|
الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية /الجزء2-3
أحمد الإماراتي
الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 10:29
المحور:
حقوق مثليي الجنس
المثلية الجنسية في القرآن الكريم نبي الله إبراهيم عليه السلام و المثلية الجنسية تحدثنا في الجزء الثاني عن الآيات التي أخذها بعض الفقهاء مطية لتحريم المثلية الجنسية و معاقبة من يمارسها ، ولأنهم لم يجدوا آية تبين حد المثلية الجنسية أخذوا في اختراع حدود ما أنزلها الله ، و ذلك أن يرموا المثلي من شاهق !! و كأنهم يمثلون المشيئة الإلهية في الأرض ومن أين لهم تطبيق هذا الحد إلا بتأويل آية ( وما هي من الظالمين ببعيد ) و بينا بعشرات الروايات و المصادر الإسلامية الأولية في التفسير عدم تعلق الآية بما ذهبوا إليه فقولهم لا أساس له من الصحة لا القرآن الكريم يسعفهم ولا التراث الإسلامي الصحيح .
و لم يقف هؤلاء عند هذا الحد فاعترضوا على العقل قائلين : كيف تقحمون العقل في أمر الدين ؟ و لماذا كل هذا التشبث بالعقل و هو يخطئ آلاف المرات ؟ فالعقل ليس له أن يتدخل في أمر الدين ، و على الإنسان أن يُخطئ عقله ، و لو رأينا حديثاً يوافق العقل فهو غير صحيح مهما كان العقل قوياً في حجته ، وما علينا إلا إيقاف العقل عند حده .
و كلامهم هنا يشبه كلام المسيحيين مع احترامي حيث يقولون: لا حق للعقل أن يتدخل في أمر الدين ، و أن الله هو يسوع و يسوع هو الله وكفى ، وأن منشأ العالم هو الله الواحد ، وفي نفس الوقت الذي هو فيه واحد ، وهو ثلاثة أيضاً ، ولا أدري كيف يمكن أن يكون الله واحداً و يكون ثلاثة في آن واحد ؟ و العقل يرفض هذا المنطق السقيم لكنهم لا يقبلون بحكمه ، ويقولون ليس من حقه أن يتدخل في المواضيع الدينية .
و هكذا بعض الفقهاء كلما كان هناك استدلال عقلي في قضية من القضايا ، كانوا يرفضونه ، وعنادهم للعقل أن لا حق له أن يتدخل ، ولو أنهم قالوا:أن قدحاً من الشاي يمكن أن يستوعب ماء بحرٍ بكامله ، واعُترض عليهم أن هذا لا يتصوره العقل ولا يصدقه لرفضه بقولهم:أن العقل ليس له ان يتدخل و يكون فضولياً ، وبسبب عنادهم هذا ، وجهلهم و تعنتهم فقد استغلهم أعداء الإسلام من المحتالين النابهين إذ اختلقوا أحاديث و روايات كاذبة ووضعوها تحت تصرفهم ، ووضع اليهود و النصارى وغيرهم من المغرضين أحاديث كثيرة و قدموها إليهم ، فلم يعترضوا ولم يقولوا شيئاً لسذاجتهم و سطحيتهم و سرعة تصديقهم بالأمور . و أما القرآن فكيف تعاملوا معه ؟ وكيف أعرضوا عنه جانباً من أجل إثبات حجية الأحاديث و الأخبار ؟ إنهم لم يقولوا ان القرآن ليس كتاب الله ، ولم يكن في وسعهم ذلك ، بل قالوا ان القرآن أسمى من ان يفهمه الناس العاديون ، و يتوقف فهمه علينا فنحن وحدنا من نفهمه ، وقد نزل لنفهمه نحن و نحن فقط
و كأننا لسنا المخاطبين بالقرآن ؟ و بأقوالهم هذه افقدوا القرآن هيبته و مكانته وحجيته لدى الناس وذلك لكي يرسخوا في أذهانهم ان المصدر الوحيد الذي يجب الرجوع إليه "نحن" ، ولا حاجة بنا إلى الاجتهاد ، لأن الاجتهاد يعني إعمال الفكر و تحكيم الرأي ، في حين ان المعنى الأصلي للاجتهاد هو ان ننظر ماذا يقول القرآن ، و أي الأحاديث صحيحة (وليس مجرد صحة السند لأنه مجرد قرينة على الصحة لا القرينة الوحيدة إن عارض الحديث القرآن أو الأدلة اليقينية وليس هذا موضع التفصيل ) و أي منها ضعيفة ، وان نستعمل العقل لننظر ماذا يعطي من رأي ، هذا هو الاجتهاد أما هؤلاء فيقولون اتركوا هذا الكلام جانباً و ما عليكم إلا بالأخبار و ما نفسره لكم ، و ما أدراك ما الأخبار ؟ إذ فيها الغث و السمين ، وفيها مما يفقد القرآن مكانته أحياناً .
