أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن حاتم المذكور - من يصّنع الكراهية ... لا ينتج الحب .















المزيد.....

من يصّنع الكراهية ... لا ينتج الحب .


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 06:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غيرت عنوان المقالـة مراراً بغيـة ايصال فكرتـي للمعنيين بصناعـة الكراهيـة بين الناس ’ وكذلك للمعنيين بصناعـة الحب ودفيء العلاقات الأنسانيـة ’ وايضـاً للذين لا يرون ثمـة فواصلاً اخلاقيـة ووطنيـة وانسانيـة بين الحب والكراهيـة ’ لتصبـح نواياهـم الساذجـة جسراً غيـر معنيـاً بهويـة العابرين عليـه ’ وللجميـع ليعلـم كـل موقعـه ويأخـذ حصتـه مـن السؤال ليبحث فـي ضميـره ووجدانـه وسلوكـه العام وممارساتـه اليوميـة عمـا لديـه مـن الأجابات التي تحدد مكانـه في ايـة ورشـة هـو .
عند زيارتي الأخيرة للعراق في 21 / 04 / 2008 ضمـن وفـداً للمثقفين العراقيين للتضامـن مـع قضيـة الكورد الفيليـة ’ حاولت ان اجعـل جـل وقتي للتعرف على العراق الآخـر وليس للأهـل والأقارب والأصدقاء حاولت فـي تلك الفتـرة متعمـداً ومجازفـاً احيانـاً في البحث عـن بقايـا صناعات المحبـة والتسامـح والأخـوة والصداقات الحميمة بين الناس فـي الأسواق والتجمعات السكنيـة ’ المقاهي والمطاعـم وباعـة الجملـة والمفرد في الشوارع ومـع المارة وسواق التاكسي واصحاب الحرف وكذلك بعض المعنيين فـي السياسـة والثقافـة والفـن والأدب والأعلام ’ رأيت لاول مـرة الوجـه المغيب للعـراق ’ علاقات الناس ببعضهـا تمارس عفويتهـا في اعادة اصلاح نسيجهـا التاريخـي ’ كـل يمسك بقدر استطاعتـه وحرصـه وصبره بالطـرف الآخـر مـن خيط المحبة ’ ورغـم كـل عواصف واتربة ودخان الكراهية والأحقاد التي تثيرها ناسفات ومفخخات الدسائس والفتـن والغـدر والنوايـا اللئيمة ’ يعتصم الناس بحبـل الـود وتقاليد الألفة فيمـا بينهـم ’ فـي الأسواق المزدحمة بالباعـة والمشترين ثمـة تقاليـد عراقيـة لازالت راسخـة وعلاقات روحيـة تعبـر عـن ذاتهـا ساخـرة لـن ينال منهـا التفسخ المؤسساتـي على امتداد اكثـر مـن ( 45 ) عامـاً ’ النكتـة لا زال طعمهـا عراقيـاً والفرح كالحزن ينبعث من اعماق الرئة والثقة بالآخر ومعنويات التحدي لازالت متفائلة بفرج قريب ومستقبل افضل’يتحدثون عـن نهايـة العصـر الذهبي للطائفيين والمذهبيين والعنصريين ’ والحليم لا يبقى ملدوغاً من جحر بعينـه ’ واذا علموا بأستشهاد قريب لهـم يعلقون بمرارة " قتلـه صوتــه الذي رمـاه بغيـر مكانـه ... او كـل لحيـه يجـي خر.. مـن اديهـه .. او حيـل ويانـه اذا مـا تعلمنـه مـن غلطتنـه " وامثلـة كثيرة بليغـة السخريـة والمعنـى الناقـد ’ عـن مسؤول كبيـر كان بغلاً وقـد تقمص شخصيـة الأسـد واذل الأسود .. وخروفـاً انتحـل ( زور ) شهادات عليـا تؤهلـة ان يكـون نـمـراً .. وثعلبـاً يحمـل الدكتوراه فـي الأمـن القومي والوطنـي لقفـص الدجاج مجلساً للنواب ولكثرة تغيبـه عـن مسؤولياتـه بأتجاه بيت اللـه الحرام ’ يطلقون عليـه ( الحاج مجلس النواب ) مليشيات .. عصيدة مـن فدائيي صـدام والبعث الشيعـيي وحثالات اخرى تسلحت وتجمعت في مكاتب السيد الشهيد للوساطـة مـع مصادر اصحاب النعمـة فـي دول الجوار ’ تؤمـر بالمعروف وتنهى عـن المنكـر لتجعـل مـن العقيدة والمذهب قرباجـاً يجلـد ظهـر المستقبـل العراقي .
