|
الذكري ال 76 لرحيل خليل فرح
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 08:25
المحور:
سيرة ذاتية
في 30/6/1932م توقف قلب كبير عن الخفقان ، توفى خليل فرح الذي كان نزيلا بمستشفى النهر بالخرطوم ، بعد أن ادركته علة الرئه – السل ، تلك العله التى قال عنها الخليل: علتى وهى علتى قصة الناس في البلد . والواقع ، عندما نتحدث عن الاغنية السودانية الحديثه وروادها يقفز الى الذهن خليل فرح ، انه كان مبدعا ومجددا حقيقيا في الأغنية السودانية ، وقد صدرت حول الخليل عدة كتب نذكر منها على سبيل المثال لاالحصر : - نقوش على قبر الخليل ، للاديب المثقف والدبلوماسي عبد الهادى صديق ، رحمه الله. - ديوان الخليل، الذى قدم له وحققه طيب الذكر الراحل على المك. - كما قدمت الاستاذة حاجه كاشف دراسه عن الخليل . - وفى مؤلف المرحوم حسن نجيله : ملامح من المجتمع السودانى ، جوانب مختلفه من شعر الخليل ودوره في الحركة الوطنية وفي جمعية اللواء الأبيض وذكريات نابضة بالحياة عن صالون (فوز).* الخليل من ذلك الجيل من المتعلمين والمثقفين السودانيين الذين تخرجوا في كلية غردون وغيرها ، والذين حملوا أعباء النهضة السودانية الحديثه وصارعوا من اجل ارساءها في مختلف المجالات ، ووضعوا حجر الأساس الذي لازلنا نبنى عليه في تلك المجالات ، سواء اكان ذلك في ميادين الاقتصاد أم الاجتماع أم السياسة ، ام الموسيقى أم المسرح .. الخ. والواقع أننا لايمكن فهم تطور السودان الحديث دون المعرفة العميقة والباطنية لجذور وجينات ذلك التطور والظروف التى حكمت وشكلت قسمات نشأته الاولى. من هذه الزاويه ، نتناول الدور الذي لعبه الخليل في نهضة وتطور السودان الحديث ، ونتناول قضايا التقدم الاجتماعي التى كان يثيرها ، كما نتناول الربط المبدع لأشعار الخليل بالوطنية والطبيعه السودانية وتخطيه لحدود المكان والزمان.فلازالت قصيدة( عزه في هواك) ترن في الاذان كرمز للوطنية السودانية ، وسوف تظل خالدة في حاضر ومستقبل السودان ، كما كانت في الماضي.يقول الخليل فيها: عزه في هواك نحن الجبال وللبخوض صفاك نحن النبال عزه ماسليت وطن الجمال ولاابتغيت بديل غير الكمال وقلبي لسواك ماشفته مال خذينى باليمين وأنا راقد شمال عزه مانسيت جنة بلال وملعب الشباب تحت الظلال وهى من القصائد الرائعه التى يربط فيها الخليل الوطن الكبير(السودان) بالوطن الصغير (امدرمان) ومنطقة مولد الخليل. يتناول البحث القضايا التاليه: 1- الخليل وعصره 2- الخليل والتجديد 3- النهضه في اشعار الخليل 4- الخليل والوطنية السودانية 5- الخليل والمرأة 6- الخليل والطبيعه 7- خاتمه. أولا: الخليل وعصره: ولد خليل فرح في قرية دبروسه بمنطقة حلفا سنة 1894م (1) ، أى أن الخليل ولد في السنوات الأخيرة لدولة المهديه التى استقل فيها السودان لمدة ثلاثة عشر عاما وتم سقوطها في عام 1898م ، فالخليل تفتح على الاحتلال الانجليزى – المصرى للسودان، وهزيمة دولة المهدية ، وربما يكون اختزن في ذاكرته فظائع احتلال السودان واستباحة الخرطوم خلال الايام الاولى للغزو ، ومؤكد ان - صح ذلك – أن هذا الواقع يكون قد ترك اثره بهذا القدر أو ذاك في الخليل ، كما تفتح الخليل ايضا في طفولته الباكره على النيل وجمال الطبيعه والنخيل والسواقي والاشجار والطيور المتنوعه .. وكل ما تحمله حياة الريف في منطقة السكوت أو المنطقة الشمالية من جمال وبساطه وبهحه ، اضافه لأغانى النوبة ورقصهم وتراثهم الشعبي وأمثالهم وحكمهم، كما نلاحظ بعضا من ذلك في اشعاره ، فعلى سبيل المثال هناك مثل نوبي يقول:زوج البنت دينار فوق جبهة الحماة. والدينار عند النوبة حلية من الذهب الخالص مستديرة الشكل تربطها المرأة في شعر الناصية وترسلها الى الامام ، فتستقر فوق الجبهة ، وهى حليه من الحلى الزاهيه تعتز بها كل امرأة. وهو مثل يضرب للدلالة على مكانة زوج البنت وعلو قدره في نظر حماته.وفي قصيدة ( جنائن الشاطئ) يستلهم الخليل هذا التراث عندما يقول: القوام اللادن والحشا المبروم والصدير الطامح زى خليج الروم حلى جات متبوعه الصافيه كالدينار في القوام مربوعه شوفا عاليه منار وكان والد الخليل : فرح بدرى يعمل بالتجارة ، وكان كثير الاسفار في المنطقة من حلفا ودنقلا وكثيرا ما كان يصحبه خليل في تلك الاسفار، وبطبيعة الحال ، ان هذه الاسفار كان لها الاثر في شخصية وتفكير الخليل فجعلته يتعرف على مناطق مختلفه من السودان في بداية حياته، الشئ الذى جعله واسع الافق والخيال كما ساعدته على حب وعشق الطبيعه والتى عبر عنها كثيرا في اشعاره ، توفى والده سنة 1915 ، كما توفيت والدته سنة 1927 م. نال الخليل جزءا من تعليمه في خلوة الشيخ احمد هاشم بجزيرة صاى ، ثم الكتاب في دنقلا ، كما درس في امدرمان حيث كان يقيم واهل ابيه ، ودخل كلية غردون وتخرج فيها مهندسا ميكانيكيا، وعمل بعد تخرجه في مصلحة البوسته والتلغراف ، ونتوقف هنا قليلا لنلاحظ ، أن الخليل تلقى تعليما مدنيا حديثا أو مدنيا فرضته احتياجات الادارة البريطانية بعد قيام مشاريعها الصناعية والزراعية والخدمية ، واحتياجها لنوع من التعليم الحديث يلبى الاحتياجات ، وبدراسة الخليل للهندسه تفتح افقه وخياله وبدأ يتعامل مع المنجزات الحديثه للثورة الصناعية الاولى من ادوات انتاج ومبادئ العلوم والرياضيات والهندسه .. الخ، كل ذلك اسهم في تنمية وعى الخليل الاجتماعي والذى صقله فيما بعد باطلاعه الواسع في الادب والشعر القديم والتاريخ الاسلامي والسوداني ، اى ان الخليل تخطى برنامج كلية غردون الدراسي الذي كان يقتصر على تدريب الطالب على مهنه محددة معزوله عن الثقافة العامة ، وهذه نقطه مهمه تشكل المفتاح لفهم سر التجديد في الاغنية السودانية وفي الشعر السوداني عامة ، ذلك لأن الخليل نفسه هو نتاج القوى الحديثه من موظفين وعمال ومهندسين الذين برزوا بعد قيام مؤسسات الادارة الاستعمارية في بداية القرن الماضي ، وهذه القوى هى التى قادت دفة التجديد في مختلف المجالات الأدبية والفنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية فيما بعد. ومن الملامح الانسانية للخليل زواجه من السيدة سلامه اغا ابراهيم أرملة شقيقه بدرى وذلك في جزيرة (صاى) عام 1923 م ، وكان له من الولد فرح وعائشه. وكان للخليل نظرة عميقة للاستعمار باعتباره سبب الشقاء والتخلف للسودانيين ، وهذه النظرة نلمحهافي قصيدة ( صائد الانام) ، وهى قصيدة نظمها بمناسبة زيارة ( أمير بريطاني) للسودان جاء فيها : ياصائد الانام سافر ياامير وانزل اراضينا جوب ساحاته واستعرض ميادينا ما تهمك مدارسنا ونوادينا اهلك اهملوا تأسيسه عامدينا ساد الجهل وسادت عوادينا وعم الفقر مداينا وبوادينا ما اتسولنا أو مدت ايادينا غير الخالق المن فيضه يدينا ياصائد الانام المولى عاطينا طبيعه غنيه في بواطينا ما اخصب جزائرنا وشواطينا وخيرات الجزيرة الدافقه طينا ويختتم الشاعر بقوله : بس الشفته من احوالنا بيألم احكى عنه لاهلك وعد سالم والخليل هنا يعبر عن مفهوم عميق للاستعمار كظاهرة اقتصادية اجتماعية ، باعتباره سبب الجهل والتخلف رغم ادعائه بأنه جاء لنشر التعليم والمدنية ، ويتضح ذلك من اهماله للتعليم والشح في بناء المدارس والاندية التى ترمز للوعى والتقدم الاجتماعي والثقافي ، ورغم خيرات البلاد وخصوبة أرض الجزيرة ، الا أن عائدها يذهب لجيوب المستعمرين بينما السودانيون يعانون من الفقر في المدن والبوادى ، والخليل هنا كان عميقا عندما يلاحظ الفقر في القطاع الحديث ( المدن) ، وفى القطاع التقليدي ( البوادى) ، ويشير الى عزة السودانيين الذين يرفضون التسول رغم الفقر الذي عمّ في فترة سيادة الاستعمار الذي اهتم بالمحصول النقدي ( القطن) واهمل زراعة قوت الناس مثل: الذرة والدخن والخضروات .. الخ، أى أن الاستعمار لم يكن يهمه غذاء السودانيين ورفاهيتهم بقدر ما كان يهمه غذاء السودانيين ورفاهيتهم بقدر ما كان يهمه انتاج المحصول النقدي( القطن) اللازم لمصانعه في لانكشير. اعتقد أن الخليل هنا عبر بالحدس والفطرة تعبيرا عميقا عن فهم ظاهرة الاستعمار والأسباب الأساسية للتخلف التى نشأت من استنزاف خيرات البلاد، وتصدير الفائض الاقتصاي للخارج وابقاء السودانيين في حالة من الجهل والفقر. وبعد استقرار دولة الحكم الثنائي شرعت في ارساء البنيات الاساسية للدولة السودانية الحديثة ، فقامت السكك الحديدية والنقل النهرى وتم انشاء ميناء بورتسودان ، وتم ارساء التعليم الحديث وقامت كلية غردون وتم بناء المستشفيات الحديثة وقامت مصلحة البوستة والتلغراف وقام مشروع الجزيرة وخزان سنار ، ونشأت دور الطباعة والنشر والصحافة .. الخ. وشهدت الفترة(1900 – 1919 م) تخرج متعلمين من كلية غردون ، كما شهدت تطورات عالمية وداخلية كان لها الاثر في تطور وظهور شكل جديد للوطنية السودانية بعد هزيمة دولة المهدية واتباعها وهزيمة الانتفاضات القبلية والدينية التى استمرت حتى 1916م. حيث تم القضاء على تمرد السلطان على دينار في دارفور. وشهدت تلك الفترة الحرب العالمية الاولى وما تمخض عنها من تطورات في الحركة الوطنية لشعوب المستعمرات.والاتجاه العام للمطالبه بحق تقرير المصير ، كما شهدت نشوء ومولد الصحافة السودانية التى بدأت اجنبية الملكية سودانية القراء ، حتى قامت أول جريدة ( الحضارة) سودانية في الملكية والقراء(2 ). كما اشترك الجنود السودانيون في الحرب العالمية الاولى وعادوا للبلاد بوعى جديد ، كما شهدت تلك الفترة نهوض الحركة الوطنية المصرية التى توجت بثورة 1919 م والتى كانت تطالب بسيادة واستقلال مصر ، كما شهدت شعوب المستعمرات الاخرى في الشرق ثورات مثل ثورة الهند ، كما قامت الثورة الروسية عام 1917م. ولم يكن السودانيين ولاسيما المتعلمين منهم بمعزل عن تلك الاحداث والتطورات فتم انشاء نادى الخريجين ، وقامت جمعية الاتحاد السوداني وجمعية اللواء الأبيض فيما بعد والتى كانت تطالب بوحدة وادى النيل تحت التاج المصرى وجمعية اللواء الابيض من اوائل التنظيمات التى قامت على اسس سياسية حديثة في السودان وشكلت تطورا ارقى في ميدان التنظيم في السودان. كان خليل فرح عضوا في جمعية الاتحاد السوداني التى تكونت عام 1921 م في منزل محى الدين جمال ابوسيف ومن اعضائها المؤسسين توفيق احمد البكرى وبشير عبد الرحمن وكلهم كانوا من طلاب كليةغردون ، وكان هدف هذه الجمعية وحدة وادى النيل ثم صار من اعضائها : مدثر البوشي ، الامين على مدنى ، عبيد حاج الامين ، بابكر القبانى ، توفيق صالح جبريل وغيرهم. ومارست الجمعية آساليب العمل السري ، وكانت اجتماعاتها تتم سرا ، وتوزع المنشورات التى توضح اهداف وافكار الجمعية ، وعندما قامت جمعية اللواء الابيض انضم اليها خليل فرح وكان الخليل يعبر في قصائده واشعاره عن اهداف وشعارات وحدة وادى النيل التى قامت ثورة 1924 م على أساسها ونلمس ذلك على سبيل