أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟














المزيد.....

ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 05:05
المحور: حقوق الانسان
    


في الوقت الذي يواصل فيه التلفزيون المصري عرض الإعلان المصور الذي يدعو المصريين للقراءة واقتناء الكتب، وقد جسدت سوزان مبارك ، زوجة الرئيس المصري ، الشخصية الأساسية في الإعلان في مشهدية مفضوحة لمدى الاحتكار الذي يمارسه النظام المصري لكل ما موجود في مصر حتى مطالعة الكتب واقتنائها ، في نفس هذا الوقت فان أحداث كثيرة حدثت في مصر وكشفت عن كل ما مخبأ فيها وأظهرتها كدولة منخورة مستندة على الاستبداد والقمع وتظهر وضاعة متفردة في تعاملها مع المصريين وكأن وجودهم من عدمه سواء. أن كارثة جبل المقطم قد أزاحت ستارا من الوهم مازال يغشي عيون الكثيرين بان ثمة أمل في إصلاح حال وأحوال مجتمع يتداعى وينهار أو يكاد أن يتحول إلى مجتمع أسلم أمره للجهل والخرافة وسطوة الدين والتعصب الطائفي ، مثلما هو مجتمع يخترقه الفقر والحرمان ويواجه فيه الكثير من الناس مصيرا اقل ما يقال عنه انه مجهول وغير معلوم. من المؤكد أن سكان العشوائيات أو هؤلاء الذين أزهقت أرواحهم في الدويقة أو شردوا منها ، لم يخطروا على بال سوزان مبارك قطعا وهي تدعو الناس للقراءة واقتناء الكتب، فالأمية والجهل والتطرف الديني ، الجريمة والمخدرات وأطفال الشوارع سمة غالبة على حياة سكان العشوائيات الذي أصبح هاجسهم مواصلة الحياة بكل الوسائل المشروعة واللامشروعة. ليس ثمة استخفاف أو احتقار لحياة البشر يصل إلى الاستخفاف والاحتقار الذي مارسته الحكومة المصرية مع ضحايا انهيار جبل المقطم الذي أودى بحياة العشرات من المحرومين فيما شرد الآلاف من سكان العشوائيات وعجز هذه الحكومة عن إنقاذ الكثيرين من تحت الأنقاض. أن ما قاله وزير الإسكان في الحكومة المصرية بان ما حصل هو قضاء وقدر ، لا يحتاج إلى تفسير قدر ما يؤكد مدى الاستخفاف الذي تمارسه هذه الحكومة بحياة المصريين وآمالهم وتطلعاتهم لحياة تليق بكرامة البشر.
أن إحالة قضية الانهيار الصخري وموت الكثير من المصريين في الدويقة إلى القضاء ، تبدو لعبة سمجة ومفضوحة هي الأخرى ولا تعدو أن تكون ذرا للرماد في عيون الكثير من الذين علقوا آمالهم على هذه الحكومة المصرية وإمكانياتها في أصلاح الوضع الحياتي والمعيشي للمصريين، فقد سبقها الكثير من القضايا والجرائم التي أحيلت إلى القضاء ولكن الجناة قد خرجوا منها ( زي الشعرة من العجين) ولعل فضيحة عبارة السلام ومهزلة المحاكمة ومقاضاة المسؤولين عن هذه الجريمة ستكون صورة أخرى لا تفارق مخيلة الكثير من المصريين أو من ذوي الضحايا ولعلها الصورة الأكثر تشويها أو فضحا لمصر وحكومتها فالإنسان في هذا البلد قد أصبح فاقدا للقيمة ومهان بفعل الاستبداد أو بفعل سلطة وجبروت أصحاب رؤوس الأموال الذين يشكلون العمود الفقري للحكومة المصرية أو الذين يسيطرون على كل شيء.
الكثير من الحوادث قد مرت على المجتمع المصري واقل ما يقال عنها إنها حوادث مرة ومؤلمة وان آثارها ستبقى لأزمان طويلة جدا لان فيها مسا وانتهاكا صارخا لحياتهم وكرامتهم ، ولكنها وكما يبدوا مرت وستمر بعدها حوادث كثيرة ستزيد من حجم الانتهاكات وستزيد من الإذلال ، فلا المجتمع المصري ولا القوى السياسية الخارجة عن نطاق الحكومة قد أبدت مقاومة جدية ، إلا فيما ندر كحركة كفاية أو الإخوان الذين يمارسون نشاطات تهدف لتكريس وجودهم وليس للتصدي لممارسات السلطة المصرية ، للجرائم التي ترتكب بحق المصريين أو الإهمال المتواصل الذي تمارسه الحكومة المصرية التي جعلت المواطن المصري يعيش هاجس الاستبداد أو هاجس البقاء على قيد الحياة . مما سيعطي النظام الحاكم في مصر فرص متزايدة للتلاعب بحياة المصريين الذين وكما يبدوا قد اسلموا أمرهم إلى القضاء والقدر وان أية محاولة منهم للمطالبة بحق ما وان كان حق السكن الآدمي ،ستواجه بالمحاكم أو بحملات مسعورة تظهرها كتشويه لصورة مصر المحروسة.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب السياسية في العراق وعقدة الزعامة التاريخية
- فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة
- في مدينتنا حوزة
- هل العراق دولة إسلامية أم علمانية..؟
- طالباني وباراك و الاشتراكية الدولية
- عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير
- إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الثاني
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الاول
- المصالحة والتعايش ...أستغاثة الافكار من سطوة الاسلحة
- من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!
- في الذكرى الاولى للاءات كمال سبتي الاربع
- آفاق الانهيار...على شرف الذكرى الرابعة لأحتلال العراق
- شذى حسون... الق وأمنيات
- الى عبد الرزاق سكر ,,,,حين تجاهلوك فقد تجاهلوا كيف يكون الاب ...
- كركوك ....بحثا في الحلول العصية
- حوار التقريب ...حوار الكراهية
- عادل عبد المهدي وقرار الاحتلال الاحمق


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