نجاح العلي
الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 09:37
المحور:
حقوق الانسان
حدث هذا في بغداد وبالتحديد في منطقة الاعظمية.. حيث نودي بمكبرات الصوت على ضرورة اسراع العوائل المتعففة والارامل والمطلقات والمعاقين بالقدوم الى صاحب النداء من اجل تسلم مساعدات مالية وغذائية.. وبعد ان تجمهر الناس حول هؤلاء ابلغوهم انهم يعملون بالتعاون مع المنظمات الانسانية العالمية ، وبالتحديد مع المنظمات الانسانية في الاتحاد الاوربي وانه تم تخصيص مبلغ 2000 يورو لكل عراقي لكن هذه الاموال التي لديها ـ حسب ما يدعون ـ جميعها بعملة اليورو وهم بحاجة الى سيولة نقدية بالعملة العراقية وإنه على كل شخص يود الحصول على الألفي يورو من المشمولين ان يجلب معه مليوني دينار عراقي للحصول على اربعة الاف يورو ـ ألفان منهما ثمنا للمليونين العراقيين والألفان الآخران منحة من هذه المنظمات الانسانية ــ .. وفعلا جلب الناس المساكين بعد تدافع شديد وحماسة منقطعة النظير المبلغ المذكور بل ان بعضهم لسذاجته جلب اكثر من مليوني دينار عراقي.. وفعلا تسلم كل واحد من هؤلاء اربعة الاف يورو واغلبهم من الاميين والعجزة والناس البسطاء.. احد هؤلاء “المغفلين” وفق مقولة “القانون لايحمي المغفلين” وأسف لاستخدام هذه الكلمة أراني الاربعة الاف يورو المزعومة واذا بها عملة بولندية لاتساوي بضعة آلاف من الدينار العراقي بل ان بعضها لاتساوي شيئا لانها ببساطة سقطت من التداول في العالم بعد توحيد العملة في اوربا..المثير للاستغراب والحيرة: انه كيف حدث هذا في قلب العاصمة بغداد وامام انظار القوات الامنية والمجلس البلدي في منطقة الاعظمية.. ام ان الباب مفتوح لكل من هب ودب لتوزيع مساعدات غذائية قد يكون بعضها يحتوي على مواد سامة او استغلال الجوع والحرمان والعوز والفاقة لدى البعض للاستحواذ على مدخراتهم التي جمعوها بشق الانفس لتعينهم من عاديات الزمن..كما يقال “ما اكثر العبر وما اقل من يعتبر” فالشبكات المالية المشبوهة والمحتالون موجودون في كل زمان ومكان وليس ببعيد ما حدث مع شبكة سامكو في منتصف التسعينيات.. لكن مازال هناك الكثير من الناس البسطاء الذين تنطلي عليهم الألاعيب والطرق الملتوية لهؤلاء اللصوص والسراق.من الضروري امام هذه الحالة وضع ضوابط وتعليمات لتنظيم عمل المنظمات والجمعيات الانسانية بالتعاون مع الجهات الحكومية.. وكذلك فضح هذه الممارسات وتوعية المواطنين كما فعل البنك المركزي قبل ايام باصداره تحذيرا للمواطنين وخاصة في منطقة الفرات الاوسط بوجود بعض الجهات والمكاتب والمصارف التي تعطي فوائد مرتفعة مقابل ادخار اموال المواطنين ومن ثم اختلاسها والهروب بها خارج العراق.
#نجاح_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