أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إدريس ولد القابلة - اغتصاب الأطفال














المزيد.....

اغتصاب الأطفال


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 742 - 2004 / 2 / 12 - 06:42
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


         غالبا ما يرافق عملية اغتصاب الأطفال أجواء من العنف والخوف والترهيب، مما يحدث آثارا عميقة على نفسية الطفل.

والاغتصاب من الناحية الطبية هو سلوك جنسي يتعرض له الطفل من طرف شخص كهل و شاب، وقد يكون برغبة من الطفل أو رغما عنه.

ومن المعلوم أن مظاهر النمو الجنسي عند الطفل تبدأ في وقت مبكر جدا، إذ أنه خلال شهور الأولى يكتشف الرضيع جسده ويقوم ببعض السلوكات التي تحقق له إحساسا باللذة، فعندما يقوم الرضيع مثلا بوضع إصبعه فهذا يعتبر سلوكا جنسيا، ينتج عنه إحساس يهدئ روعه في انتظار ثدي أمه، وبعد ذلك يكتشف الطفل الأعضاء الجنسية ويشرع في اللعب بها وآنذاك يكتشف نوعا من الإحساس باللذة، وعندما يفهم الطفل يتولد لديه الإحساس بالآخر عن طريق العاطفة والحب، خاصة اتجاه أمه، وهذا ليس حبا وجدانيا فقط بل هو كذلك حب جسدي، وعندما يبلغ الطفل من الخامسة يكون قد راكم جملة من المعارف البسيطة حول الجنس، لكن عندما يتعرض هذا الطفل للاغتصاب تحدث زعزعة في مداركه البسيطة حول الجنس، الشيء الذي يؤثر على تطور شخصيته وآثار الاغتصاب سرعان ما تظهر بجلاء على الطفل مباشرة بعد الاغتصاب.

فالطفل عندما يغتصب يحس أن جسده انتهك وتلطخ وعموما يحمل الأطفال المغتصبون فكرة سيئة عن أجسامهم بحيث تصبح مصدر إزعاج لهم بحيث تصبح علاقتهم بأجسادهم علاقة متوترة، وهكذا يكون الاغتصاب عرقلة في نمو الطفل وتطور أفكاره وتطوراته حول كل ما هو جنسي أو ذي علاقة بالجنس.

ومن السائد في مجتمعنا صمت الأطفال بعد اغتصابهم وعدم تصريحهم بما حصل لهم، ويعود هذا الصمت إلى ثلاث أسباب رئيسية، فالطفل المغتصب يتولد لديه إحساس بالذنب ويحمل نفسه مسؤولية ما حدث، عما يبدأ في معاتبة نفسه، أما السبب الثاني فهو خوفه من الشخص الذي اغتصبه واعتدى عليه، غالبا وأن هذا الأخير يقوم بتهديده إن هو أخبر الغير بما حصل له، والسبب الثالث يتمثل في خوف الطفل المغتصب من رد فعل الوالدين خاصة وأن موضوع الجنس في المجتمع المغربي يعتبر من الطابوهات داخل الأسرة. وفي المدرسة وفي الحي لذلك يفضل الطفل الصمت، إلا انه مهما طالت مدة هذا الصمت وما يرافقه من معاناة، يأتي يوم ويفضح سره.

ولعل أنسب معالجة الآثار السلبية المترسخة في نفسية الطفل من جراء الاغتصاب تبدأ من مكتب التحقيق القضائي، إذ بمجرد ما يعرف الطفل أن ما تعرض إليه خطير وأن الجاني عليه لامناص من أن ينال العقوبة تبدأ المعالجة النفسية.
وبالتالي فإن الطفل في حاجة لمعرفة أن هناك قانونا يجرم ما تعرض له من فعل شنيع، وهذا من شأنه أن يساعده على استعادة الثقة في الآخرين، ولا بد أن يكتمل هذا العمل برعاية الطفل والاهتمام به عوض التركيز على مسؤوليته.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب المغربية والغباء السياسي
- حول كتاب ترجمة معاني القرآن للأمازيغية
- الحقل السمعي البصري بالمغرب السياق والمآل
- المخدرات: زراعة القنب الهندي بالمغرب
- حوار الحضارات يستلزم رؤية واضحة المقاصد
- الكشف عن الحقيقة ، كل الحقيقة ، لاشيء إلا الحقيقة هو مطلب ال ...
- آليات الفساد مازالت حاضرة بالمغرب
- الشرخ الرقمي بين دول الشمال ودول الجنوب
- أوراش 2004 بالمغرب
- السياسة الأمنية الجديدة بالمغرب
- القطاع السمعي البصري بالمغرب وتحديات المستقبل
- جماعة العدل والإحسان قوة اقتراحية بامتياز
- الإصلاح الجامعي بالمغرب
- الفراغ الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي هو سبب مشاكلنا ...
- الشباب والسياسة بالمغرب
- الاستثمار الإشهاري بالمغرب من الكولسة إلى الشفافية
- حزب العدالة والتنمية حزب يتمأسس للتغيير
- الواقع الصحي بالمغرب بين المتطلبات وسبات وزارة الصحة
- السياسة الأمنية الجديدة بالمغرب
- هيأة الإنصاف و المصالحة أو الجنة الوطنية المستقلة للحقيقة؟؟؟ ...


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إدريس ولد القابلة - اغتصاب الأطفال