ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:09
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لماذا يصحو الإسرائيليين في وقت متأخر، طالما أن الوقائع ماثلة أمامهم ؟ انطلاقاً من هذا السؤال يمكن اعتبار إعلان أيهود اولمرت أفول فكرة إسرائيل الكبرى ، صحوة متأخرة ، كان ينبغي على نظرائه إدراكها والإقرار بها ، لكن ما يدعو إلى الاستغراب أن الإسرائيليين لا يعترفون بخطئهم إلا بوقت خروجهم من حلبة الحياة السياسية والحزبية .
على أن هذه الاعترافات حتى لو جاءت متأخرة بعض الشيء ، تبدو في غاية الأهمية ، وذلك للتعرف على هفواتهم ، وليس مجرد تقريع بعضهم بعضاً ، ما يحمل الرأي العام للوقوف على حقيقة الموقف الإسرائيلي ، وتحميله كل فشل يحصل على مسار المفاوضات مع الفلسطينيين .
كنا أشرنا سابقاً وبما لا يقبل الشك ، أن فكرة إسرائيل الكبرى ، اصطدمت بحجر الرفض الإقليمي ، لكثافة المشاريع الأخرى وتقاطعها جميعاً على أرض واحدة ، فلا تقل عدمية شعارات إسرائيل الواهية عن شعارات المنطقة ، وهو ما شدد عليه اولمرت واعتبره ضرباً من الخيال وكأنما يريد أن يدشن عهد الواقعية الإسرائيلية الجديدة التي تتنافى كلياً مع شعارات وهوس رجالات الدين ودورهم في تحريك المؤسستين السياسية والعسكرية بل ورسم آفاق عملهما .
لعل أهم ما في هذه الصحوة ، اعتراف اولمرت باستحالة قيام دولة ثنائية القومية أو دولة واحدة لشعبين ، مقراً بمرور أربعين عاماً كان بالإمكان تقاسم الأرض مع الفلسطينيين ، لكن هل بإمكان هذه الصحوة أن تشكل قاعدة ملزمة لمن سيأتي من بعده من الزعماء ؟.
في الحقيقة ، ستكشف الأيام لكل جيل إسرائيلي أين تكمن مصلحتهم الكبرى في تحصين نظرية أمنهم المطلق ، وصواريخ الفلسطينيين تذكرهم أن أمنهم لن يكون ممكناً ولن ينالوا أمناً ، ما لم ينل الفلسطينيون أمنهم أولاً ، أي دولتهم المستقلة بحدودها المتعارف عليها .
لطالما صحا اولمرت أحد تلامذة البلدوزر الإسرائيلي أرييل شارون الذي يغض في غيبوبة عميقة ، فهل يصحو اللاحقون أسوة بالسابقين وبالتالي تلزم إسرائيل أمرها تجاه محيطها ، بكثير من الواقعية وقليل من الأوهام ؟.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