و يعجبني قول لصاحب كتاب الحل الفلسفي يقول فيه : لأن العلم الذي يأتي من الله له باب لا يفتح إلا بمفتاح الذل و العبودية لله ، لذلك فالمتدينون أنفسهم وعلماء الدين ذاتهم هم أكثر الخلق بعداً عن ولوج هذا الباب ، لأننا نراهم بأم أعيننا يتكلمون نيابة عن الله ، و يشرعون باسمِهِ ، ويفسرون كلامه بكلامهم ، ويقترحون نيابة عنه مقترحات كثيرة ، ويدرسونه كموضوعٍ أو ذاتٍ ممكنة التفسير ، ويقلبون أشياءه كلها بالمقلوب ، ويضعون عليها ركاماً من عقائدهم و رغباتهم و هواجسهم ، فهناك إلهٌ معينٌ و كتابٌ معينٌ و رسولٌ معينٌ لكُل واحد منهم و إن تشابهت الأسماء وتوحدت قبلة الصلاة و اتفق صوت الأذان و دق الناقوس ، لأنك لا تستطيع أن تختبرهم في الحرب و في الفتنة وفي سفك الدماء ، و تختبرهم أيضاً عند الجدل و النقاش لتحصي مقدار الافتراء و الكذب . فالحجيج ضجيجٌ ، و الصلاة مكاءٌ ، و الكتابُ زُبُرٌ ، و السُننُ رجالُ ، و القضاءُ قياسٌ ، و الحُكمُ اختيارٌ ، و الشر جبر ، و الخير قدر ، و المال حظوظ ، و الحاكم وليٌ ، و الأصل فرع ، و الفرع أصل ، و المستحبات ضرورات ، و الواجبات متروكات ، و العلم طاقة ، و المعرفة تقليد ، و الاجتهاد ظن ، و الآيات تفسير ، و البينات مجاز ، والأمثال استعارات ، واللغة مرادفات ، والأرزاق أكاذيب ، والصدق غلو ، إلى أشياء كثيرة جداً
ربما قد أطلت في المقدمة لأني احتجت إليها لأوضح بعض الأمور و أزيل الغشاء عن أعين قد أعميت عن رؤية الحقيقة
يحدثنا القرآن الكريم عن إرسال الله تعالى الملائكة بصورة غلمان مرد بوجه جميل كما يقول المفسرون ، لنبي الله إبراهيم عليه السلام و عن الجدال الذي جادله إبراهيم مع الملائكة عندما علم أنهم مرسلون لعقاب قوم لوط عليه السلام ، حيث يقول القرآن الكريم
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) سورة هود
إننا نلاحظ الأمور التالية :1
قول بعض أهل التفسير :1
" إن قلق إبراهيم عليه السلام إنما كان على مصير النبي لوط ( عليه السلام ) وذلك استنادا إلى قول إبراهيم للملائكة : إن فيها لوطا غير صحيح فإن هذا القول لا يدل إلا على توقعه أن وجود لوط سيمنع من أن ينالهم العذاب . . ولا يدل على اعتقاده أن العذاب - لو نزل - سيحيق بلوط أيضا .
إن الله سبحانه قد صرح بأن جدال إبراهيم إنما كان في قوم لوط ، قال تعالى :1 فلما ذهب عن إبراهيم الروع ، وجاءته البشرى * يجادلنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب * يا إبراهيم أعرض عن هذا ( أي عن رفع العذاب عن قوم لوط ) إنه قد جاء أمر ربك * وإنهم آتيهم عذاب غير مردود
لماذا يتهم إبراهيم ( عليه السلام ) شيخ الأنبياء ، وأفضلهم بعد نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنه كان متسرعا في موقفه ، وواقعا تحت تأثير المفاجأة ، حتى إنه حينما جاءته الملائكة بالبشرى استغرب ذلك واستبعده
كما أنه قد عرض به ( عليه السلام ) بعض المفسرين حين اعتبروا أن ليس من الضروري أن يكون إبراهيم ( عليه السلام ) مستحضرا في نفسه لكل الأمور المتصلة بالأحداث بحيث يفقد عنصر المفاجأة في كل شيء . فإن هذا التعريض مرفوض جملة وتفصيلا ، إذ مهما كان وقع المفاجأة على إبراهيم ( عليه السلام ) قويا ، فإنه لا يمكن أن لا يمر في وهمه : أن الله سبحانه رحيم بالعباد ، ولا يفعل إلا الحق ، ولا ينزل العذاب إلا بمن يستحق . ولا يمكن أيضا أن تختلط عليه الأمور فيظن أن الله سبحانه ينزل العذاب بحيث يشمل حتى نبيه الذي أرسله . . فإن غضب الله سبحانه ليس عشوائيا بحيث لا تبقى ثمة ضوابط أو معايير لما يصدر عنه ومنه ، وحاشا إبراهيم أن يظن بالله ذلك
وإذا كان هذا البعض قد أدرك هذه الحقيقة ، وهي إساءة القوم واستحقاقهم نزول العذاب عليهم ، ثم نزوله بالفعل ، ونبي الله فيهم معناه هلاك ذلك النبي الأمر الذي لا بد أن يمنع من نزول العذاب - نعم إذا أدرك هذا البعض ذلك فكيف لم يدركه
إبراهيم النبي ( صلوات الله وسلامه عليه ) ؟ .
