الدين ...افيون ومحرقة الشعوب

علي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 04:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عجيب امر هذه الامة , دققت في الفتاوى التي اصدرها مراجعها وعلى اختلاف الوانهم واقطارهم واطيافهم ومللهم , لم يسعفني الحظ ان تقع عيني او تسمع اذني عن فتوى او توجه من عقلاء تلك الامة يوصي بمكافحة الاستعمار او مقاومة الاحتلال .امة الاسلام عدد افرادها اكثر مليارنسمة,الاولى في الفقر بالعالم , الاولى في الامية وتفشيها بين ابنائها,الاولى في الموارد الطبيعية ,الاولى في مصادر الطاقة . وبدلا ان تزدهر ...تتخلف ,وبدلا ان تتعظ (لانها ملدوغة الجحرمرات ومرات) تعيد اخطاءها وتختلف وتتناحر .ما وجدت من تلك الفتاوى الغريب والعجيب بعضها يحرم على الناس اكل براز الكلب والانسان والخنزير , ويعني مسموح اكل براز الاخرى!! وفتاوى تبيح الزواج لرجل مهما بلغ من العمر تبيح له الزواج من طفلة في التاسعة من العمر , ويجوز الزواج بها وهي تحت التاسعة دون الدخول عليها وممكن ان يقبلها ويمسها بشهوة ويفخذها !! فتوى تبيح قتل اصحاب القنوات التلفازية المسيئة للذوق والاداب !! (هكذا قتل ...دون تحقيق ومحكمة ودفاع ...فوضى وترهيب وارهاب وبلطجة ) .فتوى تمنع على المسلم تناول الطعام مع غير المسلم .فتاوى غريبة وعجيبة لم ارى واحدة منها وقفت مع قضايا الانسان في همومه ومتاعبه ومحنه ,بل بالعكس ساهمت وافتيت لاجل تدمير الانسان المسلم وغير المسلم ,لم تكن هناك اي فتوى تقف مع الانسان في حريته واستقلاله وصراعه مع الشر والاشرار , ومع المرأة فتاوى عديدة على مر الاجيال والعصور تامر بخذلانها وسلب ارادتها وحقوقها,احد تلك الفتاوى صدرت في زمن الظلام (من الذاكرة) لاتبيح للمرأة الخروج الا مرتين في حياتها مرة من بيت ابيها الى بيت عريسها والمرة الثانية من بيت زوجها الى لحدها !!عجيب امر هذه الامة...في العراق وبعد انتصار ثورة 14 تموز الخالدة 1958 صدر قانون الاصلاح الزراعي وبمساهمة خيرة عقولها (منهم الاستاذ ابراهيم كبة) ,صدر القانون لتفتيت الملكيات الكبيرة للاراضي الزراعية واصلاح احوال الريف والتصدي لاستغلال الانسان واستعباده والاسهام في تطوير الريف والانسان , من هذا صدرت فتوى تحرم على الفلاح الاستفادة من هذا القرار ,الفتوى تحرم على الفلاح ,مالك الارض الجديد ,من الصلاة عليها لان صلاته غير مستجابة من صاحب الكون والاله .اين حق الانسان في الحب والوطنية والدفاع عن الاوطان ,اين موقع المراة وحريتها وحقوقها,اين التاخي وزرع الاخوة بين ابناء الدين الواحد ,ومع استمرار الوعاظ استمر السلاطين في ان يستمدوا سلطانهم من الله ليزداد الاستغلال والاستعباد وسلب الحقوق وتدمير الانسان وبهذا اضحى الدين ليس فقط افيونا بل محرقة ونارتحرق الشعوب .

#علي_السعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات