|
الطبقة العاملة العراقية تختط طريق الخلاص من الفساد والمفسدين
حركة اليسار الديمقراطي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 09:45
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
في ظل هيمنة قوى الاحتلال الرأسمالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على مقدرات وشؤون الشعب العراقي وتعريضه إلى المزيد من السحق والتفتيت والشرذمة وتقسيمه إلى أعراق وطوائف وزمر متطفلة تعتاش على أموال السحت والنهب والثعلبة السياسية والقردنة الأخلاقية،وهي صفا وموصفات توابع وذيول ومريدي قوى الاحتلال والاستغلال في العراق وقد استفادت هذه القوى جميع من تجربة الديكتاتورية المتشظية في الهاء وتضليل وتعمية وإشغال المواطن العراقي وإغراقه في لجة من الأزمات المتلاحقة المزمنة والمتوطنة والمبتكرة ابتداء بالبطالة وشحة الماء والكهرباء وهي من أكثر الأزمات أثرا في حياة المواطن العراقي فلا حياة عصرية ولاعمل ولا أمان وامن بدون الماء والكهرباء ، فلا أنتاج زراعي وصناعي ولاانتاج فكري بدون تامين الطاقة الكهربائية والحرص على ديمومتها وتطور إنتاجها بوتائر متصاعدة وليس العكس كما هو حاصل الآن . فقد وجدت الحكومات العراقية المتعاقبة على سدة الحكم لعشرات السنين في الأزمة الكهربائية وتفاقمها خير معرقل لعملية نضوج وبلورة وتطور وعي الجماهير المستغلة للأخذ بحقوقها والوقوف بوجه مستغليها في الداخل والخارج . ولكن مهما طال زمن التضليل والتنكيل لابد وان تتكشف للجماهير وسائل خلاصها وانعتاقها من حالة البؤس والحرمان والتهميش لتأخذ قضيتها بأيديها وتنحية الأوصياء والأدعياء والوكلاء المتاجرين بقضاياها مستغلة فرقتها وجهلها وإنشغالها في أمور ثانوية ومن هذه الوسائل المبتكرة للوعي الجماهيري التي تزرع الأمل في صدور التواقين للحرية والرفاهة ما أقدم عليه عمال وفنيي قطاع الكهرباء في العراق ولأكثر من مرة أخرها التظاهرة التي نظمتها نقابات عمال الكهرباء هذا الاسبوع في العراق مطالبة بإقالة وزير الكهرباء وحاشيته المهيمنة على سلطة القرار في الوزارة وأتهامهم بسوء الإدارة والفساد والفشل الذريع في إعادة الحياة إلى المحطات الكهربائية القديمة وإنشاء وتشييد الجديد منها ، ومطالبة هذه الجماهير العمالية وبمساندة عموم شرائح المجتمع الأخرى ان يتولى المسؤولية وزير وطاقم قيادي من التكنوقراط من ذوي الكفاءات العلمية والإدارية بعيدا عن المحاصصة الطائفية والعرقية ، مبينين إن الشعب العراقي لم يعد يحتمل الفاسدين والعاجزين فقد طال به الانتظار ومل الوعود الكاذبة بإصلاح وتطوير البنية التحتية للطاقة الكهربائية كالخطة العشرية وما سواها والتراشق بالاتهامات بين الوزارات المختلفة تهربا من المسؤولية حيث يؤكدون من حيث لايعلمون فساد وتخلف وعجز وزارة النفط والكهرباء والمالية في ما يخص إنتاج الطاقة الكهربائية، إن المراقب يرى في هذه الانتفاضة العمالية السلمية الرائعة المتصفة بالوعي الوطني والطبقي والعلمي بانها فتح جديد تجترحه الطبقة العاملة العراقية لتضيفه إلى تاريخها النضالي المجيد في الكفاح ضد قوى الاحتلال والاستغلال والدفاع عن مصالح عموم المواطنين العراقيين وتحررهم من المطالب الخاصة المحصورة بمصلحة شريحة أو فئة أو طبقة معينة رغم اهميتها وشرعيتها لتصب في الصالح العام. نرى إن على كافة القوى المخلصة والشاخصة صوب الخلاص والتحرر والرفاه ودحر الفساد والمفسدين إن يتمثلوا تجربة عمال الكهرباء والنفط الشجعان لينتفض منتسبي الوزارات الأخرى ضد الفساد والمفسدين والمطالبة بمحاسبة وتنحية الفاشلين وحث الجماهير بكافة شرائحها لدعم ومساندة ومشاركة والتضامن مع القوى المبادرة في مثل هذه الفعاليات إن لم نقل الانتفاضات لوضع حد لحالة التردي في كل مجالات الحياة في عراق اليوم وخصوصا في مجال الخدمات كالماء والكهرباء والاسكان والصحة والتعليم.بعد إن عجزت النخب السياسية الممسكة بصولجان السلطة التشريعية والرقابية والتنفيذية الغارقة في بحر الخلافات الطائفية والعرقية والسعي وراء المكاسب والمصالح الفئوية والشخصية الضيقة بعيدا عن هموم ومصالح الوطن والمواطن عجزت عن وضع وتنفيذ حلولا ناجحة لأبسط الأزمات التي يعاني منها العراقي اليوم. لابل تسعى لاستيلاد وافتعال أزمات جديدة فمن الطائفية إلى أزمة كركوك ثم خانقين ثم قنبلة زيارة الالوسي لدولة اسرائيل راعية الظلم والظلام ومدللة الولايات المتحدة((الصديقه والحليفه)) ...