المثال في قصيدة ( الشرف الباذخ) والتى يقول فيها: نحن ونحن الشرف الباذخ دابى الكر شباب النيل قو قوم كفاك يانائم شوف شوف حداك يالايم مجدك ولىّ وشرفك ضلّ وامتى تزيد زيادة النيل الى أن يقول: ده ودعمى وده ضريب دمى وانت شنك طفيلي دخيل يانزلانا ارمقوا الذمه كيف ينطاق هوان الامه شالو حقوقنا وزردوا حلوقنا ديل دائرين دمانا تسيل من تبينا قمنا ربينا ما تفاسلنا لو في قليل ما فيش تانى مصرى سودانى نحن الكل ولاد النيل واضح من القصيدة انها تعبر عن جماعة ( نحن) أى جماعة وحدة وادى النيل ، ويرد فيها ذكر (النيل ) اكثر من مرة ويختتم بقوله ( مافيش تانى مصرى سوداني نحن الكل (ولاد النيل)، ويرد فيها تعابير مصرية مثل( امتى تزيد زيادة النيل )، كما يشير الخليل الى الكبت الذي يعانى منه الشعب السودانى في ظل الاستعمار الانجليزى عندما يقول: يانزلانا امرقوا الذمه كيف ينطاق هوان الامه شالو حقوقنا وزردوا حلوقنا ديل دائرين دماءنا تسيل ويقول للمصرى والانجليزى: ده ود عمى وده ضريب دمى وانت شنك طفيلى دخيل . اى أن القصيدة تعبر تعبيرا كاملا عن اهداف اللواء الابيض ( وحدة وادى النيل). بعد هزيمة ثورة 1924 م وخروج القوات المصرية من السودان وانفراد الانجليز بالحكم ، نظم الخليل قصيدة( ماك غلطان) في عام 1925 والتى تحولت الى نشيد وطني ذاع شأنه وكان يغنيه كثير من المطربين ، يقول فيها: ماك غلطان ده هوى الاوطان نوح ياحمام الى أن يقول فيها: اطرى فلان وليالى عنان وين ياسلام كنا حنان والحله جنان نوح ياحمام اليوم آن للمحنه آوان ضل المرام ما فى اخوان وحياتنا هوان نوح ياحمام لاشك أن التزام خليل السياسي سبب له المتاعب في الخدمة المدنية ، حيث كان هدفا لحزم الادارة ، وعلى حد تعبير على المك ( ربما كان ذلك عقابا على شعره واشاراته للادارة البريطانية بالتلميح والتصريح) (4). فقد بلغ مجموع الايام التى خصمت رواتبها من خليل فرح عشرون يوما في مدة خدمته من أخريات عام 1913 م الى عام 1929م. احب الخليل مصر والذى كان يرى فيها مثلا اعلى في الثقافة والعلم ، كما ادرك قوة الصلة بين الشعبين المصرى والسوداني ، وما انضمام خليل لجمعية اللواء الأبيض والتى كان من اهدافها ( وحدة وادى النيل) الا دليل على ذلك ، فقد ذكر مصر كثيرا في اشعاره كقوله ( نحن الكل اولاد النيل)، ( نحن كنانة اسماعيل). وعليه شد الرحال الى مصر في آخر عام 1928م ، واستطاع أن يكسر ويتخطى القيود التى كان يضعها الانجليز في سفر المثقفين والمتعلمين السودانيين الى مصر طلبا للمزيد من العلم والمعرفه. وفي الفترة الى قضاها الخليل في مصر استطاع أن يطور قدراته الغنائية والموسيقية ويتزود بالعلم في هذا الجانب ، ودرس علوم الموسيقي ، واستطاع الخليل عن طريق المعارف العلمية الاولية في هذا الجانب أن يطور ويسهم في ارساء قواعد الأغنية السودانية على أسس جديدة راقية ومتطورة . كان صراع الخليل مزدوجا : الصراع ضد الاستعمار والتخلف والفقر والصراع ضد المرض ، داء السل العضال الذى كان يعانى منه ، فازدادت معاناته ومتاعبه وعلى حد قول المتنبي ( ومن ذا يحمد الداء العضالا). وفي قصائده اشارات كثيرة لذلك المرض ، وكان يربط علته بعلة الوطن كله ، ومن الامثله على ذلك قصيدة ( من يداويك) والتى جاء فيها: من يداويك والحياة كما شاءوا وما شئت كلها الآم مالنا نسكب الدموع على القرطاس ياقوم ولعلى أقوام وكذلك نلاحظ ذلك في قصيدة ( الاتومبيل والاسد) والتى جاء فيها: يابناءا على المجد قد قام واعتمد رفع الله امة رفعت مجدها السند كم طبيب على عبادة الفجر ما رقد يتلقاك باسما جس نبضا أو انتقد تلك ستون ليلة هى كالسجن أو اشد صدمة ليتها صدمة الاتومبيل أو الاسد علتى وهى علتى قصة الناس في البلد كان الخليل عميقا في ثقافته ومعرفته بالتاريخ والشعر العربي والتراث السوداني وينعكس ذلك في شعره وقصائده ، كما استطاع أن يطوع تلك المعرفة على الواقع السوداني ، وتحت مفاهيم جديدة ولغة جديدة وجمع في شعره بين العامية والفصحى. وفي قصيدة ( طير الوادى) اشارة للتراث ولآثار السودانية والامجاد الماضية يقول فيها: كنانة آمون مشغوله قايدة وشايدة من والدنه بى تلك القصور الشايدة وفي قصيدة ( تعال الى ) يقول: طربت وهزنى الشوق المشيم وعاود مهجتى داء قديم الى أن يقول: فسل سوبا وسنار عنا وواد النخل لبنك الرسوم فالخليل هنا يصل لمرحلة متقدمة في الوعى بالذات وبالحضارة السودانية. وفي قصيدة ( لاتقوم الشعوب الا على ماضي)، يقول: رب ما ض من الهوى بعثته ذكريات الهويل بالتغريد لاتقوم الشعوب الا على ماض بقيت بذكره في النشيد وبنفسى هى الحياة حياة اسلكت اهلها سبيل الخلود ويدعو الخليل الى العلم والمعرفهحين يقول: فكونوا كا الكواكب ذا زمان لغير اولى النهى ليل بهيم وشدوا بعضكم بعضا وسيروا بغير العلم مسلككم وخيم ثانيا : الخليل والتجديد : كانت الاغنية السودانية قبل الخليل تتسم بالاسفاف والركاكه ، وهى نتاج المجتمع التقليدي الضيق الذي كان يعيش فيه السودانيون قبل الارتباط بتيارات الثقافة العالمية ، ودخول التعليم الحديث ، وبالطبع عندما جاء الخليل بتعليمه المدنى الحديث وثقافته واطلاعه الواسع ، اسهم في الارتقاء بالاغنية السودانية ونحت تعابير ومفاهيم جديدة تتسم بالرصانه على المستوى العامى والفصيح. ويرى المبارك ابراهيم ، أن تاريخ وتهذيب الأغانى السودانية في مبتدأه لايعترف الا بوجود الزعماء المجددين الثلاثه: ابراهيم العبادى ، صالح عبد السيد( ابوصلاح)، وخليل فرح(5). هذا وقد اتسم شعره بصفة عامة بحب الطبيعة والوطن ويقول القصيدة تصدر عنه بلحنها مثلما هو بشفق عليها ان تقع في ايدى العابثين ، فكانت الحانه فريدة والعمل الغنائي يخرجه خليل فرح كاملا كلمات وغناء ، والذي اسماه المبارك ابراهيم تهذيبا ، ولكن على المك يطلق عليه في الواقع ثورة(6). وخليل فرح رغم أنه نوبي ، ورغم سيطرة ثقافة الوسط العربية ومحاولة تهميشها لثقافات الاطراف غير العربية ، الا أن الخليل برهن عاى أنه متمن من اللغة العربية العامية والفصحى ، واستطاع أن يحدث ثورة حقيقية في الأغنية السودانية ، وفي تنمية لغة اهل امدرمان التى هى حصيلة تفاعل قبائل السودان المختلفة التى تم حشدها في المدينة عند بداية تأسيها بعد انتصار الثورة المهدية. واسهام النوبة في الثقافة العربية الاسلامية واضح ، فكما يقول د. عبد الله الطيب : الجاحظ العظيم نوبي ، وذو النون المصري القطب الصوفي المشهور كان نوبيا ، مما يوضح أن النوبة كما ابناء الفرس والروم اسهموا في تشييد صرح الثقافة العربية الاسلامية. وبالتالى لانستغرب ابداع خليل فرح النوبي وتمكنه من اللغة العربية واسهامه في تطوير وتجديد فن الغناء السوداني. ثالثا: النهضة في اشعار الخليل: في قصائد الخليل نلمس دعوات واضحه الى ابناء الوطن لكى ينهضوا ويواكبوا التطور ويتحرروا من الركود والجمود، في قصيدة (الشرف الباذخ) يقول: قوم قوم كفاك يانايم شوف شوف حداك يالايم مجدك ولى وشرفك ضل وامتى تزيد زيادة النيل فهى دعوة صريحه للنهضة والتطور والازهار حتى يعم الرخاء والتقدم في البلاد. وفى قصيدة ( فلق الصباح) يقول: عزه قومى كفاك مومك وكفانا دلال يومك انت يالكبرتوك البنات فاتوك في القطار الطار فهى دعوة صريحة للوطن لينهض ويلحق بالاوطان الأخرى التى سبقته في مضمار النهضة والتقدم. وفي قصيدة (عزة في هواك) يقول: عزة شفت كيف نهضوا العيال جددوا القديم تركوا الخيال وفي قصيدة ( وطني) يقول : لبسوا الجديد على القديم وهكذا صارت تصان وديعة الاحفاد رابعا: خليل والوطن: احب الخليل الوطن وعشقه عشقا شديدا وعبر عن هذا الحب في اشكال مختلفه منها الشكل المباشر والشكل الرمزى ( الحبيبه ، عزه ، المرأة ، ... الخ). وفي قصيدة ( ماهو عارف) يصل للقمه في حب الوكن يقول في القصيدة: ماهو عارف قدمه المفارق يامحط امالى السلام في سموم الصيف لاح بارق لم يزل يرتاد المشارق كان مع الاحباب نجمه شارق ماله والافلاك في الظلام الى أن يقول: من فتيح للخور للمغالق من علايل ابروف للمزالق قدله يامولاى حافى حالق بالطريق الشاقه الترام ما يئسنا الخير عوده سابق الى يعود ان اتى دونه عايق الى يوم اللقاء وانت رايق السلام ياوطنى السلام وفي قصيدة ( اذكر بقعة ام درمان) يعبر عن حب عميق لوطنه الصغير ( ام درمان) وعن فهم عميق لتاريخ وجذور المدينه وتركيبتها ، يقول في القصيدة: اذكر بقعة ام درمان وانشر في ربوعها آمان ذكر ياشبابي زمان يواصل الخليل ويقول: دارنا ودار ابونا زمان وفيها رفاة جدودنا كمان ما بننساك خلقه ضمان جنه وحور حماك ضمان بطرى الاسسوك زمان كانوا نحاف جسوم ما سمان كانوا يحلحلوا الغرمان يساهروا يتفقدوا الصرمان في السودان فتيح معروف ولسه ابو عنجه خوره سروف وود نوباوى زول معروف باقى وديك مشارع ابروف كانوا جبال تقال ومكان نزلوا اتربعوا الاركان نلاحظ هنا أن الخليل يستخدم ( بقعة ام درمان) ، وكلمة بقعه من الكلمات التىيستخدمها الامام المهدى عليه السلام ، مما يشير الى ربطه وتلميحه الى ام درمان العاصمه الوطنية أو عاصمة أول دولة مستقلة. وفي القصيدة نلاحظ الوصف للاحياء والذين اسسوها وبطولاتهم وشهامتهم ( جبال تقال ومكان).أى أن الخليل هنا يشير الى امجاد المدينه وتاريخها والوطنية السودانية من خلال هذه القصيدة ، وكذلك في رائعته ( يانيلنا يانيل الحياة) التى يقول فيها : يانيلنا يا نيل الحياة حياك حياك الحيا الى أن يقول: بالله ياوطن الصبا بالعافية ياروح الصبا بفداك من قلبي الصبا بي مالى بي دم الصبا يواصل ويقول: يا نيلنا ياسحر الحلال يا ابشامه في صدرك هلال قول للسلف خلفا حلال نتلاقى في جنة بلال خلاصة القول : أن الخليل احب الوطن حبا جما ، حبا ملك كل كيانه وسرى في دمه ، ومن هنا نفهم سر خلود شعر الخليل على مر العصور والازمان ، وسيظل الناس دائما يرددون ( عازه في هواك)، و( ماهو عارف قدمه المفارق)، و ( فلق الصباح )، .. الخ. خامسا: الخليل والطبيعه: كانت الطبيعة والبيئة السودانية مصدرا هاما لاشعار واغانى الخليل ، فنجد أن الخليل حسد ما كان يدعوا اليه حمزة الملك طمبل ، وهو نظم شعر سوداني اصيل يعكس بصدق واقع وبيئة السودان بدلا من النقل الاعمى لبيئات اخرى وحشرها حشرا في اشعارنا ، اى شعر كل من يقرأه يعرف أنه شعر سوداني صميم. ومن الامثله لذلك قصيدة ( مقرن النيلين) التى يقول فيها: صبحنا نوارك هباب والروضة تتنفس حباب حس السواقى مع الضباب مناحه بالهوى طارقه باب وقصيدة ( اياما مضت) تعكس ذكرى عميقة للطبيعة يقول فيها: اياما مضت ساعة تدخل الغابه في ضل الاراك ترى البهم تشابى لى وقت العصير تتفاوت الجلابه تغشى الحله سامعين لى نبيح كلابه ومن الاشجار التى ترد في شعر الخليل ( النخل)، ( النبق أو السدر)، ( الاراك)، ( السلم)،... الخ من الاشجار التى تعبر عن البيئة السودانية. ويصل حب