أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ربحان رمضان - لقاء في حديقة الشعب














المزيد.....

لقاء في حديقة الشعب


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:39
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


َجلست بجانبه على الكرسي في الحديقة العامة المسماة بحديقة الشعب ..Volks Garten) ) .. لم يلتفت إليها طيلة النصف ساعة التي مضت وهما ينظران إلى وردة تشبه وردة جورية كانت تتوسط أرض بيته في الوطن .. سمعها تنادي حفيدتها ميمي فالتفت ..
بحلق فيها ، بحلقت فيه .. ضحكا ، ثم مالبثت ان " بوزمت " عقدت حاجباها وصاحت بوجهه : " كم أنت قبيح " إنك سئ يامامد ..
أهكذا يعامل المحب حبيبه ؟!!
وتتركني كل هذه السنين وحدي ..!!
ابنتك كلوديا أصبحت في العشرين من العمر ، تسكن معي ومعها صديقها..
وابنك يامامد ترك المدينة ليقيم في ضاحية Bden القريبة من العاصمة ..
هل تذكر تلك المرأة ؟
أية امرأة ، يا امرأة ؟
تلك التي كانت تأخذ بيد خالتها العجوز وتذهبان يوميا إلى الكنيسة المواجهة لمزلنا القديم .. لقد ماتت .
قتلها زوجها لأنها ورطته بقروض مالية لم يسطع تسديدها لا نقدا ولا بالتقسيط ، تخلص منها ويعيش الآن في السجن .
أين كنت ؟ هل لك أن تخبرني بصراحة ؟
- لقد ضاقت الدنيا بي بعد أن تركتموني وحيدا ً ، عملت في الأعمال الحرة ، فتحت مطعما صغيرا ً فيه طاولة واحدة .. صدقيني كان العمل يأخذ كل وقتي .. طيلة النهار وأنا أعمل .. لكن العائدات المالية كانت تذهب فورا تسديدا ً لأقساط أدوات الطبخ ، ولوازم العمل ..
لقد اعتمدت على الزبائن المحترمين ، كلهم كانوا من أهل البلد ، ذلك أفضل لأن جماعتنا يريدوا تضييع الوقت ـ يريدوا أن يأكلوا ويشربوا بدون أن يدفعوا ثمن أكلهم ..
تعبت من العمل ، وانقطعت عن ناسي .. كنت أقعد في (الكشك) منذ الصباح حتى المساء ، وفي النتيجة لا شئ .. لاشئ البتة ..
ارتأيت في النهاية أن أحصل على التقاعد رغم أن عمري لايؤهلني لذلك فالتقاعد يبدأ في سن الخمس والستين من العمر ، ولكن يمكن للشخص الحصول على تقاعد مبكر إذا كان مرسضا بعلة يصعب شفائها .. فتظاهرت بالجنون فصرت أرتاد الطبيب النفساني باستمرار .. ومن شدة لؤم الطبيب المعالج فقد حولني إلى مشفى الأمراض العقلية في المدينة ، رموني فيها رمي الكلاب .. ستة أشهر دون سؤال أو جواب ، فقط حبوب مهدئة وأدوية أخرى حتى أني أصبحت مدمنا في تعاطي الحبوب المنومة ، وأصبحت في كل الحالات عاطلا ً عن العمل لأنه لم يعد يوظفني أحد وأنا في هذه الحالة .
في نهاية السنة الأولى من وجودي في المشفى جاءني الطبيب ليفحصني ومعه ممرضتان ، وممرض ليكتم أنفاسي لو تماديت على الطبيب ..

قال لي :
- أغمض عينيك ، فأغمضتهما !!
- مد يديك إلى الأمام .. فمددتهما ..
- والآن ، ضع سبابتك ليدك اليمنى على أنفك .
فوضعت اصبعي ليدي اليسرى على اذني ..

قال لي : ممتاز .

- ثم تابع : ضع سبابتك ليدك اليسرى على عينك ، فوضعت سبابة يدي اليمنى على انفي .
- قال وبحرارة :ممتاز .
ثم تابع : ضع سبابتك ليدك اليسرى أيضا على فمك ، فوضعتها على عيني .
قال لي وبحرارة : " ممتاز " .

قلت له : بغضب : مالممتاز في ذلك يا دكتور؟
قال لي : شكرا ً لله أنك تعرف أين رأسك .
ورد في تقريره الطبي المقدم إلى اللجنة المختصة جملة يقول فيها : ونتيجة لإجراء عدة فحوص طبية إستنتجنا نحن الطبيب المشرف على علاج السيد مامد بأنه في وضع صحي ممتاز يؤهله للمباشرة في العمل .

سألته زوجته : وهل حصلت على عمل فيما بعد ؟
- وجدت الكثير من الأعمال لكن لم يقبلني أحد للعمل لديه .
فأنا مجنون .. أنا بحاجة إليك .. أحبك ..
أنا بحاجة لقلبك الحنون .

انتفضت زوجه .. التفتت إلى الوردة ، تمتمت :
لا خير فيك وأنت عاقل ..
أخذت بيد ميمي حفيدتها ، ابتعدت وتابعت :
ماذا أفعل بك وأنت مجنون !! .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مامد في جنة ليست كالجنة
- قمامة ، وكلاب ، وديمقراطية .. ومفاهيم أخرى ..
- لابد لهذا القيد أن ينكسروعقبى لكل معتقلي الرأي في سوريا
- فليكن الخامس من آب ، يوم وحدة واتحاد حقيقيين لفصائل اليسار ا ...
- حسنان وحسن
- حمو يحكي بأصله .. إنه مجرد عبد
- روزا ياسين حسن كاتبة ابداعية رائدة
- فليعقد عقد شراكة .. الوطن سيبقى لنا- عربا ً وأكراد -
- أدعوا أحزاب جبهة النظام إلى فرط العقد أو إدانة جرائمه
- عنما تضيق مساحة البحر
- بقية حكاية
- ردا ً على مانشر مؤخرا ً باسم قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي ...
- في عشية يوم الطفل العالمي سأحدثكم عن جنكو ..
- فلتذهب أنظمة المساومة إلى الجحيم، أما نحن فسنبقى أوفياء لمبا ...
- الأول من أيار - عيد وسيل من القوانين والمراسيم - تختص بمصادر ...
- سلطة ، حزب عشيرة ، ثلاثة أقانيم في اقنيم واحد
- نظام قمع وشعب أعزل، تعديه يصل حد الجريمة .. يقتل أبناء الوطن
- في آذار تضحك الدنيا .. إلا في بلدي ..!!
- كردي في بلد - قليل -
- نصيحتي إلى السيد الوزير


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ربحان رمضان - لقاء في حديقة الشعب