أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد ناصر - الحركات الاسلامية في العراق حرب على الابرياء















المزيد.....

الحركات الاسلامية في العراق حرب على الابرياء


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 06:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


  أذا كانت حرب أمريكا على العراق قد قوضت أسس المجتمع العراقي والغت بنية الدولة وركائزها ومعالم وجودها بشكل كامل وتركت المجتمع يعيش في دوامة من أنعدام الامن والاستقرار وغياب سلطة القانون وفوضى أجتماعية لم يسبق لها مثيل ،فانها قد فتحت الباب على مصراعيه أمام مد التيارات والقوى الاسلامية الرجعية بمختلف أشكالها لتمارس دورها في تعقيدالاوضاع الاجتماعية والسياسية والعمل على البروز كسلطة مطلقة في المناطق التي تتواجد فيها مستندة الى الدعم اللامحدود الذي تقدمه لها دول الجوار ومعلنة عن أستعدادها  المطلق لاشعال فتيل الحرب الطائفية التي لايمكن التكهن بنتائجها الكارثية.                                                       
     
           بعد سقوط نظام البعث الفاشي في العراق تكاثرت الحركات الاسلامية بشكل لافت للنظر حتى أصبح من الصعب أيجاد أحصاءات محددة لها أو معرفة التباينات والفروق السياسية والفكرية الجوهرية التي تميز بعضها عن البعض الآخر،شيعية كانت أم سنية، غير أن جميعها متفق على أقامة نظام أسلامي في العراق،ولكل منه تصوراته الخاصة عن نظامه الاسلامي المنشود ولا تتردد عن ممارسةكل مايمكنها من تحقيق حلمها هذا  بدءاً من اعلان الحرب على مظاهر التمدن والتحرر والترفيه  وأطلاق حملة لا هوادة فيها ضد النساء والتدخل السافر في أدق تفاصيل و شؤون الحياة الخاصة للافراد والقمع المرعب للحريات العامة والسعي الى قولبتها وفقاً لمنطق الاسلام والحركات الاسلامية وصولاً الى محاربة كل من يعلن مخالفته أو رفضه لمنطق الاسلام والشريعة ويعرف نفسه كشيوعي او علماني يسعى الى أقامة مجتمع لايستند الى الدين أو القومية وملاحقة واختطاف وتعذيب الناشطين السياسيين وفعالي الحركات والتنظيمات الاجتماعية المختلفه .                       

         لقد كشفت الاشهر الماضية الجانب الاسود والمرعب للحركات الاسلامية فسجلها خلال هذه الفترة كان حافل  بجرائم القتل والاختطاف والسجون والتعذيب الوحشي الذي جعل صورة أجهزة الامن البعثية القذرة وممارساتها الوحشية لا تغيب عن ذاكرة العراقيين،فكل حركة أو حزب أسلامي لها زنازينها وجلاديها ومفارز تمارس مهام الاختطاف والاعتقال،حيث أصبح التعذيب بالكهرباء وخلع أظافر اليد والجلد بالسياط سمة تميز ممارسات الحركات والاحزاب الاسلامية وبالتالي ترسم  ملامح المجتمع الاسلامي الذي يريدون تحقيقه اوفرضه في العراق .                               
        الاحزاب والحركات الاسلامية المختلفة مدعومة وبشكل مباشر ومتواصل وبكل أشكال الدعم المادي والسياسي  والاعلامي من نظام الارهاب والقمع في أيران والانظمة الرجعية المجاورة للعراق،سعت الى أسلمة  كل مفاصل حياة المجتمع  من خلال حملة رجعية تهدف الى فرض التراجع بقوة السلاح والارهاب  على كل حركة أو تيار يسعى للارتقاء بطموحات ملايين البشر وتطلعاتهم الانسانية المشروعة في العيش حياة خالية من الاضطهاد والتمييز واللامساواة وأطلاق حملة تهدف أيضاً الى حرمان المرأة من كافة حقوقها و جعلها أسيرة عبودية الشريعة الاسلامية والتقاليد الذكورية .كذلك ممارسة الشعائر والطقوس الدينية القاسية والدامية والعمل على فرض ما حدث للحسين وعائلته قبل أكثر من1400 عام  وكأنه حدث اليوم (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ). الممارسات البشعةللحركات الاسلامية ضد المسيحيين في البصرة والابتزاز والتخويف والاهانات المتواصلة هي شاهد و دليل على مساعي الحركات الذكورة من أجل أسلمة المجتمع وأعلان العراق دولة أسلامية .                                                                                   

