تعرضت الوقفة التي نظمتها مجموعة من الجمعيات أمام مقر البرلمان يوم 28 يناير 2004 على الساعة السابعة مساء لهجوم عنيف من طرف قوات القمع التي هوت على المحتجين بهراواتها وتوجهت، بالخصوص، بالضرب والرفس وبشكل مقصود وهمجي ضد المناضل عبد الحميد أمين، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذي أغمي عليه وكذا المناضل م. أحمد الدريدي والمخرج السينمائي نبيل عيوش.
وتهدف هذه الوقفة إلى الاحتجاج على الانعكاسات الخطيرة لاتفاقية التبادل الحر التي تعتزم الدولة إبرامها مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي ستؤدي إلى القضاء على إنتاج الأدوية "Génériques" بالمغرب وإلى المزيد من تضييق الخناق على الإنتاج الثقافي والفني المغربي. وسينتج عن ذلك مزيد من تردي الأوضاع الصحية لأوسع جماهير الشعب المغربي بسبب الزيادة المهولة في أثمان أدوية أساسية وكذا إلى تعميق هيمنة المنتوجات الثقافية والفنية الأمريكية مع ما تحمله في الغالب من مضامين رجعية واحتقارية لشعوب العالم العربي والإسلامي وذلك على حساب تنمية وتطوير الثقافة والإبداع المغربيين.
وتتجلى خطورة اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا، إضافة إلى ما سبق، في كونها ستؤدي إلى إفلاس الأغلبية الساحقة من الفلاحين الصغار والمتوسطين أمام غزو الحبوب المستوردة والمدعمة من أمريكا لبيعها بأثمان منخفضة في الأسواق العالمية وسترهن الأمن الغذائي للشعب المغربي للإمبريالية الأمريكية، عدوة الشعوب.
وتندرج هذه الاتفاقية في إطار خطة شاملة يطبقها النظام المغربي لاستدرار عطف الإمبريالية الأمريكية، تتمثل بعض حلقاتها المعلنة في الالتحاق بالتحالف الاستعماري ضد العراق واتخاذ مواقف مخجلة في الأمم المتحدة وغيرها من الاتفاقيات السرية، الشيء الذي يشكل دعما للإمبريالية الأمريكية والصهيونية للاستمرار في تطبيق مخططاتها الرامية إلى إخضاع العالم العربي بالكامل عبر تقطيع أوصاله واضعاف دوله ونشر القواعد العسكرية واستعمار أجزاء منه وضرب وحدة شعوبه وعلاقة التضامن فيما بينها.
إن الكتابة الوطنية للنهج الديموقراطي:
- تدين بشدة هذا الهجوم العنيف ضد المواطنين المحتجين وبالخصوص التنكيل المقصود والبشع الذي تعرض له المناضل عبد الحميد أمين وم. أحمد الدريدي والسيد نبيل عيوش.
- تعتبر أن الهجوم يستهدف إرهاب الأصوات المنددة باتفاقية التبادل الحر وإسكاتها قصد تمرير هذه الاتفاقية التي ستكون وبالا وكارثة حقيقية على الشعب المغربي.
- تعتبر أن هذا الهجوم تعبير على استعداد المخزن المضي قدما في مخططه الهادف إلى فرض استسلام الشعب المغربي للإمبريالية وإذعانه لشروطها التي تضرب في الصميم المصالح الحيوية والاستراتيجية للشعب المغربي وارتباطه بعمقه العربي.
- تدعوا كل القوى المناضلة ضد الإمبريالية والصهيونية إلى تكتيل الجهود من أجل التصدي للهمجية الإمبريالية والصهيونية ودعم مقاومة الشعبين العراقي والفلسطيني ونضال الحركة المناهضة للعولمة الرأسمالية والمساهمة في بناء جبهة عالمية مناهضة للإمبريالية الأمريكية.
الكتابة الوطنية
في 29 يناير 2004