياسية المتنفذة في مجلس النواب العراقي إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف يطلق عليها "حلول وسط" لان هذه القضية بالذات ليس لها حلول وسط ، فأي حل كان سيؤدي بالضرورة أما إلى أغلبية كردية في مجلس محافظة كركوك وبالتالي سيكون القرار في المجلس بيد القيادات الكردية بكل مايعنية ذلك من احتمالية تهميش أو إقصاء الأطراف الأخرى واتخاذ قرارات لاتتفق بالضرورة مع مصالحهم إن لم تلحق بها أضرارا مختلفة المقدار ... أو سيؤدي إلى أغلبية عربية تركمانية تفعل نفس الشيء...هذا فيما يتعلق بقانون انتخابات مجالس المحافظات .
أما الاستفتاء المقرر إجراءه حول الارتباط الإداري لكركوك كمحافظة أو كمدينة ولبقية المدن والمناطق التي تطالب القيادات الكردية بربطها إداريا بإقليم كردستان فالأمر لايختلف كثيرا عن الانتخابات لان أي حل لابد أن يؤدي إلى إلحاقها بأحد الإقليمين الكردستاني أو العربي ، الذي سيبقى يحمل اسم العراق في حالة انفصال واستقلال إقليم كردستان في يوم من الأيام .
والسبب يعود إلى أن الطرفان سيقومان بدراسة أي مقترح يقدم فان لم يحقق هدفهما 100% فلا يمكن أن يوافقا عليه بأي شكل من الأشكال إلا إذا اكرها عليه إكراها لاقبل لهما على مقاومته أو رده ، بما في ذلك الحل القائم على معايير الحق والعدل الذي يعتمد مثلا على إحصاءات السكان في العراق قبل عام 1968 إذا كانت سالمة من التزوير والتلاعب ووجدت نسخ منها لدى جهات محايدة كالأمم المتحدة.
إذا ً لم يبق أمامنا إلا الحل الذي قد تفرضه الإدارة الأميركية بصفتها الممسك بالقرار السياسي والعسكري والاقتصادي في العراق وكما قلنا سابقا فان هذا الخيار ستتحكم به بالتأكيد المصالح العليا للوبي الثري الذي يمسك بالقرار السياسي العالمي أو الأميركي لافرق .
#غازي_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