|
شرف المحاولة
فاطمه قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:12
المحور:
القضية الفلسطينية
من بين أوجه الصعوبة والتعقيد في مسارات القضية الفلسطينية ، أن هذه القضية ، وبحكم عدة ظروف ومعطيات ،تنفتح إما م عناصر تأثير كثيرة ومتعددة ، سواء كانت عناصر التأثير هذه ايجابية أو سلبية ، وان صانعي القرار الفلسطيني يلزمهم رؤية دقيقة جدا لاتخاذ قرارات والوصول إلى خيارات تتميز بقدر كبير من التوازن بين هذه المؤثرات الكثيرة ، والمتعارضة في معظم الأحيان بما يكفل للشعب الفلسطيني صاحب هذه القضية الرئيسي ، الخاسر الأكبر ، والدافع الأكبر من الأثمان الباهظة المترتبة على ذلك ، والمتحمل الأول لأعبائها ، أن يكون المستفيد الأول من هذه القرارات أو الخيارات ، سواء بتحقيق التقدم إلى الأمام أو تقليل الخسائر أو الاستعداد للاحتمالات الأصعب . قضيتنا الفلسطينية في الأساس وجدت بفعل طغيان مصالح ورؤى اقليميةودولية على مصلحة هذا الشعب الصغير الذي اسمه الشعب الفلسطيني ، وما تزال هذه المصالح والرؤى الإقليمية والدولية هي العنصر الحاكم والحاسم في مصير هذه القضية ، ومساراتها ، هبوطا وصعودا ، اضطرابا أو أمنا ، أن هذه المصالح والرؤى ما تزال عنصر الحكم والحسم في كل ما نتعرض له ، تما ما كما كان يحدث بالماضي ، وكما يحدث ألان ، وقد انصب الجهد الفلسطيني المخلص على امتداد ستين سنة ، ليس من اجل عزل هذه القضية عن تأثيرات محيطها الإقليمي وتأثيرات امتدادها الدولي ، وإنما كان الجهد الفلسطيني ينصب في الأساس على الاستفادة من قوة التأثير والايجابي والزخم والثقل لهذه المصالح والرؤى الإقليمية والدولية ، مع المحافظة والإبقاء على المصلحة الفلسطينية العليا ، والرؤى الفلسطينية والجوهرية ، في موقع متقدم وله الأولوية الأولى ، ولذلك بذل الفلسطينيون جهدا خارقا ، وضحوا تضحيات كبيرة ، من اجل أن تكون قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية ، على قاعدة الأمن القومي العربي يتطلب حل هذه القضية بما يفي بالحقوق الفلسطينية ويلبيها ، وكذلك الحال لمركزية القضية الفلسطينية لدى المسلمين في العالم ، ولدى محبي العدل والسلام على امتداد العالم كله ، ولكن هذا الجهد الفلسطيني رغم نجاحاته الكبيرة ، لم يستطع أن يعزل القضية الفلسطينية أو يحميها من التدخلات السلبية ، ومن الاستخدام السلبي ، ومن فوضى المزايدات والتجاذبات ، ومن نتاج الخلافات الكارثية ،فلا شك أن الخلافات بين الأشقاء العرب ، انعكست علينا سلبيا ، وتقاطعات المسلمين ، وأحلافهم المتناقضة ، وطوائفهم المتصارعة ، أثرت بشكل سلبي على مسار ومصير قضيتنا الفلسطينية ، والآلام التي عانى منها شعبنا على امتداد العقود والسنين . وفي هذه الأيام : تمر قضيتنا الفلسطينية بمنحتي خطير ، بسبب نجاحنا في وضع أحجار الأساس الأولى للكيانية الفلسطينية فوق أرضنا الفلسطينية في الضفة والقطاع ، من خلال اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" الذي جاء بعد تضحيات كبيرة ، وتراكمات نضالية وايجابية كبيرة ، وكنا نأمل أن تتحول أحجار الأساس الأولى إلى استقلال كامل والى دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف ،حيث هذا الاستقلال الذي نسعى إليه تدعمه قرارات الشرعية الدولية التي أيدها المجتمع الدولي ،بل حتى إسرائيل نفسها ،وهي دولة الاحتلال لم تستطع أن تستمر في إنكارها هذا الحق ، حق الاستقلال ، وحق الدولة المستقلة ، وان كان الاحتلال من خلال ممارساته يضع العراقيل تلو العراقيل ،محاولا إحراق الوقت قدر استطاعه ، حتى يؤخر تحقيق هذا الهدف ، أو إحباطه لأطول مدى ممكن ، لماذا نقول أننا نمر بمنحنى خطير ؟ السبب هو هذا الانقسام الذي وقعنا في شركه ، وغرقنا في وحله ، بعد أن نجحنا في وضع أعمدة البناء الأولى لحلمنا الفلسطيني العادل ، وهو حلم الاستقلال ، وان هذا الانقسام الذي استطال أكثر مما يجب ، والذي تغذيه وتكرسه التفاصيل اليومية أكثر فأكثر ، هو من صنع أيدينا وكأننا فلسطينيا نحقق للاحتلال ما يريد ، ونوفر عليه الجهد ، ونبرئه من اللوم والإدانة ،بدعوى أن الفلسطينيين هم المنقسمون ، وأنهم هم الذين يؤذون أنفسهم وقضيتهم ومشروعهم الوطني ، وان ما نقوم به على صعيد استمرار هذا الانقسام إنما هوبصمة تسيء إلى مصداقيتنا ،وصورتنا ، وسمعتنا ، وعدالة وقداسة أهدافنا ، وتضحيات شهدائنا . لذلك: نقول أن واجبنا الأول ، هو أن ننهي هذا الانقسام ، وإدانته ، ورفض الانقسام ، وانه حتى لو كانت الأيدي الغريبة والأصابع الخبيثة ، تتدخل لاستغلال هذا الانقسام ، وتغلق الطريق أمامنا ، فإننا يجب أن نحاول وان نستمر في المحاولة ، وان لا نكف عن المحاولة ، وأننا يجب أن لا نطبع علاقاتنا على هذا الانقسام ونعتاد عليه ،وان لا نعطي هذا الانقسام أي نوع من الشرعية ، أو الاعتراف أو السكوت . كل فلسطيني : في قمة المسئولية أو في موقع المواطن، جميعا يجب أن نسعى إلى إنهاء هذا الانقسام مهما كانت الظروف صعبة، وان شرف المحاولة يجب أن لا يسبقه شيء أخر هيا نحاول هيا نبتدع طرق لإنجاح محاولاتنا الجديدة.
#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذهاب إلى الحل ام الذهاب إلى المشكلة
-
الدورة رقم 130
-
الحواروالخريف
-
التعليم قاعدة التنمية البشرية
-
قريبا هناك.... في القوقاز
-
همس الرحيل
-
استنساخ العدو
-
إعادة تركيب المشهد الفلسطيني
-
احتمالات الزمن الصعب
-
ليل يحتاج الى نهاية
-
اطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة بين ظلم المجتمع وعجز القوانين
-
ضرورة اسمها القوة
-
قرارخارج السياق
-
الحوار الوطني رؤية عملية
-
الحوار الفلسطيني ماذا ينتظر؟
-
اختبار كبير اسمه التهدئة
-
مثلث اليأس في الذكرى الاولى للانقسام
-
افتراض التشابه افتراض الاختلاف
-
دعوة ابو مازن والوقت الحاسم
-
وحش اسمه الفراغ
المزيد.....
-
بمناسبة عيد الحب.. عرض إهداء براز أحد الحيوانات لحبيبك الساب
...
-
نائب أمريكي لـCNN: خطة ترامب -فضحت نفاق العالم العربي-.. وعل
...
-
الداخلية الروسية تحدد الشروط الإلزامية لدخول الأجانب إلى روس
...
-
عضو بالكونغرس: بايدن أنفق 10 ملايين دولار على تحويل الفئران
...
-
مصادر أمنية: قوات كييف تنقل جزءا من قواتها من دونباس باتجاه
...
-
كيث كيلوغ: الصراع في أوكرانيا لن ينتهي إلا بمفاوضات بين موسك
...
-
إيلون ماسك يحذر الجيش الأمريكي
-
خبير عسكري: المقاتلات الروسية تتفوق على ميراج 2000 الفرنسية
...
-
-الإجابة بسيطة-.. مصر ترد على إسرائيل بعد تصريحات بشأن تسليح
...
-
مسؤولون بالجيش الإسرائيلي يشككون بخطة ترامب لتهجير سكان غزة
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|