أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمزه الجناحي - تعتيم مع سبق الإصرار والترصد غزو الكوليرا لمدينة بابل مسالة فيها نظر















المزيد.....

تعتيم مع سبق الإصرار والترصد غزو الكوليرا لمدينة بابل مسالة فيها نظر


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 03:16
المحور: حقوق الانسان
    


ليست المرة الأولى يتعرض العراق فيها الى غزو الكوليرا بل مرة الغزو الكوليري مرات بشعب العراق وحصد ارواح الآلاف من العراقيين وفي ازمان بعيدة حتى عام (1975) غزا هذا المرض العراق وعاث بالارواح العراقية فسادا وصدرا لى الباري المئات من ارواح الاطفال والشيوخ والنساء دون رحمة ولم يذكر لتلك الايام السوداء ذكر بسبب عدم افصاح دوائر الصحة انذاك عن المرض خوفا من تأثير ذالك الوباء على سمعة الحكومة العراقية في عهد البكر والتي كان صدام مسيطرا على مقاليدها وأنعكاسها على الوضع الداخلي والخارجي فسيست تلك الحرب لصالح جهابذ الساسة الخبثاء ليسجل نصريين على اهالي العراق النصر الاول هو نصر مرض الكوليرا على العراقيين والنصر الثاني هو نصر الحكومة العراقية على العراقيين ليسجله التاريخ بعد ذالك ضد وباء اسمه الكوليرا كان العام 75عام فيه العراقيون بدأوا يتلمسون الطريق نحو السير مع الركب الدولي وبداية حياة جديدة حسب راي الأطباء اللذين تركوا العراق ونقلوا بعد ذالك تعليمات وتوصيات الحكومة العراقية آنذاك من عدم افشاء سر ذالك المرض للعراقيين والعالم خوفا من ان ينعكس ذالك سلبا على الحياة السياسية وعلاقات العراق مع جيرانه وقد يؤدي ذالك الى غلق الحدود مع الدول وإيقاف الطيران نحو العراق وربما يتوقف التصدير الى العراق المهم ان الذي جرى عتم عليه وزايدت الحكومة على حياة العراقيون وحصل ما حصل ولو انها استعانت بالمنظمات الدولية والدول الأخرى لقدمت لها المعونات ولسيطر على ذالك الوباء وأنقذت أرواح الناس من الكوليرا التي ليس لها مكان كما يبدوا ياويها الا في ارض السواد ارض النهرين ومما اضطرها وبسبب ازمة السكن العالمية ان تحط برحالها في ارض العراق وبين جنبات المواطنين ...
معلوم ان استيطان هذا المرض في العراق ليس اعتباطا ولا صدفة بل جاء عن دراسة ودراية لقادة مرض الكوليرا وشيوخها فإنهم بحثوا في كل المواطن والبواطن وجالوا وصالوا في جهات الأرض الأربعة فلم يجدوا أصلح وأفضل وأجمل وارقى سكنا من ارض العراق ليستوطنوا فيه وليؤسسوا دولة في داخل دولة العراق تسمى دولة (الهيضة) او الكوليرا وبدأت هذه الجيوش الكوليرية تشن هجماتها بين الفينة والأخرى على اهل العراق وتوقف الانباض وتبكي العيون كل ذالك وحكومات العراق ووزاراتها المتخصصة تتفرج على تلك الجيوش وهي تقتل أبناءها وليس لها جيش يرد على تلك الغزوات لينقذ ابناء العراقيين من غزو الكوليرا ودائما ما تتصرف تلك الحكومات ووزاراتها بعدم المبالات بأرواح الناس االراحلة الى بارئها خشية على مصالح الحكومة وحفاظا على ماء وجه العراق الآسن الذي اسكن مرض الكوليرا والدوافع دائما سياسية...
هذا المرض الفتاك دائما مايهاجم الفقراء في عقر دارهم المتهالك ودائما مايسكن بين جنباتهم وبجوارهم ولو ان الاغنياء في مناى عنه بسبب وفرة ذات اليد لكنه لا يبالي عندما يقتحم المدن ويجندل صروح الاغنياء عندما يرسل بجيشه الى الانهار الكبيرة ويغزوا ويهد حصون الاثرياء وعند ذالك سيبحثون عن مكان ياوون له وكما حدث ذالك في عام (1864)م عندما قدم المرض من الجارة ايران التي بدورها استوردته من الهند وفي تلك الفترة هرب الميسورين الى الصحراء ونصبوا خيامهم هناك بعد ان راوا الموت قد اقتحم قلاعهم,, مات في تلك الفترة (4318)مواطن ومن بغداد حصرا ...
اليوم وفي القرن الواحد والعشرين وفي العام الثامن منه في زمن العلم والتطور والهندسة الوراثية والجينية يعود ليظهر هذا المرض ويستيقظ من سباته ليرسل بمجساته اولا هنا وهناك فيظهر في السليمانية مرة ومرة في كركوك واخرى في ميسان وتارة في بغداد ليتأكد من ان اهل العراق لازالوا في العام (1864)م وتاتي النتائج لصالحه ويقرر اخيرا الظهور في مدينة بابل وبزحف منظم فتاك قاتل ويبدأ رحلته من جنوب مدينة الحلة وبالتحديد من مدينة الهاشمية التاريخية ومن قراها النائية ومن بين جنبات قفراءها المساكين من قرى (الحراكصة ..ورطيب ,,وسويد,,والغزالي..