أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2














المزيد.....

ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 745 - 2004 / 2 / 15 - 07:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 وعلى اساس التعقيدات المارة الذكر، فأن تثبيت " مسودة قانون ادارة الدولة العراقية للفترة الأنتقالية، المعروضة على مجلس الحكم " التي نشرت في صحف يوم امس 12 / 1 / 2004 ، تثبيتها لواقع التعددية الفكرية والدينية والقومية في العراق، يكتسب اهمية كبرى بنظر عديدين، في تحديد ماهية الدولة المقبلة التي يمكن ان تستجيب لمتطلبات الواقع، وكونها برلمانية ديمقراطية فدرالية .
 ورغم صحة ماذهبت اليه المسودة في اعلاه، يتوقّع ان يمر تحقيقها في طرق متعرّجة وليست مستقيمة. ان الوصول الى صيغة ( صل اخاك فانه  مقارف ذنب تارة ومجانبه) على ارضية تلك التركات الثقيلة، سيتطلّب الكثير والكثير من الجهد اليومي لتلبية حاجات المواطن الأساسية في الأمان والعمل .
 وان مايذهب اليه بعض الأخوان من ان لاوجود لقواّمين على الديمقراطية، يرّد عليه الناس، بان الديمقراطية هي امان وعمل وخبز وتعليم ودواء، وضمان لمستقبل منظور وتكافؤ فرص وتساوي بالحقوق والواجبات. ان الناس تنتظر من يستطيع تحقيقها فعلاً لاقولاً وتكراراً ووعوداً وحماسيات، ملّتها وكابدتها دماءاً وخوفاً وجوعاً وعوزاً .  .
 من ناحية اخرى، يرى عدد من الخبراء ضرورة صياغة بند يقضي بتحريم (الثأر والأنتقام)، وبذل الجهود الأنسانية والقانونية والعرفية، حثيثة على ذلك الطريق، وتعزيزها بقوانين انضباطية. ويذكّرون باهمية ذلك البند الذي ورد في اتفاقية ويستفاليا في القرن السابع عشر، ووضع اساساً هاماً لتطوّر اوروبا اجتماعياً وانسانياً وحضارياَ .  
   ان ذلك سيضع اساساً تشريعياً هاماً لبدء العراقيين مرحلة حضارية جديدة على اختلاف طيفهم القومي والديني والطائفي والسياسي، ويشدّهم لمواجهة الأرهاب الغريب على حضارتهم ونضالهم من جهة، ويقويّ الموقف العراقي في ظرف ترتفع فيه اسئلة مصيرية اخرى من مثل؛ كيف ستتعامل الدول الكبرى (في الناتو مثلاً) مع دولة عراقية في طور التشكل، هل ستتوحد خلف الولايات المتحدة، أم ستستخدم قدراتها لتبدأ التنافس معها على ارض البلد، وبواجهات متنوّعة ؟ وماهو الدور الأوربي المقبل ؟ هل ستحاول أوروبا أن تكون الطرف الثاني في الموازنة، ام ماذا؟
 ان وعي قوى الطيف العراقي بأهمية وحدتها وتذليل خلافاتها والعمل على التوافق، يشكّل الضمان الوحيد والأكثر تجربة، لتحقيق مطالب الناس اليومية في العيش بعزّ وكرامة
ولتحقيق استلام افضل للسلطة بأقل الخسائر، تساعده في ذلك ثرواته ووعيه وتضامن قوى دولية هامة مع قضيّته الأنسانية .
 ان الدولة الفدرالية البرلمانية الديمقراطية الموحدة، كما يرى الكثير من الباحثين، هي المؤهلة في لمّ الطيف العراقي وفي فسح المجال لتفاعل وتمثيل التعدد على اساس المساواة بالحقوق والواجبات بعيداً عن الفردية مهما تلبّست، وهي ضمانة الوحدة السليمة وتجدد ارادة التنوّع العراقي . وهي التي تشكّل الوعاء الأمين في التفاعل مع دول الجوار وكل الدول الأقليمية والدولية، على اساس المنافع المتبادلة بشكل عادل، وتشكّل عاملاً هاماً في امتصاص الأحتقانات الأقليمية وامتصاصها، وتساهم في خلق منطقة سلام اقليمي، ينقل الصراعات الأجتماعية الى مناخ بعيد عن الحرب والعنصرية والوحشية، من اجل تضميد الجراح التي سببتها الدكتاتورية والأرهاب والحصار والحروب، ولتحقيق تقدم اجتماعي حضاري لعراقنا، عراق التنوّع  والحضارات.
ان الوضع الراهن وكما يرى كثيرون،  يتطلّب من الأخوان في عدد من الأحزاب والمرجعيات المزيد من الجهد لأعادة البناء في السياسة والأهداف والتنظيم، كما تفعل الأحزاب العلمانية ولا تزال وان بدرجات متفاوتة، لمواجهة تحديات الواقع الجديد، وكما تفعل عديد من الأحزاب والمنظمات الأسلامية في العالم، التي استطاعت بانفتاحها ومرونتها ان تدفع بلدانها مع كل القوى الخيّرة، الى سدة الحضارة والرقي ونالت التقدير . (انتهى)

13 / 2 / 2004 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 1
- اسلحة الدمار الشامل ومسألة التعويضات
- المجد لشهداء مجزرة اربيل! - الأرهاب لن يزيد القوى الوطنية ال ...
- قراءة في مشروع مارشال
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب ا ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة ! 2 م ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة !
- لا لأعادة تأهيل صدام !!
- استسلام صدام وقضية محاكمته
- كل عام و- الحوار المتمدن- بالف خير . .
- ارادة التغيير بين السياسة والآيديولوجيا !
- نعم لنقل السيادة والرجوع للشعب ! لا لأنتخابات بما فصّل الدكت ...
- تغيير الأولويات، واهمية وحدة قوى التغيير العراقية !!
- العراق: احتلال ونهب وجرائم وبطالة و . . ديمقراطية
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق - 3
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 2
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 1
- امان شعبنا وصراع القوى الكبرى - 2 من 2


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2