الطبيعة الى نهايته العظمى في شعر الخليل في قصيدة ( في الضواحى) التى يقول فيها : في الضواحى وطرف المداين يله ننظر شفق الصباح قوموا خلوا الضيق في الجناين شوفوا عز الصيد في العساين الى أن يقول: بالطبيعة الواديك ساكن ما فى مثلك قط في الاماكن ياجمال النأى في ثراكن ياحلاة البرعى اراكن في قفاهن ثور قرنه ساكن لاغش لاشافن مساكن في الحزام والشبح والبراح ويختتم بقوله : مال نسيم الليل بي برودك نامت الازهارفي خدودك عرد العصفور فوق عودك النفوس ما تعدت حدودك ما عرفنا عدوك من ودودك بس انا المقسوم لى صدودك ياحياتى واملى اللى راح سادسا: الخليل والمرأة: اهتم الخليل بتعليم المرأة باعتبار ذلك اساس النهضة والعمران ، وكان انحياز الخليل واضحا في الصراع الذى دار في العشرينيات من القرن الماضي بين انصار واعداء تعليم المراة ، كان الخليل مع تعليم المرأة ووقف بجرأة مع مجرى التطور والتقدم الاجتماعي ، ويتضح ذلك في قصيدته بعنوان ( في تعليم المرأة) والتى يقول فيها : ارشدونا ياولاة الامر في امرنا ذل جهول خامل وانصفونا من حياة نصفها حائر والنصف جسم جاهل تعب في الغيط والبيت متى يصلح الحال ويأوى العاقل علموها انها مدرسة لحياة ما اليها طائل وللخليل قصيدة اخرى في تعليم المرأة بعنوان (المدرسة) يقول فيها: يلا نمشى المدرسة سادة غير اساور غير رسا يلا سيبى الغطرسه قومى افرزى كتب المدرسه الساعة سته دقت يام رسا نايمه والمنبه حارسا الى أن يقول: دارسه ماك جاهله محنسه قادله لى كتابه مؤنسه حاشا ما تربيتي مدنسه لسه لسه عزك ما اتنسى اى أن الخليل يرى أن التعليم هو أساس التقدم والنهضة ولابد لنصف المجتمع أن يأخذ نصيبه منه. وكان الخليل يدعو لتحرر المرأة من الجمود والنظره الباليه للمرأة ولتحرر العلائق الاجتماعية في عفة وجمال وفي اطار تقاليد المجتمع.وفي قصيدة (صح النوم) يقول: اختك يازينة العوالم طلعت فوق من غير سلالم انت كمان عندك معالم بكره نقوم وطريقنا سالم ليك الدار والناس محارم مجدك حى واهلك حضارم انت العز وانت المكارم شرفك لى في الهيجا صارم وفي قصيدة ( تم دور وادور) يقول: النحر معمر والسباته حارة والمجال مضمر الشعر مخمر يرشح كله ند عردب المجمر قام محمد بشر هز فوق تيجانن سل سيفه كشر قول معاى واتفشر نحن سياج عروضن ونحن يوم المحشر ومن قصائده الرائعه ( ميل وعرض) التى يقول فيها: ميل وعرض كتر امراضي بي هواكم والهوان راضى جن ليلى وهاجت اعراضى سح دمعى وطاشت اغراضى الى أن يقول: بالى جسمي ومن زمان قاضى هاهو حبك بين انقاضى هدى روعك اوع لاتقاضى ما بشارعك مابكوس قاضى المضلل رشدى ياهادى والمكتر في القضاء سهادى ومن روائعه ايضا: قصيدة ( بين ها القصور) التى يقول فيها: اللحظ مثير والكفيل وثير والبسيم مفلج كالدر النثير البنان خضيب والقوام رطيب والوريد الباهى محق الوضيب غير شك تسود العيون السود مافى شئ مبدع خالى من حسود خاتمه: من العرض السابق نصل الى أن الخليل كان مجددا حقيقيا لفن الغناء السوداني ، والخليل نتاج النهضة الحديثة والتعليم المدنى الحديث ، وكان ذو ثقافة عميقة وعلى المام بالتاريخ الاسلامي والسوداني وبالتراث السوداني ، ويظهر ذلك في شعره ، كما استطاع الخليل أن ينحت قوالب جديدة تناسب البيئة السودانية ، فجمع الخليل بعمق وبمهارة بين العامية والفصحى مما يدل على تمكنه من ناصية اللغة والشعر ، واستطاع الخليل أن يعطى القوالب الفنية القديمة التى كانت تتلخص في غناء الدوباى والطنبور والمديح . استطاع أن يكسبها مضامين جديدة ، أو كما يقولون : استطاع أن يصب نبيذا جديا في قنانى