ابراهيم زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 04:42
المحور:
الصحافة والاعلام
شاء الأعداء أم أبوا لابدّ أن تظهر جرائمهم مهما كانت وسائل اخفائهم لها، فحتى وقت قريب كانت الجثث مجهولة الهوية التي يعثر عليها معصوبة الأعين مقيّدة اليدين هنا وهناك سبباً في اثارة الاحتقان الطائفي بين طائفتي المسلمين في هذا البلد الذي لم يشهد صراعاً طائفياً على مر العصور حتى جاء الاحتلال والمتعاونون معه من شتى العناوين والأصناف ليذيقوا أهل العراق الذل والهوان والموت الزؤام تحت شعار الديمقراطية وحقوق الانسان والشفافية والتوافق السياسي والطائفية السياسية التي جرّت على العراقيين الكثير من النكبات ومنها اازهاق ارواح العراقيين من دونما سبب سوى تأزيم الوضع الأمني لاطالة عمر الاحتلال..
أخيراً وليس آخراً كشفت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم الاربعاء السابع والعشرين من آب الماضي عن فضيحة جديدة لقوات الاحتلال الأمريكي، فقد أكدت هذه الصحيفة ان هذه القوات المجرمة كانت تقوم بقتل المعتقلين ثم ترمي الجثث في الشوارع.. وذكرت الصحيفة ان ثلاثة عسكريين أمريكيين قتلوا اربعة معتقلين في منطقة الرشيد غربي بغداد. وقد وقعت هذه الجريمة في آذار أو نيسان (لم تستطع تحديد تاريخ وقوعها بالضبط) وأبطالها رقيب أول ورقيب وطبيب كبير عمدوا الى قتل أربعة عراقيين معتقلين على مقربة من قناة في بغداد، مؤكدة ان الضحايا كانوا معصوبي العيون ومقيدي الأيدي حسب افادة اثنين من الجنود تحت القسم(وشهد شاهد من أهلها).
وقد انتشرت ظاهرة الجثث مجهولة الهوية بشكل مخيف ومرعب في بغداد بشكل خاص والعراق بشكل عام عدا كردستان طبعاً بعد جريمة تفجير المرقدين في سامراء عام 2006 وما نجم عنها من احتقان طائفي مدبّر، إذ كانت تلقى جثث ابناء الطائفة السنية في الأحياء ذات الغالبية الشيعية وبالعكس من أجل إحداث فتنة طائفية، وقد حدثت بالفعل اثر التصعيد في الخطاب الطائفي السياسي الذي تسبب في إشعال نار الفتنة ولكن الله سبحانه وتعالى أطفأها ليخزي القوم الظالمين وليكشف عوراتهم الواحد تلو الآخر، وها هي نتانة جرائم الاحتلال الأمريكي تزكم ألانوف ما حدا بصحيفة أمريكية الى فضحها أمام الرأي العام، كي يطلع الشعب العراقي على ما يفعله الاحتلال وأذنابه..
وقد اكد التقرير الصادر عن معهد الطب العدلي بحسب الصحيفة المذكورة آنفاً أنه تسلم بحدود(20) ألف جثة بين عامي 2006 وحزيران عام 2007 ولم يتم التعرف على 50% منها، وتم دفن أربعة آلاف جثة مجهولة الهوية منذ عام 2003 في مقابر خاصة نظراً لعدم وجود من يتعرف عليها.
#ابراهيم_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