وقد كان من المفروض : أن يثور احتمال لدى إبراهيم ، إن يخرج الملائكة لوطا من بين قومه ، ثم يهلكونهم بما فعلت أيديهم . إن هذا البعض قد ادعى أن إبراهيم خاف على لوط ، ولم يكن يعرف أن الله ينجي أنبياءه من عذاب الاستئصال . ونقول إن العقل يرفض أخذ البريء بذنب المجرم ، كما أن النصوص القرآنية قد ألمحت وصرحت مرارا وتكرارا بأن الله لا يظلم أحدا ، ولا يعامل البريء والمذنب على حد سواء ، ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ). وصرحت الآيات أيضا بأنه
تعالى إنما يهلك أهل القرى بظلمهم ، ويأخذهم بذنوبهم
بل صرحت بأن الله ينجي المؤمنين ، ويهلك من عداهم فقد قال تعالى واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ، إذ يعدون في السبت ، إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ، كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون . وإذ قالت أمة منهم : لم تعظون قوما الله مهلكهم ، أو معذبهم عذابا شديدا ، قالوا : معذرة إلى ربكم ، ولعلهم يتقون . فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ، وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ، فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين
وبعدما تقدم نقول صحيح أن السنة الإلهية جارية على أن عذاب الاستئصال إذا نزل ، فإنه يعم كل من نزل عليهم . . ولكن من الواضح أيضا : أن العذاب إنما ينزل على خصوص المجرمين ، إما لارتكابهم الجرائم فعلا ، أو لأجل رضاهم بها وعدم قيامهم بواجبهم في رفعها ، وعدم تحريكهم ساكنا في مواجهتها .
فيأخذهم الله بذنوبهم نفسها . . فهل يمكن اتهام لوط بأنه مقصر في واجباته ، أو أنه مرتكب للجرائم أو راض بارتكابها ؟ ! أو هل يمكن اتهام إبراهيم بأنه يجهل هذه الحقيقة أعني حقيقة أن الله لم يكن ليعذب نبيه بعذاب الاستئصال ؟ بل ينجيه منه وينجي من آمن معه ؟
ولأجل ذلك نجد أن الله سبحانه لم يغرق قوم نوح حتى صنع نوح السفينة ، وحمل بها كل من آمن معه ، فلماذا لم يتعلم إبراهيم - عليه السلام - من هذه القضية بالذات
إن الله تعالى كما أنه يميت متفرقا ، إما لمصلحتهم ، أو لمصلحة آبائهم ، أو لمصلحة النظام الكلي ، كذلك قد يقدر موتهم جميعا في وقت واحد لبعض تلك المصالح . وليس ذلك على جهة الغضب عليهم ، بل رحمة لهم ، لعلمه تعالى بأنهم يصيرون بعد بلوغهم كفارا ، أو يعوضهم في الآخرة ، ويميتهم لردع سائر الخلق عن الاجتراء على مساخط الله ، أو غير ذلك . مع أنه ليس يجب على الله تعالى إبقاء الخلق أبدا ، فكل مصلحة تقتضي موتهم في كبرهم ، يمكن جريانها في موتهم عند صغرهم ، والله تعالى يعلم.1 و نعرض بعض أقوال المفسرين من السنة و الإمامية الإثناعشرية لنستخلص منها ما نريد توضيحه:1
زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 105 - 106 ( يجادلنا ) فيه إضمار أخذ وأقبل يجادلنا ، والمراد : يجادل رسلنا .
