سباق الكوليرا

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 04:44
المحور: حقوق الانسان
    

مايجري في العراق هو سباق الكوليرا حقا ، فبعيدا عن محاولات التقليل من نسب الاصابة بهذا المرض وبعيدا عن صحة الارقام المطروحة امام وسائل الاعلام وعدم صحتها او ان المرض اخذ ابعادا اعلامية وتضخيم اكثر مما يستحق وبعيدا عن كل المزايدات الاعلامية ومحاولات القاء اللوم والاتهامات بالتقصير بين الجهات المعنية بالامر لابد من الاعتراف انه مرض انتشر بشكل سريع، وما تزايد الارقام اليومية الا اكبر دليل على ذلك ، التصريحات لن تنفع احد في هذه المرحلة والتركيز على الاسباب الكامنة وراء المرض لابد من الاحاطة بها وتشخيصها لحين القضاء على الوباء ، العلاجات السريعة مطلوبة مرحليا ولكن تشخيص الاسباب الحقيقية والبدء بمعالجتها هو المطلب الاساس في المرحلة القادمة .
للمرض اسباب ، والسبب الرئيس له هو الماء الملوث، وهنا نضع الاصبع على الجرح ونتساءل، اين المشاريع الخاصة بتصفية المياه التي نسمع بها..؟ ولماذا لم تكن تلك المشاريع ضمن الاولويات بدل مشاريع رصف الارصفة في مدن العراق كافة..؟ والتي لاتشكل اهمية مطلقة، ولكنها على ماتبدو اقصر المسافات للفساد والمفسدين ..! فجميع مدن العراق تتشارك في هم تلوين الارصفة العشوائي ، في حين يشرب الانسان العراقي ماءً ليس فيه اية مواصفات صحية ..! وهنا استذكر المثل الشعبي ( مجدي وعليجته قديفة) .
ان الحاجة لمراجعة حقيقية لمجمل المشاريع المنفذة واولوياتها باتت مهمة كبيرة ، فلابد من تحديد الاولويات والمتعلقة ، اولا بصحة المواطن، فالماء الصافي اكثر وجوبا من رصيف ملون او جزرة وسطية سيتم الغائها بعد فترة وجيزة ..!
تتعدد المسؤوليات ويتعدد المقصرون في انتشار الوباء، والمرحلة تتطلب بعد محاصرة الوباء، البدء بالمسائلة ومحاسبة المقصر ، كل حسب حجم المسؤولية ، لاننا نعيش مرحلة بناء دولة تتطلب فيها عدم تجاوز المقصرين ،فالمحاسبة والعقوبة هي الطريق لضمان عدم تكرار الخطأ، ويتطلب ذلك من المسؤولين متابعة كل الاخبار المتعلقة بالوباء ،وما التسريبات الخبرية التي تتعلق بالكلور الفاسد في محافظة بابل الا واحدة من الاخبار التي تستحق المتابعة وعدم الاهمال ، القضية تتعلق بحياة الناس ، والتي على مايبدو اصبحت ارخص الاشياء بالنسبة للذين ماتت ضمائرهم .. في وقت احوج مانكون فيه لصحوة الضمير .

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات