أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالله عبدالحق - المناصب في العراق الجديد وفق مبدأ: الأقربون أولى بالمعروف














المزيد.....

المناصب في العراق الجديد وفق مبدأ: الأقربون أولى بالمعروف


عبدالله عبدالحق

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 06:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(الأقربون أولى بالمعروف) مبدأ معروف في الإسلام والمقصود به هو أن الأقرباء من الفقراء أولى بالصدقات من غيرهم. ولكن لما استلم عثمان بن عفان رحمه الله الخلافة، طبق الآية الكريمة في إسناد المناصب أيضاً، إذ قرب أبناء عمومته من بني أمية وأسند لهم المناصب العليا وفضلهم في غنائم الحروب على غيرهم من المسلمين. الأمر الذي أثار عليه سخط المسلمين فثاروا عليه وقتلوه. يتفق جميع المؤرخين ومن مختلف المذاهب الإسلامية على خطأ الخليفة عثمان في إعطاء الأفضلية لأقربائه في المناصب. إلا إنه وكما يبدو، أن البعض من أعضاء مجلس الحكم العراقي الانتقالي طبقوا المبدأ أعلاه على طريقة الخليفة عثمان، رغم أن أغلبهم يدعون أنهم من شيعة علي (ع) ولا فرق في ذلك، بين الإسلاميين منهم والليبراليين.

فلما قرر مجلس الحكم تشكيل الوزارات، رشح السيد محمد بحر العلوم، إسلامي مستقل وعضو مجلس الحكم، نجله إبراهيم لوزارة النفط. ويقال أنه هدد بالاستقالة إذا لم يلب طلبه، فكان له ما أراد. ونشرت وكالات الأنباء يوم أمس نبأ تعيين 80 وكيلاً للوزارات. وعندما نقرأ الأسماء، نرى أغلب الذين تم تعيينهم هم من المقربين لأعضاء مجلس الحكم، إما حزبياً أو من أولي الأرحام. وإذا أغظنا النظر عن العلاقة الحزبية، باعتبار أن الحزبيين يتحملون المسؤولية في هذه الفترة الانتقالية العابرة ولا ضير من الاعتماد عليهم وخاصة المناضلين منهم في عهد الطغيان البعثي، إلا إننا لا ندري كيف نفسر ظاهرة إسناد المناصب إلى الأقرباء من أولي الأرحام من الدرجة الأولى والثانية؟

فمثلاً، نرى الدكتورة سلامة الخفاجي (مقربة من حزب الدعوة) عضوة مجلس الحكم عينت أختها سعدية الخفاجي في الصناعة، وأصبح مصعب نجل محي الخطيب سكرتير ديوان رئيس مجلس الحكم وكيلا لوزارة التجارة. والسيد نصير الجادرجي رئيس الحزب الديمقراطي عضو مجلس الحكم عين نجله كامل وكيلاً لوزارة البلديات والأشغال...وهلم جرا. وهذا فقط الجزء المرئي من الجبل الجليدي لحكومتنا الجديدة العتيدة.. والمخفي منها أعظم.

تصور عزيزي القارئ أن السيد توني بلير رئيس الحكومة البريطانية، عيَّن أحد أقربائه في منصب حكومي عالي، ماذا سيحصل له؟ بالتأكيد ستنقلب عليه الدنيا. فالقوانين والتقاليد المرعية في الدول الغربية الديمقراطية (يعني دول مالت أوادم)، تطلب من الشخص الذي يقدم طلباً لوظيفة، أية وظيفة، أن يجيب على سؤال في استمارة التقديم وهو (هل عندك قريب في هذه المؤسسة). لأنه ممنوع منعاً باتاً تعيين أقرباء المسؤولين في تلك المؤسسة. ويطلقون على ظاهرة منح الأفضلية للأقرباء ب nepotism وللأصدقاء ب cronyism . وإذا ثبتت هذه التهمة في المحاكم ضد أحد المسؤولين يحاسب عليها وفق القانون.

كنا نسب صدام حسين لأنه اسند أغلب مناصب الدولة إلى أقرباءه وأبناء عشيرته التكارته والمقربين له، معتمداً على الولاء للحاكم وفق مبدأ (الأقربون أولى بالمعروف) دون الإعتماد على مبدأ الكفاءة. وكان هذا هو أحد أهم الأسباب لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية في عراق البعث. ولكن يبدو أن الحكام الجدد لم يختلفوا كثيراً عن الرئيس المخلوع صدام حسين بهذا الخصوص ولم يستخلصوا أي درس من تجربته الكارثية. لذلك نقرأ هذه الأيام عن تفشي الرشوة واستشراء الفساد في دوائر الدولة ما بعد صدام. فمتى يطبق مبدأ (الشخص المناسب في المكان المناسب) في العراق الجديد؟
*************

ملاحظة: بعد كتابة هذه المقالة، أفادت وكالات الأنباء أن الحاكم المدني لقوات التحالف السيد بول بريمر، حفظه الله ورعاه، قام كما عودنا سابقاً، بدوره المشرف فألغى قرار تعيين الثمانين وكيلاً للوزارات وذلك لعدم أخذ المجلس بمبدأ الكفاءة، تماماً كما فعل بقرار 137 سيئ الصيت, لذلك ندعو الله تعالى أن يحفظ لنا هذا الحاكم العادل، إلى أن يتعلم العراقيون أصول الحكم ويتبنون العدل بدلاً من مبدأ (الأقربون أولى بالمعروف). فالحاكم الكافر العادل خير من الحاكم المسلم الظالم. اللهم استجب، بجاه نبيك محمد (ص).



#عبدالله_عبدالحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصارع WWE المتقاعد هالك هوغان: ترامب طرح فكرة حول كيف يمكنني ...
- روسيا تختبر منظومة -المطرقة- المضادة للأهداف الجوية (فيديو) ...
- ضابط فرنسي : هذه هي أساليبنا في محاربة العرب يا صديقي!
- حاول اغتياله ثم اعترف بنزاهته.. تفاصيل مثيرة عن قصة صدام حسي ...
- وزير الدفاع البريطاني: النزاع في أوكرانيا دخل مرحلة حرجة
- -الكيماوي والطحين-.. صهر صدام حسين يكشف حقيقة ما حصل في دهوك ...
- باكستان.. مقتل 4 أفراد في قوات شبه عسكرية و2 في الشرطة في مو ...
- ترقب لقرار إسرائيلي حول وقف إطلاق النار مع حزب الله وبن غفير ...
- أنصار عمران خان يزحفون نحو إسلام آباد مطالبين بإطلاق سراح زع ...
- لماذا يستغرق انتقال السلطة بين الرؤساء الأميركيين وقتا طويلا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالله عبدالحق - المناصب في العراق الجديد وفق مبدأ: الأقربون أولى بالمعروف