------------------------
مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - ص 89 - 90 جدل : الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة وأصله من جدلت الحبل أي أحكمت فتله ومنه الجديل ، وجدلت البناء أحكمته ودرع مجدولة . والأجدل الصقر المحكم البنية ، والمجدل القصر المحكم البناء ، ومنه الجدال فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه ، وقيل الأصل في الجدال الصراع وإسقاط الانسان صاحبه على الجدالة وهي الأرض الصلبة ، قال الله تعالى : وجادلهم بالتي هي أحسن - الذين يجادلون في آيات الله - وإن جادلوك فقل الله أعلم - قد جادلتنا فأكثرت جدالنا - وقرئ - جدلنا - ما ضربوه لك إلا جدلا - وكان الانسان أكثر شئ جدلا وقال تعالى : وهم يجادلون في الله - يجادلنا في قوم لوط - وجادلوا بالباطل - ومن الناس من يجادل في الله - ولا جدال في الحج - يا نوح قد جادلتنا
-----------------------
الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - ص 158 - 159 0 الفرق بين الجدال والحجاج: الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج هو ظهور الحجة . والمطلوب بالجدال : الرجوع عن المذهب ، فإن أصله من الجدل ، وهو شدة القتل ، ومنه الأجدل لشدة قوته من بين الجوارح ، ويؤيده قوله تعالى : " قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا " . وقوله تعالى : " وجادلهم بالتي هي أحسن " . وذلك أن دأب الأنبياء عليهم السلام كان ردع القوم عن المذاهب الباطلة ، وإدخالهم في دين الله ببذل القوة والاجتهاد في إيراد الأدلة والحجج . هذا وقد يراد بالجدال مطلق المخاصمة ، ومنه قوله تعالى : " فما أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ".
----------------------------
تفسير البغوي - البغوي - ج 2 - ص 394 يجادلنا في قوم لوط فيه إضمار أي : أخذ وظل يجادلنا .
--------------------------------
جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 12 - ص 102 - 107 قوله : يجادلنا في قوم لوط يقول : يخاصمنا . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : يجادلنا : يخاصمنا . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . وزعم بعض أهل العربية من أهل البصرة أن معنى قوله : يجادلنا يكلمنا ، وقال : لان إبراهيم يجادل الله إنما يسأله ويطلب منه . وهذا من الكلام جهل ، لان الله تعالى ذكره أخبرنا في كتابه أنه يجادل في قوم لوط ، فقول القائل : إبراهيم لا يجادل ، موهما بذلك أن قول من قال في تأويل قوله : يجادلنا يخاصمنا ، أن إبراهيم كان يخاصم ربه جهل من الكلام ، وإنما كان جداله الرسل على وجه المحاجة لهم . ومعنى ذلك : وجاءته البشرى يجادل رسلنا ، ولكنه لما عرف المراد من الكلام حذف الرسل .
-----------------------------------
التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 547 * يجادلنا في قوم لوط * : يجادل رسلنا في شأنهم ومعناهم .
--------------------------------------
التبيان - الشيخ الطوسي - ج 6 - ص 35 - 37 قوله تعالى : فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ) ( 74 ) آية في الكوفي والمدني . أخبر الله تعالى انه حين ذهب عن إبراهيم الروع ، وهو الافزاع ، يقال : راعه يروعه روعا إذا أفزعه قال عنترة : ما راعني الا حمولة أهلها * وسط الديار تسف حب الخمخم أي ما أفزعني ، وارتاع وارتياعا إذا خاف . و ( الروع ) بضم الراء النفس ، يقال ألقي في روعي ، وهو موضع المخافة و " جاءته البشرى " يعنى بالولد " يجادلنا " وتقديره جعل يجادلنا ، فجواب ( لما ) محذوف لدلالة الكلام عليه ، لان ( لما ) تقتضيه ، والفعل خلف منه . وقال الأخفش ( يجادلنا ) بمعنى جادلنا . وقال الزجاج : يجوز أن يكون ذلك حكاية حال قد جرت ، والا فالجيد ان تقول : لما قام قمت ، ولما جاء جئت . ويضعف ان تقول : لما قام أقوم ، والتقدير في الآية لما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى اقبل يجادلنا واخذ يجادلنا . وقوله " يجادلنا " يحتمل معنيين أحدهما يجادل رسلنا من الملائكة - في قول الحسن - الثاني - يسألنا في قوم لوط . والمعنى انه سأل الله ، إلا أنه استغني بلفظ ( يجادلنا ( لأنه حرص في السؤال حرص المجادل .
