|
حرب القوقاز...هل هي مؤشر لميزان قوى جديدة !!
رفعت نافع الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:08
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
وجورجيا وارمينيا واذربيجان، وتشمل القوقاز عدد من الدول مثل اوسيتيا الشمالية والجنوبية والشيشان وابخازيا والكرج والارمن وبعض القبائل مثل الاديغة والوبيخ . وتعداد نفوسها يقدر بحوالي (33) مليون نسمة، وتشتهر بمواردها الغنية من القوقاز هي المنطقة الجبلية الواقعة بين بحر قزوين والبحر الاسود وتتشارك فيها الجمهوريات الجنوبية لروسيا النفط والغاز والفحم والحديد والنحاس * في هذة المنطقة من العالم اندحرت جيوش جرارة، مثل جيوش نابليون بونابرت، وجيوش الفوهرر هتلر الضاربة، والتي كانت القوقاز الحلم الذي يراودة، ليضمن الوقود للجيش الالماني الذي يشكو من قلتة. واندحرت المانيا النازية وظهرت للوجود قوتان كبيرتان لتصبح بيدهما موازين العالم، وهما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية. اذن نتائج الصراع في القوقاز ، هل هو مؤشر واضح على ترتيب البيت العالمي وميزان القوى الجديدة التي بدأت في الظهور ، ام انة فتنة يراد بها تصفية حسابات ضد روسيا من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبدعم من اسرائيل التي اثبتت الوقائع على الارض دعمها وتسليح الجيش الجورجي بالاسلحة والمعدات العسكرية المتطورة ، وتهيئة عدد من القواعد الجوية هناك لشن عمليات عسكرية في المستقبل ضد عدد من الدول ومنها ايران... ان جورجيا التي استقلت من الاتحاد السوفييتي في 9 نيسان 1991والتي يبلغ عدد سكانها اكثر من (4) ملايين نسمة تتكون من ثلاث جمهوريات مستقلة ذاتيا وهي ابخازيا واجاريا واوسيتيا الجنوبية...وتتهم جورجيا القادة الروس بأنهم يحاولون قتل الديمقراطية الجورجية الفتية، في حين ان الوقائع تؤشر ان تدخل الولايات المتحدة الامريكية في شؤون جورجيا هو الذي عقد الموقف وكادت الازمة ان تؤدي الى نتائج خطيرة، حيث ان حكومة تبليسي حركت قواتها العسكرية الى داخل اقليم اوسيتيا الجنوبية بدعوى التصدي لهجمات الانفصاليين هناك،هذة الواقعة اعتبرها الروس نوع من التحرش من قبل جورجيا لجيرانها، واحتلال بعض مدن اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، هو خلق جو من عدم الاستقرار في منطقة القوقاز، مما حدى بروسيا لارسال قواتها الى داخل الاراضي الجورجية لضمان السلام في المنطقة وفق تصريحات المسؤولين الروس، وحققت نصرا معنويا اكثر منة عسكريا( لعدم وجود مقارنة بين قوة الجيشين ) لتثبت انها عائدة للساحة الدولية بقوة، وان دورها يجب ان يكون لة موقع في عالم يدار من قبل قطب واحد وهو امريكا...واظهرت الوقائع ان الضربة الروسية هدمت البناء الذي اسستة امريكا وحلفائها في جورجيا، حيث انهارت كل الجهود التي بذلتها لتسليح وتدريب الجورجيين، وأن حرب القوقاز برهنت على ان جورجيا لا يمكن ضمها الى حلف شمال الاطلسي في وضعها الحالي، وثانيا انها لم تنل المساعدات الفورية لدعمها في تلك الحرب نظرا للوضع المرتبك الذي ظهر بة حلفائها من الاوربيين اضافة لذلك فان السفير الامريكي في موسكو جون بيريل اعلن ان واشنطن حثت جورجيا بعدم