أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد أبو تمهيد السعيدي - أكثر من ربع عدد جنود الاحتلال العائدون من العراق مُضطربون عقلياً..














المزيد.....

أكثر من ربع عدد جنود الاحتلال العائدون من العراق مُضطربون عقلياً..


محمد أبو تمهيد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 03:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قال محققون في فرانسيسكو إنَّ هناك معدلات كبيرة لاضطرابات الصحة العقلية يجري تشخيصها بين أفراد الجيش الأمريكي بعد وقت قصير من تركهم الخدمة في العراق وأفغانستان.
وقدّرَ المحققون انه بين (103788) محارباً عائداً تمَّ تشخيص(25%) منهم على أنهم يُعانون اضطرابات في الصحة العقلية ويُعاني أكثر من نصف هؤلاء المرضى من حالتين أو أكثر من الحالات الواضحة.
وكتبت الدكتورة (كارين سيل) بالمركز الطبي التابع لإدارة قدامى المحاربين وزملاءٌ لها في دورية (سجلات الطب الباطنيthe Archives of Internal Medicine) إنَّ الجنود الأصغر سناً والأكثر تعرضاً للأعمال القتالية هم الأكثر عُرضة للمخاطر.
واعتمدت النتائج التي توصلت إليها (مجموعة سيل) على سجلات المحاربين الأمريكيين الذين انتشروا في العراق وأفغانستان والذين شُوهدوا في منشآت الرعاية الصحية في الفترة بين (أيلول 2001 ـ أيلول 2005 .(
وعلاوة على المعدل الكبير لاضطراب الصحة النفسية يُعاني واحد من كل ثلاثة على الأقل (31%) أحد الاضطرابات النفسية الاجتماعية.
وكان المرض الأكثر تشخيصاً هو اضطراب ما بعد الصدمة, وبين الأمراض الأخرى التي شُخصت (القلق والاكتئاب, أو مشاكل سلوكية, أو نفسية اجتماعية).
التحليل السيكولوجي:
يمكن تحليل هذه المظاهر المرضية بناءاً على نتائج تقارير مراكز البحوث الدولية ومشاهداتنا الميدانية وملاحظاتنا الدقيقة للسلوكيات التي يبديها العسكري الأمريكي في الميدان؛ فيمكن عزو ذلك لأسبابٍ ثلاثة:
اولها/ الشعور بالإثم:
حيث وطأ العسكري الأمريكي أرض العراق في آذار 2003م، ولديه قناعة نفسية متأتية من الخطاب السياسي لقيادته، بأنه جاء (مُحرراً) لهذا الشعب المظلوم، وجالباً لقيم (الديمقراطية) و(حقوق الإنسان) له, إلا أنه سرعان ما بدأ يُغير مفهومه عن ذاته، بتأثير إقرار إدارته نفسها فضلاً عن الشرعية الدولية، بأن وجوده قد اتخذ رسمياً صفة (المحتل), فترك ذلك أثراً سلبياً مباشراً في نفسيتهِ مُجرداً إياه من خصائص أخلاقية (رفيعة) حاول أنْ يتقمصها في بدايات وجوده في العراق مما استتبع ذلك شعوراً بالإثم, وللتخلص من هذا الشعور المُزعج والمُؤلم لجأ إلى آلية نفسية لا شعورية هي آلية (الاستعلاء) أو (التفوق), مما جعله يعمد إلى المزيد من القسوة والازدراء والاستباحة واللااكتراث تجاه حقوق العراقيين المدنيين بقصف واجتياح أحيائهم السكنية والتجارية كما لو كانت ساحة لمعركة تقليدية بين جيشين, مُبرراً ذلك بضرورات فرض (سلطة القانون), وبأن اللوم يقع بالأساس على الأهالي لأنهم يسمحون بإيواء المسلحين المعارضين للاحتلال في بيوتهم, وكلما ارتكب المزيد من العُنف المفرط والقاسي والمظالم تجاه المدنيين الأبرياء يحدث عنده صراع مرير بين آلية (الاستعلاء النفسية) وبين الشعور بالإثم, وكنتيجة لهذا الصراع يُصاب بالاضطرابات النفسية والعقلية.
ثانيها/ وهم القوة:
الجندي الأمريكي كان يدرك بأن سياسة بلاده تقوم على جلب المكاسب عن طريق التهديد بالقوة, فإذا لم ينجح التهديد فهي تلجأ إلى الترويع باستخدام تفوقها التسليحي, ولذلك فهو يعتقد أن قيادته لا تزج به بأكثر من رحلة صيد!! وأن دوره القتالي معدوم المخاطر, من هنا كانت صدمة الجندي الأميركي في العراق عنيفة، إذ وجد نفسه أمام أخطار حقيقية وأمام مواجهات مباشرة سببتها له الضربات الموجعة للـ (المقاومة البيضاء) كادت أنْ تشل تفوقه التقني وتجهيزه بثلاثين ألف دولار من المعدات لحمايته, هذه المفاجئات غير المتوقعة تُفسر لنا قائمة المظاهر الصدمية النفسية التي يُعاني منها الجندي الأمريكي سواء المتواجد الآن في الخدمة أو بعد رجوعه من العراق.
ثالثهما/ الخوف والإرهاق:
تنخفض أهلية الجنود الأمريكان للقتال في العراق تدريجياً بسبب تداخل الظروف المناخية الصعبة مع حرب العصابات (التي تنتهجها فصائل المقاومة العراقية النظيفة)، ومع الجهل التام بثقافة البلد وتقاليده, كل ذلك يجعل الجندي الأمريكي في حالة خوف دائم وإرهاق نفسي ضاغط، فضلاً عن الإرهاق الناجم عن عدم تبديل الفرق الأميركية المقاتلة وبقائها في ساحة القتال مدة أكبر من قدرتها على الاحتمال, فان الخوف الدائم وانخفاض المعنويات والأهلية القتالية وقلة التدريب من جهة وشحة الترفيه والتسلية من جهةٍ ثانية, كل ذلك يُفسر لنا إصابة هؤلاء الجنود بالاضطرابات العقلية وبمظاهر الصدمات النفسية.



#محمد_أبو_تمهيد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد أبو تمهيد السعيدي - أكثر من ربع عدد جنود الاحتلال العائدون من العراق مُضطربون عقلياً..