أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سهيل أحمد بهجت - نحو.. عقل عراقي جديد














المزيد.....

نحو.. عقل عراقي جديد


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 10:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أثبتت التجربة العراقية التي خاض غمارها العراقيون خلال السنوات الماضية أن التحالفات السياسية الطائفية و العرقية و المناطقية لا يمكن أن تبني نظاما سليما و مستقرا، و مهما وعدنا هؤلاء المتاجرون بآلام و مآسي العراقيين بأن الاستقرار سيكون هو الهدف الذي سنصل إليه، كل هذا هو محض تخدير و افتراء لإلهاء العراقيين عن الفكرة الوطنية العراقية الخالصة، و مهما حاول رؤساء الكتل السياسية إطلاق تسميات العراق على قوائمهم فهم لا يستطيعون نفي الحقيقة الساطعة في أنهم يفتتون العراق و شعبه بدل أن يكونوا سبب ارتباط و وحدة يكون شعارها الحرية و الديمقراطية و حقوق الفرد على أساس الانتماء الوطني.
لا بد للمواطن من وعي جديد يقوم على فكرة مبسطة و لكنها في الوقت نفسه ذات مضمون فلسفي عميق، هذه الفكرة تقوم على أساس أن الانتماء إلى العراق و الالتزام بقوانينه هو المعيار الحقيقي لقياس نزاهة الإنسان و مدى فاعليته الإيجابية لهذا الشعب و البلد، بينما نجد كل طرف من كل حزب يرفع شعارات "التقوى"، "الورع"، "كثرة البكاء و الخشوع"، "ختمات القرآن"!! هذا إن كان طائفيا و "النضال"، "حشود الجماهير"، "عهود الوفاء للبطل القومي" إن كان عرقيا قوميا، و الحقيقة أن كلا الطرفين سوف لن يحل مشكلة الكهرباء و الماء و فقدان الخدمات و تفشي الأمراض، لسبب بسيط هو أن هذه الأحزاب لا تملك أي برنامج سياسي و المواطن ليس أبدا جزءا من الهم السياسي، فالمواطن مفقود و ضائع، بينما نجد "الأمة القومية العربية و غير العربية" و "الأمة الإسلامية" و غيرها من الخرافات و الدجل و الشعوذة هو ما يسوق إلى الساحة.
و ما دامت أحزابنا في غالبها طائفية أو قومية فإن المؤكد أنها ستجر أرجل الجيران الإقليميين إلى التدخل حتى في أتفه الأمور السياسية و الاجتماعية، بل و حتى التصارع مع الآخرين على أرض العراق بأموال العراقيين و دمائهم، من هنا كان حتما على العراقيين أن يقرروا في المستقبل في أن يتخلوا عن كل هؤلاء الجالبين للدمار و الذين يقدمون الآن ملايين الدولارات إلى البعثيين بينما أبناء المقابر الجماعية و ضحايا الحروب و المعتقلات يعانون لحد هذه اللحظة، فسواءٌ كانت العمامة سوداء أو بيضاء أو أي لون آخر، فهي ما دامت تحمل هذه العقلية الشعاراتية فإنها من المستحيل أن تخلق تغييرا جذريا للشعب العراقي، فبينما ينتفخ بطل قومي في احتفال قومي – رغم أن أهم إنجازاته هو خلق طبقية فظيعة – يتبختر بطل من نوع آخر طائفي ليذرف على جده الإمام الحسين دموع التماسيح بينما هو يحضر إبنه لوراثة الزعامة على الطريقة الأموية السفيانية كافرا بكل القيم الديمقراطية و لأن حكم الشعب يعني وقوفا بوجه "الحكم الإلهي"، و حينما يلقي خطابا أو يشترك أحد المسؤولين التابعين له في أي اجتماع نجد أكواما من الزهور و الورود أمام هذا المسؤول بينما أبناء الشعب يشمّون الروائح الكريهة بسبب فشل الحكومة، مثل هذه النماذج ينبغي أن لا تكون قدوة للعراقيين كونها فئوية و هي نقيض الثقافة الوطنية "الإنســـــــــانــــــية" التي تجعل من الإنسان المقياس الأوحد لكل شيء، فكل حقيقة نسبية إلا كونه إنسانا.
لكن بناء هكذا ثقافة و وعي يحتاج جهودا جبارة ليس من الإعلاميين و المثقفين و السياسيين فحسب، بل مساهمة أساسية من رجال الدين الإصلاحيين، و يعنيني ها هنا الإصلاح داخل المذهب الشيعي الذي ينتمي إليه غالبية العراقيين، هذا الإصلاح و الذي يملك قرونا من استخدام الدين منفصلا عن الدولة يمثل فرصة و تراثا جديرا بالبحث و الدراسة، فطالما كان الدين فكرة جماعة و ليس فكرا يعتني بالفرد فإننا سنبقى نعاني من استغلال الحلال و الحرام للسياسة مع أن الحلية و الحرمة هما أمران نسبيان يخضعان لموقف و حالة الفرد الذي يقرر كونه منفصلا عن عقل الفقيه ما إذا كان من الضروري اتخاذ هذا الموقف أو ذاك، بينما نجد أيضا أن التجربة التركية "العلمانية" في دولة ذات غالبية مسلمة – سنية – استطاعت أن تؤلف تفاهما و انسجاما بين الدين كشعور فردي شخصي اجتهادي مسالم و دولة تتعامل مع المواطنين على أساس القانون و المساواة مما فتح أبواب و آفاق التطور أمام تركيا كأمة و دولة.
لكننا في العراق نعاني من تشوهات فكرية لأسباب مختلفة، لكن أحد أهم الأسباب هو اتخاذ الدين ذريعة لخلق الصبر و القناعة لدى المواطن على تقصير حكومة لدولة غنية و تملك موارد هائلة، و المؤسف هو أن هناك من أشباه المثقفين و الكتاب من يروج لفكرة الأقاليم القومية و الطائفية و ينظر إلى العراقي الآخر على أنه عدو يجب الحذر منه، و كلما أمعنت الطوائف و القوميات في اتخاذ مواقف كهذه بداعي الخوف أو احتياطا للمستقبل، كلما كانت النتيجة انهيارا أكبر و ضعفا للدولة و الأقاليم في آن واحد، لكن لو سعى كل طرف إلى مزيد من التلاقح الفكري و توفير الحرية لكل الناس و لكل فرد كلما كان ذلك سببا في خلق مزيد من الثقة و الطمأنينة و رسوخ القانون.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق و برلمانه..-النازي-
- جيراننا إرهابيون و حكومتنا جبانة
- حول فكرة -الأب القائد-!!
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية..
- العراقيون اليهود.. المظلومون المنسيون
- مؤتمر الفيحاء.. و إقليم البصرة الإنساني
- المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!
- إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-
- لهذه الأسباب.. أكره البعث
- ثقافة رهن الارتزاق!!
- مبادئ لتنمية الديمقراطية العراقية
- الدعوة.. على مفترق الطريق
- الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!
- فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سهيل أحمد بهجت - نحو.. عقل عراقي جديد