الخ. إننا نرى إن هذه الانتفاضات والمبادرات السلمية والمنضبطة والتي تعرف ماتريد وتضع يدها على مواطن الخلل وتضع الحلول الناجحة والفعالة لها لانها منبثقة من داخل هذه المؤسسات والوزارات ومطلعة على خفايا الامور وماطن الفساد والخلل، يجب أن تثلج صدور المخلصين وتشد من عزمهم وعزيمتهم وخصوصا ممن هم من المساهمين في القرار والمؤثرين فيه وفي تسيير وتدبير شؤون البلاد السياسية والثقافية والاقتصادية ممن لايملكون الحيلة والوسيلة كما يصرحون ويدعون ليكون رأيهم فاعلا وعليهم أن يعلنوا بصوت عالٍ عن إسنادهم وتأييدهم لمثل هذه النشاطات والفعاليات وتخليص المواطن العراقي من حالة ألاستنكافية السياسية والانكفاء على الذات والسلبية مما لا يفسح المجال إمام الفاسدين والمفسدين والفاشلين ليعيثوا في البلاد ومصالح العباد فسادا وتخريبا ونهبا بوجود الرقابة الشعبية الفاعلة وتخدير الناس بأمور ثانوية. ويجب على رجال الفكر والصحافة والإعلام في الداخل والخارج مساندة وتأمل وتفكر هذه الانتفاضات الرائعة كأسلم طريق سلمي فاعل نابع من وسط الجماهير بكافة انتماءاتها الطبقية والقومية والدينية للتوحد تحت برنامج فعل غير تقليدي لتصحيح مسار عملية التغيير لتصب في صالح المواطن العراقي وضمان عيشه وأمنه ورفاهة وحريته وهي البديل الناجح والفاعل للمسارات والإجراءات والتدابير القاصرة والخاطئة التي اعتمدت منذ تشظي الديكتاتورية ولحد الآن. ان تنشيط مثل هذه الفعاليات تفعل العمل على تمزيق أقنعة المتاجرين بالوطنية والقومية والديمقراطية من الطائفيين والشوفيينين والطفيليين وخدام الرأسمال العالمي ومطايا الدول والحكومات الأجنبية الطامعة في ارض العراق وثروته وثرائه المادي والمعنوي. وستكون هذه الفعاليات ناجحة فعلا إن استطاعت المطاولة والإصرار على مطالبيها ووضع الآليات والضوابط الصارمة ضد تسلل الغوغائيين والمتطرفين اللذين غالبا مايكونون هم سلاح قوى الخراب والفساد الفعال لجر مثل هذه الفعاليات إلى أعمال الفوضى والزعيق ألشعاراتي الفارغ والمغامر دون جدوى وإعطاء القوى المناهضة والفاسدة كل الذرائع والحجج لضربها وتخريبها من الداخل وانفضاض مؤيديها ومؤازريها عنها، إن التجربة الكبيرة لعمال العراق الميامين سوف تكون الدرع الواقي ضد من يتربص بهم ويسعى لتمزيق وحدتهم ودق إسفين الشقاق والاحتراب بعضهم بعض أو مع الشرائح والقوى الوطنية الأخرى حتى تتمكن قوى الاستغلال من تصفيتهم وكبح جماح حركتهم. فمرحى لعمال وفنيي الكهرباء وكل عمال العراق وهم يختطون طريق الخلاص من الظلام والظلم والتبعية والاستغلال وسلوك طريق النصر الأكيد والسلوك الرشيد وليكن صوتهم قويا ومسموعا في معاملهم ومشاغلهم ومؤسساتهم بعد أن غيب هذا الصوت في قبة البرلمان.
بقلم حميد لفتة
#حركة_اليسار_الديمقراطي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان بمناسبة الاول من ايار عيد العمال العالمي
-
قلوبنا معكم ياعمال المحلة الكبرى
-
بطاقة تهنئة من حركة اليسار الديمقراطي العراقي-حيد
-
نحو العمل المشترك لقوى اليسار العراقي...اراء وملاحظات
-
حول العمل المشترك لقوى اليسار العراقي
-
نحو العمل المشترك لقوى اليسار العراقي
-
وسائل ترويض الشخصية العراقية من قبل السلطات الاستبدادية
-
رؤية حول المنهج الفكري لحركة اليسار الديمقراطي العراقي (حيد)
-
فلسفة الحرية والتجربة الاشتراكية
-
تأييد ودعم حملة/نداء من اجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية
...
-
لالقرار تقسيم العراق...لالمشروع قانون النفط والغاز
-
ملاحظات حول اليات عمل موقع الحوار المتمدن
-
رؤية حول المنهج الفكري لحركة اليسار الديمقراطي العراقي (حيد)
...
-
قرار تعليق العمل السياسي العلني ل(حيد)
-
حسين روضة المناضل والبطل المجهول
-
بلاغ من حركة اليسار الديمقراطي العراقي( حيد) بمناسبة الذكرى
...
-
اي ديمقراطية نريد؟
-
الملتقى الاول لصحفي العراق في النجف
-
14 تموز حدث هام في تاريخ الشعب العراقي
-
المسجد الأحمر بدلا من الراية الحمراء
المزيد.....
-
السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام
...
-
السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث
...
-
Greece: Great Strike Action all Over Greece November 20
-
25 November, International Day for the Elimination of Violen
...
-
25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
-
استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين
...
-
هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع
...
-
استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ
...
-
-فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|