عدنان شيرخان
الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 09:35
المحور:
المجتمع المدني
رغم مرور اكثر خمس سنوات على سقوط النظام الشمولي، فلا توجد اية ادلة على معالم الصورة النهائية التي سيظهر بها المجتمع العراقي على العالم . لم تتكون الصورة النهائية، لان المعركة بين المؤيدين للتغيير الذي حدث ربيع العام 2003 والمعارضين له لم تنته تماما، والذين يؤمنون بغير ذلك، فأنهم بأي فخر سيتحدثون عن المحاصصة الطائفية التي تميز الحياة السياسية، وتشكل العمود الفقري للبرلمان والحكومة وحتى داخل الوزارة الواحدة، او الانتخاب بنظام القائمة المغلقة الذي خلف كوارث برلمانية، او اقرار العجز امام محاربة تفاقم الفساد الذي ينخر كالسوس نخاع الدولة والمجتمع، والموقف من تهيمش الذين رفضوا اضافة انفسهم الى طائفة او قومية مهما كان مبلغهم من العلم وهم الذين يطلق عليهم التكنوقراط . . .
بامكان المجتمع المدني ومنظماته الحقيقية فعل الكثير للمساهمة في رسم صورة المجتمع النهائية. المواطن العراقي مهتم بالسياسة ومتابع جيد يومي للاحداث داخل وطنه وخارجه، الا انه ولاسباب تاريخية مصاب بعقدة الانتماء الى الاحزاب السياسية، وانتخابات العام 2005 اثبتت بما لايقبل الشك انه يكره الانتماء للاحزاب والحركات السياسية، وهذا خبر جيد لانصار المجتمع المدني الذي من الممكن ان يحل محل الاحزاب، ولكن بشروط لان الاحزاب والحركات السياسية لايمكن ان ترفع الراية البيضاء بسهولة، ولديها دائما ما يمكن ان تثير به الصخب، على عكس جماعات المجتمع المدني الذين يعملون بصمت وهدوء وسكينة ... على المجتمع المدني ان يطرح نفسه واضحا وصريحا وشجاعا، وان يرفع شعار (خير المجتمع في قليل من السياسة وكثير من المجتمع المدني)، ان يكون له في كل قضية رأي وتصور وحل لصالح المواطن، لصالح تنوع المجتمع العراقي، لصالح الديمقراطية كآلية للحكم الرشيد القوي. عندها سياسر المجتمع المدني الالباب لانه ببساطة يريد الخير للصالح العام وليس لفئة محددة.
معظم المعارك التي خاضتها مجتمعات الدول الديمقراطية، قادها مفكرون ومصلحون ورجال مخلصون، ولكن لم يستطعوا ان يحسموا الامر الا بمساعدة وتأييد المواطن (الناخب)، فهو الحكم والفيصل والمقرر الاخير للشكل النهائي للمجتمع. .
#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