قديمه ، فبعث فيها الحياة وبكلمات اخرى ، كان الخليل عميقا بنى الجديد على افضل ما القديم . استطاع الخليل انتاج شعر وفن غناء سوداني اصيل عبر عن الفترة التاريخية بكل شحناتها والآمها وعبر عن الواقع والبيئة السودانية في اشجارها وطيورها وانهارها وازهارها وجبالها ومعالمها التاريخية وتراثها الزاخر بالحياة ، كل ذلك في نسيج فريد ، كما استطاع الخليل أن ينحت كلمات وتعابير جديدة ، كانت ترمز للوطن بهذا القدر أو ذاك مثل ( عزة)، و( جنة بلال)،.... الخ. كان الخليل مناضلا من اجل الاستقلال ، وكان عضوا في جمعية اللواء الابيض ومن رموزها الثقافية البارزة والمعبرين فنيا عن شعاراتها ، فالخليل لم يكن شاعرا رومانسيا بعيدا عن قضايا وهموم الوطن ، بل كان يعمل من اجل تغيير الواقع الى الافضل. كما كان الخليل يعبر عن التيار العام للتطور الاجتماعي ، فنجد في قصائده الدعوة الى تعليم المرأة وتحرير البلاد من الجهل والفقر ، وكان وعيه مبكرا ، بأن سبب تخلف وفقر البلاد هو الاستعمار الانجليزى ، اى أن الخليل كان شاعرا واعيا بذاته وبتاريخه وبوطنه. وكان الخليل من الاوائل الذين ادخلوا العود والالات الموسيقية الحديثة في الاغنية السودانية. كما كان الخليل يصارع ضد نوعين من الاضطهاد : اضطهاد الاستعماريين للسودانيين ككل ، واضطهاد القبائل العربية لثقافات القبائل الطرفية ، اى كان مناضلا ضد العنصرية ، واستطاع الخليل أن يبرهن أن ابناء النوبة رغم ( رطانتهم)، - والتى في الواقع لغة – يمكن أن يبدعوا في استيعاب اللغة العربية والشعر العربي. الهوامش والمصادر: *الاشارة هنا الى مبروكة( فوز) التى كانت تؤمن اجتماعات جمعية اللواء الابيض وتشاركهم القضية والغناء مضحية بسمعتها ومكانتها في المجتمع في تلك الفترة الباكرة من تطور المجتمع السوداني من عشرينيات القرن الماضي. 1 – انظر ديوان خليل فرح ، تحقيق وتقديم على المك ( دار جامعة الخرطوم للنشر 1977 م). 2 – راجع محمد متولى بدر : حكم وأمثال النوبة ( معهد الدراسات الآسيةية والافريقية – شعبة الفلكلور 1978 ). 3 – للمزيد من التفاصيل راجع حسن نجيله ( ملامح من المجتمع السوداني ) – الجزء الأول ، ومحجوب محمد صالح ( الصحافة السودانية في نصف قرن ) – الجزء الاول. 4 – على المك ديوان الخليل ، مرجع سابق. 5 - المرجع السابق، ص 14 . 6 – المرجع السابق.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النفط السوداني:الشركات متعددة الجنسية وصراع المصالح
-
تعقيب علي ندوة حوار حول التنمية( المفاهيم ومتغيرات العصر)
-
حول الفصل الثامن من مشروع البرنامج- قدسية الدين ودنيوية السي
...
-
دراسة في برنامج الحزب الشيوعي السوداني
-
تجربة الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني، الفترة(1951-
...
-
الجذور التاريخية للتهميش في السودان(6)
-
الجذور التاريخية للتهميش في السودان(7)
-
الجذور التاريخية للتهميش في السودان(الحلقة الأخيرة)
-
الجذور التاريخية للتهميش في السودان (4)
-
الجذور التاريخية للتهميش في السودان(5)
-
الجذور التاريخية للتهميش في السودان(1)
-
الجذور التاريخية للتهميش في السودان(2)
-
الجذور التاريخية للتهميش في السودان(3)
-
الجذور التاريخية للتخلف في السودان
-
الدولة في السودان الحديث(3)
-
الدولة في السودان الحديث( الحلقة الاخيرة)
-
الجذور التاريخية لبذور العلمانية في السودان
-
الدولة في السودان الحديث(2).
-
الدولة في السودان الحديث(1)
-
الحزب الشيوعي السوداني والمناطق المهمشة
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|