         الابتزاز والقسر والتخويف الذي تمارسه الحركات الاسلامية ضد سكان المدن قد خلق وضعاً حساساً جداً فعدم الشعور بالامان والاستقرار والخوف من الاستدعاءات الى مقرات الحركات الاسلامية من أجل دفع مبالغ نقدية بدعوى حيازة سلاح أو الانتماء الى حزب البعث،قد أصبح ظاهرة تخيم على سكان مدن العراق .هذه الحركات لا تكتفي بما تمارسه ضد السكان وتدخلها المباشر في حياتها و حرياتهم الشخصية، بل أنها أصبحت تقف ضد الحركات الجماهيرية الواسعة المطالبة بالعمل والحرية والامان  وما قامت به هذه الحركات ضد تظاهرات العاطلين عن العمل في الناصرية والسماوة ألا دليلا على مدى العداء الذي تحمله القوى الاسلامية وبديلها الاسود للجماهير ومطالبها وحرياتها.                                         .                                                                             
        أن ممارسات الحركات الاسلامية هذه تجد دعماً مباشراً من لدن قوى الاحتلال ومن مجلس الحكم أذ ينظر أليها على أنها قوى تساهم في حفظ الامن في مناطق لا تشهد عمليات مسلحة ضد جنود الاحتلال  وبالتالي أطلق لها العنان لتمارس كل مايحلو لها من جرائم بحق الابرياء وأبتزازهم.أن ماردده سادة البيت الابيض وحاكم العراق المدني بول بريمر حول أسلامية المجتمع قد أعطى دفعاً كبيراً لهذه الحركات والقوى الاسلامية وجعلها تعد العدة لفرض بديلها الاسود والرجعي في العراق.   
   
         لقد تخلص العراقيين من صدام حسين ونظامه البربري و حزبه الفاشي  وأن ما يسعون ويتطلعون لتحقيقه  مجتمع حر و خال من الاضطهاد والتمييز الطائفي والجنسي والقومي ،مجتمع يليق بالانسان ويصون كرامته وحرمته الانسانية ،وأذا كانت هناك قوى رجعية تسعى الى فرض نظا            أسلامي وطائفي في العراق فان ماتريده الملايين مغاير لذلك تماما ،فارضية التحرر والعلمانية والمساواة قوية في العراق غير أن صمودها وبقاءها قوية وراسخة يتطلب التصدي لهجمة قوى الرجعية والارهاب ووضع حدٍ لممارساتها وبربريتها.                                                                                 
 1222004



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار ألغاء منظمات المجتمع المدني مهزلةجديدة لمجلس الحكم
- عاش صوت الحريةعاشت ينار
- الشيوعية ليست راية الارهاب - حول التنسيق المناهض للامبريالية
- فضائح أحزاب الحركة القومية الكردية
- إضراب عمال شركة الزيوت النباتية
- و...حدثنا(طلال بن عبد العزيز)عن المجتمع المدني.......!!!!!!
- هذا هو الوقت الذي يجب فيه الحديث عن المرأة وحريتها
- الحسن بن طلال........؟أوحكاية الحمير العطشى!!!!!
- مؤتمر لندن.. مؤتمر تكريس الطائفية والقومية!
- الخزرجي ، الطالباني – حكايات الصداقات القديمة


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد ناصر - الحركات الاسلامية في العراق حرب على الابرياء