أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاجنحة العشائرية














المزيد.....

الاجنحة العشائرية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التنافس بين الاحزاب على بناء تنظيمات عشائرية رديفة أصبح واضحا في محافظات الوسط والفرات الاوسط والجنوب، ويبدو إن هناك عدة مهام لهذه التنظيمات التي تعد بمثابة أجنحة تريد الاحزاب الاستعانة بها للتحليق في عدد من الفضاءات السياسية الملبدة بإحتقانات جديدة.
والسعي لتحزيب العشائر يتم تحت مبررات مختلفة وكثيرا ما يستخدم إسم الدولة ومالها في عملية التحزيب هذه، كما يستخدم نموذج الصحوات في الانبار كذريعة لمواجهة الرأي العام علما إن الظروف والمهمات مختلفة تماما في الحالتين، فقد كانت صحوات الانبار نتيجة لغياب السلطة الرسمية للدولة وتمهيدا لعودة هذه السلطة الى المحافظة بينما ما يجري في بقية المحافظات هو عملية معاكسة يستشعرها بعض أعضاء مجالس المحافظات ومسؤولي عدد من الدوائر وفي مقدمتها الدوائر الامنية، فالتشكيلات العشائرية التي تبنيها الاحزاب بإسم الدولة ستتدخل في الادارة عاجلا أم آجلا، وستمارس ضغوطها على المسؤولين سواء في قضايا عامة أو قضايا خاصة.
تنظيم العشائر في واجهات سياسية أمنية يأتي في سياق التنافس الحزبي فالحزب الذي يرى إن وجوده في محافظة ما دون مستوى طموحه يتجه الى بناء تشكيلات حزبية لـ"دعم الامن والحكومة" حسب تبريره، لكن هذه الظاهرة في الحقيقة تؤدي الى فوضى في عمل المؤسسات الرسمية كما إنها تشكيك في شرعية هذه المؤسسات وقدراتها وحتى لو كان أي من هذين الامرين صحيحا فإن التشكيلات العشائرية ليست هي الطريقة المناسبة لمعالجة هذه الاختلالات.
تمثل الانتخابات القادمة إحدى الهواجس المهمة التي تدفع الى تبني سياسة التشكيلات العشائرية فبدل أن يتجه الحزب الى الافراد والفئات الاجتماعية يعتقد إن بإمكانه الحصول على حالات تصويت جماعي من خلال الاعتماد على البنية العشائرية التي قد تصل الى ممارسة القسر على خيارات الناخبين وربما التجاوز على القوانين إيفاء لإلتزامات الشيوخ وتعهداتهم التي قبضوا أموالا بسببها، وتبدو هذه الطريقة إنعكاسا لتخوفات الاحزاب من تبدل المزاج العام الذي لن تقنعه الشعارات والواجهات القديمة وهذا التخوف رصدته مفوضية الانتخابات في التغيير الذي طرأ على التوجه العام لأسماء الكيانات المسجلة للإنتخابات القادمة.
سياسة الاجنحة العشائرية تهديد خطر للديمقراطية في العراق وسلبياتها لا تقل عن سلبيات الطائفية إن لم تزد عليها وهي تراجع في عملية التحديث السياسي وعودة لأستخدام طرائق ثبت فشلها في العهد الملكي كما إنها تذكير موجع للعراقيين بالسياسة التي إتبعها صدام في حشد شيوخ العشائر وإغداق الاموال عليهم وتحويل العشيرة من بنية إجتماعية تحث على الفضيلة والتعاون والتراحم الى مؤسسة أمنية وخلية حزبية تقسر أبناءها على توجهات وسلوكيات محددة قد لا يريدونها لو تركوا أحرارا، ويزداد ضغط هذه التشكيلات العشائرية حينما تتحول الى قناة للحصول على وظيفة وخاصة في الاجهزة الامنية في وقت البطالة هي الهم الاكبر للشباب.
ومع ذلك فإن الاجنحة العشائرية لن تنفع كثيرا في الانتخابات وقد جربها كثيرون في الانتخابات السابقة ولم يحصلوا على مقابل من الاصوات يتناسب مع ما بذل من مال وجهد، والسبب في ذلك إن شيوخ العشائر لا يكلفون أنفسهم دائما عناء الدخول في مواجهات سياسية كما إن الواحد منهم قد يسجل إنتماءه الى أكثر من حزب أو فصيل سياسي في نفس الوقت فضلا عن إن العشيرة الواحدة قد تطرح عشرات الشيوخ يتحدث كل واحد منهم باسم العشيرة بأكملها بينما لا يتبعه منها في الحقيقة إلا بضعة عشرات.
وفي كل الاحوال فإن التركيز على الورقة العشائرية لا يمثل نكوصا في العمل السياسي العراقي فحسب بل هو أيضا منفذ للإنقسامات والمشاكل وإضعاف للمؤسسات الرسمية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاوف الفراغ الامني
- مفهوم الانسحاب
- إستضافة أم إستجواب؟!
- منزلق الشعارات
- إدارة ملف الاتفاقية
- سلاح الاعلام
- خلافات عادية
- مؤشرات مفوضية الإنتخابات
- النفخ في الجمر
- معادلة الأمن وحسابات السياسة
- المطبخ السياسي العراقي
- تأويل التأجيل
- الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك
- صراع الرموز
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاجنحة العشائرية