أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - العلة في الدستور















المزيد.....

العلة في الدستور


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الخلافات التي نشبت بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، والتي بدأت تتصاعد في الآونة الأخيرة حتى وصلت إلى التهديد باستعمال القوة لتحقيق أجندة دولة البارزاني في أبشع محاولة لاستغلال الوضع الأمني والسياسي غير المستقر في البلاد، متخذين من الدستور الذي جرى تشريعه من قبل كتلة البارزاني والطالباني من جهة وكتلة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة من جهة أخرى، وبمقاطعة جانب كبير من أبناء الشعب العراقي المتمثل بالمحافظات السنية، حيث كانت قوى الإرهاب البعثية وحلفائها عناصر القاعدة تهدد كل من يشترك أو يصوت في الانتخابات الأولى، والتي مكنت قوى الإسلام الطائفي الشيعية، وقوى التعصب القومي الكردية من الاستئثار بأغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية التي أخذت على عاتقها صياغة دستور العراق الحالي، والذي جاء في جوهره مواد الدستور الذي وضعه الحاكم الأمريكي السيئ الصيت بول بريمر، وأتاح البرلمان ذاك الفرصة أمام القوى القومية الكردية والقوى الطائفية الشيعية بزعامة عبد العزيز الحكيم لتضمين الدستور مواد وفقرات باتت أشبه ببراميل بارود تنتظر من يشعل فيها الفتيل لتندلع من جديد حرباً قومية بعد تلك الحرب الطائفية التي اجتاحت العراق على أثر جريمة تفجير مرقد الإمامين العسكري في سامراء.
ويبدو أن المصائب والويلات التي سببها الاحتلال الأمريكي للعراق جراء استشراء جرائم الميليشيات المتعددة التي ظهرت إلى العلن، وهي مجهزة بمختلف الأسلحة الحديثة، لتعيث في البلاد قتلاً وخراباً وتدميراً، ما كان الشعب العراقي يدور في خلده أن يشهد مثل هذه الجرائم المرعبة في وحشيتها وساديتها، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 650 ألف مواطن عراقي برئ، وأدت تلك الجرائم إلى تشريد وتهجير ونزوح أكثر من 4 ملايين مواطن تاركين مساكنهم بكل محتوياتها هرباً من القتل على أيدي تلك العصابات المجرمة.
ويبدو أن السيد البارزاني لم يكن يرى في تلك الحرب الطائفية المجرمة سوى مجرد (لعب عيال) ليهدد من على قناة الحرة الأمريكية بأن الحرب الأهلية الحقيقية ستندلع من هنا [ يقصد كردستان العراق] إذا لم تعد محافظة كركوك إلى دولته العتيدة المسلحة بأسلحة الفيالق الثلاث التي استسلمت في حرب أمريكا عام 2003 .
ولم تقف شهية السيد البارزاني عند حدود كركوك لتمتد نحو نصف الموصل حيث تسيطر قوات البيشمركة على مناطق الجانب الشرقي لنهر دجلة بكل أقضيتها ونواحيها وقراها، ومن ثم لتتمدد نحو محافظة ديالى، وتستمر جنوباً حتى بدرة وجصان،بدواعي المناطق المختلف عليها!! الواردة في دستور بريمر، مستقوياً بقوات بيشمركته، وأسلحة العراق المسروقة، وبدعم الأسياد الأمريكان، مستغلاً ضعف الدولة والصراعات الجارية بين اطرافها من أحزاب الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني على السلطة والثروة، معتقداً أن هذا الوضع الشاذ يمثل الفرصة الذهبية لتأسيس دولته العتيدة.
لكن السيد البارزاني يقع في خطأ جسيم إذا تصور أنه سينجح في مشروعه بتمزيق العراق إلى أشلاء ليقيم على تلك الأشلاء دولته الكردية فالعراق واحد لا يقبل القسمة، وإن كان تمرير الدستور الذي يتمسك فيه البارزاني اليوم قد جرى بسبب الجهل الذي يعم المجتمع العراقي، وبسبب مقاطعة جانب كبير من ابناء الشعب للانتخابات الأولى من دون أن يقرأ أغلبية المصوتين محتويات الدستور، ويدرك معانيها، فقد بات الشعب العراق يدرك اليوم أن تقسيم العراق وتحويله إلى دويلات لن يمر أبداً وسيذود عن وحدته واستقلاله بكل الوسائل والسبل، ومهما غلت التضحيات في سبيل الوطن.
أن على القيادة الكردية أن تعي هذه الحقيقة لكي لا تورط نفسها، وتورط الشعب العراقي قاطبة بحرب قومية كارثية لن يربح منها مشعلوها أبداً وسيكون النصر حليف من يدافع عن وحدة الشعب والوطن.
إن الشعب الكردي شعبٌ شقيق نكن له كل المحبة والاحترام، ولقد وقف الشعب العراقي بكل قواه الوطنية إلى جانبه في نضاله من أجل الحقوق القومية، ومن أجل العدالة الاجتماعية، ومن أجل الحرية، أسوة بشقيقه الشعب العربي في العراق، وعلى قدم المساواة في الحقوق والواجبات، لكنكم أشعلتم في نفوس أبناء شعبكم روح التعصب القومي والشوفينية اللعينة بدل أن نتشروا روح المحبة والأخوة بين أبناء الشعب عرباً وأكراداً وتركمان وآشوريين، مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيدية، فماذا جنيتهم من سلوك هذا السبيل سوى بعث التعصب القومي لدى الجانب العربي، وخسرتم أصدقاء الشعب الكردي من المثقفين الذين ناضلوا طوال عدة عقود جنباً إلى جنب مع أخوتهم الكرد، وتلك حقيقة ينبغي أن يدركها الجميع، فكل فعل يقابله رد فعل مساوِِ له في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، وإن أخشى ما أخشاها، ويخشاه كل الحريصين على صيانة الوحدة الوطنية، وصيانة استقلال العراق إن يفلت زمام الوضع، وينطلق الصراع القومي الذي يهدد به البارزاني، وعند ذلك ستقع الطامة الكبرى، وستكونوا أول الخاسرين، وستضحون بكل ما تحقق للشعب الكردي الشقيق منذ أن تم فرض الحماية الجوية الأمريكية البريطانية على منطقة كردستان العراق عام 1991 وحتى اليوم.
إن التمسك بمواد وفقرات جرى فرضها بذلك الأسلوب المعروف أمر خطير يهدد الوحدة الوطنية، ولا بد من أعادة النظر بهذا الدستور بما يحقق الوحدة الوطنية، والتآخي القومي والديني والطائفي بين سائر مكونات الشعب، فالعلة بهذا الدستور، ولا بد من إعادة النظر الجذرية بمواده التي تحمل بذور الفتنة والصراع والحرب الأهلية، وسيتحمل كل من يصر على مواصلة السير في هذا الاتجاه مسؤولية إشعال الحرب الأهلية، وسيدفع الشعب العراقي بكل مكوناته الثمن باهظاً ، وبوجه خاص من يبادر بإشعال الفتيل. فالنعمل جميعاً من أجل إعادة اللحمة بين سائر مكونات شعبنا، ونبذ التعصب القومي والديني والطائفي، ولنعزز الوحدة الوطنية، ونزج قوانا الموحدة في النضال من أجل استعادة حرية واستقلال العراق، وجلاء القوات المحتلة، وإعادة بنائه من جديد، فالعراق يتسع لنا جميعا أخوة متحابين، وثرواته من الوفرة ما يجعلها قادرة على إسعاد الجميع دون تمييز إذا ما توفر له حكومة وحدة وطنية حقيقية، وبرلمان ينتخب بكل حرية وشفافيه بعيداً عن التأثيرات الطائفية والقومية، ودستور علماني يرعى ويصون الحقوق والحريات العامة والخاصة، ويحقق العدالة الاجتماعية للجميع.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة الأخيرة 16/ ...
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة 15/16
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة 14/16
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة 13 / 16
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة 12 / 16
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة 11/ 16
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة العاشرة 10 ...
- العلاقات الأمريكية الروسية ومسؤولية الحرب الجورجية
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة التاسعة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة الثامنة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة السابعة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة السادسة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة الخامسة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة الرابعة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة الثالثة
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى الحلقة الثانية
- نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى
- حذار فالقادم أعظم!
- أهكذا تكون نهاية حياة أدبائنا وكتابنا ومثقفينا؟
- العراق ومخاطر المعاهدة الأمريكية المقترحة


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - العلة في الدستور