رزاق حمد العوادي
الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 01:05
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
اذا كانت الاسس الحقيقية للمواطنة الحقة ومسؤولية الحكومة في هذا الشان هو الشعور الذاتي والانساني للمواطن بان كرامته وانسانيته مصانة في ظل الوطن الذي نشا فيه وعانى من كوارث تحملها مع ابناء جلدته وان ابسط هذه المعوقات هو ان يعيش بعيدا عن الفقر والعوز والحاجة لتهميش , وان مدى تحقق هذه المعايير والاسس تجعل منه حقا عنصرا فعالا يشتد لوطنيته ويعتز بها .
الدستور العراقي لعام 2005 اكد على هذه الاسس خاصة في المادة (15) لكل فرد الحق في الحياة والامن والحرية والمادة (30) تكفل الدولة للفرد والاسرة المعوقات الاساسية للعيش في حياة حرة كريمة , والمادة (25) تكفل الدولة اصلاح الاقتصاد العراقي وفق اسس اقتصادية , اذا ماعلمنا بان هذه النصوص تعتبر القانون الاعلى والاساسي للبلاد ويخضع لها الجميع بموجب احكام المادة (13) .
للدولة العراقية الميزانية لعام 2008 والموازنة التكميلية الملحقة بها والتي لم تصدف من قبل مجلس النواب لحد الان هي مشروع اقتصادي استثماري يتم تطبيقه لهذا العام , واذ كانت الموازنة قد توزعت بين المشروع الاستثماري والتشغيلي ومشاريع راسمالية اي مشاريع الوزارات والاقاليم والمحافظات بمعنى ان الموازنة هي جزء من الادوات السياسية والاقتصادية والمالية لتحقيق الاهداف التي تم اعداد الميزانية من اجلها .
الفترة الزمنية للموازنة العامة العراقية لعام 2008 تكاد ان تأفل نحو الغروب والمواطن يتسال اين ذهبت اموال الميزانية الانفجارية الموعود بها فلاالماء صالح للشرب في اكثر مناطق العراق ولاكهرباء وتذبذب موجودات الحصة التموينية وعجز الدولة عن تسديد رواتب بعض موظفي الدولة وتساؤلات كثيرة اذا لم يتحسن الواقع المعاشي للمواطن , ولم يتم الدخول في عمليات الاصلاح الاقتصادي للبلاد , والنهوض بالمشاريع ذات الطابع الاستثماري , لم يتحسن الواقع الصحي .....
الجميع لايمكن ان يتغاضى عن حالة معينة وهي ان الاحتلال احدث نتائج خطرة واحدث زلزالا على المجتمع العراقي وهزه وجدانية وضميرية لدى المجتمعات المتمدنة حيث رافق الاحتلال تدمير المؤسسات والحياة وكل مايتصل في الحقوق الانسانية واخضع البلاد للهيمنة الامية وقرارات مجلس الامن وصندوق النقد الدولي , اذا بلدا مدمرا تعشعش فيه عناصر الفوضى والفساد والمحسوبية والمسؤلية .
اننا اذ نعكس هذا الواقع وحقيقته مانحن عليه وما ينتاب المجتمع من فقر والالام ومصاعب في جميع مناحي الحياة لاننا نرى ان الفقر قد غرزت انيابها في جسد هذا الشعب واشتد ازارها واصبحت كالليل الاظلم يتبع اخرها اولها وما نتناوله في هذا الموضوع طبقا لحرية التعبير الذي نادى بها الدستور العراقي م (38,42) وان تكون هذه الحرية في التعبير ذات تاثير على صانعي القرار وما صبر العراقيين للوقائع التاريخية وتحملهم للمصاعب وكونهم اصحاب الماثر والتضحيات , الا دليل قاطع على ان هذا الشعب هو شعب الطاقات والكفاءة الوطنية والحضارية , وانهم اهلا للعيش بكرامة وانسانية مثلما تعيش الشعوب الاخرى وعسى ان يكون ذلك قريبأ .
#رزاق_حمد_العوادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