فـي السليمانية واربيل قمت واصدقائي بزيارة للأسواق العامـة والمحلات التجاريـة ’ نعلن هويتنـا عربـاً ’ لـم نشم اطلاقـاً الرائحـة الكريهـة لسؤ الفهـم ’ حيث هناك الألاف مـن العرب خاصـة مـن بغداد ومـدن الجنوب والوسط يمارسون حياتهـم واعمالهـم وعلاقاتهـم مـع اشقائهـم الكورد عاديـة جـداً ’ يتناقشون وقـد يختلفون لكنهـم دائمـاً لا يغادرون اطـار الأخـوة وهـذا هـو الأهـم ’ فـي مدينـة حلبجـه المنكوبـة بطاعون العنصريين والطائفيين اخترنـا ان نلتقي مـع شاهـد مـن ضحايا المجزرة وكان قـد فقد اغلب عائلتـه ولا زال البعض منهـم يعاني اضراراً نفسية وصحية قـد تلازمهـم اجيالاً ’ كنـا نتوقـع ردود افعال وعتباً غير ودياً وهذا حقهـم ’ لكـن الرجـل وبمنتهى الود والتواضـع جهز على عجـل مائـدة تـدل على تقاليد في الكرم ’ ورحبت عائلتـه بوجودنـا عربـاً بينهـم ’ وقال الرجـل نصـاً " العراق بريء ... وكذلك شعب العراق ’ انـه النظام البعثي ’ ومثلمـا قتلنـا قتلكـم معنـا .. نحـن اخـوة ويجب ان نعيـد بنـاء العراق مسالمـاً يحـب اهلـه متصالحـاً معهـم لا يفرق بينهـم ... نحتاج الى المحبـة والتسامـح والأخـوة والمساواة وتعزيزالثقـة والعيش سويـة فـي امـن واستقرار ’ وعلينـا ان نكون حذرين مـن عـودة ذلك الزمـن الظالـم " .
الناس فـي القاعـدة الشعبيـة وعلى اختلاف انتماءاتهـم يواصلون صنـاعـة المحبـة والأخـوة والحياة الأمنـة المشتركـة .
فـي الطرف الآخـر مـن جسـر العلاقات الأجتماعيـة هنـاك من يواصـل وبكـل الطاقات المحليـة والأقليميـة والدوليـة صناعة الكراهية والأحقاد والفتـن لحـرق حاضـر ومستقبـل المغلوب على امرهـم داخـل المجتمع العراقي والأضعف مـن مكوناتـه ’ يشعلون حريق الدسائس وبؤر التآمـر والتنكيـل فـي الآخـر والأنقلاب على الوعود والألتزامات لآهـداف طائفيـة مذهبيـة وقوميـة ضيقـة ’ ليجعلوا مـن العراقيين وبمختلف انتماءآتهـم حطبـاً جاهـزاً للأشتعال مكاسبـاً للملعـونيين اصحاب النوايـا والمخططات الفاسـدة .
وقـدر لنـا ايضـاً ان نقضـي وقتـاً داخـل المنطقـة الخضراء وبين اروقـة مجلس النواب بشكـل خاص ’ وعلى ضـوء معلوماتي وانطباعاتي المسبقـة ومـا شاهـدتـه فعلاً توفـرت لدي امكانيـة المقارنـة بين الشارع العراقي مصدراً لصناعـة المحبـة والأخوة والتفائل بمسقبـل علاقات انسانيـة ’ وبين مجلس النواب ورشـة لصناعـة الكراهية وفبركة التصعيد ’ مجلساً ولعـدم صلاحيته يجب احالته في استفتاء شعبياً الى مجمع اللأظروريات.
