أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - إحياء الموتى














المزيد.....

إحياء الموتى


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 742 - 2004 / 2 / 12 - 06:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


  منذ ثلاثة عقود ونيِّف، عملت السلطة المستجدة على استنساخ، وتبني لقيط مجالسي عرف في بلدان المنظومة المدعوة،حينذاك[ شيوعية] بأسماء مختلفة.. وحدث أ ن قامت السلطة بتسجيله في دوائر النفوس السورية باسم مجلس الشعب.. ومن وقتها، وبفعل هذا التبنّي الرفاقي، تمكَّن الشعب من الخلود للراحة، والانصراف للتنعم بمباهج الحياة الوفيرة وذلك بعد أن ( استحلبت ) السلطة من يتكلم نيابةً عنه، ومن يحمل رسائل شكره التي تكثر بعد المكرمات، والمنح، والعطايا ..!
في الأمس، الموافق 9/2/2004، تذكّرت السلطة أنَّ عمر اللقيط صار مناسباً للقيام بدورٍ تجميليٍ في عملية التطوير الجارية على قدمٍ وساقين اثنتين، لكنّها تجاهلت حقيقة مثبتة بالأرقام الإحصائية تؤكد لا شرعية المجلس الحالي، كما كان عليه الحال أيام الحصار الإعلامي لكن، هذه المرَّة، أتيحت الفرصة للكشف عن حقيقة عزوف الشعب عن المساهمة في هذه اللعبة التزيينية،والتجميلية، لزوم التوافق مع قيم العصر الراهن ..وهي بهذا المنحى الشكلي، تكشف عن عدم التسليم بما يشهده العالم من تطّور، وتحّضر.. وخاصةً في مسألة حضور الناس الحّي، والفاعل على الأرض، بالرغم من وسائل الاستبداد المضادة،وأنَّ هذا الحضور صار معلوماً، وبالتالي محرِّضاً، بفضل التطور المذهل الذي شهدته وسائل الاتصالات التي مكنَّت شعوب المعمورة كافةً، من التواصل الفعَّال الذي أتاح لها تبادل الخبرات، وكسر الحواجز التي أقامتها أنظمة التسلط من خلال تعريتها وفضحها.
الجديد المعلن، يتعلق بتنظيم جلسات رفاقية لتبادل الأنخاب، حيث يحضر الوزراء كلٌ بدوره للاستماع إلى ما يقوله السادة المنتقين بعناية مركَّزة من الجهات السلطوية المسمَّاة وصائية، الحزبية، منها والأمنية.. وذلك قبل اعتمادها نهائياً من قصر( الشعب) الجمهوري .
لقد عجز العلم حتى الآن، بالرغم من القفزات المدهشة والمتواصلة، عن تقديم إجابات حاسمة لكثير من الأسئلة المتعلقة بالحياة والموت..وحدها أنظمة الاستبداد تمكنَّت من ذلك..!فهي تحيي وتميت من تشاء، وكلما تطلبت مصلحتها ذلك.. والاجراء التكتيكي الأخير هو من هذا القبيل، فالظروف التي تمَّر بها البلاد تتطلب عمليات إحيائية عديدة وبهذه العملية الهادفة إلى بثِّ الروح في مجلسٍ ولد ميتاً، تثبت أنها غير راغبة بتقديم أية تنازلات للداخل السوري فمهارتها تتجلى في تقِّديم التنازلات على الجبهة الخارجية فقط ، ويبدو أنَّ مردَّ ذلك هو خوفها من أن تكَّر السبحة، أو أ، ينفرط عقدها.. وبخاصة أنها لمست خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أن الدستور الذي صاغته على شاكلتها، وبحيث يتضمن نصوصاً يؤِّمن أبديتها، صار هدفاً أساسياً لدعاة التغيير، ولذلك تحاول فرض استمرار قدسيته المصطنعة بالتمسك بقانون الطوارئ المعيب .. ومن باب الإيضاح لمن لا يعرف مفاعيل أحكام الطوارئ العرفية القول: إن العريس السوري يحتاج للحصول على موافقة أمنية مسبقة إذا رغب أو (رغبت عروسه) بإقامة احتفال جماعي ..!على العكس من تجمع نواب السلطة فهم (يعرَّسون) في دورات متتالية من النقاش الذي لايكترث به مواطنٌ واحد في طول البلاد وعرضها .
وهكذا، في الوقت الذي ينتظر فيه غالبية الشعب، إقرار السلطة بضرورة تلبية الاستحقاقات الداخلية التي باتت تشكل الفرصة الوحيدة التي تفتح نافذةً وليس باباً، في النفق المسدود، يكشف السلطويون مرةً بعد مرة، عن الرغبة في الاستمرار كيفما كان حال الوطن، مهزوماً.. أو مستسلماً.. أو ظلَ على وضع الموت السريري الذي هو فيه..!يتلقى الضربات التأديبية ليقوم بالردِّ الفوري لكن على (أعداء) الداخل الذين لا يقدِّرون الظروف التي تمرُّ بها السلطة بعد الحرب في العراق، ويستمرون في طرح مطالبهم التعجيزية من قبيل حرية الكلام أو إمكانية التقاء خمسة مواطنين علناً.. وغير ذلك من حقوق بديهية قلبتها السلطة لتصبح مجرَّد مطالب، لكن تبِّين لاحقا، أنها عورة تستلزم حجاباً أمنياً سميكاً ومزركشاٌ ببضعة محاكم ميدانية، وغير ميدانية، وهذا ما تنجزه بنجاح فائقٍ جميع الأنظمة الاستبدادية في العالم .
11/2/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن ومفهوم الوحدة الوطنية
- حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات
- مقدمة في علم الفساد
- معارضات العرائض والحزب القائد
- بشار الأسد رئيساً
- المفتي المغوار وشيوخ القطاع العام


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - إحياء الموتى