وعصيب ,,الاكرع )ويبدارحلته نحو المدن ويظهر في مدينة المدحتية والقاسم والحلة والهاشمية بعد ان ايقن وتيقن من تحرره وعدم وجود احد يردعه ليبدأ رحلة الفتك الجباره بارواح اطفال تلك المدن الفقيرة ويبدا بالصغار قبل الكبار مستغلا نقص في الخدمات التي لم توفر لأهالي تلك القرى وبعد ان راى ان اولاءك الناس يشربون الماء مع الكلاب من المياه الراكدة والجوفية والابار المحفورة بعد ان تأكد من ان احدا لم يسأل عن هؤلاء الناس ويعقم مياههم ويوصل لهم المياه الصالحة للشرب لتمتلئ امعاءهم ببكتريا الكوليرا التي ما ان تصل الى الأمعاء الدقيقة حتى تبث سمومها داخل الامعاء لتبدا رحلة الاسهال المائي والقيء الشديد ليصل الحال الى ان المريض يفقد سوائله واملاحه وغذائية وفي فترة لا تتجاوز الثلاث ساعات ..
وبما ان الناس يجهلون التخلص من هذا الوباء وكيفية التصرف معه بسبب افتقارهم للوعي الصحي وهنا تبدأ رحلة الاغماء والغثيان ومن ثم الوداع الاخير وبما ان الطرق بين تلك القرى والمدينة غير معبدة فأن الوصول الى المستشفى يحتاج الى وقت ووقت طويل فأن المرض عند ذاك قد ادى مهمته وقبضت روح المواطن ..اما من يصل الى المستشفى وهم كثر ونجاوز العدد (2000)مريض يحملون اعراض المرض المتمثلة بالإسهال المائي والقيء ولرداءة الوضع وتقادم الاجهزة والبنايات والابتعاد عن ركب التطور الصحي العالمي بعضهم يكتب له العودة الى بيته ثانية والبعض يرحل من المستشفى مباشرة الى مقبرة وادي السلام دون تكرار قهقته مع اصدقاءه واخوته ليجد نفسه بين يدي قابض الارواح ...
ومن غرائب الامور وعجائبها ان نتفاجأ ويتفاجا الناس ان هناك من يتاجر في ارواح هؤلاء المساكين لغايات اقل ما يقال عنه انها شبيه بتلك التي تحدث عنها البعثيون عام (75) من سيادة واستثمار واغلاق حدود واعمار وان الافصاح عن مرض الكوليرا له تداعيات سلبية على الدولة العراقية وبناءها فبدأت الارقام تقضم قضما من قبل المسئولين في الصحة وكل من يتفوه ويصرح بالحقيقة فأن فقدان وضيفته وقارعة الطريق بأنتظاره او نقله الى المناطق النائية ففضل بعضهم السكوت ليعطي للمسئولين التصريحات الكاذبة التي لا تعطي نصف الحقيقة فلم يذكر احدهم ان عدد الحاملين لمرض الكوليرا من تاريخ(1-9ولغاية 15-9)وصل الى (1472)مريض ولم يذكر احدهم عدد المتوفيين الذين ماتوا في احضان امهاتهم ولم يذكروا عدد الاكياس (المغذيات)التي أعطيت للمرضى والتي وصل عددها الى الاف الاكياس حتى ان المدير العام المبجل مارس الضغوط الادارية بحق زملاءه الاطباء عندما يصفون المريض بأنه حامل لأعراض الكوليرا من اسهال وقيء كان يوبخهم ويطلب منهم استبدال الوصف بالالتهاب المعوي ومنعوا ان يكتبوا الاسهال المائي وعندما صرح احد اعضاء مجلس المحافظة بأن مدينة بابل تعتبر مدينة منكوبة اقاموا الدنيا ولم يقعدوها وشكلوا عليه المجالس تلو المجالس التحقيقية ونعتوه بالخائن والغير مهني والعبثي وعقدوا المؤتمرات واوصوا الادارات التنفيذية بعدم التصريح واخبروهم ان التصريح عن هذا الوباء هو مركزي وفعلا حصلوا على مرادهم واتت اكلها تطلعاتهم فلم يخبروا العالم ولم يصرحوا بما يجري في جنوب الحلة ليغاثوا من قبل المنظمات الصحية المتخصصة او الدول المتطوره صحيا ...
ولكن وبعد استفحل المرض وعاث فسادا بأرواح الناس بدأت الصيحات من هنا وهناك لتعلن خجولة عن وجود مرض يسمى الكوليرا علما ان التصعيد له مردودات ايجابية اكثر منها سلبية لأنه كلما صعدت من الاعلان والافصاح يجعل العائلة العراقية خائفة وتولد الخوف لدى لناس يعطيهم ويدفعهم حرص شديد للوقاية من المرض ومن ثم التعامل بجدية لأبعاده عن صحتهم...
ان ماجرى من تعتيم وتكميم لهو شبيه بما جرى في عهد الطغاة ولعمري ان التاريخ أعاد نفسه وربما ان البعض من المسؤولين اليوم هم مسؤولين بالامس وربما سخروا تجربتهم السابقة ليتعاملوا بها اليوم ..اسفا والف اسف مما يجري في العراق والمتاجرة بأرواح الناس فلم تسقط حكومة ولم يغادر وزير ولم يساءل مسؤول لكن لقد غادرت بنيين ابنة السنتين ولحقتها حواسم ابنة الاربع سنوات وبكت فطومة لرحيل ولدها ابن السابع وبكى لزام بعد ان اخبر عبر الموبايل وهو يحاول انقاذ ابنه ان ابنته قد فارقت الحياة فبقى ساكن حائر ايبقى مع ابنه ام يذهب الى بيته ليودع ابنته من المسؤول امام الله والجميع يعلم ان الوقوف سيطول بين يدي الباري والكتاب الذي يسلم باليسار لا ولا يمكن ان يتحول الى اليمين وان ميزان الله هو اعدل من كل الموازيين وان المناصب في الدنيا لا وجود لها في الاخرة انا لله وانا اليه راجعون وحسبنا الله هو الوكيل وهو مالك الملك.



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا اختار الموت اهل بابل
- في رمضان كيلو العدس ب(65)مليار دولار أمريكي
- الحق يقال ...الكهرباء الوطنية توفر فرص عمل للعاطلين وللشركات ...
- العكس هو الصحيح عدم الذهاب الى الانتخابات خطأ جسيم يتحمل مسؤ ...
- إذا نجحوا في كركوك سيقضمون الموصل وديالى وتكريت
- كركوك مدينة عراقية لا تجعلوها تذرف الدموع وتشتكي ظلمكم إلى ا ...
- الحوار المتمدن.. هو المدعو شكرا والى أمام
- من لا يفهم لا يفتي حتى لو كان عدنان المفتي
- تركيا الذئب النائم بعين واحدة
- الموت على قارعة الانتظار
- احذروا..كركوك القشة التي ستكسر ظهر العراق
- العراقيون ينطلقون خارج السرب العربي
- إلى إعلاميي العراق
- من هل المال حمل جمال ... احدهم هدد العراق بإيقاف ضخ النفط من ...
- زيارتان وزيارة
- آخر زيارة لبغداد بعد خمس من الجفاء
- عودة الكهرباء الوطنية من المنفى وفرحة عدنان ولينا في الحلقة ...
- لا يهم اذا لم يأتي الملك الاردني
- العراقيون تنتهك حقوقهم وحرماتهم على الحدود وفي المطارات العر ...
- العراقيون يشترون السموم لقتلهم


المزيد.....




- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمزه الجناحي - تعتيم مع سبق الإصرار والترصد غزو الكوليرا لمدينة بابل مسالة فيها نظر