أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سالم اليامي - طوابير الفكر ... وطوابير الفول والطعمية














المزيد.....

طوابير الفكر ... وطوابير الفول والطعمية


سالم اليامي

الحوار المتمدن-العدد: 743 - 2004 / 2 / 13 - 04:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كنت بالأمس أتحاور مع صديق عربي في مدينة لندن عبر الماسنجر قلت له : كم أحسدكم على المكتبات العربية بمدينتكم التي تزدحم بالعديد من الكتب التي نفتقدها عندنا !

 قال لي : لا تتخيل كم أشعر بالقهر عندما أركب أحد الباصات او أستخدم " الأندر قراوند" حيث ترى الناس يقرأون الكتب بشراهة , أو عندما نذهب الى المكتبات لنشاهد طوابير الناس قادمين لشراء كتاب جديد , حينها اشعر بالألم عندما أتذكر كم نحن العرب  لا نقرأ؟!

 قلت له : لكننا العرب أول من إخترع الطوابير .

قال لي : ذلك صحيح ... لكن طوابيرنا تتزاحم أمام مطاعم الفول والطعمية , أو أمام موظف الجوازات في أحد مطاراتنا التي تصاب فيها بالكآبة وكأنك داخل سجون وليس مطارات !

 قلت له : تصدق أنني اذكر اننا كنا ثلاثة أصدقاء عندما قمنا بزيارة بلد عربي قبل سنوات واثناء دخولنا المطار ووقوفنا امام موظف الجوازات  في طابور صغير من ستة أشخاص إنتظرنا واقفين أمام ذلك الموظف أكثر من ساعة دون أن يتحرك ذلك الطابور , وكان موظف الجوازات يقلب جوازاتنا واحدا تلو الآخر لأكثر من عشر مرات , حينها إعتقدنا أن بعض صفحات جوازاتنا تحوي شعرا جميلا سرق عقل ووجدان ذلك الموظف في تلك اللحظات الكئيبة , وعندما صرخنا بعد طول إنتظار , إستيقظ ذلك الموظف الغارق عشقا في ألوان جوازاتنا وقال: لديكم مشكلة وعليكم أن تراجعوا ذلك المسؤول , وعندما ذهبنا الى المسؤول المنتفخ البطن إتضح لنا أنهم يبحثون عن رشوة تافهة كي يسمحوا لذلك الطابور أن ينفض من حولهم . ثم قمنا بوضع ورقة مالية في كل جواز ودخلنا فاتحين سالمين غانمين الى أرض المدينة .

 قال : هذا هو الفرق بيننا وبين الغرب . طوابيرهم منتظمة وطوابيرنا تعمها الفوضى , ألم يقولوا أن اسرائيليا قال : لن ينتصر العرب علينا حتى يحترموا حرمة الطابور؟!

 هم : يتفوقون علينا في التزاحم عند دور الفكر والمعرفة , ونحن نتفوق عليهم في التزاحم عند الجمعيات الخيرية ومطاعم الفول والطعمية !

حتى مطاراتهم لم تعرف الطوابير إلا بسببنا عندما أصبحنا الخطر الذي يهدد المطارات والطائرات  , فأصبح العالم ينظر لنا وكأنه لا مهمة لنا سوى تفجير ما يصنعون وهدم ما يبنون , ربما لأن عدم إمتلاكنا القدرة على البناء والتشييد اصابتنا بعقدة نقص مزمنة جعلتنا نكره كل شيء لا يشعرنا بالانتماء الى الحضارة !

 قلت له : ولم لا نحاول أن نقتفي أثرهم في البناء , فنتعلم كيف يبنون ويصنعون ويفكرون بدلا من تخريب كل ما أعطوه للحضارة والأنسان من منجزات نحن أكثر المستفيدين منها ؟!

 قال : عندما نحرص على القراءة كما يحرصون , ونتزاحم في الطوابير بحثا عن كتاب جديد كما نتزاحم أمام المخابز ومطاعم الفول والطعمية , حينها أستطيع أن اقول لك أننا سوف نتوقف عن إعتناق فكر الهدم وندخل في طوابير فكر البناء , بشرط أن لا تكون الكتب التي نقرأها هي نفس الكتب التي لم تفارق أرفف مكتباتنا منذ سنين طويلة . لأن هذه الكتب يجب تباع الى أفران بيع الخبز بجانب مطاعم الفول والطعمية , ليس من أجل أن يقرأها الجائعون وانما لكي تكون حطبا لتلك الأفران التي توفر لهم الخبز " الأفغاني "!

 قلت له : ولم لا نضع عند كل مطعم فول وطعمية لافتة تقول: إقرأ كتابا وأحصل على صحن فول مجانا , ثم نعطي لكل شخص كتابا يقرأ بعض صفحاته قبل ان نمنحه صحن الفول , على أن يكمل الكتاب في اليوم التالي ؟!

إننا لو فعلنا ذلك لشجعنا شعوبنا على القراءة وأنتصرنا على كل مشاكلنا واستعدنا كرامتنا التي سلبها الجهل منا !!



#سالم_اليامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عظم الله أجركم في الجامعة العربية
- الحمار والجحش
- عندما يعود الوطن الذي غاب..على ظهر دبابة... كالعراق
- اسألي متى الليل ينجلي
- مــــد ن الوهــــم
- عندما تعرت الحقيقة وبزغ فجر الحرية
- ضياع الحلم


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سالم اليامي - طوابير الفكر ... وطوابير الفول والطعمية