ارسال قواتها الى اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي، وان روسيا قد ردت بشكل مشروع على ما تعرضت لة قوات حفظ السلام التابعة لها وان ردها كان قد ذهب الى ابعد مما يفترض. ويرى بعض المحللين ان بعض اهداف روسيا من حربها هذة ، هو لبسط سيطرتها على منابع النفط والغاز في محيط الاتحاد السوفييتي سابقا، حيث ان النفط والغاز المنتج من اذربيجان يمر عبر جورجيا الى السوق العالمية بعيدا عن سيطرة روسيا... ويرى اخرون بأن هدف روسيا من الحرب هو التخوف من تمدد وانتشار حلف الناتو ومحاولاتة لنصب منظومة الدرع الصاروخية الذي سوف يقوض ميزان القوى في اوربا بعد الحرب الباردة، فكانت الحرب هذة خلطا للاوراق على الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها واثبات ان روسيا بلد يجب ان يؤخذ لة حساب اخر، ولا يمكن اهمالها او تهميش دورها دوليا بسبب قوتها العسكرية والاقتصادية، وأن بيان البنود الخمسة التي اعلنه السيد ديمتري ميد فيد يف يتضمن على مصطلح ( مناطق جغرافية لها اهمية خاصة ) او بمعنى اخر هي مناطق لنفوذ روسيا... وابلغ تعبير هو ما صرح بة الجنرال نيكولاي سولوفتسوف قائد القوات الاستراتيجية الروسية الاربعاء 10 ايلول ما يلي ( ان المواقع التي تتضمن عناصر من الدرع الصاروخية الامريكية في بولندا والتشيك او مواقع اخرى يمكن ان تصبح هدف لصواريخ روسيا عابرة القارات ) يتضح من هذا الاستعراض لوقائع الحرب الروسية الجورجية، ان الولايات الامريكية كانت تخطط لغرض معرفة قوة ونوع الرد الروسي وسرعتة، لغرض تحجيم الدور الروسي واضعافة دوليا، في وقت تعمل فية روسيا لبناء تحالفات في المنطقة المحيطة بها والعالم اجمع وقد نجحت الدبلوماسية الروسية بتغيير النظرة الاوربية بعيدا عن خطط الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، حيث باتت اوربا اكثر تفهما بعد ان تقدمت اقتصادياتها واضحت قوة فاعلة وخصوصا المانيا بعد وحدتها وفرنسا التي شقت طريقا مستقلا في سياستها الدولية مبتعدة بعض الشيئ عن المظلة الامريكية الشاملة. وباتت اوربا مقتنعة بان روسيا يمكن ان تؤمن مصادر الطاقة لها في حال ضغطت امريكا باعتبارها مهيمنة على مصادر الطاقة في اغلب دول العالم. وان نظرة اوربا الجديدة هي انها لاتريد حروب وتوتر قرب من محيطها الاوربي او في قلبها ومركزها، لان ما يهمها اليوم هو الازدهار والتقدم الاقتصادي المتسارع، ويمكن ان نشهد في المستقبل القريب عن تلاقي وحوارا سياسيا حول الكثير من القضايا الامنية والاقتصادية والسياسية والتغلب على الأرث القديم من مرحلة الحرب الباردة، والعمل على التعاون المشترك لتقدم بلداتهم ومساعدة الدول النامية... وخير دليل على ذلك ما صرح بة المفوض التجاري الاوربي بيتر ماندلسون ( انة يجب ان لا تعاقب روسيا على عملياتها العسكرية باتخاذ خطوات من شأنها ابطاء سعيها للانظمام الى منظمة التجارة العالمية والتي تسعى روسيا للانظمام اليها منذ (15 ) عاما، واضاف ان روسيا تواجة صعوبات في تكييف نفسها مع حدودها بعد العصر السوفييتي، ولكنة ما من قوة عظمى تتكيف مع حجم اصغر بسهولة ) اذن على روسيا تهدئة مخاوف الاوربيين والامريكان بشأن المجالات الاقتصادية التي يرون انها لا تتفق مع العضوية، واضاف ان روسيا لا يمكن ان تكون خارج منظمة التجارة العالمية وهي اكبر قوة اقتصادية ما زالت خارج المنظمة ... اذن على روسيا ان تتخلى عن افكار الماضي وتداعياتة، وان تنظر للواقع والمستقبل بعيدا عن سياسة القوة والهيمنة، وان تخطوا خطوات سريعة نحو خلق اقتصاد قوي وديناميكي لتلحق بركب الدول المتقدمة من مثيلاتها الاوربيات، خاصة ان سياسة الرئيس بوتين قد وضعت الاقتصاد الروسي على عتبة التقدم والنمو، وتمكن بجدارة من ردم الهوة الاقتصادية الكبيرة التي عصفت بروسيا خلال عهد الرئيس بوريس يلتسون الذي اتسم بالفساد بكل انواعة وسيطرة عصابات المافيا على مجمل الحياة في ذلك البلد المنهك من صراعات وضغوط لعدة عقود من الزمن ، اضافة الى ان السيد بوتين يؤيد النظام الديمقراطي المتعدد الاحزاب الى جانب السلطة القوية المركزية في الوقت نفسة، وميلة للاقتصاد الحر، الا ان نظريتة ان تتحكم الدولة في توزيع الثروة. وفي ظل هذا الانفتاح الاقتصادي تدفقت على روسيا خلال هذا العام حوالي( 25) مليار دولار كرساميل اجنبية وتتوقع الحكومة الروسية ان يصل اجمالي الاستثمار من الدول الاخرى في روسيا بحلول عام 2011 ما بين ( 59 ) الى ( 105 ) مليار دولار. وتعتبر اليابان من الدول الاولى في الاستثمار داخل روسيا وخاصة في مجال الطاقة والغاز وصناعة السيارات ...يستخلص مما تقدم من معطيات بان الحرب الاخيرة في القوقاز قد افرزت وقائع جديدة، تبين ان روسيا والاتحاد الاوربي بزعامة المانيا وفرنسا تتهيأ امامهم ملامح افق جديد لعالم متعدد الاقطاب ذو نظرة سياسية واقتصادية وامنية جديدة مغايرة لايدولوجية الحرب الباردة السابقة ، بالرغم من ان قيادة العالم يحكمها القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية في الوقت الحاضر، لما يتمتع بة من قوة عسكرية هائلة مدعومة باقتصاد قوي وثورة تكنولوجية متطورة تأهلة لتزعم العالم لعقد او عقدين آخرين من الزمن، وليس امام روسيا غير العمل الجاد لتنمية اقتصادها والتعاون الفعال مع كافة دول العالم ومنظماتة الاقتصادية والمالية، ونبذ الحلول العسكرية في حل النزاعات بين الدول ،لان هذا الخيار يراد لة ان يؤسس لمرحلة ، قد اجتازها العالم ودروسها البليغة التي تذوقت اغلب شعوب العالم مرارتها...
* عن ويكيبيديا ( الموسوعة الحرة )
#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شظايا حلم
-
رفقا...بوزير الكهرباء
-
الأستخدام الأمثل للمياة المتاحة...والطريق نحوالتنمية الاقتصا
...
-
ليلةالأمس
-
سياسة التعليم في العراق واساليب تطويرها وتحديثها
-
الدكتور احمد الجلبي ...والانتخابات القادمة !!
-
السياسة الدولية ...وتأثيرها على مستقبل الموارد المائية
-
ظاهرة تشغيل الاطفال والاحداث...ومسؤولية المجتمع الدولي لحماي
...
-
التعداد السكاني مشروع وطني كبير ...يحتاج الى دراسة متأنية
-
نانوعمرو موسى ...وجنجويد البشير
-
الشهيد حازم العينة جي ...وضريبة الموقف الحر
-
ثورة 14 تموز ومسلسل اضطهاد الشيوعيين العراقيين
-
الاتفاقية العراقية الامريكية...الامن والاقتصاد والسيادة
-
تلوث البيئة الاسباب والمعالجات
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|