كلام الناس : رواية لكاتبها ..‍‍!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 144 - 2002 / 5 / 28 - 09:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات

قرأتُ الرواية المعنونة زبيبة والملك ، المؤشرة لكاتب مجهول لم يعلن عن سبب إخفاء الاسم في وقتٍ عرف الناس أجمعين منذ أول يوم من طريقة طبعها وتوزيعها ومنذ عرضها مسرحياً بكلفة باهظة لا يقدر عليها " كاتبها " إلاّ إذا كان مليونيراً .. أو رئيساً للجمهورية ، أو رئيساً مليونيراً . كان اسم صدام حسين في المقدمة من هذا الوصف .

ليس غريباً ان يخفي بعض الكتاب أسماءهم عن أعمالهم الإبداعية لسبب من الأسباب ، لكن أكثرها معقولية هي الخوف من السلطة ..!!

كنتُ أستعد للكتابة عنها بموضوعية النقد الروائي ..

لكنني فوجئت بصدور رواية ثانية " لكاتبها " أيضاً وسرعان ما عرف المثقفون العراقيون والعرب وفي كل مكان من العالم أن الكاتب هو صدام حسين .

هيأني الصدور الثاني بعد إكمال قراءته لتجاوز محنة العراق وظروف شعبنا الصعبة والقاسية لممارسة لعبة النقد مع العملين في آن واحد .

قمتُ بالتهميش والتحضير والعد والاستعداد وأوشكت ، بعد ارق ليالٍ عدة ، أن أستكمل مقالتي حول " الأدب الرئاسي " لكنني فوجئتُ بصدور الرواية الثالثة " لكاتبها " أيضاً بعنوان رجال ومدينة . فاتخذت قراراً بانتظار صدور الرواية الرابعة في الشهر القادم كما يبدو لي .

الشيء الجدير بالإشارة في الرواية الثالثة هي اسم بطلها واسم والدته وعمه وخاله وزوج والدته ..ألخ مما ينفي الحاجة إلى إخفاء اسم الكاتب مبدع الرواية وهي سيرة ذاتية بحتة .

أسم البطل : صالح .

أسم الزوجة : عابدة بدلاً من ساجدة .

أسم الأب : حسين مجيد . ( اسم صريح من دون تغيير ) .

أسم الأم : صبحة . ( من دون تغيير ) .

أسم الخال: مال الله بدلاً من خير الله.

أسم الخال الثاني : عبد اللطيف .( من دون تغيير ).

اسم الجد من الأم : رباح بدلاً من طلفاح .

أسم زوج الام بعد وفاة والده رحمهما الله : إبراهيم الحسن .( من دون تغيير ) .

بالرواية الثالثة نسف الكاتب بنفسه قوة الدافع في الروايتين الأولى والثانية لأخفاء اسمه ، والتي اعتقد ان لدى " كاتبها " رغبة في دعم الاعتقاد بأنه مبدع إعجازي فوق طبيعي . كما ظن رئيس مليونير قبله كتب مجموعة قصص قصيرة هو القذافي . وكذا فعل قبله أيضاً الكاتب المسرحي الدكتور صقر القاسمي رئيس الشارقة ومليونيرها ، والأخيران وضعا أسميهما الصريحين على وجه مؤلفاتهما دون خوف من سلطة أو حكومة .

أنني أقترح على السيد الرئيس حفظه الله ورعاه : أن يقر صراحة وعلناً أنه كاتب الروايات مجهولة النسب كي يحل مشكلة الحيرة والتفاعل معها وبشأنها ، وهي الثنائية التي يعيشها الآن بعض أدباء الداخل في مديحهم وثنائهم على منهج الكتابة الروائية "لكاتبها " .

بسبب احساسي بفداحة مسؤولية نقد الروايات الرئاسية فأنني سأواصل مواكبة التراجيديا الباطنة في الروايات المجهولة النسب بالتشريح والتحليل لعلي أجد ما يبرر نفاذي إلى ربط العلاقة بين الإبداع الرئاسي السياسي والأدبي في شذرات العمل الروائي القادر على التعبير عن وجه من وجوه الوضع الراهن في الأشياء العراقية كلها .

ليكن الله في عوني وفي عون النقاد الآخرين بهذه المهمة الصعبة وليخسأ الخاسئون ..!

كلام الناس : في قلب الزمن المعتم يشع أدب " كاتبه " ..!!

ــــــــــــ

بصرة لاهاي في 28/5/002

#جاسم_المطير (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات