تحول شجار على إيجار ثوب لعروس أحد الجنود الأميركيين المتواجدين في البحرين الى تظاهرة دعا فيها عشرات البحرينيين الغاضبين الى تفكيك القواعد العسكرية الأميركية في بلادهم، ما استدعى تدخل الشرطة لفض الشجار بين المواطنين الغاضبين والجنود الاميركيين الذين أقدموا على تكسير زجاج المحل كما أفاد شهود عيان. وقد اعتبر المراقبون الحادث دليلا على تصاعد مشاعر الكراهية للأميركيين في البحرين التي شهدت أعنف التظاهرات المناهضة للولايات المتحدة في الاشهر الماضية والتي قتل فيها مواطن بحريني في مواجهات مع الشرطة.
ووقعت المشكلة عندما اختلفت سيدة أثيوبية مع صاحبة محل تجاري في شارع البديع عند مدخل جاة بوداية شمالي شرقي العاصمة المنامة حيث خرجت السيدة الاثيوبية الى الشارع واستدعت زوجها الاميركي الذي كان ينتظرها في السيارة مع جنود آخرين.
وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية انها فتحت تحقيقا في الحادث لتحديد المسؤوليات فيما أعلنت السفارة والقيادة البحرية الأميركيتان في المنامة عن أسفهما للحادث وأكد بيان أصدرتاه <<اننا سنواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين السلوك المناسب من قبل جنودنا الضيوف في البحرين>>.
وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية ان سيدتين أثيوبيتين وشخصا أميركيا كان معهما توجهوا الى محل لتأجير الفساتين واعتدوا على الموظفين في المحل بسبب سوء تفاهم على مبلغ عشرة دنانير.
وقال مصدر في الوزارة ان دورية أمنية توجهت الى المنطقة فور تلقي بلاغ السيدة صاحبة المحل موضحا انه وأثناء قيام الشرطة بالتحقيقات المبدئية وصلت شقيقة صاحبة المحل وزوج أختها وأنزلا احد الجنود الأميركيين الذين كانوا في سيارة متوقفة أمام المحل ووقفت الشقيقة أمام السيارة لمنعها من التحرك، ولما حاول السائق قيادة السيارة دهس السيدة البحرينية ما أثار غضب المواطنين في الشارع الذين تجمعوا حول السيارة وشرعوا يضربون من فيها ما أدى الى إصابة جندي أميركي وزوجته الأثيوبية بجراح ليست خطرة.
وظل المواطنون الغاضبون متجمهرين في المنطقة ما يقارب خمس ساعات ووصل عددهم الى حوالي 500 شخص نادوا <<الموت لأميركا>> و <<لا للقواعد العسكرية الاميركية في البحرين>> ما استدعى تدخل رئيس جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان الذي تعهد للمتظاهرين بأن <<تبذل الجمعية مساعيها في القضية ضمن الأطر القانونية>>.
من جهته، أعلن المتحدث باسم القوات البحرية الأميركية المتمركزة في البحرين كريس دايفيس ان جنديين أميركيين كانا في صحبة المرأة الاثيوبية وانهم دهسا المرأة عندما حاولوا الهرب من المنطقة الا انهم تعرضوا للضرب لدى نزولهم من السيارة لتفقد المرأة البحرينية. فيما قال زوج صاحبة المحل عبد الهادي يوسف وأشخاص آخرون كانوا في المنطقة ان خمسة جنود آخرين تدخلوا في الشجار وكسروا واجهات المحل واعتدوا على موظفين هنديين نقلا الى المستشفى لتلقي العلاج.
ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن شهود عيان انه تم <<سكب مواد كيميائية على الجنود الاميركيين>> أثناء الشجار وبعدها <<جاء المزيد من الجنود الاميركيين وتعرضوا للمواطنين المتجمهرين في المنطقة>>.
(أب، أف ب، دب أ، يو بي أي)
©2002 جريدة السفير