---------------------------
وهنا يمكن أن يقال هذا السؤال ، وهو : لم تباحث إبراهيم ( عليه السلام ) مع رسل الله وجادلهم في قوم آثمين ظالمين - كقوم لوط - وقد أمروا بتدميرهم ، في حين أن هذا العمل لا يتناسب مع نبي - خاصة إذا كان إبراهيم ( عليه السلام ) في عظمته وشأنه ؟
هذه المجادلة إن كانت مع الله تعالى فهي جراءة على الله ، والجراءة على الله تعالى من أعظم الذنوب ، ولأن المقصود من هذه المجادلة إزالة ذلك الحكم وذلك يدل على أنه ما كان راضيا بقضاء الله تعالى وإن كانت هذه المجادلة مع الملائكة فهي أيضا عجيبة ، لأن المقصود من هذه المجادلة أن يتركوا إهلاك قوم لوط ، فإن كان قد اعتقد فيهم أنهم من تلقاء أنفسهم يجادلون في هذا الإهلاك فهذا سوء ظن بهم . وإن اعتقد فيهم أنهم بأمر الله جاؤوا فهذه المجادلة تقتضي أنه كان يطلب منهم مخالفة أمر الله تعالى وهذا منكر
نجيب بأن القرآن أعلمنا ان قوم لوط ع قد كذبوا المرسلين و كفروا بالله العظيم و اتبعوا سنن من كان قبلهم كقوم نوح ع ، ولكن لا نجد أن أحد من الأنبياء جادل أمر الله و رسله في ذلك ، و الأقوى و الأظهر أن ترفضه بقية الأمم فكيف بنا و شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام هل يدافع عن الظالمين ؟ ان كانت الفاحشة التي قام بها قوم لوط على رأي المفسرين أنها مجرد اللواط أو المثلية الجنسية ( و الملاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن الكريم مطلقاً و جردوا أفعالهم من الكفر و اغتصاب المارة المسافرين عنوة و ممارستها في العلن و هم يبصرون بعضهم البعض ) التي لم يسبقهم إليها أحد من قبلهم بحسب قولهم ، وهل كان فعلا الاتصال الجنسي المثلي مخترعاً حاز براءة اختراعه قوم لوط ع أم التاريخ يثبت عكس ذلك و هذا يؤكد أن الفعل الذي قاموا به يتعدى مجرد الجنس المثلي و هذا ما وصف القرآن بالإسراف و سنأتي له في الجزء الرابع ، و نسأل هل كان يجهل و العياذ بالله نبي الله إبراهيم ع ذلك لدرجة أن يقول بعض المفسرين كالطبري و مجاهد أنه خاصم ربه لذلك ؟
تفسير مجاهد - مجاهد بن جبر - ج 1 - ص 306 نا عبد الرحمن نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يجادلنا في قوم لوط قال يخاصمنا في قوم لوط
هل مجرد ممارسة الجنس المثلي تستحق العقاب الإلهي ؟ و قد فندنا ذلك في الجزء الثاني بما لا يدع مجالاً للشك من خلال الآيات القرآنية ، و إذا سلمنا جدلاً بذلك نزولاً عند من يقول أنه لا توجد حالة جنسية مثلية في ما وصل إلينا من النصوص و الآثار التي تسبق عهد إبراهيم ع و الواقع يثبت عكس ذلك و سنثبت ذلك في الأجزاء القادمة فهل نكذب القرآن و أنبياء الله أم التفسير الخاطئ له ؟
#أحمد_الإماراتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايد
...
-
متورطون بقمع وتعذيب المعتقلين.. ضباط من قوات النظام السوري ا
...
-
فيديو.. لحظة اعتقال منفد هجوم -أعياد الميلاد- في ألمانيا
-
ألمانيا.. دعوات لترحيل جماعي للمهاجرين على خلفية مأساة ماغدي
...
-
السعودية تنفذ الإعدام بمواطنين بتهمة خيانة وطنهما وحرّضا آخر
...
-
هجوم ماغديبورغ: مذكرة اعتقال وتهم بالقتل موجهة للمشتبه به
-
مقاومو -طولكرم وجنين- يتصدون لاقتحامات و اعتقالات الإحتلال
-
اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
-
الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ
...
-
تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
المزيد.....
-
الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم
/ ديارمايد كيليهير
-
مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!-
/ خالد عبد الهادي
-
هوموفوبيا
/ نبيل نوري لكَزار موحان
-
المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية.
/ صفوان قسام
-
تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم
...
/ لارا منصور
-
المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية
/ أحمد محمود سعيد
-
المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟
/ ياسمين عزيز عزت
-
المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي
/ مازن كم الماز
-
المثليون والثورة على السائد
/ بونوا بريفيل
-
المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير
...
/ سمر حبيب
المزيد.....
|