بين صناعتي المحبـة والكراهيـة هناك حيـزاً وقائيـاً مـن الأخلاق والشرف لا يمكن للأنسان السوي ان يتجاهلـه ويتجاوزه عبـر افتعال المبررات للسلوك المنحرف وخلط الأوراق ’ فالصـدق لا يشبـه الكذب والأخلاص يختلف عـن الخيانـة وعامـل الخيـر لا يجتمـع مـع عامـل الشر ... وحـرائق الفتـن لا تطفيهـا الا ميـاه التسامـح والألفـة والوفاق ’ كذلك الحب والكراهيـة لا يمكن ان يلتقيـا او يجتمعـا فـي سلـة واحـدة ومصنعـي الكراهيـة لا ينتجـون حبـاً على الأطلاق .
الأمـر يثيـر القلق والخوف فـي الحالـة العراقيـة ونحـن نشاهـد الملايين المغيبـة تتطوع حطبـاً لمحرقـة الكراهيـة والأحقاد والفتـن وترقص على طبـول وعبثيـة جنون التصعيــد الغبـي ’ ففلان المنحرف تكونت حوله عشيرة وعلان وفلتـان شكلا مليشيات تتغوط اسهالاتـها الدمويـة عدوانيـة وثأراتاً وتخريفـاً فـي الشارع العراقـي المسالـم .. وخربان وضرطـان وبعـد ان مسحـا سيمـاء دم الضحايـا عـن ماضيهـم القريب وتوضيا بغسيـل المصالحة الوطنية ’ شكلا صحوات ويقضات وديموقراطيات ومجالساً عشائرية مدفوعة الثمـن وبالعملات الصعبـة ’ المختلسين المفسدين شكلوا بمسروقاتهـم احزابـاً ومنظمـات للوفاق والأصلاح الوطنـي المنافق والمحتال ( مـن البيضــه ) دخـل طرفـاً يعتد بـه داخـل العمليـة السياسيـة ’ طبخـة مجلس نـواب التحاصصات والتوافقات والأبتزازات والمساومات وتوزيع الغنائـم والأسلاب ’ لـم تعـد نافـذة المفعول ويجب الأستغناء عنهـا او استبدالهـا .
اختلطت الأوراق وتبعثرت المقاييس وتمزقت القيم ’ واصبـح الأمر بمجملـه وبكـل بساطـة ووضوح يشكـل معركـة مصيريـة شرسـة بين القلـم ( معرفـة ) وكاتـم الصوت ( جهلاً ) ... ومـن سينتصر اخيراً ... ؟ انــه القلـم بكـل تأكيــد ... متــى ... ؟
نحيـل السؤال الى مـن يمتلك اجابته مـن الخيرين والمخلصين مـن مثقفين وسياسيين احزابـاً وطنيـة ومنظمات مجتع مدني مستقلـة فاعلـة ... هؤلاء وحـدهم القادرون على وضـع العراق على طريق خلاصـه ومستقبلـه الديموقراطي التعددي الفدرالي ضمـن اطار وحـدة التحرر الديمقراطي والسلـم والمساواة والتطور الأنساني .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعاً عن مثال الألوسي ... ولكن ... ؟
- ديموقراطية التقليد ...
- الخبز الحرية المساواة ...
- القضية الكوردية كما افهمها واتمنى لها ...
- الترهل السياسي ...
- الفريق وفيق السامرائي ... مجرد سؤال ؟
- فدراليات اليوم وليس غداً !!! ؟؟؟
- الأستفتاء المدهش ....
- مظلوميات مشتركة وجهد ممزق ...
- حكومتنا تخشى الثقافة الوطنية ...
- من اجل كركوك فقط ...
- كاترين ميخائيل : امرأة في قلبها عراق ...
- لن نكون حصة لهذا واخرى لذاك ...
- الى امي : امراءة ...
- السيد المالكي في برلين ...
- وندعيك وطناً ...
- جميعهم الا انا !!!
- ما مر الصبح تموز ... ؟
- اقليات ام مكونات ... ؟
- عراق : نريده وطناً للجميع ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن حاتم المذكور - من يصّنع الكراهية ... لا ينتج الحب .